جريدة الجمهور العربي

28/06/2025

مقال- 37
بقلم / عنتر الاباصيرى
( ارواح على سفر )
( نعيش الحدث ونحن نحاول ان نفهمه ثم يمر وقد ترك فينا الأثر , يبدو ان احدنا مسافر وأن الأخر هو السفر )
*********
فى عالم الذر كان لنا وجود بلا جسد , ثم كنا فى الحياة الدنيا روح وجسد , ثم تغادر الروح الى حيث لا يستطيع الجسد
لتبقى ارواحنا الدائمة هائمة على سفر ، متى تصل ؟ اين تصل ؟ كيف تصل ؟ لكل امر مستقر .
تتلاحق الاعوام فى اعمارنا ارقام ، ويتفلت الوقت ونحن نحاول ان نرصده ، وتتداول الايام بينما نؤرخ لها ، ونقضى
الرمق الأخير من العمر محاولين ان نحيك خاتمة تليق ، ثم نرحل تاركين اثارنا تجاعيد على خط الزمن ، ومسيرة ظلال تحكى
وتنتهى بسؤال ، ثم تدور الدائرة وتبدأ من جديد ، ويظل السؤال خدش فى جسم الحياة والإجابة غائبة حاضرة خالدة المعنى
( لا عيش إلا عيش الأخرة )

21/06/2025

اخبار عالمية ومحلية بجريدة الجمهور العربي

11/06/2025

مقال - 18
بقلم عنتر الاباصيرى
( الطموح الوقح )
منذ احلام " تيودور هيرتزل " بإقامة دولة لليهود المشتتين , وصولاً لأمنيات " بنيامين نتنياهو " بإيجاد مكان آمن لهم تحت الشمس
ومروراً بوهم " شيمون بيريز " بتكوين شرق اوسط جديد يصبح فيه الكيان الصهيونى المسمى " إسرائيل " كياناً طبيعياً يقود المنطقة
نحو الرخاء والإزدهار بإستخدام أليات إقتصاد سلام ليس فيه وجود للصراع , بل ويتعاون فيه " خصوم الدهر " ! لضمان نجاحه ,
ليكون ضمن اسرة إقليمية كبيرة , متمتعاً بجوار عربى دافئ ( تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ) . وماذال الطغاة الحالمون يقتلون الابرياء ويسفكون الدماء
بلا إرتواء , على الارض المغتصبة وداخل اماكنها المقدسة وفى طرقاتها العريقة , محاولين فرض هياكل الوهم ولو بشكل مؤقت على حقائق
ليس لهم فيها مكان ولا يستحقون منها نصيب وهيهات لهم ذلك , فهم فى حالة قلق دائم يسكن عقولهم وإحساس بخطر داهم يهدد وجودهم
ويعلمون جيداً ان دويلتهم هذه مجرد نتوء عارض فى الجسد العربى العليل حتى يبرأ , وانها ولدت ومعها اسباب فنائها وانهم الى زوال .
" يقول الحق سبحانه فى سورة الإسراء "
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا {7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا {8} [.
صدق الله الله العظيم

07/06/2025

مقال – 23
بقلم / عنتر الاباصيرى
العبقرى ( صفر )
رغم انه لا يشكل اى قيمة عددية إلا انه يكفيه فخراً كونه عُمدة النظام الثنائى والذى يتكون من سلاسل احاد واصفار
والتى تقوم عليها فكرة عمل الاجهزة الالكترونية وعلى رأسها اجهزة الكمبيوتر , وايضا علوم اخرى ما كانت لتظهر
. للوجود لولا إكتشاف الصفر
إن الصفر كمفهوم فلسفى او كرمزاً حسابياً من الاهمية بمكان حيث لو لم يكتشفه الإنسان لكان لزاماً عليه ان يخترعه ,
ويُخبرنا تاريخ الأمم السابقة ان الصفر كان حاضراً كمفهوم قابع فى ثقافات الشعوب وعقول المفكرين لكن بصيغ
واسماء مختلفة بإختلاف الحاجة إليه أنذاك - وكلما مر الزمن وتعقدت الحياة زادت الحاجة لوجود رمزاً تتمحور حوله
العمليات الرياضية اللانهائية وتتجسد فيه صورة اللاشيئ – وهكذا اصبح له وجود دائم ودوراً بارزاً فى الاوساط العلمية
ليزداد الإنتفاع به كفكرة حتى قبل ان يتفق الجميع على صورته النهائية - وكأنه تم إكتشافه اثناء إختراعه – والان يطل علينا
فى شكل نقطة او دائرة موحياً إلينا بالا شيئ وكأنه ينوب عن العدم لإثبات حضوره فى نسيج الفراغ – ورغم انه يزاحم
الارقام فى حقولها يبدو وكأنه لا ينتمى إليها , فحين تأخذك الارقام الى الاصغر والاكبر يأخذك هو الى الوجود والعدم
وترى بالارقام المعادلات والنتائج - لكن الصفر لا ترى به بل ترى من خلاله حقائق تستغرقك وافاق طموحة لا نهاية لها.
هذا هوالعدد صفر الذى اوجد لنفسه مكاناً لم يكن موجوداً من قبل بين السالب والموجب , واستطاع ان يغير وجه الحياة الى
الافضل , وأحال المستحيل ممكناً – فكيف تيأس وقدوتك خير خلق الله ، حتى وإن إجتمعت عليك كل إستحالات الحياة ،
و إعلم انه لا يكفى ان تكون فى النور لترى --- بل ينبغى ان يكون النور ايضاً فيما تراه .

