د. عبدالحليم قنديل-abd elhalim kandil

  • Home
  • Egypt
  • Cairo
  • د. عبدالحليم قنديل-abd elhalim kandil

د. عبدالحليم قنديل-abd elhalim kandil كاتب مصري طبيب وصحفي معارض وهو المنسق العام السابق للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)

11/08/2025

الليلة على قناة اكسترا نيوز فى الثامنة مساء برنامج كل الأبعاد بإذن الله.

 كوميديا "ترامب" فى حرب أوكرانيا      يبدو أن الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" اكتفى فى حرب أوكرانيا بلعب دور هامشى كوميدى...
08/08/2025


كوميديا "ترامب" فى حرب أوكرانيا

يبدو أن الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" اكتفى فى حرب أوكرانيا بلعب دور هامشى كوميدى الطابع ، فقد صعد موخرا إلى سطح مبنى البيت الأبيض ، وكان الصحفيون يخاطبونه ويرقبونه من أسفل ، وسألوه عما إذا كان ينوى تجديد وبناء قاعة للرقص هناك ، ومازحهم قائلا فى نبرة عالية الصوت ، أنه ينوى بناء صواريخ نووية ! ، وتدفقت الأسئلة المذعورة ، مع استفسارات قلقة عن ما يقصده الرئيس ، وبالذات بعد قرار "ترامب" المعروف بنشر غواصتين نوويتين أمريكيتين بالقرب من سواحل روسيا ، ولم يفاجأ عاقل ولا مجنون بجواب "ترامب" لاحقا ، حين أعلن أنه ينوى سحب الولايات المتحدة بالكامل من حرب أوكرانيا ، وقال فى لهجة مسرحية "هذه ليست حربى" ، وأضاف "إنها حرب جو بايدن" ، جريا على عادته فى تحميل الأوزار كلها للرئيس الأمريكى السابق ، وإن كان لا ضير عنده من توزيع الشتائم والبلاوى على آخرين أحيانا ، وعلى الرئيس الأمريكى الأسبق "باراك أوباما" بالذات .
وعلى سبيل إكمال دوره الكوميدى البائس ، قرر "ترامب" أن يرسل صديقه ومبعوثه المقاول الصهيونى اليهودى "ستيف ويتكوف" إلى موسكو سعيا للقاء الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" ، الذى سبق لترامب أن أنذره وهدده إن لم يوقف حرب أوكرانيا ، ومنحه مهلة لخمسين يوما ، قرر اختصارها فيما بعد إلى عشرة أيام ، ومن دون أن يرمش جفن "بوتين" ، فكان قرار "ترامب" أن يرسل "ويتكوف" لاستمالة عطف "بوتين" ، الذى لم يغير حرفا فى شروطه لتسوية النزاع الأوكرانى ، وهكذا بدا مشهد إرسال "ويتكوف" فى نهاية مهلة أيام "ترامب" ، وكأن الأخير كان يعطى مهلة وإنذارا لنفسه لا للرئيس الروسى ، ولكى يوحى بأن هناك تقدما ما فى سعيه للحصول على جائزة وقف حرب أوكرانيا ، وكان "ترامب" إدعى أن بوسعه وقف حرب أوكرانيا فى 24 ساعة ، ثم تداعت الأيام والشهور إلى اليوم ، ومن دون أن يحدث شئ ، اللهم إلا اشتداد وطأة الحرب ، واتساع خرائط التقدم والتمدد العسكرى الروسى فى الأراضى الأوكرانية ، وكان "ترامب" عبر مرارا عن ضيقه من مراوغات "بوتين" ، رغم أنه ـ أى "ترامب" ـ أنفق ساعات طويلة فى ست مكالمات هاتفية طويلة مع سيد الكرملين ، وفى ذروة ضيق "ترامب" المعلن من استخفاف "بوتين" به ، هدد روسيا بفرض عقوبات أمريكية إضافية ، وفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة مئة بالمئة على صادرات روسيا وشركائها التجاريين فى الهند والصين بالذات ، وجاءت النسبة أقل بكثير من نصوص مشروع قانون فى الكونجرس ، أعده السيناتور "لينزى جراهام" الصهيونى اليهودى ، ورفع فيه نسبة الرسوم المفترضة عقابا لروسيا والشركاء إلى 500% ، ورغم تواضع عقوبات "ترامب" قياسا لما أراده "جراهام" ، فقد عاد "ترامب" إلى التشكك فى جدوى أى عقوبات على روسيا ، وقال فى تصريحات لاحقة ما نصه أن الروس "ماكرون وبارعون جدا فى تجنب (أثر) العقوبات" ، وهكذا بدا "ترامب" كأنه يريد التراجع عن قصة التهديد بالعقوبات على روسيا ، ويسعى لإخراج التراجع بقرار إرسال "ويتكوف" للقاء "بوتين" لمدة ثلاث ساعات ، خرج بعدها "يورى أوشاكوف" مستشار الرئيس الروسى ، ووصف المحادثات بالبناءة الحافلة بإشارات متبادلة بين موسكو وواشنطن ، وهو ما اعتادت موسكو على قوله كل يوم تقريبا ، ولكن بمفهومها لخاص ، الذى يريد تصريف مباحثات "اسطنبول" وغيرها فى جوانب إنسانية ، من نوع تبادل الأسرى وتسليم جثث آلاف القتلى الأوكران ، أو حتى وقف إطلاق نار نوعى عابر ، أما وقف الحرب فمشروط بقبول الشروط الروسية الكاملة ، وإعلان "كييف" عن الاستسلام الكامل ، وهو ما عبر عنه الناطق باسم الكرملين "ديمترى بيسكوف" ، حين قال للصحفيين "أن العملية طويلة ، وتتطلب جهدا ، (...) وعلى الأرجح يتزايد فهم هذا الأمر فى واشنطن" ، فيما لا تعبر موسكو عن شبهة جزع من فرض عقوبات جديدة عليها ، فاقتصاد روسيا ينمو بمعدلات كبيرة ، رغم أو بفضل فرض 24 ألف عقوبة اقتصادية على موسكو ، ومعدل نمو الاقتصاد الروسى بلغ 4.3% فى العام الأخير ، والعملة الروسية "الروبل" تبدى ثباتا مدهشا ، فقد كان الدولار الأمريكى يساوى 75 روبل قبل حرب أوكرانيا ، وبعد نحو ثلاث سنوات ونصف السنة من الحرب الضروس ، لا يزال سعر الدولار عند مستوى 78 روبل روسى ، وهكذا تبددت أوهام الغرب كله عن إمكانية خنق روسيا بسلاسل العقوبات الغليظة ، وفرض أسعار تحكمية مخفضة للبترول الروسى إلى 43 دولار للبرميل ، على نحو ما فعله الاتحاد الأوروبى فى حزمة عقوباته الأخيرة المضافة ، وهو ما تهزأ به روسيا صاحبة الاحتياطات المهولة من البترول والغاز الطبيعى ، وصاحبة "أسطول الظل" ، والمكانة المميزة فى "أوبك بلس" ومنظمة "بريكس" وتحالف "شنجهاى" وغيرها ، ولا يضيرها أن تبيع بترولها لأصدقائها بأسعار تفضيلية مخفضة .
