لوتس للنشر الحر

لوتس للنشر الحر دار لوتس للنشر الحر هي أول دار نشر حرة يملكها كل كاتب، ت دار نشر حرة هدفها اكتشاف الكاتب الموهوب ودعمه، ونشر كل ما هو جيد. www.lotusfreepub.com

شعرالعميان !!مشكلتي في زمنِ العتمة رغمًا عن أنفِ السَّجَّانما زالت في عيني القدرةأن تبصرَ طَعم الألوانلكنَّ العالمَ أجمَ...
30/07/2025

شعر
العميان !!

مشكلتي
في زمنِ العتمة
رغمًا عن أنفِ السَّجَّان
ما زالت في عيني القدرة
أن تبصرَ طَعم الألوان
لكنَّ العالمَ أجمَعَه
لا يرغبُ إلا العميان !!
لا يعشقُ إلا العميان !!
الأكثرُ فزعًا في القصة
ليست مشكلةُ العميان !!
فالرعبُ الأكثر ترويعًا
في كل مكانٍ و زمان
أن تدركَ وحدك
معنى الأمر
و الكلُ سعيدٌ فرحان !!!

للشاعر : عادل إسماعيل مصطفى إبراهيم

للإشتراك في جروب التليجرام:
https://t.me/Lotusfreepub

مقالثاني اثنين ..قال تعالى :( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا...
30/07/2025

مقال
ثاني اثنين ..

