26/09/2025
على مدار خمسة عشر عامًا، كنت أسافر دوريًا بين مدينتي الكبيرة وبلدتي الصغيرة، مسقط رأسي. تفصل بينهما مسافة مئتي كيلومتر، تقطعها السيارة في حوالي ثلاث ساعات عبر طريق يخترق الصحراء والجبال.
هذا الطريق، الذي عبد عام 2006، كان بثلاث حارات لجميع أنواع السيارات، بما فيها النقل الثقيل المحمل بأحجار الرخام الضخمة. مع مرور الوقت وارتفاع درجات الحرارة، بدأت عربات النقل الثقيل تسبب حفرًا خطيرة في مناطق معينة.
الحلول كانت ترقيعية: إعادة الرصف لمسافة خمسين كيلومترًا في كل مرة. لكن في غضون أشهر، كانت الحفر تعود لنفس المواقع، وتضطر الجهات المسؤولة لإعادة العملية المكلفة مرة أخرى. خمس سنوات من الترميم والترقيع دون جدوى.
أخيرًا، اتخذوا القرار الحاسم. أغلقوا الطريق السريع بالكامل لمدة سنة، أزالوا الطريق القديم كليًا، وجرفوه لإنشاء طريق جديد. قسموه إلى مسارين منفصلين، أحدهما للنقل الثقيل بسطح أسمنتي محكم، والآخر للسيارات العادية مع حاجز يفصل بينهما. النتيجة: طريق آمن، نظيف، وسريع يخدم الجميع بكفاءة.
هذا المثال يعكس ما يحدث في كثير من الشركات. الاعتماد على الحلول المؤقتة أو الترقيعية قد يُبقي الأمور قائمة لفترة، لكنه يزيد من التكاليف ويؤدي في النهاية إلى خسائر فادحة. ومع كل تأخير في اتخاذ القرارات الجذرية، تزداد المنافسة وتتعقد الظروف.
فكر في شركتك: هل القرارات التي تتخذها اليوم تساعدها على الصمود؟ أم أنك تقوم فقط بترميم مؤقت للمشكلات؟ القرار الحاسم في الشركات هو ما يعيدها إلى الصدارة. لكن السؤال: متى ستتخذ هذا القرار؟
هل سيكون بعد أن يشتد عود المنافسين الجدد؟
أم بعد أن تتغير أذواق العملاء ويفقد المنتج قيمته؟
اعتمد على البيانات: لا تترك الأمور للحدس أو التوقعات.
استخدم الأرقام لفهم أدق لواقع شركتك وسوقك.
قيّم الاستراتيجيات الحالية: هل هي فعالة؟
أم تحتاج إلى تغيير جذري؟
كن شجاعًا في التغيير: مثلما أزالوا الطريق القديم بالكامل، أزل العمليات أو الاستراتيجيات التي لم تعد تناسب المرحلة.
استثمر في الحلول طويلة الأمد: القرار الحاسم قد يكون مكلفًا الآن، لكنه سيضمن استدامة عملك على المدى الطويل.
تذكر، الحلول المؤقتة قد تُبقي الأمور تسير لفترة، لكنها لن تصمد أمام التحديات الكبرى. اتخذ القرار الحاسم في شركتك اليوم. اجعل قراراتك قائمة على الحقائق، لا الحدس، لأن المستقبل لا ينتظر المترددين.
Send a message to learn more