فيتو

فيتو إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

15/05/2025
26/10/2024

إقراء بنيه قضاء الحاجه ♥️

"سبحَان الله، والحمدُلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، سبحان الله وبحمدِه، سبحان الله العَظيم، ولا حَول ولا قُوة إلا بالله، أستغفر الله وأتُوب إليه، اللهُم صل وسلم على نبينا مُحمد، لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، له المُلك وله الحمد وهو على كُل شيء قدِير، حسبي الله لا إله إلا هو عليه تَوكلت وهُو ربّ العرش العظيم.. اللهم اجعلنِي من التَوابين واجعلنِي من المُتطهرين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كُنت من الظَالمين.. اللهم قلبِي ومن بقلبِي، اللهم نُورك إذا حلت الظُلمة، اللهم نجنِي من عذابِك يومُ يبعث عبادك، اللهم اغفر لِي، ولمن إغتبتُه وظلمتُه وأسأتُ إليه، اللهم تجاوز عنا وعَنه.. رضيتُ بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًا ورَسولًا، اللهم ارزقني حبك، وحب من يحبك، وحب كل عملٍ صالحٍ يقربني إلى حبك، ‏اللهُم إن كنت أفعل ذنبًا يمنع فرحتي وإستجابة دعائي فاغفره لي يا رب، اللهم طهرني من كل الذنوب وغيِّر حالي إلى حال تحبني به، يا رب قدرتك أقوى من ضعف حيلتي ورحمتك أوسع من قلقي مد لي بالنور في طريقي وقوِّ قلبي، اللهُم وكلتك أمري وكُلِّي ثقة بك وبأنَّك لن تخذلني وأنك ستؤتيني سؤلي، اللهم إني أستغفرك حتي ترضى، اللهم إني أستغفرك حتي تستجيب، اللهم إني أستغفرك حتي تجبر قلبي، اللهم اجعلنا من الذين إزدادوا إليك قربًا وصرفت عنهم مصائب الدنيا، اللهم لا تصعب علينا أمراً وارزقنا حظ الدنيا ونعيم الآخرة، اللهمّ إنّي توكلت عليك، وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم إني أستودعتك حلمًا يتمناه قلبي ويشغل تفكيري فقر عيني به، اللهم اجعلني أبكي فرحا من حلم ظننته مستحيل فتحقق بحق سورة يس والبقرة ومحمد وآل عمران أن تسعد قلبي وقلب كل من دخل وحَوقَل فأنها رافعة نافعة دافعة وكنز من كنوز الجنة."♥️
#لعلهً_بابِ_النجاةً

26/10/2024

إغتنموا ثوابه

🔸سبحان الله عدد ماخلق
🔸سبحان الله ملء ماخلق
🔸سبحان الله عدد مافي السموات والارض
🔸سبحان الله ملء مافي السموات والارض
🔸سبحان الله عدد ما أحصى كتابه
🔸 سبحان الله ملء ما أحصى كتابه
🔸سبحان الله عدد كل شيء
🔸سبحان الله ملء كل شيء
🔸سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

🔹لا إله إلا الله عدد ما خلق
🔹لا إله إلا الله ملء ما خلق
🔹لا إله إلا الله عدد مافي السموات والأرض
🔹لا إله إلا الله ملء مافي السموات والأرض
🔹لا إله إلا الله عدد ما أحصى كتابه
🔹لا إله إلا الله ملء ما أحصى كتابه
🔹لا إله إلا الله عدد كل شيء
🔹لا إله إلا الله ملء كل شيء
🔹لا إله إلا الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

🔸الحمد لله عدد ماخلق
🔸الحمد لله ملء ماخلق
🔸الحمد لله عدد مافي السموات والارض
🔸الحمد لله ملء مافي السموات والارض
🔸الحمد لله عدد ما أحصى كتابه
🔸الحمد لله ملء ما أحصى كتابه
🔸الحمد لله عدد كل شيء
🔸الحمد لله ملء كل شيء
🔸الحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

🔹الله أكبر عدد ماخلق
🔹الله أكبر ملء ماخلق
🔹الله أكبر عدد مافي السموات والارض
🔹 الله أكبر ملء مافي السموات والارض
🔹الله أكبر عدد ما أحصى كتابه
🔹الله أكبر ملء ما أحصى كتابه
🔹الله أكبر عدد كل شيء
🔹الله أكبر ملء كل شيء
🔹الله أكبر عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

🔸استغفر الله عدد ماخلق
🔸استغفر الله ملء ماخلق
🔸 استغفر الله عدد مافي السموات والارض
🔸استغفر الله ملء مافي السموات والارض
🔸استغفر الله عدد ما أحصى كتابه
🔸 استغفر الله ملء ما أحصى كتابه
🔸استغفر الله عدد كل شيء
🔸استغفر الله ملء كل شيء
🔸استغفر الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

