تأسست العربى للنشر والتوزيع عام 1975 كدار نشر مستقلة على يد إسماعيل عبد الحكم بكر، صحفى بجريدة الأهرام سابقا. بدأت الدار بالنشر فى كافة المجالات المتنوعة، وكان النشر يعتمد على الموضوعات المتعددة طارقا بذلك كل مجالات العلوم المختلفة.
بدأت "العربي" نشاطها بنشر كتب متخصصة في السياسة، والتاريخ، والإعلام والمكتبات، إلى جانب بعض الكتب المتخصصة في الفن والشعر، والهندسة، والعمارة، والمذكرات... إلخ. وعبر م
شوارها الذي يمتد لما يقرب من نصف القرن، أصدرت "العربي للنشر والتوزيع" أعمالًا رائدة لكُتاب كبار؛ خرجت كتاباتهم الأولى للنور مع تأسيسها، كان من بينهم مصطفى طيبة، ومحجوب عمر، وكامل زهيري، ود.محمد شعلان، ود.رفعت السعيد، ومحمد إبراهيم أبو سنة، بالإضافة إلى اهتمامها الخاص بنشر روائع الفنان الكبير محيي الدين اللباد، وألبوماته المتميزة ذائعة الصيت التي حملت عنوان «نظر!».
كما نشرت الدار أول كتاب للمؤرخ الدكتور عماد أبو غازي، والباحث المحقق عبد العزيز جمال الدين، والكاتب الصحفي حسنين كروم، والدكاترة الأكاديميين: شعبان خليفة، وعواطف عبد الرحمن، وليلى عبد المجيد، ومحمود خليل، ونيللي حنا، وعماد هلال، والعديد من المؤلفين والباحثين.
وكانت "دراسات في الإعلام" من أوَّل وأقدم السلاسل التي تأسست في مجال الإعلام، حيث قدَّمت مؤلفات أهم المتخصصين في حقل الإعلام على مر السنين.
كما ظهرت سلسلة أخرى تحت عنوان: "دراسات في الكتب والمعلومات" اشْتُهِرَت بغلافها الأسود الذي بدا غريبًا آنذاك؛ وقد صمَّمه الفنان محيي الدين اللباد، وهي سلسلة كانت متصلة بالدراسة الأكاديمية لمؤسس الدار الذي كان مهتمًّا بتوصيل صناعة نشر الكتب لكل العاملين في هذا المجال. وجدير بالذكر، أن اللباد هو الذي صمَّم شعار الدار بالعربية وبالإنجليزية مستخدمًا خطًا جديدًا وقبل ظهور التقنيات الحديثة، وهو أوَّل من يدمج الخط العربي مع الحروف الإنجليزية..
ولم تغفل الدار لحظة الاهتمام بالقضية الفلسطينية، التي كانت في القلب من انشغالاتها، فقدمت كتبًا متنوعة في هذا الإطار، تناولت ما حدث في صبرا وشاتيلا، وحصار جنوب لبنان، وقضايا أخرى متعلقة بهذا الموضوع، وبالصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط.
برز أيضًا في الدار الاهتمام بتاريخ الحركة الوطنية المصرية عبر نضالها الطويل في التاريخ الحديث لبلادنا. وقد اهتم الأب المؤسس بتجميع وتوثيق كتابات ومذكرات هؤلاء الوطنيين قبل أن يغادروا الدنيا.
وكانت "العربي" أيضًا من أول مَن نشر قواميس متخصصة في مجالات كالإعلام والمكتبات والمؤتمرات والمصطلحات السياسية والاستراتيجية، إلى جانب اهتمامها بتحقيق المخطوطات القديمة والمنسية أو المهملة ككتب الجبرتي التاريخية، ومنها كتابه «مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس»، ومؤلفات مصطفى كامل التي جاءت تحت عنوانَي «الشمس المشرقة» و«المسألة الشرقية»، وقد ظهر كل ذلك في سلسلة (المكتبة التاريخية).
وفي إطار اهتمامها بتنويع إصداراتها قدَّمت الدار سلسلة كتب في "التخطيط العمراني"، فكانت رائدة في هذا المجال من حيث تناول المادة العلمية والإخراج الفني لتلك الكتب.
ثم اقتحمت الدار مجال كتب الأطفال؛ فنشرت مسرحيات أطفال يمكن قراءتها وتمثيلها على المسرح مباشرة، بالإضافة إلى نشر مغامرات وقصص أطفال مكتوبة في إطار علمي، وأسهمت الدار في إصدار كتب عديدة في فنون الأوبرا والدراما.
