تراث الشيخ الطاهر الحامدي

تراث الشيخ الطاهر الحامدي Contact information, map and directions, contact form, opening hours, services, ratings, photos, videos and announcements from تراث الشيخ الطاهر الحامدي, Digital creator, أرمنت الحيط, Luxor.

فضيلة الشيخ الطاهر محمد أحمد الطاهر الحامدي
شيخ الطريقة الطاهرية العامرية الخلوتية السابق رحمه الله
وأمين عام اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف (الأسبق)
ومدير عام مجلة الأزهر سابقًا

يا من غدا ملء سمع الكون والبصر             * يا صفوة الله من بدو ومن حضرذكراك في مشرق الدنيا ومغربها             *    فا...
04/07/2025

يا من غدا ملء سمع الكون والبصر
* يا صفوة الله من بدو ومن حضر
ذكراك في مشرق الدنيا ومغربها
* فاحت نسائمها كالعنبر العطــر
وكيف لا تذكر الدنيا مخلصها
* من الضلال وواقيها من الضـرر؟!
ما آثر البدر في قلب السما سكنا
* إلا لأنك فوق الأرض كالقمـــر
بل أنت أعظم إشراقا وأبهة
* منه وأحلى جمالا منه في النظر
البدر يحجب عند الشمس إن طلعت
* ونور وجهك دوما غير مستتــر.......................................
لَمَّا تَضَرَّعَتِ الدُّنْيَا لِخَالِقِهَا
* تَشْكُو لَهُ ما تُعَانِيهِ مِنَ الغِيَـ ـرِ
أَغَاثَهَا بِابْنِ عَبْدِ اللهِ يُنْقِذُهَا
* بِشَرْعِهِ وَيُنْجِيهَا مِنَ الخَطَـــرِ
فَجَاءَ بالحَقِّ والإسْلَامِ يَنْشُرُهُ
* بَيْنَ البَرِيَّةِ نَشْرَ الغَيْثِ والمَطَـرِ
فَاخْضَرَّتِ الأرضُ وازْدَانَتْ بِحِلْيَتِهَا
* أَبْهَى وَأَزْهَى مِنَ اليَاقُوتِ والدُّرِّ
يَا سَيِّدَ الخَلْقِ يَا غَيْثَ الأَنَامِ وَيَا
* فَخْرَ القَبَائِلِ مِنْ عَدْنَانَ أَوْ مُضَرِ
سَبَقْتَ فِي الفَضْلِ أَهْلَ الفَضْلِ قَاطِبَةً
* وَحُزْتَ أَقْصَاهُ مِنْ ماضٍ وَمُنْتَظَرِ
إنْ قِيلَ لِلْمَجْدِ: مَنْ أَعْلَى الوَرَى رُتَبًا؟
* لِغَيْرِ أَحْمَدَ لَمْ يُومِئْ وَلَمْ يُشِرِ
كَأَنَّهُ وَهْوَ فِي تَكْوِينِهِ بَشَرٌ
* قَدْ صارَ جِنْسًا عَلَا عَنْ سائرِ البَشَرِ ................................
يا سيد الرسل يا أوفى الورى ذمما
* يا من أياديه أغنت كل مفتقــر
يا من هو العروة الوثقى لمعتصم
ويا من هو الآية الكبرى لمعتبر
ما المدح قصدي،وما مدحي لمن نزلت
* في مدحه محكمات الآي والسور
لكنني مذنب قد قمت معتذرا
* والصفح دأبكمو عن كل معتـــذر
فأولني منك إحسانا و مَرحمة
* واجبر بفضلك مني كل منكســـر
دامت عليك صلاة الله ما طلعت
*شمس وما غنت الورقاء في السحر

قصيدة يا من غدا ملء سمع الكون والبصر
فضيلة مولانا الشيخ محمد الطاهر الحامدي

مقال فضيلة العارف بالله تعالى الشيخ/ الطاهر الحامدي في مجلة الأزهر / المحرم ١٤٢٣...........................................
27/06/2025

