
20/05/2024
" منطقة الغرق "
محمود حمدون
====
بحيرة هادئة ألقيت فيها حجرًا, فاضطرب سطحها, أحدث السقوط موجات متلاحقة ظلت تلهث وراء بعضها.
كنت أرقب المشهد من قريب, لم أدر وقتها هل أفرح أنني بدّلت هذا الهدوء القاتل بعنفوان هادر, أم أحزن على حياة أحلت ليلها نهار. نقلتها من رغد الصمت إلى الشك في قيمة الوجود السابق.
لم تعد البحيرة إلى سابق عهدها كما عرفها الناس, كل شيء فيها تغيّر أو بسبيله لذلك.
هل أنا الملوم؟ , هل تعجّلت الاقتراب؟
لقد تتبعّت حركة الحجر وهو يقفز على سطح المياه, ثم رميت نفسي خلفه, الشاطئ يبتعد عنّي, وجدتني أندفع لمنطقة الغرق, تلك التي يصل إليها المرء حين لا يجد شيئًا تحت قدميه. حينها تذكّرت أنني فاشل بامتياز في السباحة, مهارة لم أعرف كيف أكتسبها في الصغر, يزيد من مأساتي أنني أحرقت مراكبي كلها خلفي, كأنما أجبر نفسي على لا عودة ولا فرار.