🔹لاحول ولاقوة الا بالله عدد ما خلق
🔹 لا حول ولا قوة الا بالله ملء ما خلق
🔹لا حول ولا قوة الا بالله عدد مافي السموات والأرض
🔹لاحول ولاقوة الا بالله ملء ما في السماوات والأرض
🔹لاحول ولاقوة الا بالله عدد ما أحصى كتابه
🔹لاحول ولاقوة الا بالله ملء ما أحصى كتابه
🔹لاحول ولاقوة الا بالله عدد كل شيء
🔹لاحول ولاقوة الا بالله ملء كل شيء
🔹لا حول ولا قوة الا بالله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

🔸اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ما خلقت
🔸اللهم صل وسلم على نبينا محمد ملء ما خلقت
🔸اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ما أحصى كتابك
🔸 اللهم صل وسلم على نبينا محمدملء ما أحصى كتابك
🔸اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد كل شيء
🔸اللهم صل وسلم على نبينا محمد ملء كل شيء
🔸اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ما في السماوات والأرض
🔸اللهم صل وسلم على نبينا محمد ملء ما في السماوات والأرض
🔸اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك

♦️ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ . ٣مرات

♦️ (اللهم اغفر لي و لوالداي و للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات)

♦️سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

♦️سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله

قال تعالى: « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً »

شجعى غيرك

29/06/2024

🗯 أظهر مقطع فيديو متداول الأرض تنهار فجأة، مخلفة حفرة ضخمة، يبلغ عرضها نحو 100 قدم وعمقها من 30 إلى 50 قدما، وذلك داخل ملعب لكرة القدم الأمريكية

11/03/2024

" عبد الله بن الزبير - أي رجل وأي شهيد "

" عبد الله بن الزبير - أي رجل وأي شهيد "

