28/06/2025
السم القاتل يهدد شباب البلينا ويزعزع إستقرار المجتمع.
بقلم إبن الساحل أ/ خالد العتماني
================================
-في قلب محافظة سوهاج يأتى مركز البلينا في المقدمة حسب التقارير وخاصةً القرى التي طالما اشتهرت بهدوئها ورونقها الريفي الجميل وعاداتها الأصيلة ، يتسلل عدو خفي يهدد حياة الناس ومستقبل الشباب ، وهو مخدر #الشبو هذا السم القاتل الذي لم يعد مجرد ظاهرة فردية مؤقتة ؛ بل أصبح ظاهرة تنتشر كالنار في الهشيم مهددةً بتدمير بنية المجتمع بأكمله والعمل على قتل الشباب وتدمير مستقبله وتفكيك أسرته.
-على الرغم من بساطة الحياة في البلينا وقراها ، إلا أن تعاطي الشبو أصبح مشهدًا مألوفًا بين الكثير من الشباب الذين انجرفوا نحو هذا العالم المظلم؛ فالشبو المعروف أيضًا باسم الكريستال هو مخدر اصطناعي يُعد من أخطر أنواع المخدرات التي عرفتها البشرية ، فمادة بلورية المظهر ، لكنها تحمل في داخلها دماراً شاملاً للعقل وللجسد والروح والمجتمع .
-السؤال كيف وصل الشبو إلى البلينا ؟
عندما نبحث في جذور المشكلة ، نجد أن تُجارة المخدرات قد استغلت ضعف الرقابة في بعض المناطق وخاصة الريفية وصعوبة وصول الأجهزة المعنية إلى أماكن التوزيع ، إضافة إلى المشاكل الإقتصادية التي تجعلها أرضًا خصبة لترويج مثل هذه السموم ، فتجار المخدرات يدركون جيدًا نقاط ضعف الشباب ، حيث يستهدفون الفئات الأكثر تأثرًا مثل المراهقين وأصحاب الدخل المحدود إما للتعاطي و إما للتجارة .
-قصص مأساوية خلف الأبواب المغلقة .
وراء انتشار الشبو تختبئ قصص مأساوية لشباب فقدوا مستقبلهم بسبب هذا المخدر ؛ فهناك شاب كان حلمه أن ينهي مشواره الجامعي وجد نفسه وراء القضبان بعد أن ارتكب جرائم سرقة تحت تأثير الشبو ؛ وآخر فقد عقله بالكامل ليجوب شوارع يتكلم بكلمات غير مفهومة ، والآخر طريح الطرقات بين الأرصفة ومحطات القطارات ، وهناك من أصبح تاجراً محترفاً.
-الأضرار ليست فقط جسدية؛ بل نفسية واجتماعية ، فالإدمان على الشبو يسبب هوسًا وجنونًا ، حيث يفقد الشخص السيطرة على أفعاله وسلوكياته ؛فالعائلات الآن تعيش في خوف دائم ، إما من تحول أحد أفرادها إلى مدمن ، أو من جرائم قد يرتكبها مدمنون يعيشون في نفس المجتمع أو البيئة المحيطة وكما سمعنا من اعتداءات وقتل وسرقة وارتكاب افعال فاحشة.
-الشبو لم يعد مجرد قضية فردية ، بل أصبح ظاهرة تنتشر كالنار في الهشيم ، مهددةً بتدمير بنية المجتمع بأكمله ، لكن وسط هذا المشهد القاتم نجد هناك من يقاوم ، فهناك بعض القرى بدأت منذ فترة تنظيم حملات توعية من خلال المساجد والمدارس والندوات المستمرة ، محاولين حماية أبنائهم من هذا الخطر وفي بعض الحالات نجد تعاون الأهالي مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن تجار المخدرات ، ما أدى ذلك إلى القبض على بعض المتورطين في ترويج الشبو ، وهنا نشكر الأجهزة الأمنية على مجهودها الكبير ، ومع ذلك لا تزال الجهود بحاجة إلى تكاتف أكبر ، لمواجهة هذا الجريمة لأنها ليست مسؤولية فردية تخص الأمن فحسب ، بل هي حرب جماعية تحتاج إلى مشاركة كل أطياف المجتمع بجميع مؤسساته وأفراده.
وأخيراً البلينا وقراها تواجه معركة شرسة للحفاظ على هويتها ومستقبل ابناءها لأن هذا المخدر ليس مادة تُباع وتُشترى ، بل هو عدو يتسلل إلى البيوت كي يدمر الأحلام ، ويدمر الأسر ، ويحطم القيم ، فالمسؤولية تبدأ من كل فرد.. تبدأ من الأسرة والآباء والمعلمون ، والقيادات المجتمعية وخطباء المنابر، والأجهزة الأمنية وجميع مؤسسات الدولة لأنها قضية أمن قومي ومجتمعي ، فإن لم يتم التصدي لها بحزم ، فإن مركز البلينا وقراه سيواجهان المزيد من التحديات التي تُعيق التنمية والاستقرار والأمن والأمان.
حفظ الله مصر وحفظ الله جميع البلاد والعباد