قال تعالى :
( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هى العليا والله عزيز حكيم) ( التوبة - 40)، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام من يهاجر معي ، قال أبو بكر الصديق ، والسؤال هنا لماذا سأل الرسول قبل بداية هجرته عمن سيرافقه في هذه الرحلة الطويلة أي هجرته من مكة إلى المدينة ؟ ، والجواب لأن الرسول أراد أن يعلم الأمة كلها أن الخطوات الناجحة تحتاج دوما" إلى صحبة وإلى أصحاب فيها، فها هو الرسول العظيم يحتاج لصحبة في هجرته ، فجاء تدبير ، وترتيب كل خطوات الهجرة من مكة إلى المدينة مشتركة بين الصاحبين رسول الله وصاحبه الصديق أبو بكر ، ففي هذه المحنة وهذه الغربة ورغم أن أبو بكر الصديق بصحبته للرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة سيكون مطلوبا" من كفار قريش لقتله كما هو النبي مطلوب منهم ، كما أن الرحلة خطيرة وخطرها شديد ومخيف فأي إنسان مطلوب القتل أو الحبس أو مطارد أو مطلوب من أي جهة ، والخطر محدق به وأراد أن يتخفى فسيتخفي عند صديقه الصدوق والمقرب إليه لثقته فيه وأشدهم محبة ، كما أن هذا الصديق إذا قبل نصرته فهو نعم الصديق، وقد كان أبو بكر الصديق كل ما ذكر وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته ، وفي البداية قال تعالى ( إلا تنصروه) ( التوبة - 40 ) أي إن تركتم نصره ( نصر رسول الله ) ، فالله تعالى ينصره ( فقد نصره الله )( التوبة - 40 ) ، أي عندما كان في الغار مع الصديق رضي الله عنه وأرضاه
( إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين ) ( التوبة -40 ) والضمير يعود هنا إلى الرسول لا أبي بكر لأن قصد الكفار بالأصل هو إخراج النبي قائد الدعوة ورسول الله لا أبي بكر ، فإخراج أبي بكر الصديق لا يوقف الدعوة بخلاف إخراج الرسول ، فهم ظنوا أنه بإخراج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة ستتوقف دعوته، وتنتهي رسالته ، لذا قال تعالى ( إذا أخرجه الذين كفروا) ( التوبة - 40 ) ، فالٱخراج هنا كان لرسول الله ، والصحبة هنا في هذا الخروج كانت لأبي بكر الصديق ، فلم يجبره أحد على الخروج ، ولم يطرده أحد من مكة, ولكنه أخرج نفسه مع الرسول ورافقه في الهجرة ، وعرض نفسه للخطر نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو هدف الكفار وغاية مقصدهم بالشر والسوء فخرجا (ثاني اثنين ) ، ودخلا الغار ( ثاني اثنين ) ، ومكثا فيه ( ثاني اثنين )، والكفار يطارداهما للنيل منهما معا" ، فماذا جرى داخل الغار بينهما:
( إذ هما في الفار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) ( التوبة - 40 ) ، وحزن الصديق هنا وخوفه ليس حزنا" على نفسه وليس خوفا" عليها ، وإلا لما خرج من مكة ولما صاحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هجرته ، ولرده الخوف عن الصحبة ، ولكن حزنه هنا حزن خوف على الرسول لا حزن على صحبته الرسول ، فهنا بشره الرسول البشارة التي تذهب الحزن فقال له وهى كافية ( إن الله معنا)، أي ٱن العاقبة ستكون لنا ، وسيزول حزنك بمعية الله معنا ، فلا تحزن ، وحزن الصديق أبي بكر رضي الله عنه هذا أكبر دليل على اتباع الرسول وحبه له وتضحيته من أجله وخوفه على الدعوة كلها ، من أن يلحق خطر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهما في الغار ، فكل فكر وخواطر أبو بكر في هذه اللحظة المصيرية هو لو أن أحدهم نظر تحت قدميه ورآهما في الغار ماذا سيكون مصير الرسول والدعوة في هذه اللحظة ؟ لهذا خاف وحزن، فبشره الرسول بالنصر بكلمات كافيات لأن يطمئن أبو بكر ويزول حزنه ,( إن الله معنا) ( فأنزل الله سكينته عليه ) ذكر بعض المفسرين أن الضمير عنا عائد إلى الصديق لأنه هو الذي احتاجها ليتبدد خوفه ، ثم إن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يكن خائفا" فلم يحتج السكينة أصلا", مثلما احتاجها صاحبه في لحظتها ليزول عنه حزنه ، ولكن الأشهر لدى المفسرين أن الضمير هنا في كلمة ( عليه ) عائد للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، لأنه هو القائد في الهجرة وأبو بكر هو التابع له ، فإذا نزلت عليه السكينة في وقت الشدة انعكست على تابعه ، وكان هذا وقت شدة فنزلت علي الرسول صلى الله عليه وسلم السكينة وانعكست على تابعه أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فمعلوم أن الأتباع يثبتون بثبات قائدهم ويطمئنون باطمئنان قائدهم ويتشجعون بشجاعة قائدهم ( فأيده الله بجنود لم تروها) أيد الله بها رسوله الكريم لأنه هو قائد الدعوة وهو هدف الكفار ومقصدهم بالقتل فتأييده بالجنود ينتفع به الأتباع ، فانتفع به أبو بكر لأنه تبعه ، وكل الآيات تنوه لأبي بكر الصديق من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا غيره فهو المقصود هنا بما ذلك ما في الآية الكريمة ( ثاني اثنين) ( إذ هما في الغار) ،
( إذ يقول لصاحبه) ( التوبة - 40) فمن كان صاحبه سوى أبو بكر ، كما أجاب جبريل رسول الله لما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عمن سيصاحبه في هجرته فقال له جبريل عليه السلام ( أبو بكر ) ، وكما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار ، ( لا تحزن إن الله معنا )، كل هذا دليل على أنه رضي الله عنه هو من كان مع النبي ، هو ثاني اثنين ، ولم يكن سواه معه أي كانا اثنين معا" الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق ، ولم يكن معهما ثالث لهما في الغار ، حتى عبدالله ابن أريقط بدأت مهمته كدليل لهما في الهجرة بعد خروجهما من الغار فكان دليلهما إلى مكة من بعد الغار لا قبله ، وجاء نصر الله ، نجحت الهجرة والدعوة وكانت كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلي : قال تعالى : ( وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هى العليا والله عزيز حكيم ) (التوبة- 40).

الكاتب: محمد عبد النعيم

للإشتراك في جروب التليجرام:
https://t.me/Lotusfreepub

خاطرةرحلة حببداخلي حنين يملأ همسات أحلامي...تروق لي نفحات من ذكريات ماضية كانت وما زالت سر بهجة حياتي...أرنو إلى دفاتري ...
30/07/2025

