أحمد قحيف - Ahmed Kohif

أحمد قحيف - Ahmed Kohif كاتب ومنشئ محتوى رقمي

فيلسوف الأخلاق
30/09/2025

فيلسوف الأخلاق

لم يكن صوت الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، مجرد ضوضاء عابرة في أروقة الأمم المتحدة؛ بل كان رعدًا يهزّ أركان الفخامة وال...
29/09/2025

لم يكن صوت الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، مجرد ضوضاء عابرة في أروقة الأمم المتحدة؛ بل كان رعدًا يهزّ أركان الفخامة والحياد المزعوم. وفي صميم تلك الأركان، كان دونالد ترامب، الجالس في مقره بـنيويورك، يرتعد غضبًا. لم يحتمل ترامب نبرة بيترو العالية والمباشرة وهي تدين ما اعتبره "تواطؤًا عالميًا صامتًا".
كانت الأجواء متوترة بالفعل. بيترو لم يأتِ إلى أمريكا ليتلقى التوجيهات أو يلتقط صورًا دبلوماسية؛ بل جاء ليطلق قنبلة صوتية. وعندما ارتفع صوته أمام الميكروفونات، صارخًا بالاتهامات ضد ما سمّاه "الاستعمار الجديد" ومدافعًا بقوة غير مسبوقة عن فلسطين، كان ذلك بمثابة إعلان حرب شخصي على واشنطن.
وصلت التقارير إلى ترامب، الذي كان يتابع تطورات الأحداث بعين لم تغمض. وعندما سمع بيترو يدعو صراحةً الجنود الأمريكيين إلى "عصيان أوامر الحرب الظالمة" والوقوف إلى جانب الإنسانية، لم يعد الأمر مجرد خلاف سياسي.
لقد أصبح تحديًا للسلطة والجيش الأمريكي.
غضب ترامب لم يكن باردًا ومحسوبًا؛ بل كان متفجرًا.
ففي غضون ساعات، تحركت الآلة البيروقراطية بضغط منه: ألغيت تأشيرة بيترو على عجل. صدر الأمر بأن يغادر نيويورك فورًا. أما الوصف الذي أطلقه عليه ترامب فكان قاسيًا ومباشرًا: "المتهوّر والمحرض".
وفي تلك الأثناء، أصدرت الخارجية الأمريكية بيانًا رسميًا حاد اللهجة، يتهم بيترو صراحة بأنه "دعا جنودها إلى عصيان الأوامر وحرّض على العنف"، مؤكدةً على أن تصريحاته "تتجاوز حدود حرية التعبير الدبلوماسية".
لكن بيترو، الرجل الذي لم يأتِ ليرفل في فخامة فنادق الأثرياء أو يختبئ خلف الأمان الدبلوماسي، لم يكترث. لم يكن ليغادر في صمت. لقد قال ما لم يجرؤ غيره من الزعماء على قوله، وها هو يربط القول بالفعل.
وسط هذه الفوضى الدبلوماسية، اتخذ بيترو قراره الأكثر جرأة.
فبدلاً من التوجه إلى المطار، توجه إلى قلب التجمعات الشعبية الحاشدة الداعمة لفلسطين في نيويورك. وأمام عدسات الكاميرات وأصوات الآلاف من المتظاهرين، أعلن بيترو بصوته القوي قرارًا هزّ العواصم: أعلن نفسه أول المتطوعين في "جيش شعبي لتحرير فلسطين".
كان المشهد سورياليًا ومذهلاً: رئيس دولة لا يزال في السلطة، يقف في شوارع نيويورك، لا بين حراسه، بل بين الجموع الغاضبة، ليطلق تصريحًا من شأنه أن يغيّر مسار حياته السياسية والدبلوماسية للأبد.
وفي الوقت الذي كانت فيه أخبار الزعماء العرب تقتصر على إقامتهم الفاخرة واجتماعاتهم المغلقة التي لم تسفر عن شيء، كان بيترو في الشارع، يهاجم إسرائيل وأمريكا معًا... في قلب دارهم، وعلى مسامعهم.
لقد تحول خروجه القسري من أمريكا إلى انتصار معنوي؛ انتصار للكلمة التي لم تتردد في مواجهة السلطة الأقوى، وتحول إلى رمز للشجاعة السياسية غير المألوفة.
غادر بيترو نيويورك مطرودًا، لكنه منتصرا وصدى خطابه بقي عالقًا في أذن العالم. - منقول

من أبرز أطروحات المسيري الفكرية ما طرحه حول "المجتمع التراحمي" و"المجتمع التعاقدي" وإسقاطه لهذه الأطروحة على حياته ابتدا...
28/09/2025

