07/07/2025
صاحبي مات بسَكته قلبيه مُفاجئه، واحنا في طريقنا رايحين فرح.
الغريب إنه كان حاسس إنه ماينفعش يروح الفرح. طول اليوم كان بيقولي:
"مش عاوز اروح حاسس إن لو رُحت هيحصل حاجة تخليني أندم باقي عُمري إني رُحت."
وانا ال كنت بقنعه ييجي معايا، يوم كامل بقنعه ييجي الفرح علشان منزعّلش العريس مننا ويلاقينا جانبه.
وبعد جدال طويل قولتله:
"هنروح ولو حصل أي حاجة تزعّلك حتى بنسبة بسيطة هنمشي."
وبرضو كان مش مُقتنع.
آخر ما مليت قولتله:
"لو مجيتش معايا هيبقى بزعل بينا، لإني مش عاوز اروح لوحدي، وده فرح أعز أصحابنا مينفعش متحضرش."
وفعلاً، مشي معايا بس علشان ميزعلنيش.
طلب نسمّع سورة يٰس في الطريق، علشان بتطمنه.
كل ما أبصله، ألاقي وشه مخطوف وقلقان.
سألته للمرة ال مش عارف عددها:
"طب قلقان ليه؟"
رد بجملة عمري ما هنســاها:
"مش يمكن الفرح ده يكون آخر حاجة أحضرها وتنتهي أعمالي وانا بسمع أغاني مهرجانات؟
مش يمكن هناك تكون نهايتي؟"
قلبي اتقبض لما سمعت كلامه وإنه بيفكر كده.
قعدت أطمنه وقولتله:
"مش هنطول، هنبارك ونمشي، وحقك عليّ إني جيبتك غصب."
بس بأمانة، أنا في الوقت ده زعلت من نفسي أوي ومبقتش عارف أعمل إيه، حسيت بالذنب إني غصبته ييجي وزعلت أكتر لما فكرت نفس تفكيره.
وفجأة سمعنا أذان صلاة العشاء واحنا في الطريق.
طلب نوقف عند أقرب مسجد نصلي، وبعدين نكمل.
وفعلًا، صلينا، وبدأنا نصلي السُنة.
خلصت وببُص عليه لقيته ساجد وبيضحك!
استغربت ومعرفش ليه حسيت إنه بيتشاهِّد، وللحظة اتمنيت يكون إحساسي غلط.
يارب لا ده صاحب كل خطوات عُمري.
سجوده طول، وانا باصص عليه وعيوني كلها دموع ومن كل قلبي بتمنى يقوم من سجوده.
لكن لما قام، وقع وهو بيقول الشهادة ولسه بيضحك.
جريت عليه، حضنته وكل خلية فيا عاوزة تقوله لا احنا بينا وعد إننا هنفضل أصحاب لآخر نفس!
قالي وهو بيلفظ آخر أنفاسه:
"لكل أجلٍ كِتاب، وأنا عُمري خِلص يا صاحبي، أوعى تنساني، واوعى تستهون بالذنوب علشان نكون سوا في الجنة."
قالها، ورجع يقول الشهادة،
وفجأة ضحك، وقال: "الحمد لله".
وكان ده آخر نفس، وآخر كلمة قالها.
صاحبي مات بين إيديا في المسجد.
ولو كانت اللحظات دي اتأخرت كام دقيقة على ما نوصل أنا عُمري ما كنت هسامح نفسي إني كنت سبب إنه يموت في المكان ده، لا انا ولا صاحبنا العريس ولا الفرح كله ب ال فيه كانوا هينفعوه.
صاحبي مكانش بيحب الاختلاط ولا الأفراح التقليدية اللي كلها ذنوب، ولا الأغاني اللي بتشتغل فيها.
وكان بقاله فترة بيحاول يبطل يسمع أغاني نهائي، وكان مبسوط أوي إنه قدر يوصل ل كده، وبيجاهد نفسه والدنيا والشيطان.
وبحُكم إننا كنا عايشين سوا، كنت شاهد دايمًا على ده.
كان بيدعي كتير إن آخر أعماله تكون سجدة، كان يقعد يقولي إنه نفسه يموت وهو ساجد ودعوته اتحققت ومات في بيت ربنا وهو ساجد.
عَدّى فترة كبيرة على وفاته، وانا عايش على الجملة ال قالهالي:
"أوعى تستهون بالذنوب علشان نكون سوا في الجنة."
بقيت أسيب أي حاجة حرام،
أولًا علشان ربنا، وثانيًا علشان نتقابل تاني في الجنة، أنا وصاحب عُمري.
بطلت اروح افراح وبطلت اسمع أغاني وبطلت اعمل أي حاجة تبعدني ولو خطوة عن الجنة، حياتي عباره عن خير وبس
وقبل أي حاجة حرام الشيطان بيهيألي إنه عادي اعملها بفكر نفسي بالجملة بتاعته
" ما يمكن دي تكون نهاية أعمالي!"