كان جنينا مباركا في بطن أمه، وهي تقطع الصحراء اللاهبة مغادرة مكة الى المدينة على طريق الهجرة العظيم ..
هكذا قدّر لعبد الله بن الزبير أن يهاجر مع المهاجرين وهو لم يخرج الى الدنيا بعد، ولم تشقق عنه الأرحام .. !!
وما كادت أمه أسماء رضي الله عنها وأرضاها، تبلغ قباء عند مشارف المدينة، حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين الى أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من أصحاب رسول الله .. !!
وحمل أول مولود في الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره بالمدينة مقبّله وحنّكه، وكان أول شيء دخل جوف عبد الله بن الزبير ريق النبي الكريم ..
واحتشد المسلمون في المدينة، وحملوا الوليد في مهده، ثم طافوا به في شوارع المدينة كلها مهللين مكبّرين ..
ذلك أن اليهود حين نزل الرسول وأصحابه المدينة كبتوا واشتعلت أحقادهم، وبدؤا حرب الأعصاب ضد المسلمين، فأشاعوا أن كهنتهم قد سحروا المسلمين وسلطوا عليهم العقم، فلن تشهد المدينة منهم وليدا جديدا ..
فلما أهلّ عبد الله بن الزبير عليهم من عالم الغيب، كان وثيقة دمغ بها القدر افك يهود المدينة وأبطل كيدهم وما يفترون .. !!
ان عبد الله لم يبلغ مبلغ الرجال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولكنه تلقى من ذلك العهد، ومن الرسول نفسه بحكم اتصاله الوثيق به، كل خامات رجولته ومبادئ حياته التي سنراها فيما بعد ملء الدنيا وحديث الناس ..
لقد راح الطفل ينمو نموّا سريعا، وكان خارقا في حيويته، وفطنته وصلابته ..
وارتدى مرحلة الشباب، فكان شبابه طهرا، وعفة ونسكا، وبطولة تفوق الخيال ..
ومضى مع أيامه وقدره، لا تتغيّر خلائقه ولا تنبوبه رغائبه .. انما هو رجل يعرف طريقه، ويقطعه بعزيمة جبارة، وايمان وثيق وعجيب ..
وفي فتح افريقية والأندلس، والقسطنطينية .. كان وهو لم يجاوز السابعة والعشرين بطلا من أبطال الفتوح الخالدين ..
وفي معركة افريقية بالذات وقف المسلمون في عشرين ألف جندي أمام عدو قوام جيشه مائة وعشرون ألفا .. ودار القتال، وغشي المسلمين خطر عظيم ..
وألقى عبد الله بن الزبير نظرة على قوات العدو فعرف مصدر قوتهم. وما كان هذا المصدر سوى ملك البربر وقائد الجيش، يصيح في جنوده ويحرضهم بطريقة تدفعهم الى الموت دفعا عجيبا ..
وأدرك عبد الله أن المعركة الضارية لن يحسمها سوى سقوط هذا القائد العنيد ..
ولكن أين السبيل اليه، ودون بلوغه جيش لجب، يقاتل كالاعصار .. ؟؟
بيد أن جسارة ابن الزبير واقدامه لم يكونا موضع تساؤول قط .. !!
هنالك نادى بعض اخوانه، وقال لهم : " احموا ظهري، واهجموا معي " ...
وشق الصفوف المتلاحمة كالسهم صامدا نحو القائد، حتى اذا بلغه، هو عليه في كرّة واحدة فهوى، ثم استدار بمن معه الى الجنود الذين كانوا يحيطون بملكهم وقائدهم فصرعوهم.. ثم صاحوا الله أكبر ..
ورأى المسلمون رايتهم ترتفع، حيث كان يقف قائد البربر يصدر أوامره ويحرّض جيشه، فأدركوا أنه النصر، فشدّوا شدّة رجل واحدة، وانتهى كل شيء لصالح المسلمين ..
وعلم قائد الجيش المسلم عبد الله بن أبي السرح بالدور العظيم الذي قام به ابن الزبير فجعل مكافأته أن يحمل بنفسه بشرة النصر الى المدينة والى خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه ..
على أن بطولته في القتال كانت برغم تفوقها واعجازها تتوارى أمام بطولته في العبادة ..
فهذا الذي يمكن أن يبتعث فيه الزهو، وثني الأعطاف، أكثر من سبب، يذهلنا بمكانه الدائم والعالي بين الناسكين العابدين ..
فلا حسبه، ولا شبابه، ولا مكانته ورفعته، ولا أمواله ولا قوته ..
لا شيء من ذلك كله، استطاع أن يحول بين عبد الله بن الزبير وبين أن يكون العابد الذي يصوم يومه، ويقوم ليله، ويخشع لله خشوعا يبهر الألباب ..
قال عمر بن عبد العزيز يوما لابن أبي مليكة : صف لنا عبد الله بن الزبير .. فقال : " والله ما رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه .. ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء اليها .. وكان يركع أو يسجد، فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله،لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده الا جدارا، أو ثوبا مطروحا .. ولقد مرّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحسّ بها ولا اهتز لها، ولا قطع من أجلها قراءته، ولا تعجل ركوعه ".. !!
ان الأنباء الصادقة التي يرويها التاريخ عن عبادة ابن الزبير لشيء يشبه الأساطير ..
فهو في صيامه، وفي صلاته، وفي حجه، وفي علوّ همّته، وشرف نفسه ..
في سهره طوال العمر قانتا وعابدا ..
وفي ظمأ الهواجر طوال عمره صائما مجاهدا ..
وفي ايمانه الوثيق بالله، وفي خشيته الداشمة له ..
هو في كل هذا نسيج وحده .. !
سئل عنه ابن عباس فقال على الرغم مما كان بينهما من خلاف : " كان قارئا لكتاب الله، متبعا سنة رسوله .. قانتا لله، صائما في الهواجر من مخافة الله .. ابن حواريّ رسول الله .. وأمه أسماء بنت الصديق .. وخالته عائشة زوجة رسول الله .. فلا يجهل حقه الا من أعماه الله ".. !!
وهو في قوة خلقه وثبات سجاياه، يزري بثبات الجبال ..
واضح شريف قوي، على استعداد دائم لأن يدفع حياته ثمنا لصراحته واستقامة نهجه ..
أثناء نزاعه مع الأمويين زاره الحصين بن نمير قائد الجيش الذي أرسله يزيد لاخماد ثورة بن الزبير ..
زاره اثر وصول الأنباء الى مكة بموت يزيد ..
وعرض عليه أن يذهب معه الى الشام، ويستخدم الحصين نفوذه العظيم هناك في أخذ البيعة لابن الزبير .. فرفض عبد الله هذه الفرصة الذهبية، لأنه كان مقتنعا بضرورة القصاص من جيش الشام جزاء الجرائم البشعة التي ارتكبها رجاله من خلال غزوهم الفاجر للمدينة، خدمة لأطماع الأمويين ..
قد نختلف مع عبد الله في موقفه هذا، وقد نتمنى لو أنه آثر السلام والصفح، واستجاب للفرصة النادرة التي عرضها عليه الحصين قائد يزيد ..
ولكنّ وقفة الرجل أي رجل الى جانب اقتناعه واعتقاده ونبذه الخداع والكذب أمر يستحق الاعجاب والاحترام ..

