
11/09/2025
عيش حياتك وكانك امام شاشات التلفاز
عصر السوشيال ميديا لا أسرار بعد اليوم
بقلم مصطفى يوسف عطيه المحامى
في زمن لم يعد للخصوصية فيه مكان أصبحت حياتنا جميعًا وكأنها تبث على الهواء مباشرة لم تعد الحقيقة تنتظر التثبت ولا التصرفات تحتمل التأويل فكل لحظة وكل موقف أصبح عرضة للانتشار والتضخيم عبر منصات التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي رغم أنها تعد من أبرز أدوات التعبير والانفتاح في هذا العصر إلا أنها أيضًا أصبحت سيفًا ذا حدين فلا يمكن إخفاء شيء ولا يمكن تفسير الأمور بحسن نية بل صارت بعض العبارات والتصرفات تفهم بشكل خاطئ وتقتطع من سياقها وتعاد صياغتها في عناوين مثيرة تشبع نهم المتابعين المتعطشين للفضائح لا للحقائق
لقد تحولت بعض الصفحات والحسابات إلى ما يشبه ساحات اللطم الرقمية لا ترحم ضحية ولا تنتظر توضيحا بل تصدر أحكامها سريعا دون محاكمة عادلة وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على
السلامة العامة من خلال نشر الشائعات والتحريض
صحة المعلومات إذ تنتقل الأخبار بسرعة دون تحقق
الخصوصية الفردية فأبسط تصرف قد يتحول إلى قضية رأي عام
السلم المجتمعي بتأجيج الخلافات ونشر خطاب الكراهية
من زاوية قانونية
ينبغي أن نذكر الجميع بأن
نشر صور أو مقاطع لشخص دون إذنه يعد جريمة يعاقب عليها القانون في معظم الدول
القذف والتشهير على الإنترنت يعامل معاملة القذف في الواقع وربما أشد
إعادة نشر معلومات مغلوطة قد تعرض صاحبها للمساءلة القانونية وليس فقط من أنشأ المحتوى الأصلي
ما الحل
لسنا ضد حرية التعبير ولكننا نطالب بالمسؤولية الرقمية فالكلمة لم تعد حبرا على ورق بل قد تتحول إلى نار تحرق سمعة أو تسقط كرامة أو تضلل جمهورا بأكمله
على الأفراد أن يحرصوا على التثبت من المعلومات قبل نشرها وعلى الجهات المختصة أن تتدخل لوضع ضوابط صارمة تنظم تداول المحتوى وتحمي المجتمع من فوضى الفضح الرقمي
وفي النهاية
عش حياتك وكأنك أمام كل شاشات التلفزيون ولكن تذكر دائما
الستر قيمة والوعي مسؤولية والكلمة امانه