أخصائي نفسي وعلاج الإدمان: محمد أحمد عبدالسلام

28/06/2025

والخوف المحمود: ما حجز العبد عن محارم الله.

- تفسير السعدي رحمه الله

27/06/2025

أن تتحدث عن معاناتك، لهو احتياجٌ نفسيٌّ عميق، تستشعره النفس حين تعتصرها الهموم وتثقلها الأحزان، فتقصّ ما بداخلك وكأنك تفرّغ شُحنَةً سامة تراكمت، أو كأنّ عبدا أسيرا قد آن له أن يفك قيوده من الأسر.

فحين تنهكك الحياة، ويُحاصرك الناس بأذاهم، وتضيق بك الأرضُ بما رحبت، لا تجد ملاذًا إلا الشكوي إلي الله أولًا، ثم القَص من تأمنه من الصحبة الصادقة.
وحين تنهمر الكلمات، ممزوجة بدمع العين، فإنها لا تُضعفك، بل تُحرّرك.

وفي الإسلام شواهد كثيرة على الشكوي والقصّ عن الحزن والمشاعر، منها:
• يعقوب عليه السلام قال:

“إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، وأعلم من الله ما لا تعلمون”
(يوسف: 86)

• مريم عليها السلام باحت بألمها قائلة:

“ياليتني مت قبل هذا، وكنت نسياً منسيًا”
(مريم: 23)

• زكريا عليه السلام نادى في خلوته

“إذ نادى ربه نداءً خفيًا”
(مريم: 3)

• موسى عليه السلام طلب من الله دعم أخيه

“واجعل لي وزيرًا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري”
(طه: 29–32)

• بل في موضع دقيق من قصة موسى، جاء التعبير الرائع عن أثر الحكي في تهدئة النفس، حين قال تعالى:

“فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نجوت من القوم الظالمين ”
(القصص: 25)
فبمجرد أن قص موسى عليه السلام ما مرّ به، جاءه الأمان: “لا تخف نجوت ”… كأنّ القَصّ كان وسيلة للراحة، ثم الأمان.

• وحتى الصحابة رضي الله عنهم قصّوا معاناتهم للنبي ﷺ، كما قال خباب بن الأرت:

“شكونا إلى رسول الله ﷺ، وهو متوسّد بردة له في ظل الكعبة…”
(رواه البخاري)

هكذا كان القَصّ والتعبير عن الألم فعلًا إنسانيًا، ونفسيًا، وروحيًا، ومشروعًا، بل ومطلوبًا أحيانًا، إذا ما وُجّه التوجيه الصحيح.

ولأن هذا الشعور فطري وعميق، فقد شرّعه الله لعباده في كتابه، ونقلته لنا سيرة الأنبياء والرسل، وسلوك الصحابة، ليكون الحكي طريقًا نحو الفهم، والتعاطف، والراحة.

القَصّ عن الألم ليس ضعفًا، بل هو شكل من أشكال الشجاعة.
أن تُخرج ما يؤلمك، وتضعه في كلمات، لهو أول طريق التعافي.
وقد علّمنا القرآن، وعلمنا نبينا ﷺ، أن التعبير عن الحزن، والتماس الدعم، لا يُنافي الإيمان، بل يعكس بشرية النفس واحتياجها للرحمة.

فلا تكن سجانًا لمشاعرك،
ولا تجعل صمتك قبرًا لأوجاعك.
اقصص… اشكُ إلى الله، ثم قُص علي من تأمنه على قلبك.
ففي الشكوي لله حياة،
وفي القَص شفاء،
وفي كل روح تسمح لنفسها أن تحكي
تنبت بذرة جديدة من الصبر… ومن الأمل

25/06/2025

عندما نكون قادرين علي إدراك مسؤوليتنا أكثر من قدرتنا علي الحصول علي مانحتاج فإننا نشعر بالعزلة

- العيش ممتنعا

10/06/2025

يعني إيه “ – Acting Out”؟
كتير مننا كمعالجين بنلاحظ سلوكيات غريبة أو مفاجئة من العملاء، خصوصًا في بداية الجلسات، وغالبًا ما بيسميه التحليليون acting out
لكن هل احنا دايمًا بنفهمه صح؟