مقال فضيلة العارف بالله تعالى الشيخ/ الطاهر الحامدي في مجلة الأزهر / المحرم ١٤٢٣........................................
الهجرة تذكير وإيناس
فى مثل هذا اليوم من 1422 عاما أو تزيد أضاءت طلعته البهية صلى الله عليه وآله وسلم على أرض ذات نخل كانت تسمى((يثرب))فتحول اسمها إلى((المدينة المنورة)).
وطاب هواؤها ونقلت حُمَّاها إلى((الجُحفة))واستضاءت بنوره صلى الله عليه وآله وسلم الذي شاهده أهلها فرددوا بتلقائية وحب ترحيبا بالكريم الحبيب المنتظر:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
وواجب علينا أن نروى القلوب الظمأى فى زمن القيظ المميت برحيق السيرة العطرة والسلسبيل العذب والقدوة الحسنة لنجدد الإمداد بالنور المحمدي ونحيي ما ذبل من صلتنا بالله ـ سبحانه وتعالى ـ فنحيل دنيانا من الجدب إلى النماء, ومن الظلمة إلى النور, ومن القسوة إلى الرحمة ومن الضلال إلى الهدى.
وفي الحديث عن الهجرة تذكير وإيناس للمسلمين, وتذكير لهم بحقائق الدين الذى هوجم فى مكة وعودى أهله بما هو فوق طاقة البشر.
وإيناس لهم بتأييد الله للمؤمنين الصادقين الصابرين فى كل وقت وما أدراك ما تأييد الله للمؤمنين من عباده: ((وما يعلم جنود ربك إلا هو)) (المدثر/31). قاطعني صاحبى كأنه يتوسل إلىّ فى رجاء ومودة قائلا: هل من الممكن أن تترك الحديث عن الهجرة اليوم وتجيبنى عن أسئلة ـ لا أكتمك سرا إن قلت ـ ألحت علىّ وأقضت مضجعي, ثم أردف يقول: ولعل في الإجابة عنها تذكيرا وإيناسا للمسلمين! قلت: عافاك الله يا صاحبى, هات ما عندك, أسأل الله أن يجعل في الإجابة إيناسا وتذكيرا. قال: كيف يجرؤ مسلم أن ينكر حديثا صحيحا ذكره الإمام مسلم في صحيحه؟
قلت: ما هكذا يا صاحبى تؤخذ الأمور ولا تناقش مسائل العلم! قلت: لعل الرجل أنكر صحة ثبوت الحديث فهو ينكر نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو لم ينكر ما ورد عن النبي, إنما أنكر ثبوت الحديث للنبي. وفرق بين القولين بين رجل يثبت عنده قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يرفضه وبين آخر يزعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل هذا الكلام الذى هو منسوب إليه ويصبح الأمر فى الحالة الأخيرة محصوراً فى الإمام مسلم وفى تثبته ومنهجه وضبطه فى إخراج مسنده ثم لا يخلو الأمر إما أن يكون المعترض على الإمام مسلم من أهل العلم والمعرفة بالحديث وعلومه, أو يكون صاحب هوى يهرف بما لا يعرف فإن كانت الأخرى فلا تقم لكلامه وزنا لأنه جاهل فيما يتكلم فيه متكبر يتنكب طريق العلم السوى والله ـ سبحانه وتعالى ـ يقول: ((فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))(النحل/43) فهو ليس من أهل الذكر ولا يريد أن يسأل أهل الذكر وكما يقولون :(شفاء العى السؤال)وتلك هي المصيبة الكبرى وهي أكبر آفة تصيب أمة,أن يتصدى للرأى فيها من لا يعرف, لأنه إن كان من أهل العلم لا يمكن أن يقلل من شأن الإمام مسلم أو يرفض حديثًا رواه. فالإمام مسلم لم يكتسب هذه الثقة بين أهل العلم لمنصب أو جاه, إنما اكتسب هذه الثقة من منهجه وعلمه ورسوخه وزهده في حياة علماء الحديث وصاحبك لا يرقى إلى معرفة منهج المحدثين فضلا عن معالجة هذا العلم والإفتاء فيه. ورفض أو قبول أحد من أهل الحديث فكيف بربك تلغي عقلك لتستمع إلى كلام دعيٍّ في غير مجاله وغير تخصصه.
إن العالم اليوم يحترم التخصص الدقيق فلا يمكن فى عالم اليوم ـ مثلا ـ أن أترك جراحًا ماهرًا فى عالم المخ والأعصاب وأستمع إلى كلام مشعوذ دعيٍّ, فضلا عن أن العاقل لا يمكن أن يقبل كلام طبيب عيون فى جراحات المخ والأعصاب وهذا فى كل التخصصات وكما يقولون : ((أهل مكة أدرى بشعابها)).
قال صاحبى: اسمح لى أن أقول لك إنك شديد التعصب للإمام مسلم وأهل الحديث! قلت: لن أقول لك إنها تهمة لا أرفضها وشرف لا أدعيه. بل أقول إنه شرف أحاول أن أصل إليه طوال حياتى وأن أحشر فى زمرتهم بعد مماتى.
إن منهج علماء الحديث وما تركوه لنا من تراث فى التحرى الدقيق والورع والزهد والخوف من الله منهج تفرد به قومنا يا صاحبى. وإن كل أمة على وجه الأرض تأخذ من تاريخها وتدع لأن الرواية عندهم مفقودة والورع عندهم لا وجود له. وعلماء الحديث يتعاملون مع النصوص بالأمانة, لأنه دين فليس منهجهم من منطلق إحراز السبق فى الدنيا أو المحمدة عند الناس, وهناك فرق بين من يسعى للدنيا ومن يرجو الآخرة, وبين الذى يسعى فى الدنيا ويرجو محمدة الناس والذي يسعى للآخرة لله وفى الله. إن منهج أهل الحديث مؤسس على رجاء أن تصيبهم رحمة الله استجابة لدعوة النبى صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: ((رحم الله امرأً سمع مني حديثاً فبلغه كما سمعه))(أخرجه ابن حبان).