وعندما هاجمه الحجاج بجيشه، وفرض عليه ومن معه حصارا رهيبا، كان من بين جنده فرقة كبيرة من الأحباش، كانوا من أمهر الرماة والمقاتلين ..
ولقد سمعهم يتحدثون عن الخليفة الراحل عثمان رضي الله عنه، حديثا لا ورع فيه ولا انصاف، فعنّفهم وقال لهم : " والله ما أحبّ أن أستظهر على عدوي بمن يبغض عثمان " .. !!
ثم صرفهم عنه في محنة هو فيها محتاج للعون، حاجة الغريق الى أمل .. !!
ان وضوحه مع نفسه، وصدقه مع عقيدته ومبادئه، جعلاه لا يبالي بأن يخسر مائتين من أكفأ الرماة، لم يعد دينهم موضع ثقته واطمئنانه، مع أنه في معركة مصير طاحنة، وكان من المحتمل كثيرا أن يغير اتجاهها بقاء هؤلاء الرماة الأكفاء الى جانبه .. !!
ولقد كان صموده في وجه معاوية وابنه يزيد بطولة خارقة حقا ..
فقد كا يرى أن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان آخر رجل يصلح لخلافة المسلمين، ان كان يصلح على الاطلاق .. هو محق في رأيه، فـ يزيد هذا كان فاسدا في كل شيء.. لم تكن له فضيلة واحدة تشفع لجرائمه وآثامه التي رواها النا التاريخ .. فكيف يبايعه ابن الزبير ؟؟
لقد قال كلمة الرفض قوية صادعة لمعاوية وهو حي ..
وها هو ذا يقولها ليزيد بعد أن صار خليفة، وأرسل الى ابن الزبير يتوعده بشرّ مصير ..
هناك قال ابن الزبير : " لا أبايع السكّير أبدا " .. ثم أنشد :
ولا الين لغير الحق أساله حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
وظل ابن الزبير أميرا للمؤمنين، متخذا من مكة المكرّمةعاصمة خلافته، باسطا حكمه على الحجاز، واليمن والبصرة والكوفة وخراسان والشام كلها ما عدا دمشق بعد أن بايعه أهل الأمصار جميعا ..
ولكن الأمويين لا يقرّ قرارهم، ولا يهدأ بالهم، فيشنون عليه حروبا موصولة، يبوءون في أكثرها بالهزيمة والخذلان ..
حتى جاء عهد عبد الملك بن مروان حين ندب لمهاجمة عبد الله في مكة واحدا من أشقى بني آدم وأكثرهم ايغالا في القسوة والاجرام ..
ذلكم هو الحجاج الثقفي الذي قال عنه الامام العادل عمر بن عبد العزيز : " لو جاءت كل أمة بخطاياها، وجئنا نحن بالحجاج وحده، لرجحناهم جميعا " .. !!
ذهب الحجاج على رأس جيشه ومرتزقته لغزو مكة عاصمة ابن الزبير، وحاصرها وأهلهاقرابة ستة أشهر مانعا عن الناس الماء والطعام، كي يحملهم على ترك عبد الله بن الزبير وحيدا، بلا جيش ولا أعوان ..
وتحت وطأة الجوع القاتل استسلم الأكثرون، ووجد عبد الله نفسه، وحيدا أو يكاد، وعلى الرغم من أن فرص النجاة بنفسه وبحياته كانت لا تزال مهيأة له، فقد قرر أن يحمل مسؤوليته الى النهاية، وراح يقاتل جيش الحجاج في شجاعة أسطورية، وهو يومئذ في السبعين من عمره .. !!
ولن نبصر صورة أمينةلذلك الموقف الفذ الا اذا اصغينا للحوار الذي دار بين عبد الله وأمه .. العظيمة المجيدة أسماء بنت أبي بكر في تلك الساعات الأخيرة من حياته ..
لقد ذهب اليها، ووضع أمامها صورة دقيقة لموقفه، وللمصير الذي بدأ واضحا أنه ينتظره ..
قالت له أسماء : " يا بنيّ : أنت أعلم بنفسك، ان كنت تعلم أنك على حق، وتدعو الى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تمكّن من رقبتك غلمان بني أميّة .. وان كنت تعلم أنك أردت الدنيا، فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك ..
قال عبد الله : والله يا أمّاه ما أردت الدنيا، ولا ركنت اليها وما جرت في حكم الله أبدا، ولا ظلمت ولا غدرت ..
قالت أمه أسماء : " اني لأرجو أن يكون عزائي فيك حسنا ان سبقتني الى الله أو سبقتك .. اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر، وبرّه بأبيه وبي .. اللهم اني اسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثبني في عبد الله بن الزبير ثواب الصابرين الشاكرين .. ! "
وتبادلا معا عناق الوداع وتحيته ..
وبعد ساعة من الزمان انقضت في قتال مرير غير متكافئ، تلقى الشهيد العظيم ضربة الموت، في وقت استأثر الحجاج فيه بكل ما في الأرض من حقارة ولؤم، فأبى الا أن يصلب الجثمان الهامد، تشفيا وخسّة .. !!
وقامت أمه، وعمرها يومئذ سبع وتسعون سنة، قامت لترى ولدها المصلوب ..
وكالطود الشامخ وقفت تجاهه لا تريم .. واقترب الحجاج منها في هوان وذلة قائلا لها : يا أماه، ان أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قد أوصاني بك خيرا، فهل لك من حاجة .. ؟
فصاحت به قائلة : " لست لك بأم .. انما أنا أم هذا المصلوب على الثنيّة .. وما بي اليكم حاجة ..ولكني أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يخرج من ثقيف كذاب ومبير " .. فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير، فلا أراه الا أنت " !!
واقدم منها عبد الله بن عمر رضي الله عنه معزيا، وداعيا اياها الى الصبر، قأجابته قائلة : " وماذا يمنعني من الصبر، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا الى بغيّ من بغايا بني اسرائيل " .. !!
يا لعظمتك يا ابنة الصدّيق .. !!
أهناك كلمات أروع من هذه تقال للذين فصلوا رأس عبد الله بن الزبير عن رأسه قبل أن يصلبوه .. ؟؟
أجل .. ان يكن رأس ابن الزبير قد قدّم هديّة للحجاج وعبد الملك .. فإن رأس نبي كريم هو يحيى عليه السلام قد قدم من قبل هدية لـ سالومي .. بغيّ حقيرة من بني اسرائيل !!
ما أروع التشبيه، وما أصدق الكلمات ..
وبعد، فهل كان يمكن لعبد الله بن الزبير أن يحيا حياته دون هذا المستوى البعيد من التفوّق، والبطولة والصلاح، وقد رضع لبان أم من هذا الطراز .. ؟؟
سلام على عبد الله ..
وسلام على أسماء ..
سلام عليهما في الشهداء الخالدين ..
وسلام عليهما في الأبرار المتقين ..