🔍 ال acting out هو طريقة لاواعية للتعامل مع مشاعر قوية ومربكة من غير ما يتم التعبير عنها بالكلام.
بدل ما العميل يقول “أنا خايف تقرب مني”، هو يدخل علاقة فجأة مع شخص تاني… أو يتصرف تصرف فيه اندفاع أو إيذاء للنفس… مش لأنه بيختار كده، لكن لأنه مش قادر يصيغ مشاعره.

🎭 اللي بيحصل إنه بدل ما يحس بالعجز أو الضعف، بيمثل الموقف من خلال سلوك يُشعره بالقوة أو السيطرة، حتى لو ده بيتعبه.
المهم نفهم: السلوك نفسه مش هو المشكلة… لكنه لغة!
لغة دفاعية، بتحاول تقول:
“أنا مش عارف أتكلم عن اللي جوايا… فهتصرف بيه”.

🧩 مثال:
عميل كان بيتغيب عن الجلسات بشكل متكرر، ولما حضر، قال إنه ماكانش فاضي… لكن مع الوقت اكتشفنا إن كل مرة بيبدأ يحس بتعلّق أو قرب مني كمعالج، بيخاف من الإحساس ده وبيختفي فجأة… مش لأنه مش مهتم، لكن لأنه مش متعود يحس بالقرب العاطفي الآمن، فـ بيهرب ويتصرف بطريقة تبعده عن مصدر القلق.

👩‍⚕️ دورنا كمعالجين إننا نسمع السلوك… نترجمه… ونساعد العميل ياخد خطوة ناحية الفهم بدل الفعل.

08/06/2025

من اللوثات المعاصرة في هذا الزمان
الفردانية في التعامل مع المشكلات من خِلال الخطط الجاهزة للنجاة الفردية علي غِرار إزاي أخلص من فلان التوكسيك ؟
وقلَّ ما تجد كلاما إصلاحيا حول هذا الجانب ولايزال الشخص التوكسيك بيئة طاردة للمَأذِي جالبة للي عليه الدور ولازال التوكسيك بيننا يتنقل بين بيوت مختلفة ( زوجية - مهنية - …إلخ ) والحل ليس نفسيا فحسب وإنما دينيا واجتماعيا والعلاقة بينهم تفاعلية كلما حدث خلل في إحداها حدث خلل في الأخري

07/06/2025

05/06/2025

كل عام أنتم بخير

03/06/2025

يمكن للناس أن يمرضوا لأنهم مكتئبون دون وعي، كما يمكن أن يصابوا بالاكتئاب بسبب مرضهم العضوي

نانسي ويليامز

03/06/2025

🎭 الجسد بيتكلم لما الكلام يعجز… والوعي هنا هو مفتاح العلاج.

كمعالجين نفسيين، لازم ناخد بالنا إن في عملاء بيجوا العيادة وهم شايلين ألم… بس مش بالضرورة يقدروا يشرحوه بالكلام.
اللي بيوصل أحيانًا على شكل صداع، مغص، إرهاق مزمن، أو مشاكل جلدية… ممكن يكون في الأصل ألم نفسي مش متشاف.

📚 في كتابها Analytic Diagnosis، بتوضح الدكتورة نانسي ماك ويليامز إن العملاء اللي بيعانوا من التحويل الجسدي (Somatization) غالبًا بيكونوا فاقدين القدرة على التعبير اللفظي عن مشاعرهم — وده مش ضعف، ده نقص في الدعم العاطفي السابق أو صدمة لم تُحتوى.

⚠️ وكممارسين، مهم ننتبه إن:
• العميل مش بيتمارض.
• الألم حقيقي… لكنه ملوش تفسير عضوي واضح.
• الجسد هنا بيقوم بدور “اللغة البديلة” لما النفس تفشل في التعبير.