وفى الميدان العسكرى الملتهب ، تواصل روسيا امتيازها وتفوقها الميدانى ، وحرب أوكرانيا كما هو معروف ، كانت من بدايتها حربا ذات طابع عالمى جارية فى الميدان الأوكرانى ، وواجهت فيها روسيا وتواجه تحالفا من 54 دولة معادية على رأسها أمريكا ، وأدار الرئيس الروسى حربه على نحو مدروس متدرج دون إعلان التعبئة العامة ، ولجأ إلى بناء وتطوير مجمع عسكرى صناعى هائل ، تزيد إنتاجيته اليوم بأربعة أمثال قياسا إلى ما ينتجه الغرب الأمريكى الأوروبى كله ، وثبت بحقائق الميدان المرئية ، أن ما أسماه "بوتين" بالعملية العسكرية الخاصة ، تحرز تقدما يوميا مطردا على الأرض ، يتجاوز المقاطعات الأوكرانية الأربع التى أعلنت روسيا ضمها رسميا فى أواخر سبتمبر 2022 (لوجانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون) ، ففى كل يوم ، تسيطر روسيا على بلدة أو بلدتين مما تبقى من المقاطعات الأربع تحت اليد الأوكرانية ، وتضيف إليها تقدما محسوسا فى ثلاث مقاطعات أخرى هى "سومى" و"خاركيف" و"دنيبرو بتروفسك" ، وتخطط لعبور نهر "دنيبرو" ، الذى تريد موسكو جعله حاجزا طبيعيا يفصل أراضيها الجديدة عن ما تبقى من أوكرانيا ، إضافة للسيطرة مع "القرم" على حزام من المناطق الآمنة شمال وغرب ما تسميه روسيا الجديدة ، مع توجيه ضرباتها الصاروخية شبه اليومية إلى مخازن وخطوط الإمداد والتدريب بالسلاح الغربى ، وتسعى لاستنزاف متصل لأسلحة الغرب ومئات مليارات دولاراته جميعا فى الميدان ، وتمتص الضربات المتفرقة لأراضيها بأسراب الطائرات المسيرة المنطلقة من أراضى أوكرانيا ، وقد لا يمكن لأحد عاقل ، أن يتصور حدودا بعينها للتوسع الروسى الدءوب فى غير تعجل ، فأهداف روسيا أبعد من إخضاع أوكرانيا ونزع سلاحها ، أو منعها من الانضمام لحلف "الناتو" والاتحاد الأوروبى ، والجيش الأوكرانى غادر مربع الإنهاك إلى هاوية الهلاك الفعلى ، وإلى حد أن الرئيس الأوكرانى اليائس "فلوديمير زيلينسكى" ، قرر مؤخرا جواز تجنيد الرجال فوق سن الستين (!) ، وبما آثار سخرية الرئيس الأمريكى نفسه ، رغم أن الأخير قرر استئناف توريد المعدات العسكرية للميدان الأوكرانى ، وبشرط أن يدفع الحلفاء الأوروبيون الثمن مقدما ، فهو يدرك قبل غيره ، أن هزيمة الغرب فى أوكرانيا صارت أمرا مقضيا ، ولا يلتفت كثيرا إلى أقوال ساذجة تصدر أحيانا عن مسئولين أوروبيين ، بينها ـ مثلا ـ تصريح عبثى صدر عن وزير الخارجية الألمانى الجديد "يوهان فاديفول" ، الذى قال قبل أسابيع ، أن "أوكرانيا لا تخسر" (!) ، وأشاد بالتحول فى موقف "ترامب" إلى مواجهة "بوتين" ، فيما لا تصدر عن الرئيس الروسى غير أقواله المحسوبة بعناية ، وقبلها أفعاله بقرار فك القيود عن نشر شبكات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى باتجاه أوروبا وآسيا وعبر المحيط الهادى ، ثم فاجأ "بوتين " الغرب بإعلانه عن دخول صواريخ "أوريشنيك" إلى الخدمة على أراضى "بيلاروسيا" المجاورة الشقيقة المتحالفة مع موسكو ، كان الإعلان صادما لأوروبا المتخوفة من جيش روسيا ، الذى يستعيد سمعة "الجيش الأحمر" فى الحرب العالمية الثانية ، وصواريخ "أوريشنيك" متعددة الرءوس كمعناها فى اللغة الروسية "شجرة البندق" ، وتستطيع حمل رءوس تقليدية ونووية معا ، ويصل مداها إلى 5500 كيلومتر ، وليس بوسع أى نظام دفاع جوى فى العالم اعتراضها ، وتزيد سرعتها عن عشرة أضعاف سرعة الصوت ، وتقطع 1200 كيلومترا فى الدقيقة الواحدة ، وجرت تجربتها النهائية قبل شهور على أراضى أوكرانيا نفسها ، وأتى إعلان "أوريشنيك" المفزع للغرب عقب إعلان "ترامب" عن نشر غواصتين نوويتين بالقرب من روسيا ، وعقب المجادلة العنيفة لفظيا بين "ترامب" و"ديمترى ميدفيديف" نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى ، والتى هدد فيها "ميدفديف" بنظام "اليد الميتة" الموروث عن الاتحاد السوفيتى السابق ، وهو نظام آلى للرد تلقائيا على أى هجوم نووى يستهدف روسيا .
وباختصار ، دفعت روسيا الوضع كله إلى حافة الحرب النووية ، وتركت "ترامب" لمقاطعه الكوميدية المصورة تليفزيونيا .
[email protected]

05/08/2025

الليلة على قناة اكسترا نيوز فى برنامج ستوديو اكسترا العاشرة والنصف مساء إن شاء الله.

  المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين  ربما لا تصح المبالغة فى جدوى الموتمر الدولى الأخير فى نيويورك عن "حل الدولتين" وإ...
01/08/2025


المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين

ربما لا تصح المبالغة فى جدوى الموتمر الدولى الأخير فى نيويورك عن "حل الدولتين" وإقامة الدولة الفلسطينية ، ولا يصح الإنكار كذلك ، فنحن بصدد صراع تاريخى طويل المدى ، قد تكون المئة عام الأخيرة هى المدى الأظهر فيه ، منذ "وعد بلفور"عام 1917 إلى إقامة كيان الاغتصاب الصهيونى عام 1948 ، ومن حروب العرب مع كيان الاحتلال إلى الانتفاضتين الفلسطينيتين الأحدث ، وإلى "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة الأمريكية "الإسرائيلية" الجارية فى "غزة" ، وقد كان لافتا تلويح رئيس الوزراء البريطانى "كير ستارمر" بعزمه الاعتراف بدولة فلسطين خلال الانعقاد السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل ، مع أن بريطانيا ـ التى كانت عظمى ـ هى صاحبة الدور الأكبر فى إقامة هذه "الإسرائيل" وفى صنع النكبة الفلسطينية ، تلتها فرنسا التى لعبت الدور الأكبر فى إقامة المشروع النووى "الإسرائيلى" ، وقد سبقت فرنسا شريكتها البريطانية فى إعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، بينما أمريكا التى ورثت الدورين البريطانى والفرنسى ، لا تزال تعاند مع ربيبتها "إسرائيل" فى رفض إقامة أى كيان فلسطينى مستقل على حدود الرابع من يونيو 1967 ، وعلى مساحة لا تتجاوز 22% من أرض فلسطين التاريخية زمن الانتداب البريطانى .
وصحيح ، أن مبدأ إقامة هذه الدولة الفلسطينية يحظى باعتراف عالمى ساحق ، سجلته قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقد قاربت نحو الألف قرار ، أيدتها 147 دولة من إجمالى 193 كيانا معترفا به على سطح المعمورة ، قد تضاف إليها 20 دولة أخرى قبل ومع اجتماع سبتمبر المقبل ، الجديد فيها انضمام دول من المعسكر الغربى لنصرة الحق الفلسطينى فى حده الأدنى المطروح اليوم ، وقد سبقت وتلحق أيرلندا وأسبانيا والنرويج وسلوفينيا والبرتغال وكندا وبلجيكا ولوكسمبورج وسان مارينو ومالطا وأيسلندا واستراليا وغيرها ، إضافة إلى تشقق التأييد الغربى التلقائى الأعمى لكيان الاحتلال ، وتصاعد تمرد أعضاء بارزين فى "الاتحاد الأوروبى" ، وعلى نحو ما جرى فى "هولندا" ، وتأكيد عشر دول بين 27 دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى ، أنها تؤيد وقف اتفاق الشراكة التجارية التفضيلية مع "إسرائيل" ، بينما لا تزال "ألمانيا" الأقوى اقتصاديا تعارض التوجه الأوروبى الجديد ، ولأسباب كثيرة ، ربما أهمها خلط الأوراق ، والوقوع فى أسر "عقدة الذنب" التاريخى العائد لزمن هولوكست "هتلر" لليهود ، وبما جعل ألمانيا ـ بعد هتلر ـ بقرة حلوبا للحركة الصهيونية ، دفعت وتدفع لكيان الاحتلال مئات المليارات من الدولارات ، وتحتل المرتبة الثانية فى منح وتصدير السلاح للكيان بعد أمريكا ذاتها ، وإن كان الرأى العام الألمانى يضيق بسياسة حكوماته الذيلية تجاه "إسرائيل" ، وعلى نحو ما نشهده فى شوارع مدن ألمانيا الكبرى والصغرى من مظاهرات شعبية غاضبة ، وصرخات ضمائر حية ضد حرب الإبادة والتهجير الجارية للفلسطينيين فى "غزة" والضفة والقدس ، ومظاهرات الألمان امتداد طبيعى لطوفان غضب الرأى العام فى عواصم الغرب الكبرى ، وعبوره "المحيط الأطلنطى" إلى كندا وأمريكا نفسها ، وفى بلاد ديمقراطية التكوين السياسى ، تأتى حكوماتها بالانتخابات الدورية ، ويضطر بعضها إلى مسايرة الرأى العام ، حتى وإن جرى العدوان عليه وقهره أحيانا ، كما جرى ويجرى فى أمريكا تحت إدارة "دونالد ترامب" ، لكن الاتجاه العام لنصرة الحق الفلسطينى يبدو صاعدا بانتظام منذ "طوفان الأقصى" ، الذى تلته حرب الإبادة والعذاب الأسطورى للشعب الفلسطينى ، وصمود مقاومته المذهلة على مدى ما يقارب سنتين إلى اليوم ، صعد فيها الغضب الشعبى الغربى إلى أعلى ذراه ، وبالذات فى أوساط الأجيال الجديدة ، التى بدت "فلسطينية" الهوى مقابل "إسرائيلية" الآباء والأجداد ، ورفعت أعلام و"كوفيات" وهتافات "فلسطين حرة" فى كل مكان ، وبلغ تأثيرها فى المشهد الشعبى الغربى حدودا بعيدة ، ففى آخر استطلاع رأى أمريكى ، أبدى 60% من الأمريكيين تأييدهم للحق الفلسطينى ووقف حرب الإبادة ، بينما تراجعت شعبية "ترامب" نفسه إلى 40 بالمئة ، وبدا التحول الدرامى الهائل فى الغرب من آيات وتجليات وبركات المقاومة الفلسطينية بكل المعانى ، فقد ولدت ونمت الظاهرة الجديدة بالتوازى مع ماجرى فى فلسطين وفى "غزة" بالذات ، وبدا ذلك كله انقلابا تاريخيا فى الرأى العام الغربى ، فالحركة الصهيونية غربية المنشأ فى الأساس ، ووثيقة الصلة العضوية بحركة الاستعمار والإمبريالية