31/05/2025

مقال – 8
بقلم / عنتر الأباصيرى
" السهل المُمتنع "
( مُعضٍلة ما نحتاج وما نريد)
يظل المرء طفلاً حتى يُقدم ما يحتاج على ما يُحب ويُريد ، ويؤثر الأنسب على المُدهش والأجمل
ويُصبح ناضجاً حينما يستطيع التحكم فى إنفعالاته ، وإعادة توجيه غضبهُ من فكرة القوة الى قوة الفكرة
ويُمسى مسؤلاً حين يقبل تضحياته ويتناسى حُبه لذاتهُ ، ويصير شٍعاره فى ذلك ، اقاوم ما أريد لأتجنب ما اكره
وينال حظهُ من الحٍكمة حين يوقٍن أن الإختيارالحقيقى ليس بالمُفاضلة بين المُتاحات ، بقدر ماهو إعداد مُسبق بقرار واعٍ .
وغالب مانريده وتمتلئ به مخايلنا هوفى حقيقتهُ شهوات مُغرية ذات أثار ذائفة ومُتع مؤقته ذائلة
لكن ما نحتاجه بحق هو ما لا تقوم الحياة إلا به ولا يستقيم الأحياء إلا عليه ، قد يكون مُر المذاق لكنه مأمون العواقب
وكالسهل الممتنع تتلاشى مشقة الحصول عليه بمجرد الوصول إليه.
إنه صراع حتمى مع النفس كُتب على الإنسان ان يخوضهُ مُتسلحاً بالجلد والصبر مُحتمياً بإلإيمان واليقين
وتظل المقاومة قائمة حتى يصير مايحتاجة هو عينهُ مايُريده فيُحصٍل القوة بالإستغناء والرضا بالإكتفاء.

12/05/2025

مناقشة رواية "وردة حمراء وبندقية" للأديب الدكتور حازم الشاذلي حفيد الفنان حسن فايق

12/05/2025

12/05/2025

مناقشة رواية ( وردة حمراء وبندقية ) للأديب د حازم الشاذلي حفيد الفنان حسن فايق والتي أقيمت بالمركز الثقافي بأرض الجولف بمصر الجديدة

03/05/2025

مقال – 50
بقلم / عنتر الاباصيرى
( نفوس صدئة ومؤطرة بالذهب )
" إن العبث ببعض مفاهيمنا قد يؤدى الى فوضى الامنا ويعرض سلامنا النفسى للخطر"
بعض النفوس ليس لديها مساحة كافيه لتستوعب بعض المفاهيم ذات القيمة كالجمال والحق والعدل
لأنها دائما ممتلئة برغباتها وإملاءات اشباهها ، وتفقد لذة ان تعيش لتحاول وتنخدع بأن تعيش لتحقق
محاطة بدخان الوهم وضباب الكذب ، وتنسى فى خضم التيه انها جزء صغير من نسيج البشر
والذى هو حياوات ملتحمة فيها الاختلاف رحمة .
نتقاطع لنلتئم ونتدافع لنتعلم وان ماكان مجموع فى ادم قد تفرق فينا ليسهل علينا ان نتعارف ونتآلف
حتى عودتنا الى حيث جئنا واننا ابعاض يحتاج بعضنا البعض ،
وسبحان من دبر تتالى الاحداث على طول الزمن ، والف بين تداعياتها وسخر قوانينها لتخدم
مراده من خلقه ، علنا نفهم الرسائل الإلهية ونحسن إستقبالها فى المنح والمحن حتى نستطيع ان نفرق
بين القيمة والثمن ، نحبو ثم نخطو ثم نفر ، لكن حتما سنقابل عقول بلا قلوب وقلوب بلا عقول لامفر ،
حتى إذا اوغلنا فى الحياة وشرعنا نتحسس سنجد نفوس ضعيفة ناعمة الملمس فرائها نفيس لكن فراقها انفس .

