كتامة بلد القرآن

كتامة بلد القرآن قرية كتامة مركز بسيون القرآن لهُ سطوة إذا حلت على القلب بدلته إلى جنة كأن الروح مع القرآن تغتسل من أدران الدنيا تأثيره على القلب كتأثير الغيث على الأرض

العشره المبشرين بالجنه فى التنزيل الحكيم قال تعالى: " بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْ...
01/06/2025

العشره المبشرين بالجنه فى التنزيل الحكيم
قال تعالى: " بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ
وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ
وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" صدق الله العظيم
[الأحزاب : 35]

  .....قال تعالى: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ( الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ 👈فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ ح...
27/05/2025

.....
قال تعالى: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ 👈فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" )
وقال تعالى:
("أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ 👈مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ") [الأنعام : 114]
وقال تعالى:
( "وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ👈 فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" )[الأعراف : 52]
قال تعالى"
(كِتَابٌ👈 فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)"[فصلت 3]
وآيات كثيره تتحدث عن ان هذا الكتاب داخله المحكم الذى لا اجتهاد فيه وداخله ايضا التفصيل والشرح وكيفية تطبيق المحكم كل هذا داخل الكتاب الذى هو تبيانا لكل شئ ولله الحجة البالغه ولكن ولا احد التزم بذلك واليكم مثال بسيط على بعض آيات المحكمه وتفصيلها من داخل الكتاب ....
#الصلاة
قال تعالى: "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" [النور : 56]
#التفصيل
قال تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" [هود : 114]
قال تعالى: "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" [الإسراء]
قال تعالى: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" [الفتح : 29]
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا" [النساء : 43]
قال تعالى: "فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا" [النساء : 103]
#الصيام
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [البقرة : 183]
#التفصيل
قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [البقرة : 185] ......
قال تعالى: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" [البقرة : 187).....
والله أعلى واعلم .......

16/05/2025

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ ‎﴿الروم : ٤٢﴾‏

هل هذه الايام نحيا إسلام المعاني أم إسلام القشور !!؟

لماذا نصرّ على فهم كل ما في القرآن على أنه تاريخ أو مادة جامدة !!؟

هل نقدّس المواقع لأننا نجهل المعاني !!؟

هل نكرر خطأ الذين هادوا ولكن بلغتنا وكتبنا وعلمائنا !!؟

أليست المرويات التي وضعت فوق النص القرآني هي صورة حديثة من التوراة الشفوية والتي كتبها اليهود كمكمل للتوراة بشقيها الرئيسيين : المشناة والجمارة !!؟

16/05/2025

ما معنى تحريف الكلم عن مواضعه ؟

· " تحريف " في أصلها تحمل معنى الميل والانزياح .

· " الكلم " يشير إلى المجموع المعنوي المؤثر لا المفردات فقط .

· " مواضعه " ليست أماكن مادية بل مواضع فكرية وسياقية .

التحريف هنا ليس حذفاً أو إضافة بل نقل المعنى من سياقه الطبيعي إلى سياق مصطنع يخدم السلطة بشقيها الدينية والسياسية أو يكرّس الأسطورة .

16/05/2025

إبراهيم والطير

وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْـۧىِ ٱلْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةًۭ مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍۢ مِّنْهُنَّ جُزْءًۭا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة: 260)

تُعد هذه الآية من أكثر الآيات التي خضعت لتحريف دلالي نتيجة التفسيرات التقليدية حيث نُسجت حولها روايات خيالية عن ذبح الطيور وتقطيعها وخلط أجزائها وإحيائها على نحو يجعل المشهد أقرب إلى عرض سحري منه إلى آية قرآنية عظيمة تتحدث عن الإيمان والتربية والهداية وإحياء القلوب .

لكن بتدبر عقلي ولساني للنص يتبيّن أن الآية لا تتحدث عن معجزة مادية بل عن درس تربوي رفيع يوضّح كيفية إحياء النفوس الميتة بالهداية لا بالجراحة بل بالصحبة والرحمة .

أولًا :
هل إبراهيم عليه السلام يشكّ في قدرة الله؟
عند النظر إلى طلب إبراهيم :

رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْـۧىِ ٱلْمَوْتَىٰ

نجد أنه لم يسأل :
هل تُحيي الموتى؟
بل قال: 👈كيف .