الغربية ، وانتقلت رعاية الكيان الصهيونى من بريطانيا إلى أمريكا بعد "حرب السويس" 1956 ، التى قطعت ذيل "الأسد البريطانى" وأنهت هيمنته الكونية ، وكان الأمر الطبيعى فى السياق الغربى حكومات وشعوبا ، أن تكون الرواية الصهيونية هى الغالبة بل السائدة لعقود ، وأن يجرى التغنى بمعجزة "إسرائيل" قاعدة الغرب المتقدمة فى المنطقة العربية ، وفى أوقات سبقت ، كما فى الخمسينيات والستينيات وبعض السبعينيات من القرن العشرين ، كان تأييد الحق الفلسطينى يكاد يكون محصورا فى جماعات مثقفين تقدميين وأحزاب يسارية راديكالية قريبة ومناصرة لحركات التحرر العربى ، وبعد انهيارات موسكو الشيوعية أوائل التسعينيات ، تداعى تأثير وحضور جماعات اليسار الراديكالى ، وبالتوازى مع انحسار المشاركة العربية فى نصرة الحق الفلسطينى ، انتقلت المقاومة الفلسطينية إلى أرضها بعد خفوت الصوت العربى العام ، وتوالت الانتفاضات الفلسطينية الأولى والثانية وصولا إلى "طوفان الأقصى" صباح السابع من أكتوبر 2023 ، وقبلها مع الخذلان العربى للفلسطينيين بعد حرب أكتوبر 1973 وتوابعها المعاكسة فى المغزى ، كانت تنشأ وتتطور ظاهرة جديدة ، كان الفلسطينيون وحدهم ـ باستثناء "حزب الله" اللبنانى ـ فى ميادين الانتفاض والمقاومة ، وكان الفلسطينيون فى الشتات الغربى وحدهم تقريبا فى نصرة شعبهم ، وكانت جماعات نشطة من الفلسطينيين تتزايد أدوارها فى نشر الرواية الفلسطينية المضادة للسردية "الإسرائيلية" ، والمتحدية لسطوة "اللوبيهات" الصهيونية المسيطرة فى عواصم الغرب الكبرى ، ونجح الجهد الفلسطينى وبعض العربى الشعبى المهاجر ، وجذب شرائح هامشية من الرأى العام الغربى ، وكانت تلك خميرة أولية مناسبة ، وجدت فى لحظة "طوفان الأقصى" وما تبعها مددا فياضا ، مع التطور الطفرى فى وسائط التواصل الاجتماعى ، وكثافة الحوادث الدموية المنقولة لحظيا بالصوت والصورة ، وكل ذلك قاد إلى تحول مثير غير مسبوق ، انتقلت معه صرخة "فلسطين حرة" من الهامش الغربى إلى المتن الفعال ، وصارت "الرواية الفلسطينية" منافسة مزاحمة للرواية الصهيونية فى الوجدان الغربى ، وجرى التحول الذى ضغط على سياسة حكومات غربية متزايدة العدد ، وظهر الميل الغربى المتزايد للاعتراف بالحق الفلسطينى كثمرة مباشرة لكفاح المقاومة وغرس الدم الفلسطينى .
ومع التسليم بأن طريق التحرير لايزال طويلا وشاقا ، فإن مؤتمرات الاعتراف بدولة فلسطين لا تخلو من أثر إيجابى ، صحيح أن دولة فلسطين لن تقوم فى الخمسة عشر شهرا المقبلة كما يطمح البيان الختامى لمؤتمر نيويورك الأخير ، والسبب ببساطة ، أن تعهدات التنفيذ من قبل ما يسمى المجتمع الدولى ، لا تملك الاستعداد ولا القوة الجبرية اللازمة لتحرير الأراضى وإنهاء الاحتلال ، وعلينا أن نضع الأمر فى مكانه الذى لا يبارحه ، فكسب الرأى العام الدولى مفيد جدا لنصرة الحق الفلسطينى ، وعلى نحو سياسى رمزى الطابع غالبا ، لكن التحرير الفعلى يظل رهنا بتطور المقاومة الفلسطينية ، وبكل صورها الشعبية السلمية والمسلحة ، وهو ما يجعل بعض نصوص البيان الختامى لمؤتمر نيويورك خارج النص وفاقدة الصلاحية ، فلا يمكن ـ مثلا ـ لجماعات المقاومة تسليم سلاحها قبل القيام الفعلى للدولة ، ولا تستساغ إدانة البيان إياه لهجوم السابع من أكتوبر الفلسطينى ، فالحق فى المقاومة مقدس ومسنود ومكفول بشرائع السماء والقوانين الدولية ، وما دام ثمة احتلال فلا بد من المقاومة ، والمقاومة هى التى تصنع التعاطف الدولى وليس العكس ، وفى التاريخ الفلسطينى الحديث والمعاصر ، نجحت مرحلة مقاومة "فتح" وأخواتها فى كسب تأييد دولى من الصين وروسيا وشعوب ودول الجنوب العالمى ، ثم أضافت موجة مقاومة "حماس" وأخواتها بالذات بعد "طوفان الأقصى" وتوابعه ، وكسبت مددا جديدا مناصرا للحق الفلسطينى ، وفى خلخلة حائط التأييد الغربى الأعمى لكيان الاحتلال وحروبه الهمجية ، ولا تزال هناك أشواط مضافة ، لا تفيد فيها مناشدات عربية بائسة لحكومة الاحتلال فى تل أبيب ولا لحكومة "إسرائيل" العليا فى واشنطن ، فلسنا بصدد سوق خيرى وتسول للحقوق ، وقد فرضوا ويفرضون الاحتلال بالقوة على الشعب الفلسطينى والشعوب العربية المجاورة ، والحقوق لا تعود بالاستجداء بل بتغيير موازين القوى فى الميدان ، وحتى فى التفاوض ، فلا يكسب أحد فوق الموائد بأبعد مما تصل إليه مدافعه ، ولم تملك أى حركة مقاومة وتحرير فى التاريخ ما يملكه عدوها من سلاح ، ووظيفة المقاومة هى إنهاك العدو تدريجيا ودفعه للتراجع فى النهاية .
وبالجملة ، لا تقوم دولة فلسطين بمجرد الاعتراف الدولى بالحق فى إقامتها ، بل تقوم الدولة حين تتحرر أرضها ، وما من سبيل لتحرير بغير المقاومة أولا وأخيرا.
[email protected]

31/07/2025

الليلة على قناة اكسترا نيوز فى برنامج "إسرائيل من الداخل" الثامنة مساء.

