02/05/2025
كريم محمد
■"المسيح سيخلف نتنيا..هو"
كلمات مناسبة لهؤلاء الذين يريدون حقاً معرفة عدوهم
■ قبل عدة أيام ، نشر موقع "واللا" العبري تقريرًا غريباً مثيراً للجدل يطالب فيه الحكومة المصرية بالكشف عن تابوت عهد النبي موسى عليه السلام و قبر السيد المسيح عليه السلام الموجودين أسفل الهرم الأكبر في الجيزة بصحراء مصر ، التقرير برائحته المعروفة يستند إلى تصريحات عالم أنثروبولوجيا بريطاني يُدعى "بول وارنر "، البريطاني يزعم اكتشاف ما أطلق عليه "السر الأعظم في التاريخ" داخل نفق سري تحت الأرض أسفل هرم خوفو ، اتهم وارنر السلطات المصرية بالتعنت والصلف و رفض كشف الحقيقة التي قد تقلب كل الأمور التاريخية رأساً على عقب
■ القصة المُفبركة للأخ وارنر لا تصمد لدقيقة واحدة أمام حقيقة تاريخية بديهية ، فالهرم الأكبر بُني قبل ظهور الديانتين اليهودية والمسيحية بقرون طويلة ، لكن القصة انتشرت من الموقع العبري إلى صحف العالم كله ، التقرير فاقد المصداقية يجمع بين العديد من الموضوعات المفضلة لعالم رجال الحكم بالسر ، الهرم الأكبر و تابوت العهد والعداء السافر للسيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، نعرف غرام رجال عالم السر بالهرم الأكبر وكتبت عن ذلك بالتفصيل في كتابي "بوابات المجهول / رجال الحكم بالسر 2 " ، لكن ما هو سر عشق اليهود للهرم الأكبر ؟! ، الإجابة من بين سطور الصفحات الصفراء للتلمود ، تابع من فضلك ، ولو من باب " اعرف كيف يفكر عدوك ؟! " أو " تعرف على عقيدة عدوك "
■ جذر ولع اليهود الملحوظ بالأهرامات يرجع إلى التلمود ، أهم الكتب المقدسة لديهم ، ففي التلمود أن الله سبحانه وتعالى حين خلق سيدنا آدم عليه السلام ، منحه كل أسرار الخلق و الوجود و الحكمة والعلوم و مفاتيح القوة ، عبر العصور وصلت تلك العلوم الخفية المحجوبة إلى سيدنا إدريس عليه السلام في أرض الكنانة مصر ، احتفظ سيدنا إدريس عليه السلام بنسخة كاملة منها حتى لا تضيع ، تلك النسخة الفريدة بداخل هرم خوفو الأكبر ، مع طوفان نوح عليه السلام الذي دمر الأرض كلها ، اندثرت تلك العلوم المهمة ، لم يعد أحد يعلم بوجودها ، واختفت علوم سيدنا إدريس عليه السلام التي تسمى " حكمة القرون "
■ مازلنا مع قصة التلمود أيضاً ، بعد ذلك اصطفى الله سيدنا إبراهيم عليه السلام ، فعلمه تلك الحكم و الأسرار والمفاتيح مرة ثانية ، حين دخل سيدنا إبراهيم عليه السلام ارض مصر، سرقها أو اقتبسها منه الخبثاء المصريون ، فشيدوا بها حضارتهم و معابدهم و علومهم وفنونهم ، وكانت حجر الزاوية الأساسي في بناء وتطور حضارة مصر القديمة
■ مازلنا مع تفسيرات التلمود ، مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال و توالي القرون ، غابت تلك العلوم مجدداً عن المصريين ، بقيت الرموز في المعابد والأهرامات والمباني والمقابر كشفرة غامضة لا يُمكن حلها بسهولة ، و كلغز مُحير لا يمكن تفسيره قط ، إلا في ضوء علوم آدم و إدريس وإبراهيم عليهم السلام ، لكن هناك من نجح في فك تلك الطلاسم والشفرات وحل الألغاز ، من هم ؟! ، هم اليهود العبرانيون العباقرة الذين صنعوا مجد الحضارة المصرية من جديد ، وتزوجوا من المصريات وتناسلوا ، وكانوا المهندسين والنحاتين و المفكرين والمصممين و علماء الحسابات الرياضية ، ثم باتوا من المؤمنين بدعوة سيدنا موسى عليه السلام
■ يقول التلمود أن سيدنا موسى عليه السلام حين خرج من مصر ، خرج معه كل اليهود النوابغ ، و حملوا معهم تلك الأسرار الخطيرة و الخفايا المذهلة ، التي تم وضعها بشكل مُشفر في صفحات التوارة و ضمن ثنايا الوصايا العشر ، مع سنوات التيه فُقدت أصول تلك العلوم ، فحلت اللعنة الإلهية أو رجسة الخراب الأولى على بني إسر....ائيل ، وبات أملهم الوحيد في زوال لعنة الرب يتلخص في العثور على نسخة سيدنا إدريس عليه السلام المخبأة أسفل الهرم الأكبر بمصر المحروسة ، تلك هي الأفكار المتغلغلة في عقول اليهود ، يجب أن تعرف ذلك
■ ما سبق يفسر جزء من ولع اليهود ، ومن ثم تفسير إهتمام وشغف الما...سون برموز وآثار وتاريخ الحضارة المصرية القديمة ، و رغبتهم الدائمة المحمومة في البحث عن علوم سيدنا إدريس عليه السلام ، كتبت من قبل عشرات المرات عن ذلك الزواج الملعون بين فكر اليهود الفارين من سعير الأندلس مع فكر فرسان الهيكل الفارين من جحيم فرنسا على أرض إسكتلندا ، ليتكون فكر رجال عالم السر الذين كتبوا في أدبياتهم أن خلاصة علوم قدماء المصريين موجودة أسفل تمثال " أبو الهول " في منطقة أهرامات الجيزة
■ الهرم عند الما...سون هو مستودع الرموز و بيت الألغاز ، عند اليهود هو الهيكل الأول قبل هيكل سليمان ، وتزاوج فكر اليهود والما...سون خلق فكرة البوابات النجمية ، وهي نقطة بعيدة عن موضوعنا في هذه الأمسية ، والآن ماذا عن تابوت العهد ؟!