فالشك ليس في القدرة بل في الآلية .
في الطريقة التي يتم بها إحياء النفوس أو القلوب التي ماتت عن الهداية .
وهذا ما أكده إبراهيم نفسه حين قال :

بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى

الطمأنينة التي يطلبها ليست لتثبيت الإيمان بل لفهم أعمق يعزز الفهم التربوي والدعوي لأن إبراهيم هو صاحب رسالة .

ثانيًا :
من هم الموتى ؟
موت مادي أم روحي؟
كلمة 👈الموتى هنا لا تدل على الأموات جسديًا بل على من ماتت قلوبهم عن الهداية
كما في :

إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ (الأنعام: 36)

إذن "إحياء الموتى" هنا = هداية الغافلين وإحياء قلوبهم، وليس إعادة الحياة للأجساد البالية .

ثالثًا :
تحليل لساني لمشهد الطيور

" فَخُذْ أَرْبَعَةًۭ مِّنَ ٱلطَّيْرِ "

الله يأمر إبراهيم بأخذ أربعة طيور ولكن لا يأمره بذبحها أو تقطيعها .
بل يقول :
" فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ "
من الجذر (ص ر ر) الذي يدل على :
· الجمع والإحضار بالقرب
· والألفة والرعاية وفي اللهجة العامية المصرية يقال 👈صرّ على بناتك !

المعنى الأقرب هنا :
قربهن إليك ربِّهن اجعلهن يألفنك ويطمئنَّ إليك .

" ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍۢ مِّنْهُنَّ جُزْءًا "

يفهمها البعض على أنها تقطيع جسدي لكن "جزءًا منهن" تعني ببساطة :
طيرًا واحدًا من كل الأربعة فكل طير على كل جبل .
أي خذ الطيور الأربعة ربّها حتى تألفك ثم ضع كل واحدة على جبل .

" ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا "

بعد أن تبعدهن مكانيًا ادعُهن وسيرجعن إليك مسرعات لأنهن ألفنك ويحتجن إليك للطعام والرعاية والأمان .

رابعًا :
إسقاط رمزي على الهداية الإلهية
هذا المشهد ليس درسًا في إعادة تركيب الطيور بل تمثيل بليغ للهداية :

· الطيور تمثل النفوس البشرية البرية المتفرقة .

· لا تستجيب للنداء إلا إن ألفت صاحبها وأحبته وشعرت بالأمان عنده .

· لذا كانت البداية بالتقريب والرعاية ثم النداء عن بعد .

النتيجة :
تسعى النفوس إلى من هداها وأحسن إليها .

كما قال تعالى :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ﴾
اللطف والرحمة هما طريق التأثير .

خامسًا :
دحض التفسير التراثي
الروايات التراثية تقول :
· أن إبراهيم ذبح الطيور وقطعها
· وخلط ريشها ولحومها
· ووضع جزءًا من اللحم على كل جبل
· ثم ناداها فعادت أطرافها وتحركت الطيور حية !

لكن هذا التفسير يتناقض مع منطق الآية :

1. يتجاهل سؤال إبراهيم: لم يسأل عن "قدرة الله" بل عن "الطريقة" .

2. يشوه المعنى التربوي : ويجعل الآية عرضًا سحريًا لا دروس فيه .

3. يخالف طبيعة دعوة الأنبياء : الذين يُحيون القلوب لا بالأشلاء والتقطيع بل بالكلمة الطيبة والرفق .

سادسًا :
العبر والدروس العظيمة

1. الهداية لا تُفرض بل تُربّى وتُستدرج باللطف .
2. القلوب الميتة تعود للحياة إن شعرت بالحاجة والحب والأمان .
3. الأنبياء يطلبون الطمأنينة لا لأنهم يشكون بل لأنهم يسعون لفهم أعمق .
4. التغيير الحقيقي يبدأ من الصحبة والمودة لا من القوة والفرض .
5. الدعوة إلى الله تحتاج صبرًا وتربيةً كما يُربى الطير حتى يألف الراعي .

الله عزيز حكيم
تنتهي الآية بقوله:

﴿وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾

· عزيز : لا يُنال هداه إلا لمن يستحقه .
· حكيم : لا تكون هدايته إلا بطريق حكيم كما علّم إبراهيم .