إن هذه المرحلة بكاملها هي مرحلة الأب المؤسس، وكفاحه وإصراره على مواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات ودأبه في إعلان ظهور هذا الكيان المسمى (العربي) للنشر والتوزيع؛ وتحديد ملامحه وسماته وهويته الأولى
ستبدأ رحلة شريف بكر (الذي تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية) بالتعاون والشراكة مع أخته رانيا (التي تخرجت في كلية الإعلام) للحفاظ أولا على الإرث المعنوي الاعتباري لدار العربي للنشر التي أسسها والدهما الراحل. وثانيا لتطوير الدار، وخلق مساحات نشر جديدة بخبرات جديدة تواكب العصر، وتلبي احتياجات سوق متنوع ومتسع ومتعدد الذوائق ومتباين الاتجاهات؛ فضلا على استيعاب التطورات المذهلة والمعارف المتنوعة التي جرَت في مياه النشر وحقوق الملكية الفكرية وتبادل الخبرات بين الناشرين في جميع أنحاء العالم.. إلخ
وثالثا: الجمع بين مسارات مختلفة في النشر؛ بتدعيم ومواصلة نشر الكتاب الجامعي والأكاديمي مع الارتقاء بجودة إخراجة وتنويع موضوعاته وإتاحتها في دوائر طلبها، وفي الوقت نفسه اكتشاف مسار الترجمة مع البحث عن هوية هذه الترجمة ومآلاتها (ترجمة الأدب أم غير الأدب.. وفي أي دوائر.. وبمن يتم الاستعانة في هذه الترجمة.. إلخ)
وهنا أيضا ستبدأ رحلة تميز أخرى للعربي إذ سيقرر شريف بكر الإفادة من كل ما اكتسبه من والده الراحل، ودراسته في الجامعة التي أفاد منها ولو بشكلٍ غير مباشر (خاصة الاقتصاد ودراسات الجدوى ومنهجية دراسة المشروعات)، ويوظف مجموعة مهارات تواصلية خاصة (ويضيف عليها أخرى مستغلًا إجادته للإنجليزية التي يتحدثها بطلاقة) ليكتسب ثقافة وخبرة واسعة في موضوعات وقضايا ومجالات تتصل بالنشر ومستجداته، من نحو حقوق الملكية وعقود الناشرين وحقوق الترجمة والتحرير النصي.. وبالجملة صناعة الكتاب ككل بما هو أحد أشكال إنتاج المحتوى (وهو التعبير المفضل استخدامه الآن في أدبيات هذا المجال).
لقد كانت العربي من السبّاقين حرفيا في التعرف على هذه الدوائر والاتصال بها والتواصل معها.
وكانت خطوة المشاركة في أغلب معارض العالم المتخصصة في الكتاب (للكبار والصغار)؛ خطوة مهمة للغاية، ففي الوقت الذي كان فيه أغلب الناشرين المصريين يولون وجوههم تجاه المعارض العربية، ويبحثون عن صفقات البيع والشراء المعتادة بالأساليب المعتادة طوال هذه السنوات؛ كان شريف بكر يتجه ببصره خارج حدود الشرق الأوسط تمامًا؛ ميمما وجهه تجاه معارض أوروبا وأمريكا اللاتينية، واستطاع عبر رحلاته وجولاته في تلك المعارض تحصيل خبرات كبيرة وعقد أواصر صداقات مع كتاب وناشرين ووكلاء أدبيين من كل أنحاء العالم؛
لقد كانت هذه المرحلة مرحلة التحصيل والاكتشاف والدراسة والوعي التي تسبق اتخاذ قرارات ورسم خطط وتنمية موارد وصولا إلى الإنتاج الذي بلغ خلال العامين الأخيرين فقط ما يزيد على 300 عنوانا.
مرحلة الانطلاق والانتشار
خلال الأعوام العشرة الأخيرة في عمر الدار؛ صارت (العربي) للنشر والتوزيع علامة مميزة في مجال النشر عموما، والأدب المترجم خاصة؛ لقد أثمرت السياسة التخطيطية طويلة المدى التي انتهجها شريف بكر وأقرتها أخته رانيا في الانفتاح على ثقافات العالم المختلفة وانتقاء العناوين الأبرز من واقع متابعةٍ دؤوب ذكية لحركة الكتابة والنشر في هذه الدول، ولمؤشرات النجاح والترجمة في اللغات الأخرى.
