حمدان الخليلى

05/12/2025

22/11/2025

غير منطقى
أبداً
القائمه صحيحه والفردى باطل

28/10/2025

نشرت مؤخرا دار الشروق النسخة المنقحة من مذكرات كريم باشا ثابت المستشار الصحفى للملك فاروق والتى اماطت اللثام عن الجانب المخفى من حياة الملك المظلوم ..
فى الفصل الثالث يروى كريم ثابت عندما زاره فى مكتبه فى قصر الدوباره فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخليه وأبلغه بتزمر بعض من أعضاء الحكومة وكبار السياسين حول ما يتردد عن خروج الملك كل ليله للعب القمار فى نادى السيارات أو كلوب محمد على وان ذلك يعطى فرصة للصحافة الانجليزية للتلسين على جلالته وإضعاف هيبته. فطلب كريم ثابت من سراج الدين الا يعتمد على المخبرين فى تتبع الملك ومعرفة خط سيره وطلب أن توكل له هذه المهمة شخصيا لعدم اهتزاز صورة الملك أمام رعيته.
ويكمل كريم باشا أنه انتظر فى سيارته الكاديلاك فى أحد الشوارع الخلفيه بقصر عابدين حتى خرج الملك فى سيارة متواضعة لعدم لفت الأنظار فتتبعه كريم ثابت حتى وصل إلى عوامه فى النيل وغاب بها بقدر ما غاب فأحس كريم ثابت ان وزير الداخلية كان محق. وقبل أن ينصرف لاحظ رسو العوامة على الشاطئ لييبدا من فيها بالنزول وكان قد اقترب الفجر.. وكانت المفاجأة التى لم تخطر له على بال .. الملك فاروق يهبط من العوامه ولكن يرتدى جبة وقفطان وعليهم الطربوش على طريقة اولاد البلد وكاد أن يفتك الفضول بكريم ثابت والكلام له، ويقول ثم تتبعت سيارته حتى كدت أن أفقدها عندما دخل منطقة الدّراسة ثم ترجل ودخل مسجد شهاب الدين كتخدا وادى صلاة الفجر جماعة ثم انصرف إلى الخلوة الاشرافية الملحقة بالمسجد ويقول والكلام على لسانه رأيت الملك يخلع القفطان ويشمر ساعديه ويلتف حوله الجوعى وأبناء السبيل والمجاذيب من أبناء الخلوة وهو يغرف لهم بنفسه من أذان ضخم ملئ بالفول النابت وما أن انتهى حتى امسك كوز نحاسى وأخذ يصب لهم خشاف بارد من برميل خشبى ضخم .
كل هذا ولا احد يعرف أن هذا الرجل هو الملك فاروق بشخصه..
يقول كريم ثابت فلما بدأت تباشير الصباح ترسم خيوطها خفت ان يلحظنى الملك فتأخرت واقترضت جلباب من أحد الدراويش.. ثم تتبعت الملك وهو متنكر فى زيه البلدى وكنت أظن أنه سيرحل الى قصره ولكنه توجه إلى منشية ناصر ورأيت مالم انساه ما حييت.. رأيت الملك يدخل مستوقد الحمامات الشهير ثم يخلع قفطانه وجلبابه ويحمل اجولة الفول من المخزن على ظهره ويصبها بالقدور ثم أتوا اليه بماء الورد والشبه والحبهان وأخذ يقلب الخلطة بنفسه وما أن فرغ حتى قام أحد الرجال بتحميل قدرة فول مستوية من الليلة السابقه وذهب بها جلالة الملك مع جوال ملئ بالخبز البلدى وعدية طماطم ونصبوا له ما يشبه المائدة أمام نزلة الباشا بالقرب من الدويقة وكانت ملتقى طريق الطلاب والمجاورين وعمال ورش السكة الحديد واخد يوزع عليهم أرغفة الفول وكل هذا ولا احد يعرفه.. وهنا أدرك كريم باشا ثابت ان رحلة العوامة فى منتصف الليل لم تكن إلا تمويه لما سيأتى بعدها....
ثم يعرج كريم ثابت إلى الفصل الثامن من مذكراته فى عام ١٩٦٥ حين ابلغوه بوفاة الملك فاروق فى روما وكان وقتها كريم ثابت يعمل محررا بجريدة لامبريا دي روم بعد نفيه من مصر..
ويقول إن المحقق الايطالى الشهير فيديريكو فلينى بعد الاشتباه فى أسباب وفاة الملك المفاجأة طلب منه أن يصحبه لمعاينة الجثمان نظرا لسابق معرفته بالملك فتردد فى البداية ولكنه وافق فقط ليحظى بنظرة الوداع على مليكه.. يقول كريم ثابت وما أن انفتح التابوت حتى رأيت وجهه مشرقا كالبدر فى تمامه وهو ما أثار انتباه المحقق وأثناء معاينة الجثمان لاحظ المحقق والطبيب الشرعى وجود علامات وندبات على كتفه وظهره 🥺 فصرخ في وجهى المحقق قائلا ( حبا فى الله أن تقول لى ما شأن صاحبكم ماذا بينه وبين الله حتى يضيئ وجههه هكذا وما سر هذه الندوب على جسده !!
فرويت له ما شهدته بام عينى من رحلات الملك اليومية لإطعام المساكين وحمل اجولة الفول على ظهره..فبكى المحقق وانتحب حتى اهتز جسده الضخم وانصرف وهو ينشد ( اضاعوه وأى فتى اضاعوا.. أضاعوه وما تراهم بعده الا وقد ضاعوا 🥺)