14/05/2025

في زمنٍ أصبح فيه كل شيء يُبحث في الأرشيف .
بدأ بعض الناس يروّجون لفكرة أن المخطوطات القرآنية القديمة التي عُثر عليها مؤخرًا هي
"النسخة الأصلية"
وأن علينا الرجوع إليها لفهم القرآن الصحيح !!!
وهذا خطأ جسيم في الفهم .

الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع :

القرآن لم يُحفظ بكتابة على ورق بل حُفظ بصيغته المنطوقة تلاوةً شفهية نقلها النبي محمد ﷺ كما أُوحي إليه ثم تتابع هذا الحفظ في صدور الأمة جمعاء جيلًا بعد جيل .
بأفواه الحفظة في كل بلد حتى وصلنا كما هو اليوم .

الله سبحانه وتعالى لم يقل :
إنا نحن نزلنا الكتاب وإنا له لحافظون

بل قال :
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9)

الذكر يُتذكّر ويُتلى ويُحفَظ بالصوت والسمع لا فقط بالحبر والورق .

📌 أين الخطأ؟
بعض الناس بدأوا يُفسّرون القرآن بناءً على طريقة كتابة الكلمات في مخطوطات قديمة .
وظنّوا أن وجود أكثر من طريقة لكتابة الكلمة دليل على تعدد المعاني!

أمثلة واقعية من توهانهم :

· كلمة "امرأة" ظهرت أحيانًا في مخطوطات قديمة على شكل : "امرأت" أو "امراة"
فظنّ البعض أن كل شكل منها له معنى مختلف !

· كلمات أخرى كـ "نعمة" كُتبت "نعمـه"، فتخيلوا أن فيها رموزًا أو أسرارًا لم تُكتشف !!

كل هذا بسبب جهلهم بأن الرسم للحرف في ذلك العصر لم يكن مضبوطًا كما هو اليوم :
لا تنقيط لا همزات لا قواعد كتابة موحدة فكانت الأخطاء أو الاختلافات في الشكل ممكنة لكن النطق واحد لا يتغيّر
لأنه👈 هو الأصل .

لماذا الحفظ الشفوي هو الأساس وهو ما اختاره الله تعالى لحفظ كتابه الكريم ؟

لأنك إن حفظت القرآن مع أمة كاملة تتلوه بنفس الطريقة لا يمكن أن تُحرّف حرفًا واحدًا فلو أخطأت سُتصحح فورًا .

أما إن اعتمدت فقط على مخطوطة فمن السهل أن تُخطئ أو تظن أو تُبدّل كما حصل مع كثيرين .

ومن حرص الأمة على حفظ النطق بدقة أن بعض الحفّاظ في العصر العباسي كانوا من المكفوفين ليكون اعتمادهم الكامل على السمع فقط فلا يتأثروا بأي خطأ في الخط أو الشكل.

احذروا الفهم الخاطئ :
ليس كل ما يُكتشف من
"مخطوطات قديمة" صحيح أو معتمد أو محفوظ !
بل هي اجتهادات فردية كتبها أشخاص بوسائلهم المحدودة وفي زمن لم تكن الكتابة فيه علمًا دقيقًا .

أما القرآن الذي نحفظه اليوم والذي نقرأه في كل مناسبة وتدبر هو نفسه الذي نزل على قلب محمد ﷺ بحفظ الله ورعايته .

👈القرآن محفوظ في الصدور لا في السطور .

👈النسخة التي بين أيدينا اليوم هي الأصل .

👈 المخطوطات القديمة ليست مرجعية لفهم معاني القرآن .

👈 لا تتبعوا من يُفسر القرآن عبر شكل الكلمات دون علم .

👈واعلموا أن الله حفظ قرآنه فينا لا في الورق .

13/05/2025

من أعظم آيات الله الخالدة في تاريخ البشرية هو حفظ القرآن الكريم .

ليس كنص مكتوب فحسب بل كذكرٍ منطوق متواتر عبر الأجيال .

حفظه الله تعالى من التحريف والتبديل كما وعد :

" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " (الحجر: 9)

وهنا يبرز فهم دقيق لكلمة
👈" الذِّكر "
والتي تشير لسانياً وصوتياً إلى
👈اللفظ المنطوق للقرآن .
وليس فقط إلى نص مكتوب .