خاطرة
رحلة حب

بداخلي حنين يملأ همسات أحلامي...
تروق لي نفحات من ذكريات ماضية كانت وما زالت سر بهجة حياتي...
أرنو إلى دفاتري القديمة باحثةّ عن تلك اللحظات المبهجة...
كأنني أُفتش عن كينونتي أو ذاتي، أُراجعها بكل الحب واللهفة والرغبة والاشتياق...
ويمضي الوقت كلمح البصر ويذهب مع الريح المُحمّلة بكل الأشواقِ...
أطوي الصفحات وأعود بأفكاري لزمان علت فيه أصوات ضحكاتنا؛ لأُفتش بين ثناياها عن سعادتنا التائهة...
وتأخذني المشاعر إلى أحلام الصبا البسيطة حين كنا نبوح بها ببراءة...
كم كنا على سجيتنا! لأجد نفسي تتساءل والثواني تمضي أمام مخيلتي، هل أصبح النسيان مباحاً وممكناً؟...
فتجيبني مؤكدة كلا وأبداً؛ فهناك في القلب مشاعر مختلطة، هي من تسببت في حالة الشك التي راودتنا...
والذكريات التي حُفرت داخل أعماقنا، والصور المحفوظة في أعيننا جعلت الأشواق باقية في تكويننا...
وها نحن في انتظار الفرحة لتأخذنا في رحلة مع أرواح مَن نحب، وننعم بجنة اللقاء مع الذين احتلوا القلب...

الكاتبة: ماجدة عبد الفتاح.

للإشتراك في جروب التليجرام:
https://t.me/Lotusfreepub

قصة قصيرةلا تثق بابن عمتك أَيامَ المراهقةِ العتيدةِ كنتُ كأَيِّ شابٍ مِن قومِي؛ أَسعى لِتعلمِ التدخينِ، وَصناعةِ قصصٍ وَ...
29/07/2025

