
26/07/2025
مقال – 46
بقلم / عنتر الاباصيرى
( الاسلام ومفهوم الإنتقام )
الإنتقام لغة : كلمة اصلها " نقم " وهى بمعنى كراهية شديدة إلى حد الإنتقام بمبالغة فى إنزال العقوبة.
الإنتقام شرعاً : يعنى العقاب من اجل إنتهاك حرمات الله .
وقد وردت كلمة الإنتقام فى القرأن الكريم فى عدة ايات لتدل على عقاب الله سبحانه للكافرين والمجرمين ,
( فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَٰهُمْ فِى ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَٰفِلِينَ)
( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ )
( فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ )
وفى الحديث الشريف : قالت عائشة رضي الله عنها { مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ خَادِمًا لَهُ قَطُّ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا
قَطُّ، إِلّاَ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ، إِلّا كَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ أَيْسَرُهُمَا، إلا أن يَكُونَ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ الْإِثْمِ، وَلَا
انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ، حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ }
ومن لطائف اهل الذكر فى هذا الشأن قولهم : ان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه " عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ " وليس ذو " الإنتقام "
فى حين انه فى المقابل قال " وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ " وليس ذو " رحمة " بما يدل على ان صفة الرحمة مطلقة فهو سبحانه الرحمن الرحيم
" كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ" اما الانتقام لديه سبحانه فهو صفة مقيدة بمن هم اهل للإنتقام وهو الاعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير
وفى دنيا الناس كثيرا ما يتم الخلط بين مفهومى القصاص والإنتقام ، فالقصاص هو إقامة العدل لإشاعة الردع وإعادة الحقوق لأصحابها
اما الإنتقام فهو التشفى والجور وإنشغال القلب بمذموم ، وشريعتنا الغراء تحضنا دائما على الصفح والعفو فهو اسلم للنفس والجوارح
( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) ( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) وقد جاء الإسلام بفكر راقى لينتج إنسان سليم الفكر شريف السلوك