19/07/2025
الناس في لحظات الفوضى لا يبحثون عن أفكار، بل عن حماية. فإذا غابت الدولة، بحث المواطن عن رابطة بديلة: قبيلة تحميه، أو طائفة تصرخ لأجله، أو جماعة دينية تُغطي عجزه باليقين.
هنا يصبح كل شيء مهيأ للسقوط:
• القانون يتحوّل إلى ورقة مهترئة لا تحمي أحدًا.
• الأمن يُخصخص، والسلاح ينتشر، والجار لا يثق في جاره.
• وتتحول فكرة الدولة من “نحن” إلى “أنا ومن معي فقط”.
وفي هذا الفراغ، يتسلل الطامعون. لا أحد يهاجم دولة قوية. إنما يدخلون عندما تتآكل، كما ينهش الذئب الغزال المريض في القطيع. يدخل الخارج بحجة حماية طائفة من أخرى، أو دعم أقلية ضد أكثرية، أو ردع جماعة انفلتت من عقالها. لكنه لا يخرج إلا بعد أن ينهب، ويقسم، ويزرع السم بين الأشقاء.
الدولة ليست مبنىً يُغلق أو يُفتح، وليست عَلَمًا يُرفع على سارية. الدولة فكرة، كيان، تنظيم يضبط حركة المجتمع ويصون وجوده. وقد استقر العقل السياسي عبر القرون أن الدول....