10/03/2024

" حذيفة بن اليمان - عدوّ النفاق وصديق الوضوح "

" حذيفة بن اليمان - عدوّ النفاق وصديق الوضوح "

خرج أهل المدائن أفواجا يستقبلون واليهم الجديد الذي اختاره لهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ..
خرجوا تسبقهم أشواقهم الى هذا الصحابي الجليل الذي سمعوا الكثير عن ورعه وتقاه .. وسمعوا أكثر عن بلائه العظيم في فتوحات العراق ..
واذ هم ينتظرون الموكب الوافد، أبصروا أمامهم رجلا مضيئا، يركب حمارا على ظهره اكاف قديم، وقد أسدل الرجل ساقيه، وأمسك بكلتا يديه رغيفا وملحا، وهو يأكل ويمضغ طعامه .. !
وحين توسط جمعهم، وعرفوا أنه حذيفة بن اليمان الوالي الذي ينتظرون، كاد صوابهم يطير .. !!
ولكن فيم العجب .. ؟! وماذا كانوا يتوقعون أن يجيء في اختيار عمر .. ؟!
الحق أنهم معذورون، فما عهدت بلادهم أيام فارس، ولا قبل فارس ولاة من هذا الطراز الجليل .. !!
وسار حذيفة، والناس محتشدون حوله، وحافون به ..
وحين رآهم يحدّقون فيه كأنهم ينتظرون منه حديثا، ألقى على وجوههم نظرة فاحصة ثم قال : " اياكم ومواقف الفتن" .. !! قالوا : وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله .. !! قال : " أبواب الأمراء " .. يدخل أحدكم على مجلس الوالي أو الأمير، فيصدّقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه " .. ! وكان استهلالا بارعا، بقدر ما هو عجيب .. !!
واستعاد الناس موفورهم ما سمعوه عن واليهم الجديد، من أنه لا يمقت في الدنيا كلها ولا يحتقر من نقائصها شيئا أكثر مما يمقت النفاق ويحتقره .
وكان هذا الاستهلال أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، وعن منهجه في الحكم والولاية ..

فـ حذيفة بن اليمان رجل جاء الحياة مزودا بطبيعة فريدة تتسم ببغض النفاق، وبالقدرة الخارقة على رؤيته في مكامنه البعيدة .
ومنذ جاء هو أخوه صفوان في صحبة أبيهما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واعنق ثلاثتهم الاسلام، والاسلام يزيد موهبته هذه مضاء وصقلا ..
فلقد عانق دينا قويا، نظيفا، شجاعا قويما .. يحتقر الجبن والنفاق، والكذب ...
وتأدّب على يدي رسول الله واضح كفلق الصبح، لا تخفى عليهم من حياته، ولا من أعماق نفسه خافية .. صادق وأمين .. يحب الأقوياء في الحق، ويمقت الملتوين والمرائين والمخادعين .. !!
فلم يكن ثمة مجال تترعرع فيه موهبة حذيفة وتزدهر مثل هذا المجال، في رحاب هذا الدين، وبين يدي هذا الرسول، ووسط هذا الرّعيل العظيم من الأصحاب .. !!
ولقد نمت موهبته فعلا أعظم نماء .. وتخصص في قراءة الوجوه والسرائر .. يقرأ الوجوه في نظرة .. ويبلو كنه الأعماق المستترة، والدخائل المخبوءة، في غير عناء ..
ولقد بلغ من ذلك ما يريد، حتى كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وهو الملهم الفطن الأريب، يستدل برأي حذيفة، وبصيرته في اختيار الرجال ومعرفتهم .
ولقد أوتي حذيفة من حصافة الرأي ما جعله يدرك أن الخير في هذه الحياة واضح لمن يريده .. وانما الشر هو الذي يتنكر ويتخفى، ومن ثم يجب على الأريب أن يعنى بدراسة الشر في مآتيه، ومظانه ..
وهكذا عكف حذيفة رضي الله عنه على دراسة الشر والأشرار، والنفاق والمؤمنين ..
يقول : " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ..
قلت : يا رسول الله فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم .. قلت : فهل بعد هذا الشر من خير ؟ قال : نعم، وفيه دخن .. قلت : وما دخنه .. ؟ قال : قوم يستنون بغير سنتي .. ويهتدون يغير هديي، تعرف منهم وتنكر .. قلت : وهل بعد ذلك الخير من شر .. ؟ قال : نعم ! دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها .. قلت : يا رسول الله، فما تأمرني ان أدركني ذلك .. ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وامامهم .. قلت : فان لم يكن لهم جماعة ولا امام .. ؟؟ قال : تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ".. !! أرأيتم قوله : " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني" .. ؟؟ لقد عاش حذيفة بن اليمان مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن، مسالك الشرور ليتقها، وليحذر الناس منها، ولقد أفاء عليه هذا بصرا بالدنيا، وخبرة بالانس، ومعرفة بالزمن .. وكان يدير المسائل في فكره وعقله بأسلوب فيلسوف، وحصانة حكيم ...
ويقول رضي الله عنه : " ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم، فدعا الانس من الضلالة الى الهدى، ومن الكفر الى الايمان، فاستجاب له من استجاب، فحيي بالحق من كان ميتا ... ومات بالباطل من كان حيا ..
ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على مناهجها .. ثم يكون ملكا عضوضا .. !!
فمن الانس من ينكر بقلبه، ويده ولسانه.. أولئك استجابوا للحق .. ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه، كافا يده، فهذا ترك شعبة من الحق ..
ومنهم من ينكر بقلبه، كافا يده ولسانه، فهذا ترك شعبتين من الحق ..
ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه، فذلك ميّت الأحياء " ... !
ويتحدّث عن القلوب وعن حياة الهدى والضلال فيها فيقول : " القلوب أربعة : قلب أغلف، فذلك قلب الكافر .. وقلب مصفح، فذلك قلب المنافق ..
وقلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن .. وقلب فيه نفاق وايمان، فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب .. ومثل النفاق كقرحة يمدّها قيح ودم : فأيهما غلب، غلب " ... !!
وخبرة حذيفة بالشر، واصراره على مقاومته وتحدّيه، أكسبا لسانه وكلماته شيئا من الحدّة، وينبأ هو بهذا في شجاعة نبيلة : فيقول : " جئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله، ان لي لسانا ذربا على أهلي، وأخشى أن يدخلني النار .. فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام : فأين أنت من الاستغفار .. ؟؟ اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة " ... هذا هو حذيفة عدو النفاق، صديق الوضوح ..
ورجل من هذا الطراز، لا يكون ايمانه الا وثيقا .. ولا يكون ولاؤه الا عميقا.. وكذلكم كان حذيفة في ايمانه وولائه .. لقد رأى أباه المسلم يصرع يوم أحد .. وبأيد مسلمة، قتلته خطأ وهي تحسبه واحدا من المشركين .. !!

