04/08/2025
(قرية شنهور) ❤بلدي وأفتخر 🇪🇬حين يسدل الليل ستائره، ويُقبل القمر "خنسو" بألوانه الفضية ناحية الشرفة كلؤلؤة زئبق عملاقة، تبدأ النجوم "سباو" في الخروج من أعشاشها وتتناثر بهدوء في السماء لتمارس طقسة تألقها اليومي طائعة لأوامر الله، تعاوِن من بها يهتدون. فألقي بأسماء البلاد المصرية الغامضة إلى السماء لتلتصق كل بلد بنجم لتتنور .. وأظل أراقب النجوم حتى يزداد تلألؤ واحدة منها، فأمد يدي والتقط البلدة التي إلتصقت بها .. هذه نجمة "أبو رواش" وقد كتب عليها (جسد الفرح)، وهذه نجمة "برنبال" وقد كتب عليها (القناة الجميلة)، وهذه نجمة "شنباري" وقد كتب عليها (الوجه الحسن)، وهذه نجمة "البلاح" (مسكن حورس)، وهذه نجمة "نفيشة" (حصن الفأر)، وهذه نجمة "ميدوم" (محبوب آتوم)، وتلك نجمة "أشروبة" (مشيئة السماء)، وهذه نجمة النجوم "القاهرة الساحرة" (المتأهبة للدفاع) ... وأظل أراقب كل النجوم متسائلا متى نجم اليوم يظهر؟ .. ويرهقني الانتظار، وأتوق للتعاطف، فأتمنى لو أن حبيبًا يعلم بحالي! .. وأتأمل تلألؤ النجوم في انتظار المدد لعقلي المُحيّر .. وهكذا أظل أكرر كل يوم مع إيليا أبو ماضي أبياته:
عندما يأتي المساء، ونجوم الليل تُنْثر
إسألوا الليل عن نجمي، متى نجميَ يظهر
عندما تبدو النجوم في السما، مثلَ اللآلئ
إسألوا هل من حبيبٍ، عنده علمٌ بحالي
كلُّ نجمٍ، راح في الليل يتنور
غيرَ قلبي، فهو ما زال، على الأفقِ محيَر
ولحسن الحظ، اليوم تلألأت النجمة الملتصقة بها قرية "شنهور"، فالتقطتها بفرح وقرأت معناها وقررت أن تشاركوني تلك الفرحة:
* الموقع الجغرافي
قرية شنهور هي إحدى القرى التابعة لمركز قوص في محافظة قنا في مصر. وتقع بين "المدمود" جنوبا، وفي الشمال «قوص».
* أعلام شنهور
- الشيخ محمد الطيب الشنهوري
وقد جاء إلى مصر من المغرب في القرن الثاني عشر الهجري وتنقل لتحصيل العلم حتى استقر في شنهور ومات فيها ودفن إلى جوار مسجدها الجامع الذي يقع في غرب البلدة جوار المعبد الروماني، وله ضريح يقع هناك. وقد سُمي المسجد بإسمه رغم أن المسجد بني قبل الضريح بزمن.
* تعدد أسماء القرى المشابهة
هناك عدة قرى تقترب صوتيا من شنهور، مثل قرية "سنهور" بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، "سنهور المدينة" بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، قرية "سنهور القبلية" و"سنهور البحرية" بمركز سنورس بمحافظة الفيوم .. فمثلا "سنهور" بالفيوم كانت "سمن حور" وتعني (أوز حورس) وفي القبطية ⲥⲩⲛϩⲱⲣⲓ "سنهوري". كما توجد قرية "سنهوت" بمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، "سمهود" بمركز أبو تشت في محافظة قنا...إلخ. ورغم التقاربات الصوتية، لكن بالطبع لكل إسم معنى مختلف.
* الأساطير المنتشرة عن الإسم
من الأساطير المنتشرة - وان ارتدت رداءا علميا - أن إسم "شنهور" يعنى (المعبد السابع) أو مكان العبادة السابع للإله حور، حيث إن لفظ «شا» يعنى (العدد سبعة) مختصراً من كلمة «شان». وهي نظرية ملفقة أيضا، فلا أدري من قال أن العدد سبعة هو "شان" أصلا؟ .. فالرقم سبعة في المصرية القديمة "سفخ" وتحول بالميتاتيز "سخف" ثم "سشف" فصار في القبطية ⲥⲁϣϥ "ساشف" أو ϣⲁϣϥ "شاشف". وفي تقديري الشخصي أن سبب هذا التلفيق هو ظهور حرف "ن" الغامض بالكلمة.
* أهم آثار شنهور
من أهم الآثار بالقرية معبد شنهور، الذي خُصص للمعبود حورس. وفي بداية المعبد غرفة الولادة الإلهية يحيط بها قدس الأقداس، ويوجد حجرتين شرق قدس الأقداس وأخرى غربية، وشمالًا يوجد سردابين .. وهو معبد بطلمي بنُى على أطلال معبد مصرى قديم .. ويتكون المعبد من 3 صالات وفناء أمامى وخلفهم الفناء الرئيسى للمعبد.
والآن ترى ما معنى إسم قرية "شنهور" وكيف ظهر؟ ..تعال معي لنرى ذلك في عجالة:
#هيروغليفيات
#شنهور #مصر
