
26/09/2025
ازدواجية المعايير وتحيّز ترامب لإسرائيل مقابل عقلانية الرئيس المصري السيسي
.................................
شهد العالم في السنوات الأخيرة تزايدًا في التناقضات السياسية وازدواجية المعايير، خاصة من قبل بعض القوى الكبرى في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط. وتُعد سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثالًا صارخًا لهذا النهج، حيث اتسمت بالكيل بمكيالين، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ودعمه غير المشروط لإسرائيل، مع تجاهل تام لحقوق الشعوب العربية، بما فيها شعوب الخليج العربي. في المقابل، برزت مواقف عقلانية ومتزنة من قادة عرب، أبرزهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تعامل مع هذه الملفات بحكمة وواقعية، بعيدًا عن ردود الأفعال المتسرعة.
تحيّز ترامب لإسرائيل وتجاهل الشعوب العربية
منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017، بدت توجهاته واضحة في الانحياز الكامل لإسرائيل، وهو ما تجلّى في قرارات مفصلية أثارت الغضب العربي والدولي، مثل:
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في عام 2018، في خطوة استفزازية اعتبرها كثيرون ضربًا بعرض الحائط للشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة.
الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتلة غزو سوريا، وهو انتهاك واضح للقانون الدولي
صفقة القرن، التي طُرحت كمبادرة سلام، لكنها تجاهلت الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وقُدمت وكأنها "إملاءات" إسرائيلية بغطاء أمريكي.
كل هذه الخطوات أظهرت بوضوح أن ترامب لم يكن وسيطًا نزيهًا في عملية السلام، بل منحازًا بالكامل للطرف الإسرائيلي، دون أي اعتبار لتطلعات الشعوب العربية، ولا حتى لمواقف بعض الدول الخليجية التي كانت تحرص على التهدئة والدبلوماسية.
ازدواجية المعايير في التعامل مع الشعوب العربية
ازدواجية المعايير لم تتوقف عند القضية الفلسطينية، بل امتدت إلى ملفات إقليمية أخرى، حيث تعاملت الإدارة الأمريكية بازدواجية في ملف حقوق الإنسان، والديمقراطية، والتحالفات، فأحيانًا كانت تغض الطرف عن انتهاكات حلفائها إذا كانوا يخدمون مصالحها، بينما ترفع شعارات الديمقراطية والحرية في وجه خصومها.
كما تم تهميش صوت الشعوب الخليجية والعربية في القرارات المصيرية المتعلقة بالمنطقة، وكأنها مجرد تابع لا يُستشار، مما ساهم في تعميق حالة الاغتراب السياسي بين الشعوب العربية وصنّاع القرار الدوليين.
الرئيس السيسي: نموذج للعقلانية وضبط النفس
في المقابل، أظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قدرة لافتة على التعاطي مع هذه التطورات بحنكة سياسية وعقلانية، بعيدًا عن التهوّر أو الانفعال، وذلك من خلال:
1. التوازن في العلاقات الدولية: لم ينجرّ السيسي إلى مواجهات مباشرة، بل حافظ على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، واضعًا مصلحة مصر أولًا.
2. دعم القضية الفلسطينية عمليًا وعدم التهجير بينما اكتفى كثيرون بالشعارات، لعبت مصر بقيادة السيسي دورًا مركزيًا في الوساطات لوقف إطلاق النار في غزة، وفي إعادة إعمار القطاع
3. التحرك بعقلانية في الملفات الإقليمية: سواء في الأزمة الليبية أو ملف سد النهضة، أو العلاقات مع دول الخليج، حافظت مصر على خطاب متزن، مبني على الحوار والضغط السياسي والدبلوماسي، وليس على التصعيد أو التهويل الإعلامي.
وفى الختام
في عالم تسيطر عليه المصالح وتغيب فيه العدالة الدولية، تبرز أهمية العقلانية والاتزان في القيادة السياسية. لقد كشفت سياسات ترامب عن وجه سافر لتحيّز الغرب، وعن تجاهل تام لحقوق الشعوب العربية، ما يجعلنا ندرك أهمية وجود قيادة عربية تتعامل مع هذه التحولات بحكمة، كما فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد أن التريث والعقلانية لا تعني الضعف، بل هي السبيل للحفاظ على المصالح القومية وتحقيق الاستقرار في زمن الاضطرابات.
.......................................
المستشار الاعلامى عبد العزيز عبد العزيز
عضو مجلس إدارة الأهرام السياسى
ومدير مكتب الدقهليه