قصة قصيرة
لا تثق بابن عمتك

أَيامَ المراهقةِ العتيدةِ كنتُ كأَيِّ شابٍ مِن قومِي؛ أَسعى لِتعلمِ التدخينِ، وَصناعةِ قصصٍ وَإن كانت كاذبةً عَن مغامراتٍ معَ فاتناتٍ؛ سمراواتٍ أو شقراواتٍ، لا يهم، المهمُ الالتحاقُ بِركبِ أقرانِي.
الطريقُ إلى المدرسةِ طويلٌ، يقطعُهُ مَعِي ابنُ عَمتي مَدِيدُ القامةِ، ظاهرةٌ عليهِ علاماتُ البلادةِ.. يكبرنِي عامين بالتحديد.
(بنطال جنز أزرق)، سروالي الذي أُحبُ أَن أَرتديَ، والنصف العلوي يسترهُ؛ قميصٌ طويلٌ هلالي الجانبين ذو خطوطٍ زرقٍ طوليةٍ.. لَم أكنْ أُدخلُ آخر القميصِ فِي السروالِ، بل أدعهُ حرًا طليقًا، لسببينِ لا ثالثَ لَهُما..
الأولُ: الشعور بالقوة، والتمرد على كلّ كلاسيكي أو منضبطٍ بقوانين العرف التي تخص الملابس، أما الثاني: اخفاء كرشي اللعين الذي صاحبني منذُ صغري، لن يفوتني ذكر المركبة الفاخرة التي كانت تقلني إلى المدرسة (الحذاء)، فقد كان حذائي يعرف في ذلك الزمان باسم؛ (البلدوزر)، هو من جلد طبيعي يجمع بين أوصاف الحذاء العسكري والرياضي؛ ثخين النعل خشنة نقوشه، جميل التصميم، ذو لونٍ بني مائل للحمرة، أتعمد عدم ربط رباطه، حتى لا يختنق، ولأبين أكثر استهتاري، معتقدًا أنّ سلوكي هذا سيفتن عيون الصبايا اللائي كثر ما يلاقيننا ذهابًا إلى المدرسة وإيابًا، فطريقهنَّ عكس طريقنا.
بدأنا لتونا بالدراسة، وأنا انتقلتُ إلى مرحلة جديدة بفضل اعطاء أبي مدير المدرسة كيسين كبيرين من القمح ذهبي اللون، حتى تزرقَ علاماتي المحمرة، ففي تلك الفترة القمح ثروة قومية، مَن يحصل على شيء منها فقد فازَ بنعيم الدنيا.. كيف لا وهو سيطحنها ويخلطها مع ما يأتيه من طحين يستلمه بحصته التموينية الشهرية التي خصصتها الحكومة لهُ وعياله، أي طحين ذاك! اسمه طحين لكنَّ اللهَ وحدهُ يعلمُ ما أصله، فلا لونهُ ولا مذاقهُ يمتان بصلةٍ إلى الحنطة.
يوم حار مذْ أولى لحظاتهِ، أسير بجوار ابن العمة الغالي، في جيب قميصي أربع سجائر، ابتعتها لتويّ بمصروف الأسبوع كلّهِ أو لأكونَ صادقًا، ابتعتها بنقودٍ اختلستها عندما اشتريتُ لأُمِي الخضار واللحم، أنا أتلاعبُ بالأسعار أكثر من تلاعب التجار، وكلهُ من أجل السجائر الغالية على القلب، فهي تمدني بشعور الرجولةِ والنضوج، كما ظننتُ يومها.
بينا نحنُ سائران؛ أنا وذاكَ الحيران إذ أشرقت علينا بدرٌ تَسيرُ بجوارها نجمة.. أواهٌ قلباهُ، أواهٌ مسكين، لحظتها كم دق، خفق، ورقص، ثم تورد خداي، فتخبطت قدماي، ما امتلكتُ نفسي، وما أحسست إلا أنا آخذٌ برأس السجائر، وبعود ثقاب جعلتُ راسه يجري على جانب العلبة أشعلتها، بدأتُ أقبلها، وَي كأنِّي ألثمُ ثغر البدرِ.. نسيتُ أنّا في وسط الشارع، هذا لعمري جنون ما بعده جنون، فقد صرنا قاب قوسين أو أدناه من المدرسة، نمر لحظتها بجوار الجامع الذي إمامهُ ابن عمي أُمي، لكنَّ القلبَ إذا خفق حطم القيود وأنهى المخاوف ثم صار ربان سفينة المغامرات الذي لا يكسر لهُ بتار.
