02/06/2025
وصف عبقري لحال الكورة فى مصر 🤝👍👌👏
احنا.. أسفين يا بيراميدز عفواً.. أسفين يا أهلي
في البداية اعتذر لنفسي عن انني سأكسر قراري بالتوقف عن الكتابة، منذ فترة طويلة لأسباب يطول شرحها، واعتذر لكم أنني سأعود وازعج ابطال وشخوص المرحلة الكروية العبثية التي نعيشها الان، وافضح كيف يمارسون جبروتهم وبطشهم وجهلهم ومكرهم على جميع الفرق الكروية إلا واحد فقط تتوفر له الحماية والرعاية، وتدهس من أجل عيونه اللوائح والقوانين ومعايير اللعب النظيف، وتقطع رقبة أي منظومة او فريق او شخص يفكر ولو مجرد التفكير ان يرفع رأسه أمامه.
والعبث الذي نعيشه هذه الايام ليس وليد اللحظة او ابن تلك المرحلة، ولكن هو امتداد لمرحلة بدأت في ٢٠٠٥، عندما كسر الزمالك والاسماعيلي حاجز الاحتكار وفازا بالدوري أربع مواسم متتالية ، من وقتها اختفى الإسماعيلي بعد أن تم تفريغه بفعل فاعل وانتهى إلى الهبوط هذا الموسم لولا أن إعادته العبثية و أبقته في الدوري أما الزمالك الذي يقال عنه كرماً وعطفاً واحساناً القطب الثاني للكرة المصرية ، فقد تم إغراقه في المشاكل وتدخلت الإدارة الرياضية الحكومية بتفكيكه وحل مجالس إدارته بشكل دوري وقام الإعلام الموجه بدوره القبيح في إبراز مشاكله والتشهير برموزه وافقاد ثقة الجماهير في الكيان وأغلقت عليه أبواب الدعم الاقتصادي في وقت تم فتح الدعم الاعلاني للمنافس بشكل مرعب من خلال وكالة تابعة لمؤسسة حكومية تارة وشركة خاصة مرة أخرى مع حماية إعلامية تعظم في الانجاز وتتستر على السلبيات مهما كان حجمها وسياج حديدي يكهرب اى شخص يفكر ان ينتقد النادي الأحمر أو أية مؤسسة يداعبها حلم منافسة الزعيم.
وهذه الحالة العبثية بالإبقاء على النادي الأوحد كي يبقى وحيدًا اوحد على القمة ليست وليدة الصدفة او اجتهاد ذاتي من إدارته او تفوق لرموزه وشخوصه بل هي نتاج دولة عميقة تتوارث فكرة وهمية وعبثية تدعي ان هذه البلد تنام سعيدة عندما يفوز الاهلي ، وان ارضاء هذه الجماهير يغلق الباب على مشاكل اخري ، وهي رؤية غبية لا تخلق سوى الاحتقان والمشاحنة والشغب وكان من نتاجها احداث ستاد بورسعيد الدامية والتي راح ضحيتها شباب في عمر الزهور ، إلا أن هذه الدماء لم تكن كافية كي نفهم أن العدل والشفافية وتوفير المناخ الصحي للمنافسة هو السبيل الأمثل والطريق الاوحد كي تنام البلد كلها سعيدة ومطمئنة وليس جمهور فريق واحد.