وما تركه القوم ـ والحمد لله مسطر فى كتبهم ـ خير شاهد على ما قلت وأسوق لك واقعة تدرك منها دقة هذا العلم وأمانة أصحابه. وأيضًا لا بأس أن تهدى هذه الواقعة لأصحاب اللافتات البراقة (( حقوق الإنسان )), و((جمعيات الرفق بالحيوان )) إذ لا معنى للرفق بالحيوان مع إهدار رفق أوجب. ألا وهو الرفق بالإنسان. والواقعة مع هذا ترتبط برواية الحديث. قال صاحبى : ما علاقة الرفق بالحيوان وحقوق الإنسان بالحديث وعلومه؟ قلت: إن جماعات ((الرفق بالحيوان)), و((حقوق الإنسان)), و((سفراء النوايا الحسنة)) وما شاكل ذلك هى لافتات براقة جميلة فى مظاهرها, أما الرفق عند علمائنا فهو أمانة, وحقوق الإنسان عندهم دين, والنوايا الحسنة فرض فى كل قول وعمل, لا يحتاج فى ديننا إلى كاميرات وصحف وقنوات أرضية وفضائية, ولا إلى بدلات أو دعاية, والواقعة تقول : إن رجلا ذهب وسافر ليأخذ حديثا ممن سمعه ليثبت سماعه منه فرآه منصرفا عنه متجها إلى كلب يعالج يده, فهم أن يرجع ظنا منه أن صاحبه ليس أهلا للرواية فلما فرغ من معالجة الكلب أقبل إلى صاحبه كأنه يعتذر إليه قائلا : إنا ببلاد لا تكثر فيها الكلاب ورأيت هذا الحيوان أقبل علىّ رافعا يده كأنه يرجونى أن أعالجها فما أحببت أن أقطع رجاءه فيَّ لأنى سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((قطع الله رجاء من قطع رجاء من رجاه)) فقال الآخر: جزاك الله خيرا على فعلك وقولك, أنا ما جئت إلا عن هذا الحديث أسمعه منك وشكر صاحبه وقفل راجعا. أما الواقعة الثانية فهى أن رجلا نفرت ناقته فأراد أن يتألفها فأومأ إليها كأنه يقدم إليها علفا فلما جاءت أمسكها ولم يكن ثمة علف ولا طعام ورآه رجل جاء ليأخذ منه حديثا فرجع ولم يأخذ منه شيئا وقال : إنه رجل لا يؤتمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت لصاحبي : تأمل هذه الوقائع ذات الدلالة البليغة المؤثرة, حيث إنها صادقة فطرية فلم تحتج إلى دعاية أو إعلان أو تحضير حتى يتم التصوير والبث وذلك شىء أصيل فى الدين وفى الناس!! ثم أردفت قائلا : إن الإنكار للسنة يأخذ أشكالا عديدة وليس شكلا واحدا فتارة يكون بالطعن في رواة الحديث وتارة بالطعن فى أصحاب الأسانيد والجوامع. وتارة بالزعم أنه يدافع عن الدين نفسه وأنه يريد تنقية الدين ويرفض أحاديث بزعم أنها تخالف القرآن وهى خدعة رديئة لا تنطلى على بصير ولو علم هؤلاء جهد علماء الحديث فى علمهم وبحثهم لما تفوهوا بما قالوا ولولا ضيق المجال لسردت لك التراث الطيب الذى خلفوه لنا من المؤلفات.
وهذا الاحتماء المزيف بالقرآن الكريم خدعة ((رديئة)) كما قلت, فإن الشيطان يسول لهم ذلك ويلهمهم بالمعرفة وهم مخدوعون. على أنهم فى رفضهم للأحاديث وطلب الإحتكام للقرآن هنا زعم نتوقعه بل وننتظره فى شوق.
لعلك تقول : كيف تنتظره فى شوق؟ أن تتوقعه معقول ومقبول لضعف الاستعداد العلمى ولسوء البضاعة التى يتاجرون فيها, أما أننا ننتظره فى شوق فذلك فى حاجة إلى بيان. وإليك البيان قلت : إن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مرسل من عند الله ـ تعالى ـ مؤيد بالمعجزات الباهرة وبعض هذه المعجزات حدثت فى حياته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم وبعضها أخبر بأنها ستحدث ونحن نتلهف ونتشوق إلى وقوعها كما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم فذلك من دلائل نبوته التى التى يظهرها الله كل يوم فمنها ما أخرجه أبو داوود والحاكم وأحمد قال : ((يوشك أن يقع الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثى فيقول بيننا وبينكم كتاب الله, فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما حرم الله)). فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بأنه سوف يجىء أناس يرفضون حديثه بزعمه أنهم يحتكمون للقرآن وحده فهى إذا نبوءة نحن ننتظر تحققها ووقوعها فلو لم تحدث لكانت خبرا كاذبا, أما وإنها قد وقعت وخرج أناس يرفضون حديثه صلى الله عليه وآله وسلم فلا يغرك منهم ادعاء أنهم يحتكمون للقرآن وحده فهذا باطل يلقونه فى وجوه الناس يتوارون به من سوء ما أضمروا فإنهم لا يريدون الدين أصلا ففى حجية السنة سطر العلماء ـ وأنا أقول العلماء ـ كتبا شافية ضافية لن أحيل المتكلمين برفض السنة عليها لأنهم يبغون أهدافا لن تجدى معها كتابة العلماء. قال صاحبى : أرحتنى جزاك الله خيرا وعندى سؤال آخر!!
قلت مقاطعا مهللا : أنا لم أفرغ مما أريد!
إن الذين يزعمون أنهم يحتكمون إلى القرآن وحده مخادعون ماكرون فهم يجعلون إنكار السنة مرحلة يقفزون بعدها إلى مرحلة أخرى, إلى القرآن نفسه, انتفض صاحبى كأنه قد لدغ قائلا: هل ينكرون القرآن قلت: إنهم أخبث من هذا إنه يلجأون إلى طريق آخر, فالواقع أنهم لا يريدون قرآنا ولا سنة لكنهم يبغون مواجهة القرآن بالرفض والتشكيك فيلجأون للحيلة والتضليل فمثلا يزعمون أن سيدنا عمر بن الخطاب أوقف حد السرقة وألغى سهم المؤلفة قلوبهم وما دام ثانى الخلفاء فعل ذلك ـ كما يزعمون ـ فهم على آثار عمر مقتفون فلا بأس إذًا أن يتناولوا نصوص القرآن بالإلغاء أو الوقف أو التقييد.
قال صاحبى متسائلا فى نزع كأنه يسمع أول مرة هذا الزعم بأن عمر أوقف حد السرقة وألغى سهم المؤلفة قلوبهم : هل يملك أحد كائنا من كان أن يلغى نصا من كتاب الله أو يوقف عمله؟.
