
17/11/2024
في صيف عام 2018، وسط أحياء مدينة الإسكندرية القديمة، اكتشف عمال البناء شيئًا استثنائيًا أثناء الحفر في حي سيدي جابر. في عمق الأرض، وعلى بعد أمتار قليلة من السطح، برز تابوت ضخم مصنوع من الجرانيت الأسود. وزنه تجاوز الثلاثين طنًا، وأبعاده تشير إلى أنه ليس كأي تابوت آخر. بسرعة، تحول هذا الاكتشاف إلى حديث الساعة في العالم بأسره.
انتشرت شائعات وتكهنات بأن هذا التابوت قد يحتوي على بقايا الإسكندر الأكبر نفسه، مؤسس المدينة. بينما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، وربطوا الأمر بـ"لعنة الفراعنة"، معتقدين أن فتحه قد يجلب كارثة عظيمة على البشرية.
لكن العلماء قرروا المخاطرة. تحت حراسة مشددة ووسط ترقب عالمي، تم فتح التابوت في لحظة درامية. ولكن المفاجأة كانت... ماء أحمر غريب يملأ التابوت! ومعه، ثلاث هياكل عظمية بشرية.
بدأت التحليلات العلمية على الفور. الماء الأحمر، الذي أثار الكثير من الفضول، تبين أنه ناتج عن تسرب مياه الصرف الصحي عبر الشقوق الزمنية في التابوت. أما الهياكل العظمية، فقد أشارت التحاليل إلى أنها تعود لأفراد عاشوا خلال حقبة البطالمة، وهي الحقبة التي حكمت فيها سلالة يونانية مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر.
ومع ذلك، لم تظهر أي دلائل على أنهم كانوا أفرادًا من العائلة المالكة. فهل يمكن أن يكون هذا التابوت مجرد مدفن عادي؟ أم أنه يحمل أسرارًا لم تُكشف بعد؟
أما عن "لعنة الفراعنة"، فقد أثارت شائعات كثيرة عن أن فتح التابوت قد يؤدي إلى كارثة. لكن الحقيقة؟ لم يحدث شيء غريب. العلماء أكدوا أن الأفكار عن اللعنة مجرد خيال مستوحى من أساطير قديمة، وأن التابوت لا يحمل سوى أدلة تاريخية قيمة عن تلك الحقبة الزمنية.
رغم كل التحليلات، لا يزال التابوت الأسود يمثل لغزًا يثير الكثير من التساؤلات. لماذا دفن بهذه الطريقة؟ ومن هؤلاء الأشخاص؟ وهل يمكن أن يكون هناك توابيت أخرى بانتظار الكشف عنها؟
بينما يقف العلماء والمؤرخون أمام هذه الأحجية، يظل التابوت الأسود واحدًا من أكثر الاكتشافات إثارة في تاريخ مصر الحديث. قد لا يحتوي على كنوز ذهبية، ولكنه يفتح لنا نافذة على أسرار الحضارة المصرية القديمة التي لا تنتهي.
التابوت الأسود في الإسكندرية ليس مجرد قطعة أثرية. إنه رمز للغموض والإثارة، ودعوة لاكتشاف الماضي بكل أسراره وألغاز. فماذا يحمل المستقبل من اكتشافات قد تدهشنا أكثر؟
لمعرفة المزيد زوروا صفحتنا على منصة يوتيوب :
https://youtu.be/-C2xkVjVcs0
#مصر
#غموض