هذا الملخص التاريخي الموجز للحالة العبثية التي فرضت علي الكرة المصرية تجلي هذه الايام فيما حدث مع فريق بيراميدز وهو فريق أنشئ قبل ٧ سنوات باستثمار سعودي شقيق خرج من رحم المكايدة للأهلي، ثم انتقلت ملكيته لاستثمار اماراتي محترف نجح في سنوات قليلة في بناء فريق قوي اضاف للكرة المصرية وكسر حاجز المنافسة بين الاهلي ومجموعة من فرق الكومبارس في دوري الكمبارسين المصري ، وبالفعل تجاوز بيراميدز في وقت قصير فرق صاحبة تاريخ وجمهور كبير حتي وصل الي القمة وفاز بالدوري ليخرج عن السيناريو المرسوم حيث لم تستطع القوي المحركة للمشهد ايقافه فهو ليس نادي تابع للإدارة الحكومية الرياضية ليتم حل مجلس ادارته ، وليس فريق متسول ينتظر الدعم أو الفتات الاعلاني الزهيد الذي يلقي لفرق الدوري ، ولم يتلوث حتي الآن بفساد الأمكنة حيث العمولات والسمسرة واللاعبين المضروبة ، في الوقت نفسه يواجه بعض اعلام غير محايد تربي في احضان النادي الأوحد اقلامه تكتب اكاذيب وفمه يطلق السنة لهب تحرق أي فريق يطمح في منافسة الزعيم ، وهنا ارجوا منكم أن تراجعوا التغطية الإعلامية لفريق بيراميدز في المباراة النهائية لبطولة افريقيا أكبر بطولات القارة السمراء لتعرفوا حجم الظلم الاعلامي الذي تعرض له هذا الفريق ووصل الأمر أن بعض البرامج تناقش بلا خجل الانصراف عن تشجيعه ، وبعض الإعلامين والرياضين يعلنون تصريحا وليس تلميحاً رفضهم تشجيعه في المحفل الإفريقي وبالمناسبة هذا حقهم ولكن هؤلاء أنفسهم وبشخوصهم يجرمون الآخرين عندما اعلنوا انهم لا يشجعون الاهلي في البطولات الخارجية ، ووصل الأمر إلى التشكيك في الوطنية ( اعلام الكيل بمكيالين ).
ولأنهم لم يجدوا سبيلاً لإيقاف بيراميدز بوسائلهم التقليدية التي تفلح مع الفرق الأخرى ارتكبوا خطاً فادحا سندفع ثمنه لسنوات من سمعة الكرة المصرية عندما قررت رابطة الأندية عدم تطبيق اللائحة علي انسحاب الزعيم الأحمر أمام الزمالك والاكتفاء بخصم ٣ نقاط فقط بدلاً من ٦ نقاط بدعوى أن انسحاب الأهلي جاء لظروف قهرية ( العبث في أوج صوره ) ، ليسحب لقب الدوري المستحق من بيراميدز ويمنح للفريق الأقل في عدد النقاط في واحدة من النوادر الكروية التي سيسجلها التاريخ الأسود للعبة باسم مصر وهنا أريد التنويه إلى أن تلك القوة التي يتمتع بها الأهلي ليست وليدة تفوق إداري ذاتي للأهلي بل هي ارادة الإبقاء على الفريق الأوحد في تلك البلد التي تنام سعيدة بفوزه حتى ولو باغتصاب حقوق الآخرين
ولكن كما قال سيدنا علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه …"الباطل ساعة والحق إلى قيام الساعة" ، جاءت البطولة الافريقية لتسقط عن الكرة المصرية ورقة التوت ويفوز الفريق الذي اغتصب حقه علي مرآي ومسمع من العالم محلياً دون أن يجد صوت حق يدافع عنه وسط جوقة اعلامية صاخبة تطبل وتزمر وترقص للمغتصب … ليتوج بيراميدز عن جدارة واستحقاق بلقب البطولة الأفريقية وسط ذهول وصمت رهيب من الإعلام والرياضيين والقائمين عن الادارة الكروية لم يقطعه سوى برقية رئيس الجمهورية لتهنئة فريق بيراميدز باعتباره فريق مصري شرف الكرة المحلية على المستوى القاري وسيمثل مصر في مونديال الأندية عام ٢٠٢٩ رأساً برأس مع فريق الأهلي.
وهنا اريد ان اذكر بعض النقاط
اولاً: كان مشهد الحضور الجماهيري الكبير في المباراة النهائية بين بيراميدز وصن داونز على ستاد الدفاع الجوي مشهداً عبقريا يكشف وعي الجمهور وإحساسه بالمسئولية وفطرته الوطنية وحبه للكرة وكرهه للظلم، كان حضوره صرخة في وجه الادارة الكروية الظالمة التي حاربت طموح بيراميدز وحقه في المنافسة الشريفة.
