16/10/2024
#عزيزة
في الثمانينات، كانت الإسكندرية تعيش أجواءً هادئة، وشوارعها تضج بالحياة الطبيعية، لكن خلف تلك الواجهة البراقة كان هناك سر غامض سيغير مسار المدينة. كانت هناك امرأة شابة تدعى عزيزة، تعيش في إحدى الأحياء الشعبية، لكنها لم تكن مجرد امرأة عادية، فقد كانت تحمل في داخلها طموحات وأحلامًا مظلمة وشريرة.
عزيزة، التي كانت تعرف بأنها جميلة وذكية، تزوجت في سن مبكرة من شاب يدعى سعيد. كان زواجها تقليديًا، لكن مع مرور السنوات بدأت المشاكل تظهر. سعيد كان يعاملها بقسوة، ولم يكن يرحمها بكلماته الجارحة ولا بضربه المتكرر لها. لكنها تحملت كل شيء بصمت، أملاً في أن تُنجب طفلاً يُغير حياتها ويثبت للجميع أنها امرأة كاملة.
مرت ثلاث سنوات دون أن تحمل عزيزة، وكلما زاد العقم زاد الألم. في يوم من الأيام، قررت عزيزة الذهاب للطبيب، وهناك اكتشفت الحقيقة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب: كانت عاقرًا، ولن تتمكن من الإنجاب أبدًا.
لم يتقبل سعيد الخبر، وازداد قسوته عليها، حتى وصل الأمر إلى طلاقها، تاركًا إياها مكسورة القلب ومحطمة الآمال. بعد فترة قصيرة، تزوجت عزيزة مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت تحمل في قلبها نية خفية، خطة شيطانية للانتقام من كل من أساء إليها.
بدأت عزيزة في التظاهر بأنها حامل، ونجحت في إقناع الجميع بهذا الأمر. كانت تضع الأقمشة تحت ملابسها لتبدو وكأن بطنها تكبر شهرًا بعد شهر. في النهاية، عندما جاء موعد الولادة المفترض، نفذت خطتها الجهنمية. تنكرت في زي ممرضة ودخلت مستشفى الشاطبي، وهناك اختطفت طفلًا حديث الولادة وهربت به إلى منزلها.
في نظر الجميع، كانت عزيزة أمًا، وأصبحت محط إعجاب الجميع بعدما استطاعت أن تتغلب على "عقمها". لكن هذه لم تكن سوى البداية. بعد ثلاث سنوات، عندما بدأ الناس يسألونها عن إنجاب طفل آخر، أعادت تنفيذ خطتها مرة أخرى. هذه المرة، لم تذهب للمستشفى، بل تجولت في الأسواق بحثًا عن ضحية جديدة. استطاعت إقناع أم مسكينة بأنها ستساعدها ماليًا، لكنها في النهاية خطفت طفلها وهربت به.
لكن الأمور لم تتوقف هنا، فمع مرور الوقت، وزيادة حالات خطف الأطفال في المدينة، بدأت الشكوك تدور حول عزيزة. وخاصة جارتها القديمة، شمعة، التي كانت تعرف أن عزيزة عاقر. شمعة لاحظت أن الأطفال الذين تدعي عزيزة أنهم أبناؤها لا يشبهونها ولا يشبهون زوجها. شعرت شمعة بأن شيئًا مريبًا يحدث، فقررت إبلاغ الشرطة.
في يوم من الأيام، داهمت الشرطة منزل عزيزة، وكان معها أم الطفل المخطوف. وعندما رأت الأم طفلها، انهارت بالبكاء وأكدت أنه ابنها. تم القبض على عزيزة وزوجها، وبدأ التحقيق معها. حاولت الإنكار في البداية، لكنها في النهاية اعترفت بجريمتها، وأخبرت الشرطة عن تفاصيل عمليات الخطف.
ومع انتشار القصة في الصحف، تفاجأت الشرطة بتوالي البلاغات من أهالي أطفال مختطفين. عشرات البلاغات التي تشير إلى أن عزيزة قد تكون المسؤولة عن خطف أطفالهم. لكن الحقيقة الأكثر رعبًا كانت عندما اكتشفوا أن عزيزة كانت تبيع بعض الأطفال لتجار البشر.