12/08/2025
تالله إنّ يوم إتمام حفظ القرآن ليومٌ مهيبٌ جدًّا!
في البدايةِ لن تُصدّق أنّك قد جمعت في صدرك ثلاثين نورًا، تستقرُّ في قلبك، فيضخّها إلى دمك، وتسري في عروقك فيحيا بها جسدك..
ستبكي كثيرًا، تارة لفرط دهشتك، وتارةً لفرط سعادتك، وتارةً لخوفك من عدم القدرة على حمل هذا الشّرف العظيم وهذه المسؤولية الكبرى..
حين ستقرأ آخر آية ستسري قشعريرة في جسدك، وسيُصبّ النّور في قلبك، وستتفجر ينابيع الدمع في عينيك، وستعيش لحظة من السعادة لعمرك ما عشت ولن تعيش مثلها..
ثم ستسجدُ لله من ثقل ما ستشعر به، وكلّما تذكّرت أنّك قد أتممته ستُدهش باستشعارك لعظيم فضل الله عليك فتبكي من ثقل الشعور...
مهمّتك الأصعبُ ستبدأ بعدما تُنهيه وليس أثناء حفظه، مهمتك هي أن تعمل بما حفظت، وأن تُجاهد لأن تكون قُدوة حسنة ومثالًا يُحتذى به، وأن تُرشد التائه وتكون سقاء القلوب الجدباء، وأن تنقل عظم هذه الأمانة إلى قلوب البعيدين، فتقرّبهم من القرآن حتّى يكونوا من أهله، مهمّتك بعد إتمام حفظه هي أن تكون قرآنًا يمشي على الأرض حالًا ومقالًا، قلبًا وقالبًا.
أفما آن الأوان، لتبدأ البنيان؟ ♥️