11/07/2025
حدثني الوالد أن امرأة اسمها منيرة قامت بإملاء وصيتها في حدود عام ١٢٨٢هـ على أخيها قبل وفاتها ، لأن لها ابنة واحدة ولم يكن لها أبناء ذكور .
وقد أوصت بإيقاف ثلث مالها وذلك ببيع حليّها وشراء مخزن ( أي دكّان بلغة ذلك العصر ) يكون وقفاً تُشترى بأجرته أضحية ويوزع منها صدقات على المحتاجين .
وبعد وفاتها بيع حليّها وحُصِرت ترِكَتها وتم بالثلث شراء مخزن باثني عشر ريالاً . وتتابع الورثة على نظارة الوقف وتنفيذ الوصية ، فبأجرته تُشترى أضحية ، وطعام يطبخ ويوزع في رمضان . وبعد مائة عام على وفاتها كانت أجرة الدكان ( وليس ثمنه ) أكثر من ١٥ ألف ريال ، وكانت تكفي حينها لشراء ثلاثين أضحية بدلاً من أضحية واحدة .
وعند تنفيذ توسعة جامع بريدة دخل الدكان في التوسعة ، ودفعت الحكومة حوالي نصف مليون ريال تعويضاً عنه . فاشترى الناظر الأمين للوقف عمارة كاملة تتكون من أربعة دكاكين وثلاث شقق تؤجر ويصرف من أجارها للأضحيات والصدقات والمساعدات لعقب ورثة منيرة الموصية.
واليوم ( عام ١٤٣٣هـ ) وبعد الوصية بأكثر من مائة وخمسين عاماً لم ينقص أصل الموقوف بل تضاعف مئات المرات واستمر أجر المتوفاة صدقة جارية وللمحتاجين من عَقِبها فائدة ومتنفس.
د. شريفة بنت محمد العبودي - والدي الشيخ محمد بن ناصر العبودي ص٩٨
قناة فهد الجريوي العلمية
أنس عثمان