وكان حذيفة يتلفت مصادفة، فرأى السيوف تنوشه، فصاح في ضاربيه : أبي ... أبي.. انه أبي .. !! لكن القضاء كان قد حسم .. وحين عرف المسلمون، تولاهم الحزن والوجوم .. لكنه نظر اليهم نظرة اشفاق ومغفرة، وقال : " يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين" ثم انطلق بسيفه صوب المعركة المشبوبة يبلي فيها بلاءه ويؤدي واجبه ..
وتنتهي المعركة، ويبلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر بالدية عن والد حذيفة " حسيل بن جابر " رضي الله عنه، ويتصدّق بها على المسلمين، فيزداد الرسول حبا له وتقديرا ...
وايمان حذيفة وولاؤه، لا يعترفان بالعجز، ولا بالضعف .. بل ولا بالمستحيل ....
في غزوة الحندق .. وبعد أن دبّ الفشل في صفوف كفار قريش وحلفائهم من اليهود، أراد رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يقف على آخر تطوّرات الموقف هناك في معسكر أعدائه .
كان اليل مظلما ورهيبا .. وكانت العواصف تزأر وتصطخب، كأنما تريد أن تقتلع جبال الصحراء الراسيات من مكانها .. وكان الموقف كله بما فيه من حصار وعناد واصرار يبعث على الخوف والجزع، وكان الجوع المضني قد بلغ مبلغا وعرا بين اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ..
فمن يملك آنذاك
القوة، وأي قوة ليذهب وسط مخاطر حالكة الى معسكر الأعداء ويقتحمه، أو يتسلل داخله ثم يبلوا أمرهم ويعرف أخبارهم .. ؟؟
ان الرسول هو الذي سيختار من أصحابه من يقوم بهذه المهمة البالغة العسر ..
ترى من يكون البطل .. ؟
انه هو .. حذيفة بن اليمان .. !
دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم فلبى، ومن صدقه العظيم يخبرنا وهو يروي النبأ أنه لم يكن يملك الا أن يلبي .. مشيرا بهذا الى أنه كان يرهب المهمة الموكولة اليه، ويخشى عواقبها، والقيام بها تحت وطأة الجوع، والصقيع، والاعياء الجديد الذي خلفهم فيه حصار المشركين شهرا أو يزيد .. !
وكان أمر حذيفة تلك الليلة عجيبا ... فقد قطع المسافة بين المعسكرين، واخترق الحصار .. وتسلل الى معسكر قريش، وكانت الرياح العاتية قد أطفأت نيران المعسكر، فخيّم عليه الظلام، واتخذ حذيفة رضي الله عنه مكانه وسط صفوف المحاربين ...