 الخطر الحقيقى على سوريا ولبنان      دمشق فى خطر وكذلك بيروت ، وبعيدا عن قصص " دمشق لنا إلى يوم القيامة" وعاصمة بنى أمية...
25/07/2025


الخطر الحقيقى على سوريا ولبنان

دمشق فى خطر وكذلك بيروت ، وبعيدا عن قصص " دمشق لنا إلى يوم القيامة" وعاصمة بنى أمية وغيرها ، وما شاكلها وما عاكسها من شعارات وملاسنات تاريخية لا معنى لها فى الواقع ولا فى المستقبل ، فإن دمشق اليوم ـ للأسف ـ تحت رحمة غارات ونيران كيان الاحتلال "الإسرائيلى" ، وقد يقال أنها كانت كذلك فى عهد "بشار" ، الذى لا يبكيه أحد عاقل ، وهذا صحيح تماما ، لكن دمشق انزلقت مع هروبه وبعده إلى هوة دمار سحيقة ، وانقضى ذكر الجيش السورى ، الذى جرى تسريحه قبل التغيير فى ملابسات لا تزال غامضة ، ثم جرى حله رسميا ، وإلغاء مبدأ التجنيد الوطنى العام ، تماما كما جرى فى العراق قبل عقود مع غزوة الاحتلال الأمريكى وتوابعها ، وانتهينا إلى انكشاف مرعب ، دمرت معه "إسرائيل" كل مقدرات السوريين العسكرية ذات القيمة برا وجوا وبحرا ، وصرنا أمام فصائل متناحرة ، وحملات استنفار وتكفير ومجازر ، تهدد بحرق ما تبقى من سوريا الحبيبة ، وتدمير وحدتها المركزية من حول العاصمة دمشق ، والاتجاه إلى تحويل البلد العربى المشرقى الأهم إلى كانتونات باسم "الفدرلة" واللامركزية وغيرها ، وإذكاء احترابات الدم الأهلية والطائفية والعرقية والقبلية ، واستنجاد أطراف مريبة بكيان الاحتلال "الإسرائيلى" ، الذى دخل مباشرة بالنار على خطوط الدم .
وقد لا يكون هذا هو الوقت المناسب لتوزيع الاتهامات فى محنة سوريا ، فطلب النجدة من العدو "الإسرائيلى" ، الذى لايزال يحتل هضبة الجولان السورية بمساحة 1860 كيلومترا مربعا ، أضاف إليها احتلاله لمساحة تقارب 700 كيلومتر مربع فى جبل الشيخ والجنوب السورى ، مع فرض نزع السلاح العسكرى إلى جنوب دمشق ، والاستنجاد بالعدو المحتل خيانة لا ريب فيها ، لا تقل عنها خطورة سياسة الاستنجاد بالأمريكيين ، وطلب العطف من إدارة "دونالد ترامب" ومبعوثه إلى سوريا ولبنان "توماس براك" ، الذى يقال أنه من أصول لبنانية بعيدة ، بينما هو فى السياسة "إسرائيلى" أكثر من "الإسرائيليين" أنفسهم ، و"براك" ـ كما هو معروف ـ سفير واشنطن فى تركيا ، التى حل نفوذها محل النفوذ الإيرانى المطرود من سوريا مع ذهاب حكم "بشار" الافتراضى ، لكن تركيا بحساباتها الذاتية المعقدة ، لا تميل إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع "إسرائيل" فى سوريا ، فوق أن الأطراف الخليجية الداعمة سياسيا واقتصاديا للوضع الحالى فى سوريا ، لا يخطر على بالها ولا على بال أحد ، أن تخاطر بشبهة مواجهة جدية مع كيان الاحتلال ، وبعضها منغمس إلى أذنيه فى اتفاقات "إبراهيمية" حليفة لكيان الاحتلال ، وآخرون يفكرون فى الالتحاق بالقطار ، ويسعون إلى توريط سوريا ذاتها فى هلاك التطبيع جزئيا أو كليا ، وبدعوى تنمية الاستثمار فى سوريا المنهكة بدمار 14 سنة من الحروب الداخلية والكونية ، بينما إسرائيل ـ وأمريكا معها ـ لها حسابات مختلفة ، فهى تريد إلحاق سوريا كلها بظل السيف "الإسرائيلى" ، ونشر الفوضى وإدامة الحروب الأهلية ، وإقامة "ممر داوود" من "السويداء" عبر "دير الزور" إلى منطقة شمال شرق سوريا حيث نفوذ الأكراد وجماعة "قسد" ، وتتعامل مع الوضع السورى كغنيمة حرب ، وكساحة مثالية للتقسيم الفئوى والطائفى والعرقى الذى تسعى إليه ، وتعتبر سوريا قلب شرق أوسطها الجديد ، ولا يردعها رادع عربى ولا إقليمى ، وتطبق المبدأ الاستعمارى التليد "فرق تسد" ، فهى لا تحب ولا تكره طائفة ولا فصيلا بذاته ، إلا بقدر ما يقدمه الطرف المعنى من فرص لتفتيت سوريا ، ومنع نهوض دولة عربية سورية جامعة من جديد ، فقد واتاها الظرف الذى لا تريد أن تضيعه ، وكما نصت وثيقة (استراتيجية إسرائيل فى الشرق الأوسط) المنشورة قبل أكثر من أربعين سنة ، فهى تسعى لإقامة خمس دويلات متناحرة فى سوريا ، يتلاشى معها أى خطر قد يأتيها من سوريا ، وخطة "إسرائيل" تحظى بتأييد دائم تلقائى من واشنطن ، وأيا ما كانت الإدارة جمهورية كانت أو ديمقراطية ، وقد يحلو لبعض العرب اسما ، أن يواصل التضليل ، وأن ينفخ فى تسريبات مصنوعة تدعى معارضة فى واشنطن لسلوك حكومة الكيان فى سوريا ، بينما المقاول " براك" قالها ببساطة ، وأقصى ما أبداه من "معارضة" لغارات "إسرائيل" المدمرة لمقار وزارة الدفاع السورية وبالقرب من القصر الجمهورى ، أن وصفها العجوز المخادع أنها جاءت فى "توقيت غير مناسب" ، ثم أضاف أنه لا بد من "محاسبة" الحكومة السورية على الانتهاكات ، رغم ما سبق من تصريحات "براك" المحتفية الداعمة المشجعة لسلطة دمشق ورفع كامل العقوبات عنها ، ثم زاد "براك" الأمر وضوحا وقطعا عند ذهابه إلى بيروت بعد دمشق ، وقال بصراحة "أننا ـ أى واشنطن ـ لا نستطيع إلزام إسرائيل بأى شئ " لا فى سوريا ولا فى لبنان .
