20/09/2025
لا تغترف من النور إلَّا بقدر ما يسع قلبك منه، ولا تتكشف لك الحقيقة إلا بقدر ما يفطن عقلك منها، ولا يتجلى الله إلا قدر السعة في روحك له. أُوْمِن أَنَّ، الله، الحق، الخير، الجمال، كلها مفاهيم وفرة، تفيض بالحضور، تُحيطك، تهدُر حولك كنهر جموح، لكن المرء مسكين، هو رهين قدر وعائه، قدر ما يمكن أن يضم كفيه، ويغترف من تلك الوفرة، فالضيق دومًا في الإناء لا في الزاد، في النفس التي تحوي منازل قلق، بلا نوافذ، بلا حدائق واسعة، بلا غرف استقبال وثيرة، لكل معاني البر.
كلما رُزقت السعة تنكشف لك أوجه الجمال الساكن في ثنايا كل حُزن كورد خجول، انظر كيف يتجلى الله في قلب قلق، ونفس مغلولة بقدر الضيق فيها؟! وكيف يتجلى في قلب اتسع له؟! كشمس تِلج المشهد من فوق وادٍ فَسيح بلا سياج، وأُخرى تلِج المشهد من ثقب كوة.