
24/03/2025
"مدينة تحت الأهرامات"
جدل جديد بين الحقيقة والخيال
دراسة حديثة أثارت ضجة واسعة، حيث زعم فريق من الباحثين الإيطاليين والاسكتلنديين أنهم اكتشفوا هياكل ضخمة تمتد لمئات الأمتار تحت الأرض، وربما مدينة كاملة بمساحة تزيد على 6500 قدم
الباحثون استخدموا تقنيات الرادار المخترق للأرض لإنشاء خريطة توضح ما يبدو أنه غرف وهياكل غير معروفة، وهو ما قد يغير فهمنا لحضارة مصر القديمة
د. ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، وصف هذه المزاعم بأنها "خرافات بلا دليل علمي"، مؤكدًا أن الأبحاث الأثرية لم تكشف عن أي مدينة تحت الأهرامات
د. حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، قال إن التقنيات المستخدمة لا يمكنها الوصول لهذا العمق، وأضاف: "نحن أمام موجة جديدة من الخيال والتضليل"
البروفيسور لورانس كونيرز، خبير الرادار، أكد أن أجهزة الرادار لا تستطيع اختراق الأرض لهذه الأعماق، لكنه أشار إلى أن الطريقة الوحيدة للتأكد هي إجراء حفريات دقيقة
لماذا يرفض العلماء هذه الادعاءات؟
1- التكنولوجيا المستخدمة لا تدعمها
أجهزة الرادار المخترق للأرض (GPR) يمكنها استكشاف طبقات الأرض، لكنها لا تصل إلى آلاف الأقدام كما تدّعي الدراسة، حتى أعمق الأنفاق في العالم، مثل نفق قاعدة غوتارد في سويسرا، احتاج إلى معدات متطورة جدًا للوصول إلى عمق أقل بكثير
2- لا يوجد أي دليل أثري
الأهرامات خضعت لأبحاث وتنقيبات مكثفة منذ القرن التاسع عشر، ولم يعثر العلماء على أي مدينة مخفية تحتها، والاكتشافات الحقيقية مثل بئر أوزيريس، وهو ممر تحت الأرض، موجود بالفعل لكنه لا يقارن بحجم "المدينة المزعومة"
3- لا يوجد أي ذكر تاريخي
لم تذكر أي برديات فرعونية أو نقوش وجود "مدينة تحت الأهرامات"، وهذه الفكرة مستوحاة من الأساطير والخرافات القديمة، وليس من الأدلة العلمية
يرى البعض أن هذا مجرد تضخيم إعلامي، خاصة أن أحد الباحثين المشاركين، كورادو مالانجا، معروف بآرائه عن الكائنات الفضائية
لكن، بين المزاعم المثيرة وردود العلماء، تبقى الحقيقة بحاجة إلى أدلة قوية، فهل تصدق أن هناك مدينة سرية تحت الأهرامات، أم أنها مجرد قصة خيالية جديدة؟!