كانت أقوال "براك" الثرثار كاشفة ، فليس لدى واشنطن أى اعتراض حقيقى على ما تفعله "إسرائيل" ، إنما هو تكامل وشراكة وتوزيع للأدوار ، وفى سياق تصور واحد حاكم ، فبرغم اختلافات ظاهرة فى الوضع الرسمى الراهن بين سوريا ولبنان ، إلا أن السياسة الأمريكية "الإسرائيلية" هى ذاتها ، فقد تظاهرت واشنطن فى البداية أنها ضد استمرار وجود "المقاتلين الأجانب" فى سوريا ، ثم سحبت اعتراضها على وجود غير العرب من "الشيشان" إلى "الإيجور"وعصائبهم الحمراء ، وأبقت الاعتراض فقط على شبهة وجود مقاومين فلسطينيين من "حماس" و"الجهاد الإسلامى" ، فلا تبالى واشنطن بإذكاء نيران القتل داخل سوريا ، وكل ما يهمها ألا يبقى أحد يفكر فى معاداة "إسرائيل" ولو بالنوايا ، ومبعوث العناية الأمريكية "براك" أعلن ذات مرة ، أنه لا يوافق على تقسيمات "سايكس ـ بيكو" فى المشرق العربى ، وفهم البعض أنه لا يشجع المزيد من التفكيك ، بينما كان المعنى الحقيقى هو العكس بالضبط ، فقد كانت "سايكس ـ بيكو" تجزئة للأمة إلى أقطار ، وعلى نحو ما جرى فى تقسيم سوريا الكبرى إلى أقطار سوريا ولبنان والأردن وفلسطين ، لكن الواقع المشرقى فى العقود الأخيرة تدهور إلى ما هو أسوأ ، وكدنا ننتقل من باب "تجزئة الأمة إلى أقطار" إلى تفكيك لا نهائى ، تجرى فيه تجزئة الأقطار إلى أمم طائفية وعرقية وقبلية صغرى ، وهو ما تعمل عليه "إسرائيل" اليوم ومعها واشنطن ، وما يكشف الهدف الحقيقى لوساطات " براك" السامة ، وقد توالت جولاته إلى بيروت وبهدف واضح معلن للكافة ، بدا "براك" فيه أقل فى الوقاحة اللفظية من سابقته الصهيونية الفجة "مورجان أورتاجوس" ، الهدف ببساطة هو نزع سلاح "حزب الله" ، وإخلاء لبنان كما سوريا من أى معارضة باللسان أو باليد للتوحش الأمريكى "الإسرائيلى" ، وبدأ "براك" بخديعة صدقها بعض اللبنانيين ، وبدعوى مقايضة نزع سلاح حزب الله مقابل إجلاء الاحتلال "الإسرائيلى" فى الجنوب ، وحين فوجئ بردين متتابعين من الترويكا اللبنانية (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب) ، كان فحواهما محددا ، ويطلب تقديم خطوة مشجعة بإنهاء الاحتلال ، وحاول "براك" تمييع القصة كلها ، وممارسة الضغط الأقصى على القيادات اللبنانية الرسمية ، وطرح مقولة أن سلاح حزب الله مشكلة داخلية لبنانية ، أما جلاء "إسرائيل" فلا حيلة لواشنطن فيه لأنها "لا تستطيع إلزام إسرائيل بأى شئ" ، وهكذا انفضحت الخدعة كلها ، فواشنطن تريد إشعال لبنان داخليا ودفع الجيش اللبنانى إلى صدام مسلح مفتوح مع "حزب الله" ، قد يكون الأخطر بمراحل من كل حروب لبنان الأهلية السابقة ، مع أن "حزب الله" ليس جماعة ميليشيا داخلية كما كان الأمر عليه فى ميليشيات الحرب الأهلية (1975 ـ 1990) ، التى لم يكن "حزب الله" طرفا فيها ، بل قام تكوينه المسلح فى مواجهة وبمناسبة الاحتلال "الإسرائيلى" ، ولم يكن أبدا ـ باستثناءات نادرة ـ مشكلة داخلية لبنانية كما يدعى "براك" ، الذى ينسق عمله "الدبلوماسى" مع العدوان "العسكرى" اليومى لكيان الاحتلال ، الذى ترفض واشنطن التعهد بوقفه أو بلجمه ، وتحشر لبنان الرسمى فى زاوية ودور وحيد مفترض ، أن يشن حربا داخلية ضد قوات "حزب الله" ومخازن صواريخه وسلاحه ، ودفع جماعات "إسرائيل" اللبنانية إلى الدخول فى الحرب ضد "حزب الله" وقاعدته الاجتماعية ، وإتاحة الحق لكيان الاحتلال فى الدخول على خط النار "الأهلية" مع حزب الله ، وإقامة حدود دم تفصل الطوائف اللبنانية ، وربما مد الاحتراب الطائفى إلى سوريا وحدودها السائبة مع لبنان ، وتغذية الثارات والأحقاد بين السنة والشيعة فى عموم لبنان وسوريا .
وقد يفيد التعقل واستدعاء الحكمة فى تجنب مصائر مفزعة تراد لسوريا ولبنان معا ، لكن الضمانة الأكبر تبقى فى كشف موارد الخطر الجامع ، وفى مواجهة خطط وقوات العدو "الإسرائيلى" الأمريكى ، وهم قادة وصناع الفتنة قبل وبعد فصائل وزعماء الطوائف والقبائل .
[email protected]

21/07/2025

الليلة على قناة اكسترا نيوز فى برنامج ستوديو اكسترا العاشرة والنصف مساء إن شاء الله. تسعدني متابعتكم