من أبرز أطروحات المسيري الفكرية ما طرحه حول "المجتمع التراحمي" و"المجتمع التعاقدي" وإسقاطه لهذه الأطروحة على حياته ابتداءً من نشأته في مصر إلى انتقاله إلى أمريكا لإكمال الدراسة.
حيث يوضح أن المجتمع التراحمي باختصار هو المجتمع الذي تقوم علاقاته على التراحم والتعاطف بين أفراده، على النقيض من المجتمع التعاقدي الذي تقوم العلاقات فيه على أساس تعاقدي ومصلحي.
نستطيع أن نرى المجتمع التراحمي في المجتمعات التقليدية، حيث يذكر المسيري مثالاً على ذلك نظام مساعدة العريس "النقطة" في الأفراح المصرية، حيث يتم دس المال في يد العروس "للمساعدة" بحيث لا يراه أحد وفي إطار هذه العملية التبادلية يتم توزيع الثروة بين المجتمع فعطاء الأثرياء يكون عادة أكثر من عطاء الفقراء.

وحتى "فض غلاف الهدية" يمكن أن يوضح مفهوم"التراحم" و"التعاقد" ففي مصر كما يقول المسيري، حينما يحصل الإنسان على هدية، فإنه لا يفضّ غلافها، فهي قيمة إنسانية بذاتها ولا يهم محتواها، لكن في أمريكا أشاروا له بضرورة فض غلاف الهدية وإظهار الإعجاب بها مباشرة أمام المُهدي، وهذا في نظر المسيري يجعل الهدية تتحول من قيمة إنسانية بذاتها إلى ثمن محدد "كم" أي من إطار تراحمي إلى إطار تعاقدي، ففي المجتمع التعاقدي، ثمنها وكميتها وقدرها كلها عوامل مؤثرة في قيمة الهدية، عكس ما يحصل في المجتمع التراحمي حيث لا يوجد إلا القيمة الإنسانية للهدية كهدية. وليست كمحتوى وكمية وثمن.

ويذكر مثالاً آخر وهو علاقته مع عامله المصري حينما كان يدرس بالسعودية، فقد كان عامله الذي ينظف منزله كل أسبوع يصر على أن يقول عند لحظة تقاضي الأجر "بلاش يا بيه، خليها عليّ هذه المرة" وهو في واقع الأمر -برأي المسيري- يقول "برغم أنني أعمل خادماً عندك وأدخل معك في علاقة تعاقدية فإننا من الناحية الإنسانية متساويان ولابد أن ندخل في علاقة تراحمية تتجاوز عمليات التبادل الاقتصادية "خدمات مقابل نقود". ولهذا فلا داعي لأن تدفع لي هذه المرة. ولذا يقوم المسيري بإخباره -عمداً- عن عدم وجود نقود وتأجيل دفع الأجرة للأسبوع التالي، لإعطاء العامل فرصة أن يكون دائناً، لكي يتم تحقيق التساوي الإنساني التراحمي.

عندما أذهب إلى الغرب لا أذهب ورأسي منحنٍ لأننا لم نقتل أطفالًا أو نساء أو عجزة، ولم نُهاجم أي مكان مُقدس، ولكن هم فعلوا ...
25/09/2025

عندما أذهب إلى الغرب لا أذهب ورأسي منحنٍ لأننا لم نقتل أطفالًا أو نساء أو عجزة، ولم نُهاجم أي مكان مُقدس، ولكن هم فعلوا كُل هذا، فعلوا ذلك باسم التحضّر.

مَن عرف الناس استراح، فلا يفرح بمدحهم ولا يجزع لذمهم، فإنهم سريعو الرضا، سريعو الغضب، تحرّكهم الأهواء.- الفضيل بن عيّاض.
24/09/2025

مَن عرف الناس استراح، فلا يفرح بمدحهم ولا يجزع لذمهم، فإنهم سريعو الرضا، سريعو الغضب، تحرّكهم الأهواء.

- الفضيل بن عيّاض.

حجة الإسلام ❤️
24/09/2025

حجة الإسلام ❤️

ليس هناك دين على ظهر هذا الكوكب يجعل معرفة الله طريقها العقل سوى الإسلام..بل إن الإسلام يقدم العقل على النقل، لا تقديم ت...
24/09/2025

ليس هناك دين على ظهر هذا الكوكب يجعل معرفة الله طريقها العقل سوى الإسلام..

بل إن الإسلام يقدم العقل على النقل، لا تقديم تشريف، وإنما تقديم ترتيب؛ لأنك لن تفهم النقل إلا بالعقل..

وأنتَ إذا خَرجتَ مِن منزلك لتصلي في المسجد، لابد أن تمر بالشارع "قبل" المسجد، وليس معنى ذلك أن الشارع أفضل من المسجد، وإنما أمرُ التقديم هنا تقديم ترتيب، لا تقديم تشريف ولا تفضيل..

فهل هناك في الدنيا دين يحتكم إلى العقل، ويجعل العقل أعلى مراتب التكليف، كالإسلام؟!

- د. محمد عمارة

"العقل الصريح لا يُعارض النقل الصحيح، بل يشهد له ويؤيده لأن المصدر واحد، فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل، ومن المحال أن يُرسل إليه ما يُفسده، وإذا حدث تعارض بين العقل والنقل فذلك لسببين لا ثالث لهما، إما أن النقل لم يثبت، وإما أن العقل لم يفهم النقل".

- ابن تيمية.

من المؤسف أن ترى طبيبًا أو مهندسًا أو إنسانًا نال أعلى الشهادات، ونجح في جمع المال وفهم دهاليز الدنيا، لكنه يعجز عن أبسط...
24/09/2025

من المؤسف أن ترى طبيبًا أو مهندسًا أو إنسانًا نال أعلى الشهادات، ونجح في جمع المال وفهم دهاليز الدنيا، لكنه يعجز عن أبسط أمور الطهارة ودخول الحمام كما أمر الشرع.. وهذه الظاهرة تنتشر أكثر في البيئات التي تغلب عليها النزعة العلمانية، حيث يُعطى كل الاهتمام للماديات والملذات الحسية، ويُغفل تمامًا عن الغاية الكبرى من وجودنا.

نعم، علوم الدنيا فرض كفاية، إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الآخرين، وهي مطلوبة لعمارة الأرض، والله تعالى أمرنا بالتعلم والإعمار.. لكن علوم الدين فرض عين على كل مسلم، بها يعرف ربه، ويعي علة وجوده في هذا الكون.. فالدين هو الأساس الذي تبنى عليه الأخلاق، وهو الضمانة للأمان الاجتماعي، وهو الحصن للقيم الإنسانية.. وإذا غاب الوازع الديني، لم يعد هناك ما يردع النفس ولا ما يراقب الضمير، بل تتحكم المنفعة وحدها في قرارات الإنسان، فتسود البرجماتية العمياء.

ولذلك قيل: إذا ضاع الإيمان فلا أمان، ولا دنيا لمن لم يحيَ بدين.. فالعلم بلا إيمان قشرة هشة، والدنيا بلا وحي سراب يلمع ولا يُسقى.

رحم الله من علمنا عمق التفكير، والنظرة النقدية لكل شيء، وأعاد إلينا الثقة بأنفسنا وبتراثنا وحضارتنا الإسلامية، بعد أن هد...
23/09/2025

رحم الله من علمنا عمق التفكير، والنظرة النقدية لكل شيء، وأعاد إلينا الثقة بأنفسنا وبتراثنا وحضارتنا الإسلامية، بعد أن هدم الأسس المادية الحسية للحضارة الغربية وكشف زيفها وأبعادها المعرفية المدمرة.

يأخذني الحنين دائمًا إلى علي عزت بيجوفيتش، تلك الشخصية الفريدة التي جمعت بين عمق العقل وصفاء الملامح ونور الحكمة.. رجلٌ ...
23/09/2025

يأخذني الحنين دائمًا إلى علي عزت بيجوفيتش، تلك الشخصية الفريدة التي جمعت بين عمق العقل وصفاء الملامح ونور الحكمة.. رجلٌ كان فيلسوفًا أخلاقيًا وزعيمًا شجاعًا، يترك في القلب أثرًا لا يزول.

عندما أذهب إلى الغرب لا أذهب ورأسي منحنٍ لأننا لم نقتل أطفالًا أو نساء أو عجزة، ولم نُهاجم أي مكان مُقدس، ولكن هم فعلوا ...
23/09/2025

عندما أذهب إلى الغرب لا أذهب ورأسي منحنٍ لأننا لم نقتل أطفالًا أو نساء أو عجزة، ولم نُهاجم أي مكان مُقدس، ولكن هم فعلوا كُل هذا، فعلوا ذلك باسم التحضّر!

المرحوم الدكتور عبدالوهاب المسيري، وهو يتأمل القدس من جبال الأردن قبيل وفاته، لم يكن مجرد مفكر عابر، بل كان قلبه معلقًا ...
21/09/2025

المرحوم الدكتور عبدالوهاب المسيري، وهو يتأمل القدس من جبال الأردن قبيل وفاته، لم يكن مجرد مفكر عابر، بل كان قلبه معلقًا بفلسطين، وإيمانه العميق بتحريرها لا يتزعزع.. ظل ثابتًا أمام موجات الانكسار التي اجتاحت العقل العربي، ولم ينجر إلى النموذج الإدراكي الإنهزامي الذي كبل الكثيرين، بل أبصر بعين البصيرة بشائر النصر، في وقتٍ لم ير فيه غيره إلا الهزيمة والانكسار.

Address

Tanta
31111

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when أحمد قحيف - Ahmed Kohif posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to أحمد قحيف - Ahmed Kohif:

Share

Category