23/07/2025
النادي الأهلي، منذ تأسيسه عام 1907، لم يشهد رئيس مجلس إدارة يتباهى يومًا بإنجازاته الشخصية قائلًا: "أنا" فعلت كذا أو سويت كذا. الجميع، سواء كانوا أعضاء مجلس إدارة، إداريين، موظفين، أو عمال، ينسبون الإنجازات إلى المجموعة بأكملها. كلمة "أنا" من المحظورات داخل النادي الأهلي، وهذا أحد أهم أسباب نجاحه على مر السنين. هذا المبدأ عبّر عنه المايسترو صالح سليم -رحمه الله- بجملته التاريخية : «الأهلي فوق الجميع». لا يوجد أحد داخل النادي الأهلي أكبر من الأهلي نفسه، فالكل يعمل كترس في آلة، حيث أصغر ترس لا يقل أهمية عن أكبر ترس في خدمة الكيان.كذلك الجماهير، فهي تعشق الكيان وتحترم رموزه وتقدرهم، لكنها لا تقدسهم ولا تطلق عليهم الألقاب الرنانة عبثًا لمجرد المكايدة. بل إنها تنتقد وتصحح المسار عندما تشعر بأي انحراف عن قيم ومبادئ الأهلي. هذا الدستور العجيب، الذي لم يُكتب ولكنه مُلتزم به من الجميع دون اتفاق مسبق، يعكس مدى وعي العقل الجمعي لهذه الجماهير العظيمة التي تدرك تمامًا معنى وقيمة «النادي الأهلي».لكن البعض، ممن أدمنوا الفـ ـشل، يحاولون تفسير هذه القيم بمعانٍ تتماشى مع نواياهم السيئة وأهدافهم الخبـ ـيثة لتشويه صورة الأهلي والتقليل منه، وتصدير صورة ذهنية غير حقيقية عنه. لذا، يا عزيزي الأهلاوي، لا تنتظر الإنصاف من أمثال هؤلاء الذين أدمنوا الفـ ـشل، فالإنصاف والاعتراف بأسباب التفوق لا يأتي إلا من إنسان سوي وعقلاني، ونادرًا ما تجد هذا الإنسان المنصف. لذلك، تجدهم دائمًا يتخبطون ويتحدثون أكثر مما يعملون، وقد أصبح الفـ ـشل -حتى في التعامل مع الآخرين باحترام- منهجهم وديدنهم إلى يوم يبعثون.
✍️ بن چـوّاد