كما أن الحضور الذي أذهل الجميع كان رداً قاسياً على بعض الإعلاميين والرياضين الذين اخذهم الفجر في الخصومة لمعايرة الجماهير التي كانت تشجع بيراميدز في الدوري والبطولة الافريقية بأنهم جمهور متسول يذهب من أجل وجبة طعام و٥٠ جنيه، حتى وان كان هذا صحيح وظني انه غير ذلك فكيف وصل بنا الحال في الخصومة إلى هذه الدرجة من التدني الاخلاقي، فالمشجع الذي ذهب من أجل وجبة غذاء او مكافأة مالية، لم يفعل ذلك إلا لظروف حياتية قاسية فكيف لنا أن نشهر به ونعايره ولا نراعي مشاعره وانسانيته،ولكن لماذا لاتلوموا علي الاندية الجماهيرية فجميعها دون استثناء تحفز جماهير لحضور المباريات اما بتوفير تذاكر مجانية مثل المصري والاتحاد والمحلة او توفر اتوبيسات لنقل الجماهير مثل الاهلي والزمالك وفي المباريات الكبيرة توفروجبات وعصائر ومياة مثلجة
والاسماعيلي هذا الموسم اخترع فكرة ذكية جدا بالاتفاق مع المدارس ونقل الطلبة من مدارسهم الي الملعب لتشجيع الفريق واعادتهم مرة اخري
ثانياً : فوز بيراميدز بكأس إفريقيا يقول لنا أن أي فريق تتوفر له الظروف والامكانيات الإدارية والاحترافية والمادية قادر على المنافسة والوصول الى التتويج فالقصة ليست مغلقة على الأهلي ،ونحن الذين نغلق دائرة المنافسة على فريق واحد ، فالزمالك والاسماعيلي والمصري والاتحاد السكندري والمحلة خرجوا من المنافسة بفعل فاعل وإذا كان هناك رؤية عاقلة للإدارة الكروية فمن مصلحتنا إيجاد مصادر دخل لهذه الأندية سواء بتعظيم عائدات البث التليفزيوني والاعلاني أو بتحويلها الي شركات وتحفيز رجال المال والأعمال لرعايتها مع وجود أندية الشركات سيراميكا والبنك الأهلي وفاركو وغيرها سيكون لدينا دوري قوي اما دوري الكومبارس الذي نلعبه فهو الذي هوى بالكرة المصرية إلي الحضيض … ( أي والله حضيض) … لائحة لا تطبق وهبوط لا ينفذ .
ثالثاً: وهي كلمة خالصة مخلصة للأهلي الذي عليه أن يراجع نفسه، فالواقع يقول انه خرج هذا الموسم صفر اليدين افريقيا ومحلياً خرج من الدور قبل النهائي في دوري الابطال، والدوري لو طبق العدل فليس هو البطل، ولم يلعب الكأس تنفيذا لعقوبة انسحابه الموسم الماضي
والسؤال كيف لفريق بمئات الملايين يضم صفوة اللاعبين المميزين مهارياً والأغلى مادياً، أن يخرج خالي الوفاض؟
الاجابة يطول شرحها ولكنني سأكتفي هذه المرة بالتركيز على واحدة من أهم السلبيات وهي المظهرية والعنترية؟ فالأهلي انصرف في الفترة الأخيرة للمكايدة والصفقات الجدلية كهربا، عاشور، زيزو … كل تركيزه منصب على خطف لاعبي الزمالك (رغم ان المنافس غلبان ومستكين) باعتبار ان هذه الصفقات تعجب الجماهير وتروج لقوة الادارة وتشفي غليل المتعصبين لأنها جاءت بنتائج عكسية وقصة زيزو أضرت الأهلي ضرار بالغاً وشتت الفريق وقصمت ظهره وهو في معمعة المنافسة … على عكس فريق بيراميدز بطل افريقيا رسمياً والدوري لائحياً، يدقق في اختيار لاعبيه ولديه أقوى تشكيلة أساسية واحتياطية ويملك أفضل اللاعبين المحترفين.
اما العنترية فاقصد بها قرار الانسحاب من الدوري، وهو قرار أهان المؤسسة ونال من مكانتها أمام الرأي العام وشتت الجماهير واللاعبين ووضع الأهلي في مصاف الأندية الانفعالية والمتهورة فالموقف لم يكن يستدعي ورد الفعل رغم الحماية الاعلامية جاء عكسياً.
في النهاية إذا كنا أسفين لما حدث لبيراميدز في الدوري فإننا أسفين للأهلي ان الكاف لا توجد فيه رابطة اندية تعيد له كاس افريقيا.