 مقاومة "غزة" المذهلة      كما قلنا هنا قبل أسبوعين ، فلا نهاية منظورة للنيران من "غزة"  إلى إيران ، وهذا الذى يجرى فى س...
18/07/2025


مقاومة "غزة" المذهلة


كما قلنا هنا قبل أسبوعين ، فلا نهاية منظورة للنيران من "غزة" إلى إيران ، وهذا الذى يجرى فى سوريا وجنوبها و"السويداء" اليوم ، قد ينتقل قريبا إلى لبنان ، ويدخل كيان الاحتلال طرفا مباشرا بالنارفى احترابات الدم الداخلية ، وربما تتجدد الحرب على إيران مع اقتراب موعد إطلاق "آلية الزناد" فى أكتوبر المقبل ، ولا يبدو أن حرب إبادة "غزة" قابلة لتوقف نهائى قريبا ، رغم التذبذب الحاصل فى مؤشرات بورصة مفاوضات الوساطة الجارية بالدوحة والقاهرة ، فالأمر مرتبط ابتداء وانتهاء بتوجه واشنطن والرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" الضائع فى متاهته الدولية ، وقد تذهب به هلاوسه مع نصائح "بنيامين نتنياهو" قائده الميدانى إلى اعتقاد بائس ، قد يرى معه أن الطريق لنيله "جائزة نوبل للسلام" مفروش بالدماء ، وبدماء العرب والفلسطينيين بالذات .
وعلى جبهة الدم الفلسطينى ، تبدو مواقف "ترامب" ذيلية تماما لكيان الاحتلال ، ومفضوحة أكثر من مواقف "نتنياهو" نفسه ، الذى يغلف كلامه أحيانا بمسحة خداع ، وكلنا يذكر ما جرى على مائدة عشاء "نتنياهو" فى المكتب البيضاوى ، فكلما سألوا "ترامب" عن موقفه من شئ أحاله إلى "نتنياهو" ، وقتها سأل بعض الصحفيين "ترامب" عن موقفه من خطته الشهيرة لتهجير الفلسطينيين وإقامة "الريفييرا" إياها فى "غزة" ، ولم يجد "ترامب" عندها ما يقوله ، وأشار إلى "نتنياهو" طالبا منه المساعدة ، ورد "نتنياهو" متقمصا شخصية "ترامب" نفسه ، وقال أن الرئيس الأمريكى يريد ترك حرية الاختيار للفلسطينيين فى التهجير "الطوعى" (!) ، وعندما سألوا "ترامب" عن رأيه فى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ، لم يحر جوابا إلا بتكرار الإشارة باليد إلى "نتنياهو" ، وكان رد "نتنياهو" صريحا فى رفض إقامة أى كيان فلسطينى مستقل ، وتصميمه على جعل قضايا الأمن كلها فى يد "إسرائيل" من نهر الأردن إلى البحر المتوسط ، وإن كان لا يمانع ـ كما قال ـ فى حكم جيوب الفلسطينيين لأنفسهم إداريا ، وعلى نحو ما بدا فى دعم الاحتلال لعملاء مثل "ياسر أبو شباب" فى "غزة" أو "تامر الجعبرى" فى الخليل ، وألا تكون هناك من سلطة فلسطينية فى "رام الله" أو فى "غزة" ، وحتى فى تفاصيل النقاش اليومى حول هدنة الستين يوما فى "غزة" ، لا يمل "ترامب" من إشاعة أجواء تفاؤل مصنوع ، ويذهب بالتوقعات من زحف أسبوع لأسبوع ، وهو ما صار موضعا لسخرية و"تريقة" الإعلام "الإسرائيلى" نفسه ، وحين وضع "نتنياهو" العصى فى العجلات ، وعرض ما يسميه خرائط إعادة انتشار لقوات الاحتلال فى "غزة" ، تبقى 40% من إجمالى مساحة القطاع تحت سيطرة جيش الاحتلال ، ثم لجأ إلى لعبة "القص واللصق" ، وتقديم خرائط مراوغة جديدة ، اعترض عليها المفاوض الفلسطينى كما الوسيط المصرى ، وكان تعليق "ترامب" العلنى ظاهرا فى مغزاه ، إذ اعتبر أن الحديث عن انسحاب "إسرائيلى" ـ أو إعادة انتشارـ مضيعة للوقت والجهد ، فما يهمه هو ما يهم "نتنياهو" بالضبط ، أى أن يجرى تبادلا متفقا عليه للأسرى والرهائن ، واستهلاك وقت الهدنة فى فرض شروط على "حماس" وأخواتها ، تنزع سلاحها وتنفى قادتها ، وتسحب مئات آلاف الفلسطينيين من الشمال إلى ما يسمونه "المدينة الإنسانية" فى "رفح" ، ودفعهم فيما بعد ـ مع تجدد الحرب بعد الهدنة القصيرة ـ إلى مصير التهجير "الاختيارى" بألفاظ "نتنياهو" ، و"المدينة الإنسانية" المزعومة تشبه ما أسموه "منظمة غزة الإنسانية" الأمريكية "الإسرائيلية" ، كلاهما عمل إجرامى بامتياز ، ومثلما تحوات نقاط مساعدات المنظمة الإجرامية إلى "مصائد موت" لآلاف الفلسطينيين إلى اليوم ، فإن "المدينة الإنسانية" إياها ليست سوى معسكر اعتقال نازى ، كما اعترف بذلك حتى "إيهود أولمرت" رئيس وزراء العدو الأسبق ، لا يقصد منه إلا أن يكون محطة احتجاز للفلسطينيين ، والتهيئة لنقلهم نهائيا إلى سيناء المصرية .