ففي عام 2010، سيدشِّن شريف ورانيا مشروعًا أطلقا عليه اسم "كتب مختلفة"، وهو مشروع ترجمة جديد تمامًا عمَّا اعتاده سوق الكتاب العربي والقارئ العربي، وجاء عام 2011 بثورة 25 يناير التي غيَّرت كل شيء في مصر، لذا فقد بدا طبيعيًّا أن تحدث ثورة وطفرة في كل شيء تقريبًا، وكان هذا هو ما ألهم شريف بكر بدء مشروعه الجديد هذا.
تعتمد سلسلة "كتب مختلفة" على الكتب والروايات المترجمة، لكن ما الجديد في هذا؟
الجميع يترجمون بالفعل أعمالًا مختلفة ومن دول مختلفة إلى العربية.. كانت هذه هي نقطة الاختلاف. ذهب شريف بكر إلى دولٍ لم يفكِّر أحد في الذهاب إليها من قبل؛ لقد اتجه بناظره إلى: الجبل الأسود، والتشيك، ومقدونيا، والصرب، والمجر، وفنلندا، وهولندا، وأيسلندا، وبلجيكا، والنمسا، وألمانيا، وأوكرانيا، والبرتغال، وإيطاليا، والبوسنة، وسلوفاكيا، والنرويج، وأيرلندا، وسويسرا، وأرمينيا، وفرنسا، وإنجلترا.
كانت المفاجأة هي مدى تشابه أدب هذه المناطق وتشابه سكَّانها وبعض عاداتهم مع مجتمعاتنا العربية. لكنه لم يكتفِ بهذه الدول، فاتجه إلى أمريكا الجنوبية، لتصدر "العربي" كُتبًا وروايات مترجمة من البرازيل وكولومبيا والأرجنتين وبيرو، كما اتجه إلى آسيا؛ فأصدرت الدار كتبًا وروايات من تركيا والهند والصين، وقريبًا من إيران وباكستان وكندا ونيجيريا وأنجولا، وتبحث الآن بدأبٍ لترجمة أعمال من كوريا الجنوبية واليابان، كما ذهب كذلك إلى جنوب أفريقيا، وأصدر رواية من زيمبابوي.. إلخ.
والآن لدى "العربي" أكثر من 300كتابًا ورواية من أكثر من 60 دولة، ولا تزال تعمل على إضافة المزيد من الدول إلى مجموعتها.
========================
It is a project which Al Arabi Publishing and Distributed started in 2010. Translating fiction and nonfictional books into Arabic, but this time with an edited translation, and a variety of books from all over the world in an unprecedented line of publications in our Arab world. We now have over 300 titles from 13 languages, from over 65 countries. Recently, in 2022, we won King Abdullah Ibn Abdul Aziz International Award in Translation as the first independent publishing house as an appreciation for the gap we filled in our market with this variety of translations and languages. This project added the value of reading from countries our readers never read from, they only had the chance to read the trending books which are usually from the USA, the UK, or from Russia, (only the classics though, Dostoyevsky, Gorky, etc.,) from South America, (Only Marquez, Llosa, etc.) Our project paved the way to introduce new literary opportunities and voices to our market. We started with Turkey, Czech Republic, then headed off to the Netherlands, Iceland, Norway, Switzerland, Austria, Slovenia, France, the UK, Ireland, Italy, Spain, Greece, North Macedonia, Armenia, Serbia, Croatia, Estonia, Finland, Germany, Hungary, Latvia, Portugal, Sweden, Ukraine, Wales, and from Asia, China, Taiwan, Iran, Pakistan, India, South Korea, Nepal, Russia, Turkey, and from South America, Colombia, Guatemala, Mexico, Venezuela, Argentine, Brazil, Peru, Cuba and from Africa, Kenya, Kongo, Angola, Eritrea, South Africa, Nigeria, Zimbabwe. We also have books from Australia and the USA. The most important sign which proved we were walking the right path was when one of our readers during the Cairo International Book Fair in 2018 said that she had never imagined herself reading a book from Iceland. Generally speaking, before we started this project and even after we did for a couple of years, our readers did not trust translated fiction/ non-fiction, unless they were translated by certain well-known professional translators, and they were unfortunately few. What we did and are still doing is to introduce new talents along with these new diverse books from other new and diverse countries (in relation to our readers' reading scope.) The first thing we did was to work with new and young translators, it was challenging of course, and it still is, but that is the whole point, the reading market needed new blood. Then, we hired in-house editors to work on the translation, because one main reason the readers did not like to read translated fiction had been their lack of trust in the translation and that it would not really be honest and most importantly, would not be easy to understand and make sense. This was a challenge to us, because it took us many years until we harnessed and grew our readers' trust in our work, and now, we're one of the few leading publishing houses in the Arab world in which the reader's trust is unwavering.