ابن العمة الحريص عليّ، اصطكت أَسنانهُ، وَلفحَ أُذني صوتهُ هامسًا مستشيطًا: ماذا تفعلُ أَي مجنون؟!! ستقعُ فِي مصيبةٍ.. اطفئ اللعيةَ أَو ارمها بَعيدًا.
الأبلهُ ما خافَ عليّ يومًا، إِنّما خوفُهُ مِنَ التوبيخِ إذما علموا بِعلمهِ أَني أُمارسُ جريمةَ التدخين، وَلَم يشِ بِيَ عندَ أبي خَالهُ الّذي يحرقُ فِي اليومِ الواحدِ أَربعُ علبِ سجائرَ كاملةٍ مِنَ النوعِ الفاخرِ، وَيبخلُ على البيتِ رافعًا شعارهُ الرنان: الاسرافُ حرامٌ وَلا يجوزُ شرعًا، وَلا عرفًا.
لَم أَسمعْ لِنداءاتِ ابنِ العمةِ، القلبُ وَالبصرُ؛ حُصِرَ وَقُصِرَ عَلى البدرِ المُتَبخترِ.. اقتربَ الجمالُ وَالدلالُ حتى التقى اللحظُ باللحظِ، فَتبسمَ الثغرُ الوردي.. وَا عقلاهُ، وَا قلباهُ، وَا عيناهُ، من ابتسامةِ العيطبولِ العيطاءِ.. لحظات، ثم افترق الناظرين، ابتعدَ الجسدان.. أَمَا رفيقُ السيرِ، فَقد واكبَ الحدثَ بصمتٍ وَتأدبٍ.
غاب البدر لكن صورته ما فارقتني فقد سكنت القلب وعرف عطرها احتل روحي.. سرى في فمي طعم لذيذ عجيب، ورقصت أنفاسي بل حتى دخان السيجار رقص، بيد أن الاحلام لا يطول بها الامد، فجاء صوت عواء الغبي ليوقضني وهو يقول: ارمِ سجارتك باب المدرسة يرحب بكَ، ما دهاك!
فِي أول استراحة بعد الدرس التجأتُ إليهِ، مَا لِيَ مقربٌ إلا إيّاهُ .. قصصتُ عليهِ نبضَ قَلبِي، ففاجأنِي أَنّهُ شاهدَ وَعرفَ، وَأعلمنِي أَنَّ نظراتِي فضحتنِي، ثُمَّ طلبَ منِي طلبًا غريبًا بعدَ أَنْ أَثنى على شجاعتي وجرأتي، قال: يا ابنَ الخالِ الغالي، إِنْ فَعلتها وَصارتْ لَكَ صَديقةً، لا تنسَ ابنُ عمتكَ بأَن تجعلَ رفيقتها لَهُ رفيقة.
بِزهوٍ وَغرورٍ معَ خُيلاء مغمسٍ بكبر، قلتُ: أَبشر، إِنْ أُنجزَ الأَمرُ وَتحققَ الحلمُ ستكونُ الغادةُ الغيداءُ الّتي تسيرُ بجوارِ قَمَرِ البيداءِ لَكَ صَديقَةً صدوقةً، تُنهلُ مِنها صَمُوت المَشَاعِرِ وَطَيبِ الكَلِمِ.
ملهوفٌ ابنُ العمةِ العزيزِ سَأَلنِي عَمَّا أرومُ فِعلَهُ فِي خُطوتِي التاليةِ، أَجبتهُ بِغُرُورِ الكذابِ الأشرِ: كلُّ شيءٍ مدروسٌ، لا تشغلْ بَالَكَ، وَلا تسأَلْ.. سترى الفِعالَ أَمامَ عَينيكَ، اصبرْ، وَاصطَبرْ.
قَضَيتُ لَيلَتِي أَتقلبُ عَلى فِراشِي وَصورتُها مُؤنِسِي، أُخَطِطُ، أُفَكِرُ، ثُمَّ أُلغي الخطةَ تِلوَ الأُخرَى، فجميعها لَم تَرُقْ لَي، حَتّى اهتدَيتُ إِلى واحدةٍ مجربةٍ رَأَيتُها كثيرًا فِي الأِفلام العربيةِ، قَررَتُ التنفيذَ أَولَ تَقبيلِ شَمسِنا جَبينَ السماءِ.
أَصبحَ الصُبحُ، وَأَيُّ صُبحٍ؛ شمسٌ سَاطِعةٌ، أَجواءٌ صافيةٌ.. على غَيرِ العادةِ انتَفضتُ، وَلِمَلابسِي لَبستُ، وَالكُتُبِ الّتِي أَكرَهُ احتَضنتُ، ثُمَّ تَسللتُ مُستغِلًا انشِغَالَ أُمِي بإعدَادِ طَعامِ الفُطورِ لِلصغارِ؛ كثعبان اندَسستُ إِلى الحَدِيقَةِ الخلفِيةِ، المَكانُ المُقَدسُ عندَ أُمِي، ففيهِ أَجملُ أَنوَاعِ الزُهورِ، وَهُوَ المَكانُ الّذِي تَقضِي أُمِي فِيهِ ساعاتٍ طوال، طَالما وَجدتُها هناك، ومقلتيها تفيضانِ بالدموعِ، عندما أَسأَلُها لا تُجيبُ، بَلْ تقطعُ سُؤالِي بِسؤالِها لِي: مَاذَا تُريدُ؟