1. الوحي الصوتي والنزول على قلب النبي ﷺ
القرآن لم يُسلّم للنبي ﷺ كتابًا مكتوبًا بل أوحي إليه وحيًا صوتيًا مباشرًا نزل على قلبه يتلقاه من الروح الأمين :

"وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ" (الشعراء: 192–194)

بهذا فإن الوسيط الأساسي للوحي كان الصوت والتلاوة والتلقين
👈لا الكتابة .

وقد أكّد الله للنبي ألا يعجل في ترديد الوحي :

" لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ "
(القيامة: 16–19)

فالله هو من تولى جمعه في قلب النبي وتلاوته وبيانه لاحقًا مما يجعل الصيغة الصوتية المتلقاة عن النبي ﷺ هي الأصل الحافظ .

2. حفظه في الصدور :
الصيغة المنطوقة هي الأصل
منذ اللحظة الأولى كان القرآن يُتلقى من فم النبي ﷺ ثم يُحفظ في صدور المؤمنين :

"بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ" (العنكبوت: 49)

فلم يقل :

"في صحف الذين أوتوا العلم"
بل اختص الصدور لأن الحفظ الصوتي كان هو الأصل وكان النص المكتوب لاحقًا خاضعًا له لا مقيّدًا له .

3. الأحرف المقطعة : برهان صوتي على التلقّي الشفهي
من أبرز الأدلة على مركزية التلقي الصوتي في حفظ القرآن هو طريقة نقل الأحرف المقطعة في بدايات بعض السور مثل:
"الم" "حم" "يس" "طسم"

لم تُنقل هذه الأحرف ككلمات تقرأ بلفظها المجمع (مثلاً: "ألم" ككلمة) بل نُقلت بصيغتها الصوتية الفردية الواضحة :
"ألف" – "لام" – "ميم"
وقد تناقلها القراء بهذه الطريقة عبر الأجيال حرفًا حرفًا صوتًا صوتًا مما يجعل من حفظها على هذا النحو برهانًا حيًّا على أن الأصل في تلقي القرآن هو الصوت وليس القراءة البصرية للنصوص .
وهذا من دقائق عناية الله بحفظ كتابه .

4. ضعف المهارة الكتابية واختلاف الرسم المبكر
في عهد النبي ﷺ والصحابة كانت مهارات الخط لا تزال بدائية غير موحدة بلا قواعد عامة متفق عليها.

ومن هنا جاء التفاوت بين الصحابة في رسم الكلمات بينما بقيت الصيغة اللفظية واحدة تُرجّح عند كل اختلاف .
لم يكن قد سُبق القرآن بأي كتاب مخطوط جامع بل كان أول كتاب يؤسس لحروف اللسان العربي ويستوعب طاقته .
ولذا تأخر التدوين الكامل والصحيح إلى عصر التدوين العباسي حين نضج الخط ووُضعت القواعد النحوية والإملائية.

5. الحفاظ الضُّرَراء :
نموذج تاريخي للحفظ السماعي
من أبلغ الشواهد على اعتماد الأمة على الحفظ الصوتي أن العديد من الحفاظ المعتمدين في القرون الأولى كانوا من الضُّرَراء (المكفوفين). ومن أشهرهم:
· الشيخ الضرير "إسماعيل بن جعفر" (ت 180 هـ) من حفظة القران .
· أبو عمرو الدوري (ت 246 هـ) أحد أئمة القراءات وكان ضريرًا .
· ابن كثير القارئ المكي تلقى عنه الحفاظ رغم كونه لا يعتمد على النص المخطوط .
اعتماد هؤلاء الحفاظ على السمع فقط بعيدًا عن الأخطاء الخطية أو الاجتهادات البصرية كان أحد وسائل حفظ الله للذكر ليثبت أن القرآن لا يعتمد في بقائه على خط أو كتاب بل على صوته الذي لا يُحرّف .

