
04/09/2025
أُمّي💚
💠️يا من صنعتِ من التعبِ زهراً، ومن العوزِ عطاءاً.
💠ليست الأم مجرد كلمة تُقال، بل هي كونٌ كاملٌ من التضحيات، وقصةٌ من نورٍ تُكتب بأناملِ الحبِ والصبر. وأمي… هي أجمل فصل في تلك القصة.
💠️لطالما كانت أمي مهندسةً لحياتنا، بنت لنا من قسوة الظروف قصراً من الأمان، ومن شظف العيشِ زهوراً من الرجاء. لم تكن تملك إلا القليل، ولكن قلبها كانت تنبض بالكثير من الحكمة والحب. لقد زهدت في نفسها بكل معنى الكلمة؛ فثوبها كان بسيطاً ليكون لباسنا جديداً، وطعامها متواضعاً ليكون صحننا مليئاً، ونومها قليلاً لتكون ليالينا هانئة.
💠️ذاتياتها كانت آخر أولوياتها. كانت تحسب كل قرشٍ بعنايةٍ فائقة، لا بخل، ولكن إيمانٍ عميق بأن التعليم هو كنزنا الذي لا يفنى. كانت ترى في كتبنا ومستلزماتنا الدراسية استثماراً في مستقبلٍ لا ترى فيه نفسها، بل ترانا نحن. حاربت الجهل والفقر بسلاحٍ وحيد هو إصرارها على أن نكون أفضل مما كانت تستطيع أن تكون.
💠لم تكن ترفض طلباً للعلم، ولم تتأخر عن حضور اجتماعٍ مدرسي، وكانت تشجعنا بكلمةٍ طيبةٍ تغذي أرواحنا كما يغذي الطعام أجسادنا. نجاحنا كان هو نصرها الشخصي، وتخرجنا كان تتويجاً لتاجٍ من الشوكِ مضت سنواتٍ تضعهِ على رأسها بصمت.
💠️والآن، وقد أصبحنا ما كنا نحلم به، ننظر إلى تلك الأيام بكل الحب والامتنان. نرى يدها في كل إنجازٍ نحققه، وعطر تضحيتها في كل نجاح. لقد نجحتْ يا أمي في أعظم مهمة يمكن أن تُكلّف بها إنسانة: أن تخرج للمجتمع أبناءً صالحين متعلمين، يحملون في قلوبهم أقوى رسالة… رسالة الحب والعرفان لكِ.
💠لكِ منا كل الحب والشكر، يا من كانتْ ولا تزالْ شمعةً تنير دروبنا بنورها حتى تذوب.