قلت على الفور مبادرا : دع أسئلتك وتداعياتها الآن واسمع منى فلعلك تجد الإجابة فيما أقول لك؟ قال : لك ما تريد. قلت : هذه أكذوبة قديمة وحيلة رديئة كما قلت وصاحبك قليل البضاعة ضحل المعلومات حديث عهد بملاعب المفترين والشياطين فلما طالع هذه الفرية خيل إليه أنه عثر على ضالته, فلا بأس بأن يستعملها ويلقيها فى ملاعب الرأى والجدال يبرر بها ما يريد أن يفعله مع القرآن الكريم لكن هيهات هيهات فلن يصلوا إلى هدفهم, إن أغلب هؤلاء عندهم رغبة مدفونة فى حب الظهور لم يحققوها فى مجالهم فبعد أن لفظتهم الدنيا التى يلهثون وراءها ولم ينالوا منها أخذوا يبحثون عن مجال يظهرون فيه فسولت لهم أنفسهم أمرا فصبر جميل والله المستعان. على أن هناك آخرين يمارسون هذا اللون لكنهم والحق يقال أكثر اطلاعا وأكثر دراية وأكثر مكرا نشأوا على هذا المنهج وليسوا طارئين عليه كمن يبحثون عن عمل يمارسون وشغل يسدون به فراغا فى نفوسهم بعد أن انصرف الناس عنهم يقول هؤلاء يبغون تعطيل النصوص القرآنية والعبث بها بزعم أن هذا هو واجب التفاعل مع النصوص داعين الناس إلى التفاعل الإيجابى ـ هكذا ـ مع نصوص القرآن!!! أليست هذه خدعة رائجة فى هذا العصر, لا أنكر أنهم يملكون ذكاء فطريا دون شك لكنه شيطانى وأصحاب اطلاع وافر أشهد به لا يقدر عليه صاحبك الكهل الآن حيث ذهب أكثر عمره. ومع الذكاء والاطلاع لا تخطىء العين فيهم ظلالا ماركسية. يقولون مثلا : لقد كان هناك ((ديالكتيك)) صاعد بين القرآن والمجتمع فى عصر النبوة, أما الآن, فثمة ديالكتيك هابط بفعل ـ ما زعموه ـ من تخلف أدى إلى تقديس النص ـ هكذا ـ ولعلك تعلم أن مصطلحات الماركسية المشهورة ـ ((الديالكتيك)), ((والجدلية)) ـ فهذه مسلمات لا تقبل الجدل ولا النقاش ولا حتى السؤال عن معناها فى الفقه الماركسى.
فهو يقول: إن القرآن كان ينزل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحكم من الأحكام ثم ينزل بعد ذلك تخفيف للحكم أو تدرج فيه ـ فصاحبنا الخليط من الماركسية والتغريب ـ يزعم أن هذه تفاعل بين القرآن والمجتمع أو الناس مع النص فكان التغيير إلى الأحسن والأيسر, أما الآن فلا, ولنا أن نسأل ما الذى يريده الآن بعد انتقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم وبعد انقطاع الوحى؟
إنه يريد تحوير النصوص بفعل ما يسميه((ديالكتيك)) صاعد لصرفها عن معناها, تأمل هى نفس الدعوة ونفس الهدف لكن صاحبنا أكثر دراية واطلاعا كما قلت من المتقاعد العجوز!! لكن هل يملك أحد أن يعطل نصا فى كتاب الله ؟ ـ أبدا..
هم ينسبون ذلك لعمر ولا يمكن لشخص كائنا من كان أن يلغى نصا من كتاب الله كذلك يزعمون مع سهم المؤلفة قلوبهم, صاحبنا الشاب الماركسى المطلع يفهم ذلك جيدا يعرفه ويعرف الرد عليه تماما أما صاحبك المتقاعد العجوز فهو مسكين لا يعلم شيئا ولا يستطيع ولا هو قادر على أن يفعل بعد فوات العمر إنما رأى الشبهة ولقلة اطلاعه تصور أنها جديدة وطازجة فقدمها فرحا بها مبهورا دون أن يدرك أنها منتهية الصلاحية فهو قليل الخبرة حديث عهد بمجال الشبهات الفاسدة طامح إلى الشهرة بغير حدود.
قلت لصاحبى: سوف أفرد بإذن الله مقالا لهذه الشبهات القديمة البالية. أبادر فأقول: إنه ليس من عندى لكن من التراث بأقلام الأساتذة العلماء أهل التخصص, حتى أريك أنها شبه فاسدة منتهية الصلاحية ضبطتها أجهزة الفحص الرشيدة فى حينها وألقت بها فى محرقة المخلفات صونا للمجتمع والناس. لكنى أقول لك باختصار : إن أى حد من حدود الله ـ تعالى ـ مثل الزنا والخمر والسرقة له شروط فليست المسألة اهتبالا للانتقام من البشر بل هو عدل ينبغى أن يسود وتقويم وعلاج يقدم لمرضى وليس ش**ة انتقام مرذولة, فثمة شروط فى الشىء المسروق والمكان الذى سرق منه, فإذا لم تنطبق الشروط فهل تقطع يد الرجل الذى أخذ المال بزعم أنه سارق.
فإذا قال حاكم عادل وفقيه مستقيم الفقه سليم الصدر لا تقيموا الحد, فواقعة السرقة لم تتحقق وهل يُلقى فى وجه المتعطشين للدم أو الراغبين فى التحلل على السواء أنه يعطل النص ولا يقيم الحد؟!!.
إن الأمر فى الإسلام جد مختلف عما يشيع المرجفون ويتلهف المتشددون فليس الإسلام متعطشا للدم ولا لقطع الرقاب والأيدى فعلماء الحديث وعلماء الفقه أيضا عندما يتكلمون فى ((أبواب الحدود)) يصدرون الباب بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((ادرأوا الحدود بالشبهات))(أخرجه ابن سعد)كلهم يفعل ذلك بلا استثناء من غير اتفاق مدبر أو مفتعل, إنما هى سماحة الدين نفسه تنساب من قلوبهم وأفكارهم وتسطر أقلامهم ما نطق به الصادق المصدوق الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم فشعار المسلمين لأن يخطئ الإمام في العفو خير من أن يخطىء في العقوبة فهل لو أن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ طبق شروط القطع ووجدها لم تتوافر فى المختلس أو خائن الأمانة يلام من جهة المتشددين ويتهم من جهة المتسيبين المفسدين أما من وسط عاقل أليس منكم رجل رشيد يقول إن عمر أعمل النص بشروطه التى أظهرتها رحمة الدين نفسه كما أن سهم المؤلفة قلوبهم معلول لعلة وكما يقولون : المعلول يدور مع العلة وجودًا وعدما كما وردت فى حيثيات الإلغاء لو كلف نفسه بالاطلاع على سيرة عمر وهذا ما تقتضيه أمانة البحث وأظن أن فى ذلك كفاية.
بادرنى صاحبى قائلا: مهلا ثمة أسئلة أخرى. قلت لصاحبى: مرحبا بالأسئلة, لكنه قد يتملكنا العجب عندما نجد أناسا فى موكب تجديد الخطاب الدينى يهرولون ويسرعون دون وعى أو إخلاص, لقد فاجأهم الزعيم بهذه الدعوة الرشيدة, فهم يهتفون دون وعى بموقفهم, أين كانوا يقفون بالأمس, ولمن يهتفون؟ فلهؤلاء وهؤلاء نستعير كلمة للعقاد نختم بها, قالها لمن شغبوا عليه فى ميدان السياسة, قال رحمه الله: ((إيه يا خفافيش السياسة, أعثيتم نفوسنا, أعثى الله نفوسكم الضئيلة, لا هوادة بعد اليوم, السوط فى اليد وجلودكم لمثل هذا السوط خلقت, وسنفرغ لكم أيها الثقلان)).

