17/10/2024
السيد حجاج يكتب :
وجهي الذي لا أعرفه
انتزعت نفسي من قيود الأفكار المضلة فلم أعد ذلك الرجل الذي يطلق
عقيرته بصراخ مقرف , من أجل الأخرين …
أرق المشاعر وأجملها ماتت تحت قدمي هاتين .. ولم أعد استمع للنصح من أحد .
لم يعد لي أصدقاء لأن الأصدقاء الحقيقيين لا يجيدون النصح !!
ولم تعد صورة العالم كما في الماضي .
لقد تجددت , وأصبحت أكثر نضوجا .
لقد سئمت من ذلك الوجه .. وجهي القديم .
يذكرني دائما بأنني كنت مغفلاُ وساذج لأبعد الحدود .
لقد استبدلته بوجه آخر أكثر نضوجاً وفهم لبواطن الأمور ..
وجه جديد لم أكن أعرفه من قبل ..
اكتشفته عندما بحثت في جعبتي عن كائن آخر يستطيع العيش على هذه الأرض .
عندما صاحبني ذلك الوجه الجديد رأيت العالم قد تغير تماما وأدركت أن الجميع
رجال ونساء شيوخ وشباب يستخدمون أوجه عديدة وليس وجه واحد مثلي ؟؟
هذه الحقائق كانت غائبة عني تماما , قبل أن أرتدي
ذلك الوجه الجديد ؟
بعض الذين سيقرءون كلماتي , ربما سيحتقرونني .. لأنني بدلت وجهي , وهم يدركون
تماما أنهم مثلي أو قد لايدركون أنهم بالف وجه !!
عندما تفكرون جيدا في معاملاتكم مع الناس ستدركون هذه الحقيقة … لست سوى
رجل منكم حاولت أن أعيش على هذه الأرض , فأصبحت مثلكم .
أعلم ما يجب ويلزم فعله والأمر بسيط , أبسط مما أتصور..!!
ها أنا قد امتلكت طبلة ..غير مهم أن اكون طبالاً ..؟
أو أن يكون لدي موهبة التطبيل , لابد أن أعيش .
لم أكن أدري أن أفكاري يمكن أن تجعلني أخسركل شيء ؟؟
أسرتي وعملي وحتى المال ذهب ولم يعد !!
كل الذين ناضلت من أجلهم خذلوني , بل هاجموني أحياناً …؟؟
كنت أعتقد أن كل شيء طاهر شديد النقاء قبل أن أقع من فوق السحاب!
ولم أعد أتذكر تلك القضية التي ماتت ثم تحطم كل شيء !
, ولم أعد أتذكر ملامح وجهي القديم , وأحسبني
سأنساه ..كما نسيت الماضي الأليم …
ولم أعد أتحمل البعد عن هذه البلاد المخيفة..
شيئا ما يربطني بها يمنعني من الهجرة بعيدا عنها .
لا وقت لدي الآن سوف أحمل قلمي وطبلتي الجميع ينتظرونني بوجهي الجديد الذي لا أعرفه .
وجهي الذي لا أعرفه
وجهي الذي لا أعرفه انتزعت نفسي من قيود الأفكار المضلة فلم أعد ذلك الرجل الذي يطلق عقيرته بصراخ مقرف من أجلالأخرين ,أرق المشاعر وأجملها