
22/05/2025
لماذا تتجنب الطائرات التحليق فوق هضبة التبت؟
تُعد هضبة التبت واحدة من أكثر المناطق الجغرافية تطرفًا في العالم، حيث تعرف باسم "سقف العالم" نظرًا لارتفاعها الشاهق الذي يفوق في بعض مناطقه 4,500 متر فوق سطح البحر. وبرغم تقدم تقنيات الطيران، لا تزال شركات الطيران التجارية تتجنب التحليق فوق هذه المنطقة لأسباب متعددة تتعلق بالسلامة والتقنية والظروف الجوية. في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز الأسباب التي تدفع الطائرات لتفادي هذا المسار الجوي.
1. الارتفاع الشاهق
الارتفاع العالي لهضبة التبت يشكل تحديًا كبيرًا للطائرات. ففي حال حدوث طارئ يستدعي هبوطًا اضطراريًا أو فقدان الضغط داخل المقصورة، يكون من الصعب على الطيارين الهبوط الآمن أو النزول السريع إلى ارتفاعات آمنة للتنفس. نقص الأكسجين في هذه الارتفاعات يجعل البقاء على قيد الحياة للركاب وأفراد الطاقم أكثر تعقيدًا في حال فشل نظام تزويد الأكسجين.
2. قلة المطارات والبنية التحتية
هضبة التبت تفتقر إلى المطارات الكبرى والمجهزة للتعامل مع الطوارئ. وفي حال تعطل أحد المحركات أو الحاجة لهبوط اضطراري، فإن قلة خيارات الهبوط تجعل من التحليق فوق هذه المنطقة مخاطرة غير مبررة. شركات الطيران تفضل دائمًا الطيران فوق مسارات تتيح سهولة الوصول إلى مطارات بديلة.
3. الظروف الجوية القاسية
الطقس فوق هضبة التبت غالبًا ما يكون غير مستقر، مع تيارات هوائية قوية، واضطرابات جوية مفاجئة، وسحب كثيفة. هذه الظروف قد تؤثر سلبًا على استقرار الرحلة وتجعل من التحكم في الطائرة أكثر صعوبة، خاصة خلال الرحلات الطويلة التي تتطلب ثباتًا في الأداء الجوي.
4. الجبال الوعرة
تحيط بالهضبة جبال شاهقة، من بينها سلسلة جبال الهيمالايا، التي تضم أعلى قمة في العالم: إيفرست. هذه التضاريس تشكل تحديًا للطيران من حيث الملاحة وتجنب الارتطام، خاصة في حال حدوث أي خلل في أجهزة الملاحة أو الطيران الآلي.
5. قيود سياسية وتنظيمية
بالإضافة إلى العوامل الجغرافية والتقنية، هناك عوامل سياسية أيضًا. فبعض المناطق في التبت تخضع لقيود جوية صارمة من السلطات الصينية، مما يحد من إمكانية عبور الطائرات لهذه الأجواء دون تصاريح خاصة أو تنسيق معقد.