23/01/2024
ما الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف وهم في شدة البلاء والمُلاحقة؟
إنّهم سألوا الله "الرُشد" دون أن يسألوه النّصر، ولا الظفر، ولا التّمكين: "ربنَا آتنا مِن لدُنك رحمة وهيء لنَا من أمرنا رشدا"
وماذا طلب الجن من ربهم لمّا سمعوا القُرآن أول مرة؟
طلبوا "الرُّشد" قالوا: "إنّا سمِعنا قرآنًا عجبا يهدى إلى الرُشد فآمنّا به".
وفي قوله تعالى: "وإذا سألك عِبادي عنّي فإِنّي قريبٌ ۖ أُجيبُ دعوة الدّاعِ إذا دعان ۖ فليَسْتجيبُوا لي وليؤمنُوا بي لعلّهم يرشدون"
فما الرّشد إذا؟
الرّشد:
- إصابة وجه الحقيقة..
- هو السداد..
- هو السير في الأتجاه الصحيح..
فإذا أرشدك الله فقد أُوتيت خيرًا عظيمًا.. وبُورِكت خطواتك. وبهذا يُوصيك الله أن تردد:
"وقل عسى أن يهديني ربي لأقربَ مِن هذا رشدا".
بالرّشد تختصر المراحل، ويُختزل كثير من المعاناة، وتتعاظم النتائج، حين يكون الله لك "وليًا مُرشدًا".
لذلك حين بلغ سيدنا مُوسى الرجل الصّالح لم يطلب منه إلّا أمرًا واحدًا هو: "هل أتبعك على أن تُعلّمَنِ ممّا عُلّمت رُشدًا"
فقط رُشدًا..
فإن الله إذا هيأ لك أسباب الرّشد، فإنه قد هيأ لك أسباب الوُصول للنّجاح الدُّنيوي والفلاح الآخروي!
اللهم حبب الينا الايمان وزينه ففي قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين