
10/03/2025
"كيف تحولت جريمة غامضة إلى اختبار إيمان لقوم بني إسرائيل؟"
في قديم الزمان، حدثت واقعة غريبة بين بني إسرائيل، حيث وُجد رجل قتيلاً ولم يُعرف قاتله. كانت الواقعة مربكة، وبدأ الناس يتهامسون ويتساءلون، من قتل هذا الرجل؟ لجأ الناس إلى نبيهم موسى عليه السلام ليحل هذه المسألة وليكشف عن الجاني.
دعا موسى الله عز وجل أن يُرشدهم، فجاء الأمر الإلهي بأن يذبحوا بقرة. كان الأمر واضحًا، ولكنّ بني إسرائيل، الذين عُرف عنهم التردد والجدال، لم يلتزموا مباشرة بالأمر، بل أخذوا يسألون موسى عن تفاصيل البقرة، وكأنهم كانوا يسعون للتملّص.
سألوا موسى: "ما هي هذه البقرة؟" فأتت الإجابة بأنها ليست بقرة كبيرة ولا صغيرة، بل متوسطة في العمر. ولكنهم لم يكتفوا بذلك. استمروا في الاستفسار، وسألوا: "ما لونها؟" فجاء الرد من موسى: "إنها صفراء فاقعة اللون، تسرّ الناظرين."
ورغم وضوح الأوصاف، عادوا ليسألوا عن مواصفات أخرى، فأوضح لهم موسى عليه السلام بأنها بقرة لا تذلّ في العمل، لا تثير الأرض، وليست مُسخّرة للحرث. وهنا أدركوا أنّ الأمر صار دقيقًا ومعقدًا، وأيقنوا أنهم لا بد أن يجدوا تلك البقرة المميزة التي تطابق الأوصاف.
بحثوا كثيرًا حتى وجدوا بقرة تطابق الوصف تمامًا، وكانت ملكًا ليتيم فقير، فأصر مالكها على بيعها بسعر مرتفع جدًا. وهنا دفع بني إسرائيل الثمن الباهظ لعنادهم وأسئلتهم المتكررة.
أخيرًا، قاموا بذبح البقرة كما أُمروا، وأخذ موسى جزءًا منها وضرب به الميت، فبعثه الله للحياة بأمره العظيم، فاستيقظ الرجل الميت ونطق باسم قاتله ثم عاد ليموت مجددًا. انكشفت الجريمة، وعرف القاتل، وتحقق أمر الله.
---
قال الله تعالى في هذه القصة العظيمة:
> "وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ." (البقرة: 72-73)
---
كانت هذه القصة درسًا لبني إسرائيل، وكيف أن التشدد في أوامر الله قد يعقد الأمور أكثر، وأن التسليم لأوامره بإيمان ورضا هو السبيل الأسلم.
فما رأيك في هذه القصة؟ هل ترى فيها عبرة أو موقفًا تود مشاركته؟ شاركنا رأيك واذكر لنا ما هي الآية التي أثرت فيك أكثر.