وخشي أبوسفيان قائد قريش، أن يفجأهم الظلام بمتسللين من المسلمين، فقام يحذر جيشه، وسمعه حذيفة يقول بصوته المرتفع : " يا معشر قريش، لينظر كل منكم جليسه، وليأخذ بيده، وليعرف اسمه " يقول حذيفة " " فسارعت الى يد الرجل الذي بجواري، وقلت له من أنت ..؟ قال : فلان بن فلان ؟ " ...
وهكذا أمّن وجوده بين الجيش في سلام .. !
واستأنف أبو سفيان نداءه الى الجيش قائلا : " يا معشر قريش.. انكم والله ما أصبحتم بدار مقام .. لقد هلكت الكراع _ أي الخيل_ والخف_ أي الابل_، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدّة الريح، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل " ..
ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير فتبعه المحاربون ..
يقول حذيفة : " لولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليّ ألا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم " .. وعاد حذيفة الى الرسول عليه الصلاة والسلام فأخبره الخبر، وزف البشرى اليه ...
ومع هذا فان حذيفة يخلف في هذا المجال كل الظنون ..
ورجل الصومعة العابد، المتأمل لا يكاد يحمل سيفه ويقابل جيوش الوثنية والضلال حتى يكشف لنا عن عبقرية تبهر الأبصار ..
وحسبنا أن نعلم، أنه كان ثالث ثلاثة، أو خامس خمسة كانوا أصحاب السبق العظيم في فتوح العراق جميعها.. !
وفي همدان والري والدينور تم الفتح على يديه ..
وفي معركة نهاوند العظمى، حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين الفا .. اختار عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مقرّن ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ..
وأرسل عمر الى المقاتلين كتابه يقول : " اذا اجتمع المسلمون فليكن على كل أمير جيشه .. وليكن أمير الجيوش جميعها النعمان بن مقرّن .. فاذا استشهد النعمان، فليأخذ الراية حذيفة، فاذا استشهد فجرير بن عب٦دالله ..
وهكذا مضى أمير المؤمنين يختار قوّاد المعركة حتى سمّى منهم سبع ...
والتقى الجيشان .. الفرس في مائة ألف وخمسين ألفا .. والمسلمون في ثلاثين ألفا لاغير ...
وينشب قتال يفوق كل تصور ونظير ودارت معركة من أشد معارك التاريخ فدائية وعنفا ..
وسقط قائد المسلمين قتيلا، سقط النعمان بن مقرّن، وقبل أن تهوي الراية المسلمة الى الأرض كان القائد الجديد قد تسلمها بيمينه، وساق بها رياح النصر في عنفوان و جلبة واستبسال عظيم ... ولم يكن هذا القائد سوى حذيفة بن اليمان ... حمل الراية من فوره، و أوصى بألا يذاع نبأ موت النعمان حتى تنجلي المعركة .. ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريما له .. أنجزت المهمة في لحظات والقتال يدور، ببديهيته المشرقة.. ثم انثنى كالاعصار المدمر على صفوف الفرس صائحا : " الله أكبر صدق وعده !! الله أكبر نصر جنده !! " ثم لوى زمام فرسه صوب المقاتلين في جيوشه ونادى : يا أتباع محمد .. هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم فلا تطيلوا عليها الانتظار ..
هيا يا رجال بدر .. تقدموا يا ابطال الخندق وأحد وتبوك ..
لقد احتفظ حذيفة بكامل حماسة المعركة وأشواقها، ان لم يكن قد زاد منها وفيها ..
وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس .. هزيمة لا تكاد تجد لها نظيرا.. !!
هذا العبقري في حمته، حين تضمّه صومعته ..
والعبقري في فدائيته، حين يقف فوق أرض القتال ..
هو كذلك العبقري في كل مهمةتوكل اليه، ومشورةتطلب منه .. فحين انتقل سعد بن أبي وقاص والمسلمون معه من المدائن الى الكوفة واستوطنوها ..
وذلك بعد أن أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا .
مما جعل عمر يكتب الى سعد كي يغادرها فورا بعد أن يبحث عن أكثر البقاع ملاءمة، فينتقل بالمسلمين اليها ..
يومئذ من الذي وكل اليه أمر اختيار البقعة والمكان .. ؟
انه حذيفة بن اليمان .. ذهب ومعه سلمان بن زياد، يرتادان لمسلمين المكان الملائم ..
فلما بلغا أرض الكوفة، وكانت حصباء جرداء مرملة، شمّ حذيفة عليها أنسام العافية، فقال لصاحبه : هنا المنزل ان شاء الله ..