■ تابوت العهد مذكور في القرآن الكريم في الآية الكريمة من سورة البقرة ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين (248) ، الملك هنا هو الملك طالوت في صراعه المرير مع الملك جالوت الجبار ، علامة ملكه هي إعادة تابوت العهد لبني قومه ، تابوت العهد مذكور في التوراة والإنجيل ، لكنه فائق الأهمية في التلمود ، لأنه الصندوق السحري الأسطوري المقدس ، الذي يجلب النجاح والفلاح والنصر ، يزعمون أنه كان محفوظاً في هيكل سليمان ، ثم تم فقده وتدميره ، ففقد اليهود هيكلهم الأول في مصر ، وهيكلهم الثاني في القدس ، المزيد من رجسة الخراب حلت عليهم
■ الأبحاث التاريخية المعاصرة ذهبت إلى فرضية عثور فرسان الهيكل على تابوت العهد ، هناك ثلاث أماكن يُرجح وجود تابوت العهد بها ، الأول كنيسة رين لو شاتو في فرنسا ، الثاني كنيسة روزلين الغامضة المخيفة في إسكتلندا ، الثالث قلعة الشيطان في بلجيكا ، وإن كنت اميل إلى إستبعاد ذلك لسبب وجيه ، لأن موشيه ديان خلال فترة العدوان على أرض سيناء المصرية شكل وحدة خاصة تحت إشرافه مباشرة ، أحد مهامها البحث عن تابوت العهد في أرض الفيروز ، قالها ديان صراحة وقتها أن تابوت العهد سيكون الإثبات الحاسم لأحقية وجود اليهود في أرض مصر و فلسطين ، الآن الجزء الثالث ، ماذا عن السيد المسيح عليه السلام ؟!
■ المؤرخ الألماني فريدريش فيختل يحدثنا في كتابه الوثائقي " الما...سونية العالمية .... بحث عن المنشأ والأهداف النهائية للحرب العالمية الأولى " عن عداء رجال الحكم بالسر الرهيب للسيد المسيح عيسى عليه السلام وللسيدة مريم العذراء ، لدرجة غناء وترديد الأناشيد التي تتطاول على السيدة العذراء والسيد المسيح خلال الطقوس الشيطانية في محافل رجال السر ، ونحن نعلم السبب والسر وراء ذلك ، لأنهم يدركون جيداً أن السيد المسيح عيسى بن مريم هو من سيهزم سيد محافل رجال الحكم بالسر في مشهد مصيري تاريخي عند باب لد ، عقب نزول مسيح الخير عند المنارة البيضاء شرق دمشق كما حدثنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم قبل مايزيد عن ألف سنة
■ لذا حذرت حتى بُح صوتي من الكتب الكثيرة والروايات العديدة التي صدرت مؤخراً و تتناول فترة خروج اليهود من مصر وسنوات التيه ، فثمة كتاب ناجح ذائع الصيت اسمه " السامري الساحر المصري الذي أسس الماسو...نية " هو عبارة عن كلام مُضلل مريب عن تاريخ ونشأة حركة سرية شيطانية ، حولها المؤلف بشكل مستفز إلى حركة خير و إصلاح ، كتاب يقترب بشدة من جو الأكاذيب التي قدمها الدحيح أحمد الغندور في حلقته الكابوسية الشهيرة ، هناك رواية ناجحة يغضب البعض مني حين اتحدث عنها ، لأنها تحولت إلى صنم مقدس في قلوب عشاقها بسبب جمال وروعة أسلوب كاتبها ، رواية بطلها هو شمعون بن زخاري النجار – الملقب بخبث بلقب شمعون المصري - ، و هو فتى نحات من بني إسرا..ئيل من أب عبراني وأم مصرية ، وبداية القصيدة كفر ، فلم يعمل اليهود كنحاتين ولم يتزوج العبرانيون من المصريات قط ، سوى في أكاذيب التلمود ، صديقنا شمعون يهفو قلبه إلى الارض المقدس طوال فصول الرواية الضخمة ، حذرت كثيراً من لعبة بث الأفكار حتى ولو بحسن نية ، لكن لا حياة لمن تنادي
■ "إذا نظر المرء إلى الخريطة، فسيُدهش من مدى امتداد نهر الفرات شمالًا ومدى اتساع أرض إسر....ائيل الحقيقية. وعلى الرغم من أننا قد لا نستطيع استعادة كل هذه الأراضي في عصرنا الحالي، فإن الرب سيعيدها إلينا قريبًا، بلا شك". ، إنها نهاية مقال مهم نُشر في جريدة جيروزاليم بوست الإسرا...ئيلية تحت عنوان " المسيح سيخلف نتنيا..هو " للكاتب مارك فيش ، عبر سطور المقال تدرك أن الفكرة تظل ثابتة لا تتغير ، مملكة المسار التوراتي للتاريخ من النيل إلى الفرات تحت حكم ملك اليهود المُنتظر ، يدعون أنه المسيح و نوقن أنه المسيخ ، يدعون أنه المُخلص و نوقن أنه الدجال ، ونتفق سوياً أن زمنه قد اقترب بشدة