عليك وأنت سائر إلى عرفات بين جموع الناس أن تتذكر الموقف يوم الحشر وما فيه من أهوال نجانا الله وإياك من هوله ليكن أملك في...
05/06/2025

عليك وأنت سائر إلى عرفات بين جموع الناس أن تتذكر الموقف يوم الحشر وما فيه من أهوال نجانا الله وإياك من هوله ليكن أملك في عفو الله ورضاه أكبر من كل هول
وثق بالمغفرة والرضوان، يقول صلى الله عليه وسلم : « أعظم الناس ذنبًا من وقف بعرفة، فظن أن الله لم يغفر له »

فضيلة الشيخ الطاهر الحامدي

من مقال الحج المبرور للشيخ الطاهر الحامديذي الحجة 1428
02/06/2025

من مقال الحج المبرور للشيخ الطاهر الحامدي
ذي الحجة 1428

الحج المبرور مقال مجلة الأزهر ذي الحجة 1428قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.  لكن ما...
30/05/2025

الحج المبرور
مقال مجلة الأزهر ذي الحجة 1428

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
لكن ما هو الحج المبرور؟ وما معنى المبرور؟
المبرور هو المقبول، تقول أبرَّ الله حَجَّهُ أى قَبِلَهُ، ولنا أن نسأل سؤالاً ثانيا فنقول : ما بِرُّ الحج؟. ولقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم السؤال نفسه فأجاب بقوله: إطعام الطعام وطيب الكلام .
وهو شيء يسير على من وفقه الله - تعالى.

لماذا نستبق الأحداث ؟ ولماذا نتعجل الأمور ؟
إن أعمال الحج إذا لم تصاحبها يقظة في القلب واستثارة للهمة ولم ترق إلى مستوى العبادة، أصبحت مجرد رحلةٍ أقرب إلى رحلات شباب الجوالة، فلابد في كل عبادة وفي الحج على وجه الخصوص - من قلب يقظٍ وهمةٍ عاليةٍ، قلبٍ يلتقط ويبحث عن مراقي الإيمان فيتسلقها صعدًا إلى رب العبادة، فإن أي عبادة لا تصدرُ من حنايا قلب خاشع تكون كجسد بلا روح ولا فائدة يجنيها ابن آدم منها إلا تعب الأعضاء
وكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل، فلا قيمة لحركات الأعضاء حتى لو صح العمل من الناحية الفقهية فهو يسقط تبعة التكليف فقط بمعنى أن المكلف إذا أدى العبادة صحيحة الأركان مكتملة الشروط برئت ذمته، لكن يبقى عمله قاصراً لم يبلغ الهدف المراد منه، مثال الذي امتنع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لكنه لم يمتنع عن ارتكاب ذنوب أخرى، فهو الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: « رُبَّ صائمٍ حظُّهُ مِن صيامِهِ الجوعُ والعطَشُ، وربَّ قائمٍ حظُّهُ من قيامِهِ السَّهرُ)، فكثيراً ما نؤدى العبادة بحكم العادة صحيحة الأركان سليمة من الخطأ الظاهري. كل ذلك بحكم العادة، لكن القلب لم يستفد من العبادة شيئاً ولم تؤثر فيه ولم يتوجه إلى خير.

قال صاحبي في رضًا محببٍ وودٍ صادقٍ: أرجو أن تزيد الأمور توضيحاً فإني رغم قناعتي ورضاي بما قلت إلا أنني لم أستوعب المنهج ولا أعرف الوصول إلى هذه الحالة مع شوقي إليها ....

قلت لصاحبي: إن كل شيء يكتسب بالتعلم، كما أن أصعب المهارات تكتسب بالتدريب، وأرجو أن تسمح لي أن أحكى لك تجربة عاشها واحد من أرباب القلوب، أنت واجدٌ فيها بغيتك دون شك .... حكى ابن عربي واقعة حدثت له في مبدأ شبابه، غيرت مجرى حياته، نقلته من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ومن اللعب العابث اللاهي إلى العمل والجد والمثابرة، وعرف قيمة نفسه، وصدق القائل:
دواؤك فيك وما تبصر
وداؤك منك وما تشعرُ
وتزعم أنك جِرمٌ صغيٌر
وفيك انطوى العالم الأكبرُ

وقعت هذه الحادثة لابن عربي في الأندلس، حيث كان يعيش هو وأسرته أيام القلاقل والمحن والاضطرابات، وكان من أسرةٍ غنية ذات سلطان تشارك في حكم البلاد، نشأة شابا مترفًا مثل أترابه من البيوتات الثرية، يهتم بالصيد والقنص وكثيرا ما تعرضت البلاد إلى حروب أهلية تضطر الأسرة إلى الترحال والنزوح إلى أماكن أكثر أمنا.