01/05/2025

مقال – 48
بقلم / عنتر الاباصيرى
( ارخبيل المعانى )
( يتعاظم المعنى عند استحالته ويُستشرف فى إشارات الارقام وبواطن الكلمات وإذا كان المنطق هو نافذة التفكير فإن
اللغة هى نافذة التعبير ) .
إن الافكار فى منظور عالم الكلمات وطبقا للتصور الفلسفى هى عبارة عن ماهيات وجواهر ، ولغة الكلام مجرد
قنوات لفظية تستخدم للقبض على المعنى والتعبير عنه ، فهل نحن نفكر بنفس اللغة التى نتكلم بها ؟
إن للمعنى طبيعة إنسيابية متفلتة ، ومن معانى المعنى انه صياغة لحالات ذهنية وتأويلية ممكنة ، وتبادل المعانى إن استطعنا
التعبير عنها ونقلها صحيحة للأخرين يربو بأرصدة الشركاء المعرفية ويحقق لهم زخم . ومن خصائص المعنى انه يسبق
مسماه الى وجدان الخاطر، واذا ورد على الخاطر فهذا يعنى ان له فى الوجود مدلول حتمى إن لم تجده فلتبحث عنه . لذا فإنى
اسأل مُنكر " الوجود الإلهى " من اين جاء خاطرك بمعنى الإله الذى تنكره " ؟ .
إن المعنى حين تبلُغه يبلُغك ويُفضى بك إلى معانى ، وحلول المعنى فى النفس يكسبها التطلع وتحققه فيها يرضيها ،
وهناك اسئلة مفروضة على العقل الجمعى ومطروحة للتفكير مثل " ماذا يرى الأعمى " لتبرأة العتمة من وزر الظلام ،
و "بأى لغة يفكر من ولد اصم" مع الأخذ فى الإعتبار اننا نفكر بأصواتنا الداخلية والتى هى إنعكاس للغتنا الأم ، مثل هذه
الاسئلة لها معنى محسوس وإن كانت بدون إجابة لفظية شافية حتى الان ، وكذلك بعض النِعم لو اردنا التعبير عن كيفية التنعم
بها ، مثل " نعمة الإقتناء والتملك " }وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَى{ و" نعمة التبيين والإيضاح عن مكنونات النفوس" } عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{
وكذلك الإدراك والإستيعاب بعيدا عن الحواس المعروفة ، لا شك اننا بالتجربة عرفنا اشياء ونعرف اننا نعرفها ، وربما بالعلم
ادركنا انه يوجد اشياء لا نعرفها ونعرف اننا لا نعرفها ، لكن بماذا استوعبنا ان هناك اشياء لا نعرفها ولا نعرف اننا لا نعرفها
؟ .. لقد خُلقت عاقلا فتفكر " إن لوجودك معنى فلتجد معنى لوجودك "

19/04/2025

مقال - 19
بقلم عنتر الاباصيرى
( حامى الفضيلة الخفى)
يُعَرّف الضمير على انه القوة الباطنية التى تميز بين الخير والشر دون خبرة سابقة , وتبعث على الإحساس بالرضا او الندم,
وهو الوجدان الإنسانى القادر على التفريق بين الخطأ والصواب , وهو الواعظ الزاجر الذى يقيم ثم يقوم ويصدر حكماً اخلاقياً,
وهو حامى الفضيلة الخفى , ودليل البصيرة النقى , ومبعوث الله الفطرى للإنسان , وهو ميزان الإستقامة وبوصلة الرجاء للنفوس,
يظهر جلياً حين يفرض إملاءاته على مشاعرنا ويراجع افكارنا ويصنف افعالنا , ثم يمارس التأنيب فينا ويوجه الإتهامات لنا ,
وتتجلى مفردات شخصية الضمير بوضوح وقت الفصل بين نوازع النفس المتناقضة , فينصح بأصوب الخيارات ويأمر بأعدلها ,
ويواجه النفس الأمارة بالسوء , ثم يساندها لوامة ويدعمها مطمئنة , فهى موطن الإلهام الإلهى . ) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) . لكن الصراعات تحتدم وتؤججها الفتن , وتبرز الشهوات ويظهر
الطمع فيمرض الضمير , وتتبدل لافتات الإرشاد على الطرق فننسى , وتتغير مسميات افعالنا فنضل , ويعان الظالم على المظلوم
فنسقط , ويُعير اهل النبل و الفضل بأنهم ( اناس يتطهرون ) وتحيق بنا أثامنا فنهلك ( إلا من رحم ربى ) وربى جل شأنه وسعت
رحمته كل شيئ . الضمير كالنبتة التى تحتاج الى من يتعهدها بالرعاية حتى لا تموت , بالإرادة و التقوى وصدق التوجه وسرعة
الإنابة يسلم ضمير الفرد فيستيقظ ضمير الأمة.

08/04/2025

مقال - 32
بقلم / عنتر الاباصيرى
( عندما لا نرى على الأشجار خشب )
فى لحظات الوداع وامام النُصب الذى اقيم لتجسيد فكرة النهاية ( القبر ) نقف بإجلال بين الموتى لنحيا معهم فى الموت ساعة ، ويستغرقنا معنى الفراق فنسأل ،
ماتوا ام بالكاد غابوا ؟ ام اُطلق سراحهم وبقينا نحن المحكوم عليهم بالحياة ، ولماذا لا نقبل حقائقنا احياناً ولا نريد ان نصدق وقوع الواقع .
لابد وأن نعى أن العبور لليقين ليس فقط عن طريق ما نفهم ونرى ، وأن الخيال هو احد ابعاد النفس وانه كالظل للشمس دليل عليها ومساحة اخرى من حياة ، وان الإيمان بالغيبيات والإذعان لمشيئة الإله إرث ادمى اصيل فينا
وشرط لصحة العقيدة ، فلماذا نُدهش ونُنكر ونرفض حتى مانعرفه وننتظر حدوثه .