🛠️ ازاي نستخدم ده في الجلسة؟
• اسأل عن تاريخ الأعراض الجسدية بدون حكم.
• اربط بين الأعراض والأحداث النفسية أو العاطفية الأخيرة.
• اشتغل على تنمية القدرة على التعبير اللفظي للمشاعر.
• طمّن العميل إن جسده مش بيخونه… هو بس بيحاول يساعده يعبّر.

🧩 فايدة الفهم ده؟
إننا بنقلّل خطر الخطأ في التشخيص، وبنفتح باب أعمق لفهم صراعات العميل، خصوصًا في حالات الصدمة والحرمان العاطفي.

❤️‍🩹 التحويل الجسدي مش نهاية الطريق…
ده علامة إن الجسم لسه بيحاول “يتكلم”.
دورنا نسمع… ونترجم… ونعلّم العميل يحكي بلغة النفس، مش بس الجسد.

02/06/2025

في مراحل الطفولة المبكرة، لا يرى الطفل أن الأم أو الأب “جيدين أحيانًا” و”سيئين أحيانًا”…
بل إما مثاليين أو مخيفين.
هذا ما يسمى بـ “انقسام الأنا – Splitting”.
‏⠀

“الناس دي يا ملايكة يا شياطين!”
لو بتفكر كده أوقات، فده أحد آثار “انقسام الأنا”.
‏⠀

انقسام الأنا هو آلية دفاعية نفسية تجعلنا نرتاح ونفهم العالم، لكنها مش دايمًا دقيقة.
هي تحمينا… لكنها بتشوّه الواقع.
‏⠀

في بعض الاضطرابات زي “الحدّي” (Borderline)، يظهر الانقسام بوضوح:
• المُعالج: ملاك في جلسة
• شيطان في الجلسة اللي بعدها
‏⠀

الانقسام مش بس داخلي…
في المستشفيات النفسية مثلًا، ممكن مريض يتسبب (بشكل لا واعي) في انقسام الفريق المعالج بين:
– ناس بتحبه جدًا
– وناس مش طايقاه
‏⠀

هل تلاقي نفسك فجأة كرهت حد كنت بتحبه جدًا بدون سبب واضح؟
ممكن تكون دخلت في نمط انقسام…
راجع مشاعرك بتأنّي.
‏⠀

“أنا دايمًا ضحية، وهم دايمًا أشرار!”
لما تكون دي الرواية الوحيدة في بالك، انت غالبًا بتشوف العالم بنظارة انقسام.
‏⠀

التحرر من انقسام الأنا يبدأ بـ “الثبات الانفعالي”
ثم القدرة على رؤية الناس كأشخاص معقّدين:
فيهم الخير… وفيهم العيوب
زيك تمامًا!


‏

31/05/2025

مثال علاجي عملي

👩‍⚕️ في الجلسة، المعالج يلاحظ إن العميل بيتصرف بطريقة بتخليه هو (المعالج) يحس بشعور معين.

زي:
عميل متأخر دايمًا وصامت، يخلي المعالج يحس إنه مش مهم.
بس لو انتبه، يقدر يقول له:

“حاسس إنك بتحاول تخليني أحس إني مش مهم بالنسبالك… ممكن ده يكون اللي أنت حاسه؟”

💡 ساعتها بيحصل “نقلة علاجية” حقيقية:
• المريض يبدأ يعترف بمشاعره
• وتبدأ العلاقة العلاجية تبقى مكان آمن للتحول

الخلاصة

💡 الفرق بين الـ3 آليات النفسية الدفاعية:

• الإسقاط: أنا مش قادر أتحمّل اللي جوايا، فأشوفه فيك
• التمثل: أنا مش قادر أفرق بيني وبينك، فأدخل اللي فيك جوايا
• التقمص الإسقاطي: أنا مش بس شايفك كده، ده أنا بخليك تحس باللي جوايا!

كلنا بنستخدمهم أوقات…
لكن السؤال هو:
• هل ده بيحصل طول الوقت؟
• وهل بيبوظ علاقاتك؟
• وهل انت واعي وانت بتتصرف كده؟

#الإدخال #الإسقاط