وهكذا خططت الكوفة وأحالتها يد التعمير الى مدينة عامرة ...
وما كاد المسلمون ينتقلون اليها، حتى شفي سقيمهم. وقوي ضعيفهم. ونبضت بالعافية عروقهم .. !!
لقد كان حذيفة واسع الذكاء، متنوع الخبرة، وكان يقول للمسلمين دائما : " ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة .. ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا .. ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه " ...
وذات يوم من أيام العام الهجري السادس والثلاثين .. دعي للقاء ربه .. واذ هو يتهيأ للرحلة الأخيرة دخل عليه بعض أصحابه، فسألهم : أجئتم معكم بأكفان .. ؟؟ قالوا : نعم .. قال : أرونيها .. فلما رآها، وجدها جديدة فارهة ..
فارتسمت على شفتيه آخر بسماته الساخرة، وقال لهم : " ما هذا لي بكفن .. انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص .. فاني لن أترك في القبر الا قليلا، حتى أبدّل خيرا منهما ... أو شرّ منهما ".. !!
وتمتم بكلمات، ألقى الجالسين أسماعهم فسمعوها : " مرحبا بالموت حبيب جاء على شوق لا أفلح من ندم " ..
وصعدت الى الله روح من أعظم أرواح البشر، ومن أكثرها تقى، وتآلقا، واخباتا ...

03/03/2024

عكرمة بن عمرو بن هشام والده الملقب بأبي جهل
عندما أوشك نصف مليون من الروم على تدمير جيش المسلمين بعد أن قاموا بمحاصرتهم من كل جانب ،
تناول هذا البطل الإسلامي الفذ سيفه واتخذ القرار الأصعب على الإطلاق في حياة أي إنسان ، لقد اتخذ عكرمة قرار الموت ، فنادى
بالمسلمين بصوت يشبه الرعد : أيها المسلمون من يبايع على الموت ؟ فتقدم إليه
400 فدائي ، ليكوَّنوا ما عرف في التاريخ باسم "كتيبة الموت الإسلامية "، عندها اتجه خالد بن الوليد نحو عكرمة وحاول منعه من التضحية بنفسه،
فنظر إليه عكرمة والنور يشرق من جبينه وقال : إليك عني يا خالد فلقد كان لك مع رسول اللّه سابقة،
أما أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على رسول اللّه فدعني اكَفّر عما سلف مني ولقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة، وأفر من الروم اليوم ؟ ! ! إن هذا لن يكون أبدًا!
فانطلقت كتيبة الموت الإسلامية ، وتفاجأ الروم بأسود جارحة تنقض عليهم لتكسر جماجمهـم ،
وتقدم الفدائي تلو الفدائي من وحدة الموت العكرمية نحو مئات الاَلاف من جيش الإمبراطورية الرومانية ، وتقدم عكرمة بن أبي جهل بنفسه إلى قلب الجيش الروماني
ليكسر الحصار عن جيش المسلمين ، واستطاع فعلًا إحداث ثغرة في جيش العدو بعد أن انقض على صفوفهم انقضاض طالب الموت ،
فأمر قائد الروم أن تصوب كل السهام نحو هذا الفدائي ،
فسقط فرس عكرمة من كثرة السهام التي انغرست فيه ،
فوثب قائد كتيبة الموت
الإسلامية الفدائي البطل عكرمة بن أبي جهل من على ظهر فرسه وتقدم وحده نحو عشرات
الآلاف من الروم يقاتلهم بسيفه ، عندها صوب الروم سهامهم إلى قلبه ، فلمّا رأى المسلمون
ذلك المنظر الإنساني البطولي ، اختلطت المشاعر في صدورهم ، فاندفع فدائيو كتيبة الموت
العكرمية نحو قائدهم لكي يموتوا في سبيل اللّه كما بايعوه ، فلم يصدق الروم أعينهم وهم
يرون أولئك المجاهدين الأربعمائة يتقدمون للموت المحقق بأرجلهم ، فألقى الله في قلوب الذين كفروا الرعب ،
فرجع الروم القهقرة ، ولاذوا بالفرار وصيحات اللّه أكبر تطاردهم من
أفواه فدائى عكرمة ، فاستطاعت تلك الوحدة الاستشهادية كسر الحصار عن جيش المسلمين ،
ففتش خالد بن الوليد على ابن عمه عكرمة ليجده وهو ملقى بين اثنين من جنود
كتيبته الفدائية : (الحارث ابن هشام) و(عياش بن أبي ربيعة ) والدماء تسيل منهم جميعًا،
فطلب الحارث ابن هشام بعض الماء ليشربه ، وقبل أن يشرب قطرة منه نظر إلى عكرمة بن ابي جهل وقال لحامل الماء:
اجعل عكرمة يشرب أولًا فهو اكثر عطشا مني،
فلما اقترب
الماء من عكرمة أراد ان يشرب لكنه رأى عياش بجانبه فقال لحمل الماء : احمله إلى عياش
أولًا، فلما وصل الماء إلى عياش قال : لا أشرب حتى يشرب أخي الذي طلب الماء أولا ،،
فالتفت الناس نحو الحارث بن هشام فوجدوه قد فارق الحياة ، فنظروا إلى عكرمه فوجدوه قد استشهد، فرجعوا إلى عياش ليسقوه شربة ماء فوجدوه ساكن الأنفاس ...
هؤلاء من يجب تدريسهم لٲبناءكم لا اسكندر الأكبر ولا نابليون ولا ميسي ولا كرستيانو رونالدو ولا غيره
إذا اتممت القراءة علق بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
المصادر
البدايه والنهايه ابن كثير
تاريخ الطبري
السير للامام الذهبي

Address

Ismailieh

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when فيتو posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share