وفي إحدى هذه الرحلات، يقول ابن عربي: "خرجت مهموما على فرسي ومع رمحي، لا أضمر في قلبي رغبة في الصيد أو اللهو، فما نعيشه أفرغ قلبي من كل ذلك. لم أنشغل بالبقر الوحشي من حولي وتبدل ما كان في قلبي نحوها من مطاردة وصيد وتحول إلى أمان وسكينة ورحمة، وهالني أنني مررت على مجموعة من الظباء والبقر الوحشي فأنست إلى ولم تنفر منى، فقد سرى ما في قلبي من أمان إليها، حتى إن فرسي مر وسط مجموعة منها ورمحي كان يمس ظهورها وهي من حولي آمنة مطمئنة. وعندما تجاوزتها ومر بي حراسي نفرت وأخذت تعدو بعيدًا لأنه لم يكن ما في قلوبهم كما في قلبي من أمان، كانت هذه
الحادثة نقطة تحول في حياتي وأدركت أن القلب هو مصدر الحياة الحقيقية، فاتجهت إلى قلبي أعمره بما شاء الله .
هذا هو موجز لما حكاه ابن عربي في حكايته، وأعتذر عما فيها من خلل أو قصور لأني لا أنقل من نص مكتوب، لكني أحكى من الذاكرة.
قال صاحبي في عجلة بادية غير خافية كأنه لم يستوعب ما قلت : ما مغزى هذه الحكاية، ولماذا أوردتها ؟.. قلت - في أسف وأسى واضح - وأنا آمل أن نهتدى هو وأنا إلى ما اهتدى إليه ابن عربي وأن نفطن إلى ما فطن إليه : خلاصة ذلك أن ما في قلبك يسرى إلى جليسك ، فإذا أردت أن تثمر دعوتك فيمن حولك، فأخلص فيما أنت فيه، يسرى الإخلاص والأمان إلى كل من حولك ..
ومن هذا المنطلق الرضى المرضى، الآمن المؤتمن، تعال معى نلج في ثقة وصدق مصدقين بوعد الله وقبوله أن يقبل حجنا وأعمالنا كلها بفضله ومنه وكرمه، شريطة أن تعمل قلوبنا في حب وتضرع وأرواحنا في شوق، سابحة في ملكوته - سبحانه ذاهلة عن دولة الأشباح، لا تكاد تلامسها إلا فيما يحفظ ظواهرها من أحكام الشريعة، فإني لا أسلم بما يخالف الشريعة وأرفضه مهما زعم مدَّعوه، وأول ما تبدأ به في الحج هو تنقية الوعاء حتى يسلم لك كل ما ألقيت فيه، فينضح طيبا زكي الرائحة والطعم، وأقصد بالوعاء جسدك وأعضاءك التي تباشر بها عبادتك، فحاذر أن يدخل الوعاء شيء مما حرم الله وأن تنبت أعضاؤك أو تتغذى بشيءٍ مما حرم الله ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن الرجل ليطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام و ملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب له، فلابد أيها الأخ الحاج أن يكون مطعمك حلالاً وزادك حلالاً وراحلتك حلالاً حتى إذا رفعت صوتك بالتلبية جاوبتك الملائكة تقول لك : زادك حلال ومطعمك وراحلتك حلال لبيك وسعديك حجك مقبول .. أما إن وكانت الأخرى - وأسأل الله ألا تكون - تقول الملائكة: لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك، نعوذ بالله من ذلك .

وعليك أن تَتذكّر وتستحضر عظمة الله، وأنت تلبّي، فأنت تُجيب نداء الله تعالى، المُتمثّل في قولِه لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام:
﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ (الحج: ٢٧).
ولا بدّ أن تخبت لله، وتتواضع لعظمته، وتتذكّر مع الجموع حولك:
﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ (عم: 18).
وعندما تُشاهد البيت الحرام، استحضر عظمةَ ربّ البيت في قلبك، وقدّر أنك تشاهد سبحانه، وتذكّر متعة النظر إلى وجهه الكريم، واذكر قوله تعالى:
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾) (القيامة: ٢٢-٢٣).
كما يجب عليك أن تَتذكّر عند استلامِك الحجر الأسعد، أنك تُعاهد الله تعالى على طاعته، وعدم مخالفته، واعقد عزمك وصمم على الوفاء بعهدك معه سبحانه وتعالى، فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحجر الأسود يمين الله عزّ وجل في الأرض، يُصافح بها خلقه، كما يُصافح الرجل أخاه ).
واجعل مطيتك يا أخي قلبك، ورفيقك قلبك، وتحرك في السعي بين الصفا والمروة، وقلبك ينبض بالتسليم لله ثقةً بوعد الله وعليك وأنت سائر إلى عرفات بين جموع الناس أن تتذكر الموقف يوم الحشر وما فيه من أهوال نجانا الله وإياك من هوله ليكن أملك في عفو الله ورضاه أكبر من كل هول وثق بالمغفرة والرضوان، يقول صلى الله عليه وسلم : « أعظم الناس ذنبًا من وقف بعرفة، فظن أن الله لم يغفر له » .

17/05/2025

**************سقوط الأقنعة*************

مقال لفضيلة مولانا الشيخ الطاهر الحامدي رئيس تحرير مجلة الازهر الأسبق
كتبه في يونيو 2002 أثناء انتفاضة الاقصى

تأتى ذكرى المولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم هذا العام (1423هـ) وأمته يلفها سواد العار والهزيمة, سألت نفسى لماذا تنتكس الأمة هكذا؟ ولماذا تقبع الأمة فى ذيل قائمة التخلف والهوان؟.
مع أن الله تعالى يقول ((ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين))(المنافقون/8) هل لأن شرط الإيمان تخلَّف, وهل لبِسَتْ ثوب الذلة والهوان طواعية واختيارًا أو أنها أكرهت عليه؟ لماذا أصبحنا شعوبا تافهةً لا يشغلها إلا كل تافهٍ ولا يثيرها إلا كل مهرِّجٍ ولا تحرِّكها إلا نزوةٌ أو ش**ة؟ انزلقت الأمةُ وهوت من قمةٍ كانت ملك يديها وهوت إلى قاع يراد لها بفعل أعدائها واستسلمت كأنها رضيت بهذا الهوان فى القاع..
🖋️🖋️إن الأمة تحرق تاريخها كله واستسلمت ولم يعد لديها صاحب رأى أو عزيمة كأنها فراشات أو جنادب منجذبة تهوي إلى مصدر الضوء تحسب أنه يهديها فى ظلام الطريق وما درت أنه نار تحرقها وتحرق تراثها.
وإننى أعتقد أن الأمة تنوء بإثمها وإثم العالم الضال كله, هى مسئولة عن هداية العالم إلى طريق الحق والهدى.لما كانت تقدر المسئولية وتتحمل عبئها.

🖋️🖋️لماذا تأخرت وضعفت وأصابها الخوار وترعرع فى قلبها الخوف وما عادت تؤمن أنها صاحبة الريادة فى مواجهة هيمنة الغرب الشرسة لأنها نسيت رسالة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم.. كان أصحابه يموتون ولا يقبلون الخنا، كان الرجل يطوي ضاويا ولا يكذب ولا ينافق.. لماذا أصبحنا نقتات النفاق والكذب ونشرب الهوان فى سبيل الخبز؟ لماذا أصبح طعامنا أعز علينا من مبادئنا ولم يعد منا من يقول : ((تجوع الحرة ولا تأكل بثديها)) ولم تعد لنا حرة ولم تعد لدينا أثداء مصونة؟!

