
26/06/2025
في كل جلسة من الجلسات اللي نظّمتها مؤسسة قضايا المرأة المصرية في دلتا النيل، كان السؤال واضح: "سمعتوا عن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050؟"
الإجابة كانت واحدة في كل المحافظات:
"مسمعناش عنها، ومحدش شاركنا فيها."
الاستثناء الوحيد كان في محافظة بورسعيد، واللي بعض المشاركين فيها قالوا إنهم سمعوا عنها في الأخبار، لكن دون أي مشاركة حقيقية أو معرفة بتفاصيلها.
ورغم إن بعض المشاركين والمشاركات شافوا إن فيه مجهودات حكومية بتتعمل، إلا إن نقطة الضعف الأساسية كانت واضحة:
غياب الرؤية في تنفيذ حلول تراعي حياتهم اليومية
📌 يعني إيه "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050"؟
الاستراتيجية دي هي الإطار العام اللي بتتحرك من خلاله مصر لمواجهة التحديات المناخية.
فيها خمس أهداف رئيسية:
التكيف مع التغيرات المناخية
خفض الانبعاثات
تحسين الحوكمة
تعزيز تمويل المناخ
دعم البحث العلمي والوعي المجتمعي
لكن... بالرغم من كل ده، الكلام عن النوع الاجتماعي فيها محدود جدًا.
الاستراتيجية بتذكر النساء كفئات "أكثر عرضة للخطر"، زي الحوامل والمرضعات، وبتطرح توصيات عامة زي زيادة الوعي أو توفير الدعم الغذائي.
لكن مفيش لا خطط تنفيذ، ولا تمويل، ولا مشاركة حقيقية من النساء في صناعة القرار.
مفيش تمثيل للمجلس القومي للمرأة.
مفيش صوت لمنظمات نسوية أو مجتمعية.
والمجتمعات الريفية، اللي بتدفع التمن الأكبر، غايبة تمامًا.
👈 النتيجة؟
الستات اللي بتواجه آثار المناخ كل يوم مش موجودة في أي سطر من الاستراتيجية دي.
لا كمستفيدات حقيقيات، ولا كصانعات قرار.
وده بيخلّي أي تكيّف بيحصل... فردي، مش مؤسسي. ومجرد رد فعل، مش حق مكتسب.
📌 طب الناس بتتكيّف إزاي؟
من واقع الجلسات اللي أجريناها: نقدر نرصد بعض الطرق باساليب ذاتيه بيستخدمها الناس
• في أيام الحر الشديد، الصيادين بيضطروا يلبسوا أكمام طويلة لحماية نفسهم من الشمس.
• في العواصف، بيبقوا مضطرين يرجعوا للبيت، وغالبًا مش بيكون عندهم بدائل للعمل غير "الجلوس والانتظار".
• بعضهم بدأ يتجه لشغل تاني، زي إصلاح الشباك، أو شغل يدوي، أو الهجرة المؤقتة.
• الستات، خصوصًا في المجتمعات الساحلية، بيكافحوا لوحدهم عشان يضمنوا استقرار دخل الأسرة، ما بين بيع منتجات يدوية أو شغل في السوق أو حتى تقشير الجمبري للمطاعم.
📍 طب والسياسات؟
رغم إن في مقترحات واضحة من أكتر من 10 سنين، لكن على الأرض، التنفيذ محدود جدًا:
📍 مشاركة النساء في القرار المناخي؟
لسه مش حاصل، وخصوصًا على المستوى المحلي.
📍 برامج التكيف في الزراعة والمياه؟
مقترحات موجودة، لكن المشاريع صغيرة، ومفيش تمويل مستدام.
📍 التمويل المناخي للستات؟
مش بيوصل لهم. برامج التمويل الأصغر محدودة جدًا، والستات في الريف ماعندهمش وصول فعلي للتمويل.
التعليم وبناء القدرات؟
نظريًا فيه برامج... لكن عمليًا، قليلة، متقطعة، ومش مدعومة.
✋ المهم:
الاستراتيجية دي، رغم إنها وثيقة وطنية مهمة، لكنها لحد دلوقتي مش شايفة النساء كجزء من الحل، رغم إنهم في الخط الأمامي للأزمة.
لو ما تمش دمج النساء فعليًا — مش رمزيًا — في تخطيط وتنفيذ السياسات،
يبقى كل الكلام عن العدالة المناخية هيفضل مجرد حبر على ورق.