ومع ما يبدو عليه الموقف العربى من هزال و"تحلل رمى" ، فلا أحد ينتصر حقا لغزة سوى شعبها ومقاومتها ، ولا حس ولا خبر فى القصور أو فى الشوارع ، ولا يوجد مسئول عربى ولا حتى فلسطينى فعل ما يشبه أو يقارب ما فعلته وتعاقب عليه الإيطالية "فرانشيسكا ألبانيزى" المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضى الفلسطينية المحتلة ، التى تصرخ كل يوم منددة بحرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين فى "غزة" والضفة ، وتطالب كل دول العالم بمقاطعة "إسرائيل" العنصرية ، وبادرت إدارة "ترامب" إلى معاقبتها مؤازرة للكيان وجيشه الإجرامى ، الذى يصفه "نتنياهو" بأكثر الجيوش أخلاقية فى العالم ، بينما هو أكثر الجيوش انحطاطا ووحشية فى التاريخ ، وهو يواصل حرب إبادة البشر والحجر والبشر المدنيين المسالمين ، وبالذات الرضع والأطفال والنساء ، وبطاقة نيران ومحارق جهنمية ، يستشهد فيها ما يزيد على مئة فلسطينى يوميا ، وتدير واشنطن المحرقة الرهيبة من بعيد ومن قريب ، وتدعم حرب الإبادة بقنابلها الثقيلة الخارقة للتحصينات ، وحتى بقاذفات "بى 2" النووية ، كما قرر الكونجرس الأمريكى مؤخرا ، ومع كل ذلك الهول الإبادى ، لا يجد "نتنياهو" ولا "ترامب" حرجا فى الحديث عن السلام وعن "جائزة نوبل" ، ويتقبل "ترامب" ممتنا ترشيح حكومة "نتنياهو" للرئيس الأمريكى لنيل الجائزة ، وكأننا فى كوميديا سوداء من مسرح العبث ، يرشح فيها مجرم حرب نظيره لنيل جائزة سلام ، مع تواطؤ وعجز غير مسبوق فى المجتمع الدولى وقبله وبعده فى المجتمع العربى ، فلم تعد من قيمة تبقت لأى قانون دولى ، وإن حدث العكس أحيانا ، كما جرى مع إصدار المحكمة الجنائية الدولية لأمر اعتقال بحق "نتنياهو" ، تغض دول أوروبية الطرف عنه ، وتسمح بمرور طائرة "نتنياهو" فى أجوائها ، رغم كونها من الأعضاء المؤسسين لاتفاقية روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية ، ثم تضرب بقراراتها الملزمة عرض الحائط ، ولا تعتقل المجرم المطلوب ، ولا تمنعه من المرور بأجوائها ، ومع كامل العرفان والإعجاب بالمظاهرات المناهضة لحرب الإبادة فى أغلب عواصم أوروبا ، وإن لم تنجح فى زحزحة مواقف الحكومات إلا قليلا ، وباستثناءات باهرة فى أيرلندا وأسبانيا وبلجيكا والنرويج وسلوفينيا وغيرها ، تضاف إلى صحوة حكومات فى عالم الجنوب ، من كولومبيا ونيكارجوا وفنزويلا إلى جنوب أفريقيا وغيرها ، إلا أن يقظة الكثير من الضمائر ، لم توقف النار المصبوبة فوق رءوس الفلسطينيين حتى الآن ، ولا أفادت فى وقف مآسى تقطيع أجساد الفلسطينيين إلى أشلاء ، لا يجد الفلسطينيون حتى فرصة تنفس لتكفينها ودفنها ، لكن "غزة" الوحيدة الفريدة المعانية ، وكما لم يحدث لشعب آخر بإطلاق التاريخ الإنسانى ، "غزة" التى يكتوى أهلها بنار المحرقة ، ويقاسون قتلا وتشريدا وتعطيشا وتجويعا ، لو وزع على كل أهل الأرض لأرهقهم ألما ، "غزة" التى هى تحت الإبادة تواصل كتابة أسطورتها الخاصة جدا ، عذاب أسطورى مصحوب بصمود أسطورى إجبارى ، ورفض كامل لترحيلهم من الوطن المقدس ، ورفد لجماعات المقاومة المسلحة بمدد يومى من المقاتلين الاستشهاديين ، آلاف الشباب ينضمون لجماعات المقاومة المحاصرة ، وإذا كان لا بد من موت فلتكن الشهادة الأكرم عند الله والناس ، وهو ما يفسر هذه الحيوية الفياضة المتجددة لأعمال المقاومة ، برغم دمار كل شئ ، وبرغم هدم البيوت والشوارع وحرق الخيام كلها تقريبا ، ورغم دخولنا إلى الشهر الثانى والعشرين من عمر حرب الإبادة الأمريكية "الإسرائيلية" ، فلا تزال جماعات المقاومة الفلسطينية بكامل عافيتها وعنفوان عملها الفدائى ، وتخوض حرب استنزاف ضد جيش الاحتلال ، وتدير كمائن عبقرية تنهك جيش الاحتلال وكيانه ، الذى ظن أن استشهاد القادة يطفئ نار المقاومة ويمزق خلاياها ، ويقرب ساعة القضاء على "حماس" وأخواتها ، خصوصا مع حصار مطلق ، لا تذهب معه إلى المقاومة طلقة رصاص ولا شربة ماء ، لكن المقاومة كانت كشعبها فى رفض الاستسلام ، وولدت بعد ذهاب القادة قوافل من القادة الجدد ، يخوضون عملياتهم كجيش هائل التنظيم ، ويصنعون سلاحهم وبنادقهم وعبواتهم الناسفة بأيديهم ، ويحولون قذائف العدو وصواريخه التى لم تنفجر إلى سلاح للمقاومة بالهندسة العكسية ، وهكذا صرنا فى الشهرين الأخيرين إلى قاعدة "كمين كل يوم" ، وفى كل مكان من "خان يونس" إلى "الشجاعية" و"التفاح" و"جباليا" و"بيت حانون" ، وبذكاء عقول تحفظ الإيمان بالله وبفلسطين فى القلب ، وبجرأة تقفز بوقائع القتال إلى تعرض مباشر من المسافة صفر ومن دونها ، وبتزايد متصل من قتلى ضباط وجنود العدو ، صعد بأرقام خسائر العدو إلى عشرة آلاف قتيل وجريح حتى اليوم بحسب ما تعلنه "إسرائيل" ذاتها ، وما خفى كان أعظم وأفدح كثيرا .
وبالجملة ، فإن جيش الاحتلال يقتل المدنيين عشوائيا وبخسة همجية ، بينما المقاومة تقاتل بشرف على نحو أسطورى مذهل ، و"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " صدق الله العظيم .
[email protected]

Address

Cairo

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when د. عبدالحليم قنديل-abd elhalim kandil posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to د. عبدالحليم قنديل-abd elhalim kandil:

Share