حدث أيام الخليفة الماجد عمر بن الخطاب أن أرسل سعد بن أبى وقاص كنوز الفرس وألقيت بين يديه فى مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصار يقلبها بين يديه وهو يقول: ((والله إن قوما أدوا هذا لأمناء)) فقال على بن أبى طالب ـ كرم الله وجهه وكان يجلس إلى جواره ـ : ((لقد عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا)) وهذا مقياس النجاح.
هذا هو ديننا وهذه بعض ثمار رسالتك يا سيدى يا رسول الله, فلماذا يراد لنا أن نترك ديننا؟
هل فى هذه المبادىء من عيب؟! تارة باسم الحداثة يريدون أن يقطعوا صلتنا بالصدر الأول, ولماذا وهم يتمرغون تحت أقدام الظلمة والجبارين فى الأرض : بوش وشارون؟
أيها العرب المسلمون إذا لم تهبوا للدفاع الآن فثقوا أنكم لستم فى مأمن لما يحدث للفلسطينيين مهما نأت الديار ومهما قيل لكم إنكم حزتم رضا الجبابرة الفجرة.

هل يدرك العالم أن إسرائيل تدبر لعرفات الآن مؤامرة لتقديمه للمحاكمة كمجرم حرب وأنه سند للإرهاب؟ أقول لكم سوف يحدث هذا ويحاكم عرفات كمجرم حرب على اعتبار أنه يساعد الإرهاب! وهكذا أصبح المجاهدون إرهابيين, وعرفات أصبح يساند الإرهاب والذى يدافع عن بلده إرهابيا وقد نصبح يوما ونرى دولًا مثل سوريا والمملكة العربية السعودية واليمن وليبيا يقدم رؤساؤها بنفس التهم, حيث إن الطاغوت الأكبر وصفها بأنها دول تساعد الإرهاب وبالتالى من الممكن أن تنالها عدالة التضليل السائدة فى العالم اليوم,

🖋️🖋️وأرى أنه ليس للعالم العربى ملجأ إلا الشعوب وليس أمام الشعوب إلا أن تتكاتف من أجل القضية وتطالب بالتصدى للقوة الغاشمة وكل ما نطالب به العرب : ((المقاطعة)) وهو سلاح سلبى, لا يمكن لقوة أن تجبر العرب على التخلى عنه إن أرادوا هم أن يستعملوه, إن أموال أغنياء العرب التى بخلوا بها على شعوبهم ووضعوها فى بنوك أوروبا وأمريكا إذا جمدتها وحبست الأرصدة فماذا هم فاعلون؟ ولمن يلجئون, لمجلس الأمن؟! لم يعد هناك أمن ولا أمان ماذا تنتظرون من الغرب؟ هذه الأمة أمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنها غيرت وبدلت وتنكبت طريق العزة والكرامة.

🖋️🖋️تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصف حوضه يوم القيامة, وقد سبق المؤمنين إليه يعد لهم الدلاء ويهىء لهم المكان ليسقيهم بيده الشريفة, ولكن أناسا يغتالون قبل أن يصلوا إلى الحوض فينادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أصحابى أصحابى)) ويسمع الجواب بأنهم ليسوا بأصحاب لأن أساس الصحبة الالتزام بالمنهج وهؤلاء بدلوا وخانوا وسقطوا فى أوحال الكذب والنفاق والجبن والخداع.. يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه البخارى(148,8) : ((أنا فرطكم على الحوض يوم القيامة لَيرفَعنّ رجال منكم ثم ليختلجن دونى فأقول : يا رب أصحابى فيقال : إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك))
ماذا أحدثوا لقد سقطت الأقنعة عن كل المسلمين والعرب شعوبًا وحكامًا ولا نملك غير المقاطعة السلبية بالامتناع عن كل ما هو أمريكى طعامًا أو شرابًا حتى نحس بأننا أمة تتحرك وما زال بنا نبض نحيا به, وهذا كل ما نقدمه اليوم وإلا فسوف تدور الدائرة علينا ولا يتصور واحد أنه سوف ينجو من الطوفان ولا نجاة إلا فى سفينة العزة والكرامة من أجل الحياة.

🖋️🖋️ولا يقولن أحد مثل ما قال ابن نوح يوم الطوفان سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء فلا عاصم من شراسة الصهيونية إلا سفينة العزة والكرامة فلقد سئمنا ألقاب الزعامة واللقاءات التاريخية فى المرحلة المصيرية فقد سقطت الأقنعة عن كل الزعماء وتبخرت كل اللقاءات والمؤتمرات اللهم اهد حكامنا إلى ما فيه صلاحهم وصلاحنا. والله ولى التوفيق

لا تستهن بصغائر الذنوب لأن النار من مستصغر الشررمن أقوال فضيلة الشيخ الطاهر الحامدي
27/04/2025

لا تستهن بصغائر الذنوب لأن النار من مستصغر الشرر
من أقوال فضيلة الشيخ الطاهر الحامدي

مقال لعلكم تتقون عدد شوال 1424 هجريا
30/03/2025

مقال لعلكم تتقون
عدد شوال 1424 هجريا

25/03/2025

كلمة فضيلة الشيخ الطاهر الحامدي في احتفال ليلة القدر بجوار ضريح جده الشيخ عوض الله

المتصـــــوف لا یمـــــل الدعـــــاء لأن الدعـــــاء مخ العبـــــادةمن أقوال فضيلة الشيخ الطاهر الحامدي
22/03/2025

المتصـــــوف لا یمـــــل الدعـــــاء لأن الدعـــــاء مخ العبـــــادة
من أقوال فضيلة الشيخ الطاهر الحامدي

رمضان يأكرم الشهور مجلة الأزهر عدد رمضان 1422 في آخر يوم من شعبان خطب النبي خطبة جامعة وكل خطبه جامعة، فقد أوتي جوامع ال...
16/03/2025

