
13/09/2025
لنا فى ابن الدثنة أسوة حسنة فنحن أحفاده وينبغى أن نكون كذلك ، فله موقف رائع جميل فريد يعرفه المسلمون جميعا لكنهم لا يفهمونه ولا يعوونه .
لما أحضر للقتل وحوله زعماء قريش فأراد أبو سفيان – ولم يكن قد أسلم بعد – أن يستخرج من الرجل شيئا ينم عن إيثار ابن الدثنة نَفْسَه عن رسول الله ﷺ فقال له مخاطبا:
أبو سفيان: هل وددت لو أنك آمن فى بيتك الآن ورسول الله ﷺ مكانك الآن يُقتل؟
اختبار صعب لكنه ليس صعبا على رجل يفدى رسول الله ﷺ بنفسه وهكذا كل المسلمين وكل المؤمنين.
فقال ابن الدثنة كلمة تقف الإنسانية حيالها معظمة مكبرة عارفة قدرها:
ابن الدثنة: والله ما أود لو أنى فى مكانى هذا أقتل ورسول الله ﷺ فى بيته تُصيبه شوكة.
فقال أبو سفيان وقد انهزم كبرياء الشرك فى نفسه هو ومَن معه:
أبو سفيان: والله ما رأيت أحدا يحب أحدا مثل حب أصحاب محمدٍ محمدا ﷺ.
قلت لك:
"إن حبه ﷺ ليس ترفا يمارسه هواة، وليس غناء يمارسه مداحون، وليس دروشة يعالجها مجاذيب، إنما هو ركن من أركان الإيمان لا يتم إيمان المسلم إلا به."
ودليلى فى هذا قول النبى ﷺ فى حديث رواه الإمام البخارى:
"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين."
قال عمر بن الخطاب كما عهدناه صريحاً واضحاً لا يمارى ولا يخفى شيئاً ولا يجامل، قال لرسول الله ﷺ:
عمر بن الخطاب: يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا نفسي.
فقال له النبى ﷺ:
النبي ﷺ: لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك التي بين جنبيك.
ثم سار ساعة فقال عمر:
عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من نفسي التي بين جنبي.
فقال له النبي ﷺ:
النبي ﷺ: الآن يا عمر!
يقول شراح الحديث: معنى "الآن" أي: الآن اكتمل إيمانك، أى أنه قبل هذا لم يكن إيمان سيدنا عمر كاملاً لأن النبى ﷺ لم يكن أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه.
إذاً نحن مطالبون بأن نحب رسول الله ﷺ فوق ما نحب أنفسنا، ولذلك فى القرآن الكريم يقول الله – تعالى –:
"ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ"
وعلى أنه إن كان البعض يرى أن إظهاره الوجد فى حبه ﷺ غير مقبول ولا مستساغ، فإننا نرى أن ادعاء الوجد والتكلف فى إظهاره هو الذى لا نقبله، أما إن بدا الوجد وظهرت لواعج الشوق على البشرة، وتم عنها الكلام، فإننا نرتضيه ونتقبله.