
01/06/2025
قِبلَ أن تُحاسب… انظُر من تُناسب.
في أول العشرين، كان شابًا يحمل حلمًا نقيًّا لبيت هادئ، وزوجة صالحة، وعُمرٍ يُبنى بالحُب لا بالهدم…
فجلس بجوار رجلٍ حكيم، مرّت عليه سنين، وانكسرت على أبوابه حكايات كثيرة، فقال له:
"يا بُني… خُذها منّي، نصيحة لا يُخبرك بها كثيرون…
أن تحبّ؟ سهل…
أن تتزوّج؟ ممكن…
"لكن أنك تختار صح؟" هُنا الامتحان.
فاحذر يا بُني من العنيدة…
التي تظن أن القوة في الندّية، وتظن الندية كرامة، وهي أقرب للسقوط منها للرفعة.
واحذر من ربيبة الجوع، التي ترى المال ربًا، وتبيع ودّك لأجل قطعة ذهب أو حقيبة لامعة.
واحذر من الماديّة، من تبيع يومها ومستقبلها على أعتاب الأسعار لا المشاعر.
وإن رأيت فتاة لا تستشير أباها، فلا تحترم له قولا، ولا تعبأ له رأيًا… فارحل في صمت،
فمن لم تحترم أباها… كيف تحترمك؟
وإن كانت أمّها تُسير البيت على رأس الرجل… فافهم أن التاريخ سيُعيد نفسه.
وإن رأيتها تَنشر تفاصيل بيتها على الملأ، تشتكي هنا، وتلمّح هناك…
فاعلم أن سرك في الهواء، وأمانك هو مجرد وهم.
واحذر مَن تدعي أنها "الست القوية المستقلة" بصيغة التي تتغنّى بالكِبر لا بالاستقلال،
تلك التي تراها لا تحتاجك اليوم…
وغدًا، قد تقف ضدك لا بجانبك.
وإن رأيتها تأخذ أفكارها من أصوات الشاشات، من مَن يهدمون البيوت بحجة “التحرّر” و”حقوق المرأة”…
فقل لها: السلام عليكم وفقك الله مع خيرٌ مني.
وإياك والتافهة… التي لا يملأ عقلها علم، ولا يُنير قلبها دين، ولا يشغل لسانها إلا القيل والقال.
وإياك من التي لا تخجل من جُرأتها، فتُجاهر وتتبجّح، كأن الحياء صار عيبًا لا فضيلة.
وإياك من صاحبة الماضي والعلاقات المتعدده… فالقلب الذي اعتاد الحرام، لا يعرف معنى الإخلاص.
واحذر من هذه الهشّة، التي تنهار أمام الكلام المعسول… فالرجل الذي يهزمها بكلمة، قد يخطفها بنظرة.
وإياك من الأنانية، التي تعيش لنفسها، وتراك وسيلة لا شريكًا.
واحذر بيتًا تقوده امرأة، يُسحق فيه الرجل، وتُطفأ فيه الهيبة…
ذلك بيت مهزوز، وسقوطه مسألة وقت.
ثم نظر الشيخ بعينٍ دامعة وقال:
"زوجتك يا بُني… هي ظَهرك،
فإيّاك أن تترك ظهرك مكشوفًا في زمنٍ امتلأ بالذئاب،
وإياك أن تختار من تهدمك بيدها وهي تظن أنها تنتصر."
ثم التفت وقال:
ولستُ أُخاطب الرجال وحدهم…
فيا أيتها الفتاة:
لا تتزوجي إن لم تفهمي أن:
الزواج مودة ورحمة… لا منازلة وندية.
إن لم تقولي في لحظة حُب: “حاضر”،
وفي لحظة غضب: “حقك عليّ”…
إن لم تفهمي أن الطاعة ليست ضعفًا بل قُوة، وأن الاعتذار لا يُنقص من قيمتك بل يرفع قدرك…
فلا تتزوجي.
فقد تُعجبين رجلاً بجمالك، أو تديّنك الظاهري،
لكن ما يصنع الحب الحقيقي هو الطاعة بالمعروف، واللين، وحُسن العِشرة.
الزوجة الصالحة قانتة… حافظة… مطيعة، لا تُعاند ولا تُكابر، تعرف متى تتراجع ومتى تُربّت على قلب زوجها.
قبل أن تُحاسبي… انظُري من تُناسبي.
فلا تختاري البخيل… الضعيف… الأناني… ابن أمه… زائغ العَيّون، الكذاب، النرجسي، المنافق… لا.
لا تضحوا بأعماركم لأن الزواج "مش ورقة…الزواج عمر".