رمضان يأكرم الشهور
مجلة الأزهر عدد رمضان 1422
في آخر يوم من شعبان خطب النبي خطبة جامعة وكل خطبه جامعة، فقد أوتي جوامع الكلم ،بين فيها فضل رمضان وعظيم ثوابه وعظيم بركته وأن العمل فيه يزاد ثوابه عن غيره، وأن هذا الشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ولو أن موعظة رسول الله وما بينه من عظمة هذا الشهر وبركته لو أن هذه الموعظة باشرت قلوب المسلمين لعملوا بما فيها، ولأنزلوا الشهر منزلته من الاحترام والتقدير والإخبات لله - تعالى - ، لكن حال المسلمين ينبيء بأنهم وإن سمعوا كلام رسول الله إلا أنهم أصموا قلوبهم عنه فلم يعملوا به وكأن الرسول يخاطب غير المسلمين ولا اعتقد أن مسلما لم يسمع هذا الحديث، إن لم يكن يحفظه، لكن يبدو أن حال المسلمين مع السنة المطهرة ومع تعاليم الله - سبحانه وتعالى - باتت غير ذات شأن، فهم في حفلاتهم وندواتهم قد يتلون كتاب الله ويسمعون أحاديث النبي الله لكن يبدو أنهم يستمعون لاهية قلوبهم، لا يقدرون ما يتلى وما يردد، وأن حالهم لا يعدو أن يكون تزجية فراغ أى مجرد قضاء الوقت وكأن مفاهيم اللعب قد أثرت في حياتهم فباتوا يعرفون من مصطلحات اللعب واللهو أكثر مما يعرفون من أمور دينهم. حتى إن مصطلح الوقت الضائع أصبح طابع حياتهم وحتى لا نصرف جهدنا بعيدا، نراجع حديث رسول الله ﷺ نذكر به أنفسنا ونعطر به قلوبنا
يقول سيدنا سلمان الفارسي رضى الله عنه - خطبنا رسول الله في آخر يوم من شعبان فقال: "أيها الناس قد أظلكم شهرعظیم مبارك فيه ليلة القدر خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر ،والصبر ثوابه الجنة ،وهو شهر المواساة وهو شهر يزاد فيه في رزق المؤمن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قلنا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، قال: يعطى الله هذا الثواب من فطر فيه صائما على مزقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن أشبع فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه، و سقاه ربه من حوضي شربة لا يظمأ بعدها أبدا، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص في أجره شيء، ومن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لاغنى بكم عنهما: أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لاغنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار".

ونحب أن نقول : إن هذا الشهر فيه العظمة والبركة العظمة بليلة القدر، فهي أفضل ليالى السنة كلها، بل هي أفضل من الف شهر ليس فيها ليلة القدر، أما البركة
فهو زيادة ثواب الاعمال، كما أنه شهر المواساة كما أننا نلاحظ أن الحديث ذكر عظيم ثواب من فطر الصائم ثم جعل هذا الثواب - أيضا - لمن فطر صائما على مرقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، وجعل هذا الثواب أيضا لمن أشبع فيه صائما وزاد عليه أن الله سبحانه وتعالى - يسقيه من حوضه ﷺ شربة لا يظمأ بعدها أبدا، فكان عبداً واحداً من الممكن أن يكون كل هذا الأجر لمن يفطره على مزقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن يشبعه - أيضا. -

ولك أن تسأل أيها الاخ: كيف يكون هذا الثواب مجرد مزقة لبن - أي شربة قليلة - أو تمرة، أو شربة ماء ؟

أحسب أخي المسلم أن في هذا علاجاً لكبر خفى في النفوس كيف ذلك؟ أقول لك : إن أكثر الناس يمتنع عن إعطاء صدقة قليلة، انسياقا لكبر خفي في نفسه وهو أنه لا يتناسب معه إعطاء القليل .

وقد روى عن الإمام علي بن أبي طالب . كرم الله وجهه - معنى جليلا في هذا الشان قال : ولا تستقل شيئا تعطيه الفقير فيمنعك ذلك عن عطائه فإن العدم أقل ...

وارى في حديث رسول الله ﷺ محواً لذلك الكبر الخفى، فإن طمعنا في الثواب الجزيل يدفعنا إلى بذل أي شيء، وحتى تدرك
هذا المعنى الجليل فهل تستطيع أن تتطامن من عليائك وتقف تحمل وعاء فيه تمر - مثلا لتوزع على الفقراء ؟ أم أن كبرك الخفى يستنكف هذا العمل، وتتمنى أن تكون لك عربة فارهة تلقى منها وجبات جاهزة على عباد الله !

أنا لا أقلل من قيمة هذا العمل لمن أعطاه الله ووسع عليه، أما أنا وأنت فلماذا يمنعنا الكِبْرُ والفقر في أن تساهم ولو بالقليل ؟ لهذا أفهم قول رسول الله ﷺ إنه ( شهر المواساة ) أن المواساة هنا حث على التواصل والمودة والتواضع، فالكريم حقا الذي يواسي حقا، هو الذي يقدم ما يعين الآخرين، وليس ما يتصور أنه يناسب منزلته فرمضان فرصة لتتخلص من الأمراض الخفية للنفس، فليس يقهر النفس إلا صيام، فلنتخلص من أمراض النفس الخفية من كبر وعجب وحسد في هذا الشهر المبارك فالمطلوب منك أيها المسلم أن تراقب نفسك أو كما يقول سادتنا الصوفية: ( حفظ الانفاس) أى أنك تراقب خطرات قلبك وتكبح شرور نفسك، فلا يكون لها هوى لما يغضب الله - تعالى - إنما يكون هواها تبعاً لأمر الله كما قال النبي الله :" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " أنا أعلم أن هذه منزلة صعبة، وليكن رمضان فرصة لترويض النفس على الخلق الرفيع والسلوك القيم المستقيم. راقب نفسك : كيف حالك عندما دخل عليك رمضان، وقارن بعد نهاية رمضان: هل سموت و ترفعت وتركت أخلاقك الذميمة؟ هل أصلحت من نفسك ؟ هل نشطت أعضاؤك للطاعة وتثاقلت عن المعصية؟ أم أنك خرجت من رمضان تحمل أمراضك كما هي ؟ إذا أضعت العمر سدى ولم تنل من رمضان إلا الجوع والعطش

وبئس ما حصدت !!

لو أنك دخلت مصحة تبغى الاستشفاء فيها وخرجت بأمراضك كما هي .. هل تكون راضيا عن النتيجة، وماذا يكون تقييمك لهذه المصحة؟ ولو أن الأطباء شخصوا المرض بدقة ووصفوا العلاج بمهارة لكنك أنت الذي لم تتناول العلاج الذى كان يوصف لك فمن الملوم إذا ؟ لا تلومن إلا نفسك .

Address

أرمنت الحيط
Luxor

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when تراث الشيخ الطاهر الحامدي posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share