
08/10/2025
في يوم من الأيام، اتعيّن اللواء أحمد رشدي وزير داخلية، ووقتها ابنه محمود كان بيتخرج من كلية الشرطة..
يعني يوم فرحة الأب والابن مع بعض، الأب بقى وزير، والابن ظابط جديد في الداخلية.
بعد ما اللواء أحمد رشدي حلف اليمين قدّام الرئيس حسني مبارك، راح على طول على كلية الشرطة علشان يحضر حفل التخرج، وقال كلمة قدام الطلبة والخريجين.
الكلمة كانت محترمة وكلها التزام، بس لما خلصها، الناس كلها استغربت!.. ليه؟
علشان الوزير الجديد ما أعلنش عن المنحة اللي الظباط الجداد بياخدوها في يوم التخرج.
الكل بدأ يهمس:
“شكلها بانية من أولها، والراجل الجديد شديد!” 😅
الظباط الجداد اتكلموا مع محمود ابن الوزير وقالوله:
“يا عم شوفلنا الموضوع ده.. هو أبوك نسى المنحة ولا إيه؟”
محمود لما رجع البيت، ضاحك وقال لوالده:
“هو إيه يا بابا؟ من أولها كده؟ زمايلي بيسألوني حضرتك مصرفتش المنحة ليه؟”
اللواء أحمد رشدي بصله كده بنظرة جد جدًا وقاله:
“أنا ما صرفتش المنحة علشان محدش يقول عمل كده علشان ابنه كان من ضمن الخريجين.”
محمود اتفاجئ من جدية والده وقاله بهزار بسيط:
“هو في حاجة يا بابا؟”
رد عليه أحمد رشدي وقاله بكل هدوء:
“بقولك إيه يا ابني.. ما تسيب الداخلية وتعفيني من الحساسية.”
الكلمة دي وقعت تقيلة على محمود..
وفعلاً بدأ يفكر يقدّم استقالته، بس لما بص حواليه ملقاش شغل تاني، فقرر يكمل في الداخلية.
لكن بعدها بفترة بسيطة، لقى إشارة جاية له على مكتبه بتقول إن استقالته اتقبلت!
محمود اتصدم وقال:
“استقالة إيه؟! أنا ما قدمتش حاجة!”
طلع على قياداته يسأل، محدش عارف حاجة..
كلهم قالوله: “الإشارة جاية من الوزارة، إنك استقلت بنفسك.”
محمود ما صدّقش، وراح شؤون الضباط.. نفس الرد: “ما نعرفش.”
فقال خلاص، لازم يروح لوالده ويسأله بنفسه.
دخل عليه وقاله:
“بابا.. بيقولوا إني استقلت وأنا ما استقلتْش، إيه اللي حصل؟”
ساعتها بس عرف الحقيقة..
اللواء أحمد رشدي هو اللي كتب الاستقالة بنفسه باسم ابنه، ووقّع عليها بالموافقة باعتباره وزير الداخلية!
وقال له بهدوء الأب اللي عارف ابنه كويس:
“يا ابني، إنت معاك ليسانس حقوق.. شق طريقك بنفسك.. إنت دلوقتي راجل.”
محمود ما اتكلمش ولا اعترض، لأنه عارف مين أبوه، وتربى على الالتزام والانضباط.
بس كانت فيه مشكلة تانية 😅
في الوقت ده، أي ظابط يستقيل قبل عدد معين من السنين، لازم يدفع 6 آلاف جنيه،
وده كان المبلغ اللي الوزارة صرفته عليه في التدريب والإعاشة.
وكان من حق الوزير إنه يعفي الظابط المستقيل من المبلغ ده..
لكن أحمد رشدي رفض يعفي ابنه!
ولما محمود سأله باستغراب:
“طب يا بابا، أجيب 6 آلاف جنيه منين؟”
رد عليه وقاله:
“كل اللي أقدر أعمله، إني أخليك تسددهم على أقساط.. وده استثناء، علشان عارف إن ما فيش معاك فلوس.”
وفعلاً، خرج محمود أحمد رشدي من الداخلية رسميًا،
وبدأ حياته من الصفر كمحامي،
ومع الوقت بقى محامي كبير وناجح.
رحم الله اللواء أحمد رشدي..
رمز للنزاهة والعدل، حتى مع أقرب الناس ليه ❤️.
تابعوا منوف الجديدة