27/08/2025
💢 مأساة أبوتشت… قبل وبعد زيارة مصطفى بكري
✍️ :: احمد عيسي الزوامكي
الصحفي بجريدة الدستور
▪️مركز أبوتشت يا سادة، بقى كتاب مفتوح في فنون الفشل الإداري، لدرجة إنك لو عاوز تكتب رسالة ماچستير بعنوان "كيف يتحول الإهمال إلى سياسة عامة" هتلاقي في شوارع أبوتشت المادة الخام كلها.
▪️الطريق الرئيسي مثلًا: عامل زي مريض دخل غرفة العمليات من 20 سنة ولسه نايم على السرير من غير دكتور. مهشم ومكسّر كأنه خريطة قديمة لجبال الهمالايا، والسير عليه أشبه بمغامرة سباق سيارات في لعبة فيديو بس من غير زرار إعادة المحاولة.
▪️أما طريق عزبة البوصة والسراطنية والزرابي، فده رسمي "طريق الموت". سرقوا الكابلات والكشافات وسابوا الناس في عتمة، كأنك ماشي في كوكب بلا شمس. شباب زي الورد اتخطفوا في حوادث مالهاش آخر، والناس بقت تسأل سؤال وجودي: هو حياة إنسان أو كشاف إنارة… أيهما أثمن عند الحكومة؟
▪️وحفر الصرف الصحي؟ دي مش حفر عادية، دي "مصائد بشرية". تمشي في عزبة البوصة أو كوم يعقوب تحس إنك داخل برنامج مسابقات: لو سلمت من البلاعة الأولى، تستناك التانية، والجايزة الكبرى رحلة مباشرة للمستشفى.
▪️تيجي بقى للزيارة التاريخية للإعلامي مصطفى بكري. الراجل جه وكأننا في فيلم أبيض وأسود، والناس اتجمعت كأنها بتستقبل البطل الخارق اللي نزل من السماء. بكري مشكور اتكلم عن القمامة والطرق بجرأة، وصوته وصل أبعد من صوت أي مسؤول محلي، بس المصيبة إن بعد ما الكاميرات مشت… الإدارات طلعت عبقرية جديدة: "إحنا مش هنرفع القمامة… لا إحنا هننقلها"! يعني اختراع مصري أصيل اسمه "تدوير الأزمة". وبدل ما الزبالة تسيب السليمات، راحت تعمل سياحة في الزرابي والرفشة.
▪️وهنا السؤال اللي بيطرح نفسه: أين السيد المحافظ من هذه المسرحية الرديئة؟ هل دوره يقتصر على المتابعة من الكواليس والتصفيق عند نهاية المشهد؟ ولا بيشوف إن أبوتشت مجرد "كومبارس" في عرض كبير اسمه محافظة كاملة؟ غياب المحافظ عن المشهد بقى علامة استفهام بحجم المحافظة كلها، لأن اللي بيحصل مش مجرد مشكلة محلية… دي حياة آلاف البشر بتتآكل كل يوم.
▪️والنتيجة النهائية: الطريق الرئيسي ما زال خنادق، طريق الموت لسه ظلام، الكابلات لسه في عالم الغيب، والقمامة بقت زي الموظف المنتدب… يوم هنا ويوم هناك. الفرق الوحيد بعد الزيارة إن أبوتشت بقت تريند ليومين، وبعد كده رجعت تعيش في الحلقة المفرغة.
▪️رسالتي لرئيس الوحدة المحلية الأستاذ سيد تمساح محمود: يا ريس، أبوتشت مش فيلم كوميدي ولا مسرحية هزلية، أبوتشت مركز كبير. الناس عاوزة نور وأسفلت ونظافة، مش "حلقة برنامج" تنتهي بخروج الكاميرا.
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم."
▪️يعني يا أهالي أبوتشت، متستناوش إن الخلاص ينزل من كاميرا ولا من تصريح، الحل فيكم أنتم. اجتمعوا، ارفعوا شكوى، وخلي صوتكم يعلو أعلى من صوت أي مسؤول نايم في مكتبه لأن حياة الناس مش لعبة في يد "تمساح" ولا عرض مسرحي المحافظ قاعد يتفرج عليه من الصف الأول.