انسَلَلتُ بِرشَاقَةٍ إِلى الحديقةِ، وَفِي النيةِ ارتِكَابُ جَريمةٍ فَظيعةٍ، لكنَّ عِظمَ الهَدفِ بَررَ لِنفسِي المجرمةَ الوسيلةَ، بِسُرعةٍ نحوَ أَجملِ الورُودِ المُتفتحةِ، قبضتُ على ساقِها دُونَ أَن آبَهَ بِالعوَاقِبِ الوَخيمةِ، قَطفتُها، بعدَ مبارزة أَصابعِي أَشواكُها تُدافعُ.. أَنسانِي لَهِيبُ حُبها مخاوفِي، وَالأَوجاع.. تَمتِ المَهمةُ، وَبِلا فُطورٍ خَرجتُ مُسرِعًا.. نَاحيةُ بيتِ العمة القصدُ، نَاديتُ رَفيقَ الطريقِ الّذي كانَ مُستَعدًا يَنتظرُ، مُتيقنًا أَنِّي لَن أُؤخرَ خوضَ مُغامرتِي.
فِي الطريقِ أطلعتهُ على النيةِ وَمَا فِي الطويةِ، رَحبَ وَأثنى على الجرأةِ مِمَّا زادَ الحماسَ عندي.. فِي نَفسِ المكانِ التقينا بالقمرِ ووصيفتهُ، أَمرتُ قلبِي بِإطلاقِ كاملِ طاقةِ الجرأةِ، أَوقفتُها فِي وَسطِ الطريقِ، ارتَعدت أَوصالِي، وَصَوتِي حُشرَ دَاخلَ الحنجرةِ، مَا عادَ يَخرجُ، ثُمَّ حَركتُ يَميني المرتعشةُ وَقدمتُ الوردةَ المُغتصبةَ، حَركَتْ عَينيها متعجبةً، مذهولةً، مصدومةً بينَ الوردةِ وَشفتاي اللتينِ أَفرجتا عَنِ الكلماتِ بصعوبة، قلتُ: هذهِ لَكِ...
مَا تأخر الجواب بعدَ أَنْ تَفقأَ الرمانُ فِي الوجهِ الجميل، وكان جَوَابُها بَصقةً مِنَ العيارِ الثَقيلِ، ثُمَّ كلماتُ شَتمٍ بصراخٍ بعدها مَا أَحسستُ إلا بلسعةٍ مصحوبةٍ بحرارةٍ وَأَلم مَوضوعها ظهرِي، أوجعتنِي كَثيرًا.. بينَ ذُهولِ ردةِ الفعلِ مِن أَميرةِ الأحلام، ووجعِ الظهر التفتُ لأَجدَ إمامَ الجامعِ قَريبَ الأُمِ الغاليةِ قَد وَضعَ تَوقيعَهُ على ظهري بِعقالهِ الأَسودِ المرنِ، ثُمَّ التفتُ عَن يسارِي لأستنجدَ بِرَفيقِ مشوارِي، فَوَجدتهُ كَملحٍ فِي ماءٍ ذابَ.
يَومَها أُقيمَتْ عَلى جسدِي حفلةٌ ظلماءُ، وَأُسعتُ ضَربًا بِالعقالِ، وَالنِعالِ، وَجميعِ أَنواعِ مَا يُضربُ بِهِ الضَالّينَ أَمثالِي، قام بِالمَهمةِ العمُ الإمامُ الهُمامُ، ثُمَّ أَبِي صَاحِبُ اليَدِ الثَقيلَةِ، وَالعَضلاتِ المَقتولةِ أَمَا أُمي، اختَارَتْ الانتقامَ لِوَردَتِها بِطَرِيقَتِها، فاستَخدَمَتْ مَعِي الحربَ النفسيةَ، مَا كانت ترانِي إلا تَقولُ: أَهلًا أَبَا وَردَةَ، حَتّى صَارَ البيتُ كُلّهُ ينادينِي بِهذهِ الكنيةِ.
سَنواتٌ طوالٌ مَرَّتْ، بلغتُ الأربعينَ، وَمَا زلتُ كُلمَا مَرَّتْ بِقربِي غيداءُ، هيفاءُ، وَرقصَ قَلبِي بَاغَتنِي لَهِيبٌ، حارقٌ، مُوجعٌ، فِي ظهري، فَأتراجعُ عَن غايتِي وَغَيي لأَرتَضِي وحدتِي أَنِيسِي وَوَنِيسِي، ثُمَّ أَدعُو على الخائنِ ابنِ عَمتي الّذي هَربَ وَتركَنِي أَتحملُ نَصيبهُ مِنَ الضربِ المبرحِ

