11/08/2025
رحم الله الأب و أطال في عمر الأم بالصحة والسلامة.
والدي محمد بشير الفرجاني، رجل العلم والثقافة، الذي امتلك مكتبات عامرة في ليبيا، كان نهراً من المعرفة يروي ظمأ القراء. لكن رياح التغيير في السبعينيات عصفت ، حيث جرى تأميم مكتباته، فاضطر مع زوجته والدتي كريمة منير برشان، لبدء صفحة جديدة في بلد غريب.
هاجر والداي إلى بريطانيا، حاملين معهما الأمل وليس الكثير سوى إيمانهما وقوة عزيمتهما. وفي غربتهما، كانت والدتي خير معينٍ وأوفى سند لوالدي. لم تكن مجرد رفيقة درب، بل كانت شريكة في الحلم . تشاركا السعي بكل إخلاص وتفانٍ ليعيدا بناء ما فقداه، حجراً حجراً، كتاباً كتاباً.
وبجهود والدي المتواصلة، وبدعم أمي الذي لا ينضب، نجح والدي في تأسيس أول مكتبة له في لندن ( الان ثلاثة مكتبات ) ، ليعود من جديد من خلال نشر الثقافة والكتاب، ويصنع اسماً معروفاً في عالم النشر والمكتبات في بريطانيا.
هذه القصة ليست فقط عن خسارة مادية أو هجرة قسرية، بل هي قصة انتصار الإرادة وقوة الحب والتعاون بين زوجين متحدين في السراء والضراء. قصة تذكير بأن خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة، وقصة شكر للوالدة الغالية التي كانت عماد الأسرة وحصنها في الغربة.
إلى روح والدي ، وإلى والدتي كريمة منير برشان ربي يحفظها و يطول في عمرها شكراً على الإرث العظيم من القيم والمثابرة والحب . تاريخكما هو
فخرنا ونبراس يضيء طريقنا.
اسامة الفرجاني