29/10/2025
ﻣﺮ سيدنا ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺘﺴﺘﺮﺍً ﻟﻴﻌﺮﻑ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺭﻋﻴﺘﻪ
ﻓﺮﺃﻯ ﻋﺠﻮﺯﺍً ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ ﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻲ ﺧﻴﺮﺍً
ﻗﺎﻝ : ﻭﻟﻢ؟ .. ﻗﺎﻟﺖ : ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻧﺎﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺋﻪ ﻣﻨﺬ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﺩﺭﻫﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻱ ﻋﻤﺮ ﺑﺤﺎﻟﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻳﻠﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺸﺮﻗﻬﺎ ﻭﻣﻐﺮﺑﻬﺎ
فقاﻝ ﻟﻬﺎ : ﻳﺎ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺑﻜﻢ ﺗﺒﻴﻌﻨﻲ ﻇﻼﻣﺘﻚ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ؟ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﺣﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ ﺗﻬﺰﺃ ﺑﻨﺎ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻟﺴﺖ ﺑﻬﺰﺍﺀ .. ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻇﻼﻣﺘﻬﺎ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍً
فأﻗﺒﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
ﻓﻘﺎﻻ : ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ. ﻓﻮﺿﻌﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ
ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻭﺍﺳﻮﺃﺗﺎﻩ ﺃﺷﺘﻤﺖ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ !
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﺮ : ﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺭﻗﻌﺔ ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ
ﻓﻘﻄﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ
"ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ ﻓﻼﻧﺔ ﻇﻼﻣﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻭﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ .. ﻓﻤﺎ ﺗﺪﻋﻰ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﻮﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻌﻤﺮ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﻱﺀ"
ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﺭﻓﻊ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﺪﻩ
ﻭﻗﺎل : "ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﻣﺖ ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻔﻨﻲ .. ﺃﻟﻘﻰ ﺑﻪ ﺭﺑﻲ"