الكاتب: نصير حسين

للإشتراك في جروب التليجرام:
https://t.me/Lotusfreepub

قصة قصيرةنجا الخوفلم يكن يتوقع تلك الزيارة المفاجئة من صديقه عندما أبلغه هاتفيًا أنه سيصل مرهقًا من السفر إليه، وقبل وصو...
29/07/2025

قصة قصيرة
نجا الخوف

لم يكن يتوقع تلك الزيارة المفاجئة من صديقه عندما أبلغه هاتفيًا أنه سيصل مرهقًا من السفر إليه، وقبل وصوله في بعض ساعات الليل، حتى يمكث لصباح. إلى أين يأتي؟ إلى المستنقع الذي أعيش فيه؟ لم تكن في حسبانه. نظر إلى الغرفة حتى شعر بالغثيان من أعباء تنظيفها وترتيبها. لم تكن الغرفة بالشكل اللائق لاستقباله؛ ما تزال مكتظة بالأوساخ من علب الماء الفارغة وبقايا القات والسجائر وثياب العامل والبناء الوسخة وأدواتهم في ركن زاوية الغرفة. كانوا لا يزالون مستأجرين معه، لكنهم سافروا إلى العزلة. ورائحة الحمام الكريهة تتجول باستمرار بحرية تامة، رخصت لازيز البراغيث بتحليق، وخيوط العناكب المنسوجة تحتل جدرانها وسقفها.
كان أنيق المظهر، وعند انضمامه إلى أصحاب عزلته ليسكن معهم في هذه الغرفة القذرة، بل اكتسب القذارة مع مرور الوقت وأدمن عليها بعدما كان يستنكرها في البداية. استشاط غضبًا وقال: "أوف على هذا التكليف!" قام بتنظيفها وترتيبها ببطء كي يعكس نظافته عند قدوم صديقه إليه. انتهى منها بعد نصف ساعة. كان الجو في الخارج باردًا، والشارع مكتظ بخطى المارة. هرع إلى البقالة لشراء وجبة عشاء له: خبز وجبن وحلاوة (طحنية) لتعطيه طاقة وقائية ضد البرد. أكلها ثم مضغ ورقيات القات على عجل، والقلق يغمره. ثم رنة التليفون أشعرته بالفزع عندما اتصل صديقه في الساعة الحادية عشرة يكلمه أنه قد وصل من موقع المسافرين. رد عليه: "انتظرني عند الكافتيريا، سأتي إليك حالًا". أغلق التليفون ثم لبس معطفه وانصرف، وأغلق الباب بالقفل.
صافحه البرد في أطرافه بقوة حتى تجلط دمه، وعوى الكلاب تملأ الشوارع، حتى اكتسحته الوحشة وذعر الطريق. وضوء المباني شاحب الوجه، وخلا الشارع من خطى المارة. ظل يتابع السير حتى وصل إليه. قال له: "شكلك لم تسمع بالقوانين السماسرة الجديدة!" رد: "لا، ما هي؟" قال: "يمنع التجول من بعد الساعة العاشرة". نظر إلى صديقه، وكان الغبار مصبوغًا على ملامحه. أخذ شنطته ومضوا إلى العودة مطبقًا عليهم الصمت. وفجأة رأوا دورية من الجنود المدججين بسلاح عند الحديقة، قالوا بهمس: "اليوم نهايتنا، أتى الأجل". قبل ما اقتربا منها، ثم اجتاحتهما القشعريرة وقلبهما يدق بسرعة كأنهما يريدان أن يخرجا من صدرهما. واعترتهما الرعشة حتى قيدت أيديهما وأرجلهما بسلاسل عند السير في الشارع، والعرق البارد يتساقط بعنف. وعندما تجاوزا الحديقة عادت إليهما نفسهما والطمأنينة. وبعدها هرعوا إلى الدخول، سمعا صوت دورية الجنود المدججين بسلاح وظلوا يراقبونهما من بعيد عند مثلث تقاطع الشارع ومعرفة سكنهم. وفي اليوم التالي أرسلوا عاقل الحارة يريد منهم بطائقهم، ولم تحدث أي كارثة لهما. وبعدها ذهبا إلى الصيدلية ليشتريا حبوب حق الفجعة.

الكاتب: عبدالملك البراق

للإشتراك في جروب التليجرام:
https://t.me/Lotusfreepub

قصة قصيرة فرحةبدأ القطار بالتحرك لكنها لحقته بالكاد ، أسندت رأسها إلى النافذة و أُجلست بجوارها عجوز علامات الزمن بارزة ع...
29/07/2025

قصة قصيرة
فرحة

بدأ القطار بالتحرك لكنها لحقته بالكاد ، أسندت رأسها إلى النافذة و أُجلست بجوارها عجوز علامات الزمن بارزة على جلدها ، لاحظت العجوز حزن الفتاة فأرادت أن تواسيها متسائلة عن اسمها ردت عليها فرحة . قالت العجوز لِمَ ليس لكِ نصيب من اسمك؟ اشاحت بوجهها ناحية النافذة مستندة عليها هذه المرة؛ لكن بعد برهة تحركت عينيَّ فرحة تجاه العجوز و سألتها من أنتِ؟ قالت: أنا أم فرحة ، فقامت فرحة بإحتضانها بدموع تتسابق على وجنتيها ، فتعجب الرجل الذي يجلس أمام فرحة عندما رآها تتحدث لحقيبتها و تحتضنها.

الكاتبة: ملك محمد خرابيشو

للإشتراك في جروب التليجرام:
https://t.me/Lotusfreepub

بسم الله الرحمن الرحيم في سبيل إتاحة الفرصة للمبدعين من أبناء وطننا العربي، واستمراراً للمحاولات الدؤوبة بغرض تخريج جيل ...
05/05/2025

بسم الله الرحمن الرحيم
في سبيل إتاحة الفرصة للمبدعين من أبناء وطننا العربي، واستمراراً للمحاولات الدؤوبة بغرض تخريج جيل يعرف قيمة الكلمة النظيفة، والعطاء في عالم القلم، وإثراءً للمكتبة العربية.
تُعلن دار لوتس للنشر الحر عن انطلاق الدورة السابعة من جائزة لوتس للرواية القصيرة 2025 – مسابقة النشر المجاني.

----------

شروط الاشتراك:
- أن تكون لغة الرواية العربية الفصحى سرداً وحواراً.
- أن يكون عدد كلمات الرواية بين 8 آلاف، و20 ألف كلمة.
- أن تكون الرواية أصيلة لمؤلفها، وأي خلاف بخصوص هذا الأمر يُسأل عنه الكاتب وحده.
- ألا تحتوي الرواية على ازدراء للأديان والعقائد، أو هجوماً مباشراً على شخص، أو أشخاص، أو قومية، أو جنسية، أو مؤسسة حكومية، أو نظام سياسي.
- ألا تكون الرواية تم نشرها من قبل في صورة ورقية.
ولا يشترط موضوع محدد للرواية، وليست هناك شروط بخصوص العمر أو الجنس أو الجنسية، وباب الاشتراك مفتوح للجميع.

----------

ترسل الرواية إلى بريدنا الإلكتروني: [email protected]
في موعد أقصاه 5 سبتمبر 2025 بصيغة ملف وورد Word، مع البيانات التالية:
- الاسم المختصر للكاتب.
- صورة الكاتب (يُستثنى فقط الكاتبة المنتقبة، أو التي لا تسمح ظروفها الخاصة بنشر صورتها)
- الدولة الأم.
- تاريخ الميلاد.
- البريد الإلكتروني للكاتب.
ورجاء أن تكون البيانات كاملة، فلن يُعتد بالعمل غير المستوفى لهذه البيانات.

----------

سيرورة المسابقة:
- بعد مراجعة العمل والتأكد من كونه مستوفى للشروط، يُقبل ضمن القائمة الطويلة للجائزة، وتُنشر بطاقات الترشيح في وقت لاحق تباعاً على صفحة الدار بموقع فيسبوك، لذا؛ على الكاتب متابعة الصفحة طوال فترة المسابقة.
- تُعلن القائمة القصيرة في شهر ديسمبر، ثم النتيجة النهائية والروايات الثلاث الفائزة بالنشر لتكون حاضرة بمعرض القاهرة 2026 إن شاء الله.

----------

إرشادات عامة:
يُفضل الاهتمام بتنسيق ملف الرواية، والاهتمام بسلامة اللغة قدر الإمكان، فتقييم الأعمال يتم على وفق الأسس التالية:
- فكرة الرواية: من حيث الجدة والابتكار وعمق المعنى.
- اللغة: من حيث سلامة المفردات في السرد والحوار ودقة استعمال اللغة الروائية ومضمونها.
- الحبكة الدرامية: من حيث قوة البناء الروائي وتماسك عناصره.
- الرسالة والقيمة الإنسانية.
وبالتوفيق اللهم للجميع

جائزة لوتس للرواية القصيرة – الدورة السابعة 2025

  2025
25/02/2025

2025

13/02/2025

نظرة في كتاب
شواطئ النص: الاقتباس التمهدي في الرواية العربية
د. ولات محمد

من معرض القاهرة الدولي للكتاب..أ/ جمال عبد الله مصطفى
04/02/2025

من معرض القاهرة الدولي للكتاب..
أ/ جمال عبد الله مصطفى

من فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 🥰😍 أ/ إيمان فريد أ/ عبده حسين إمام
02/02/2025

من فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 🥰😍
أ/ إيمان فريد
أ/ عبده حسين إمام

Address

37 شارع جمال عبد الناصر/التقسم الأول لمدينة عمرو بن العاص/عمارة المنار بجوار مسجد المؤمن/فيصل/الجيزة
Giza

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when لوتس للنشر الحر posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to لوتس للنشر الحر:

Share

Category

دار لوتس للنشر الحر

دار لوتس للنشر الحر هي أول دار نشر حرة يملكها كل كاتب، تعتمد مبدأ النشر الحر من خلال مشروع طموح يهدف إلى تخطي عقبات النشر ومساعدة الكاتب للنشر بطريقة تمنحه الحرية الكاملة وكل الحقوق والصلاحيات للتعامل مع كتابه دون استغلاله مادياً أو معنوياً، ودون احتكار لمجهوده الفكري في عملية تجارية، وبدون تكلفة مالية.

هي مشروع خدمي وليس تجاري، تدعم الكاتب الموهوب وتسانده، تحاول الارتقاء بمستوى الأدب وتهدف إلى احترام الكاتب والقارئ من خلال نشر كل ما هو جيد دون الإساءة لشخص، أو أشخاص، أو مؤسسات، أو أفكار، أو عقائد، أو ديانات، أو أنظمة سياسية.

دار لوتس للنشر الحر هي دار مصرية مغربية نطاق عملها هو الوطن العربي كاملاً تأسست في مايو 2017