6. الرسم القرآني لاحق لا مرجعي
رغم أن بعض الصحابة كانوا يخطون ما سمعوه وحفظوه من القرآن إلا أن ما كتبوه لم يكن هو الأصل بل كان تابعًا لصيغة اللفظ التي سمعوها من النبي ﷺ .
ولهذا حين ظهرت بعض الفروق الشكلية بين مصاحف الصحابة تم الرجوع إلى الصوت المتواتر لتصحيح الاختلافات ولم يُعتمد الرسم وحده كمرجعية بل كان وسيلة مساعدة .

7. الترتيل ليس التلاوة بل التنظيم الموضوعي
اعيد تصحيح مفهوم مهم جدا ما التبس على بعض المفسرين وهو مصطلح الترتيل :

"وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا" (الفرقان: 32)

الترتيل ليس بمعنى التلاوة الصوتية بل يشير إلى تنظيم الآيات حسب الموضوعات وربط المعاني القرآنية لتكوين فهم متكامل ومترابط.

أما التلاوة فهي الأداء الصوتي للنص الموحى .
أما الآيات التي تشير إلى نزول القرآن مفرقًا وتتابعه المنظم وذلك لتثبيت الحفظ فهي :

"لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" (القيامة: 16–19)

"وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ" (طه: 114)

لقد حفظ الله كتابه الكريم بنظام دقيق وحكيم اختار له الصيغة المنطوقة المتلقاة عبر القلب والمحفوظة في الصدور والتي لا تؤثر فيها اختلافات الخط أو تحريفاته بل تظل صافية نقية كما أنزلها الله على عبده ونبيه محمد ﷺ .

وما تزال الأمة تتابع هذا الحفظ جيلًا بعد جيل وهو من أعظم ميزات هذا الذكر الحكيم :

"لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" (فصلت: 42)

04/05/2025

ليس هناك أي مسئولية على الفرد في دين من حوله فالدين مسئولية فردية أمام الله فقط

قال الله تبارك وتعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . المائدة:105

وليس هناك شخصًا ما قد حصل على توكيل من الله بمراقبة إيمان الناس أو كفرهم حتى النبي محمد عليه السلام قال الله تبارك وتعالى لنبيه

وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ۚ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ . الانعام:٦٦

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ . الأنعام:١٠٧

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ . يونس:١٠٨

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا . الفرقان:٤٣

إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ . الزمر:٤١

وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ . الشورى:٦

[......لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ] الغاشية:٢٢

ليس مطلوب من أحد الدفاع عن الدين أو الله أو الرسول .
حتى الرسول نفسه ليس مطلوب منه أن يحارب غيره ليدخله في الدين عنوة بحجة أن هذا دفاع عن الله ودينه .
بل الله تبارك وتعالى هو من يدافع عن الذين آمنوا قال الله تبارك وتعالى

إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ . الحج:٣٨

فقط من يريد أن يجبرك على ترك دينك هو من تقاتله دفاعًا عن نفسك ورد اعتداء وليس لك أن تعتدي على أحد لترك دينه ولو كان كافرًا .
وهذا ما كان يفعله النبي عليه السلام ولو شاء الله لجعل كل الناس على الهدى

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ . يونس:99

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ .الانعام:35

لا يتدخل أحد في دين أحد لا الفرد ولا المجتمع ممثل في الدولة .
فقط للدولة أن تتدخل لتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس معنى ذلك أن تتدخل الدولة في دين أحد .
والمعروف والمنكر من الفطرة التي فطر الله كل الناس عليها مؤمنهم وكافرهم ولتتضح الصورة يجب نعرف المعروف والمنكر

المعروف هو كل ما تعارف عليه الناس مؤمنهم وكافرهم بالفطرة مثل حب الأمانة وحب العدل وبغض الظالم والاحسان الى الفقير ونجدة المظلوم واغاثة الملهوف والرحمة بالانسان والحيوانات ..... الخ

المنكر هو كل ما أنكره الناس مؤمنهم وكافرهم مثل الجور والظلم والكذب والخيانة والتجبر على الناس بالمال أو بالقوة والسلطان .... الخ

فمن قتل أو خان الأمانة فتسبب في أذى غيره أو تجبر على الناس بالقوة والبلطجة أو من استخدم ماله في أذى الغير كالاكراه على القتل أو إيذاء شخص في نفسه وماله وأهله فهذا لابد أن تتصدى له السلطة الحاكمة في المجتمع وليس أفراد حتى لا تشيع الفتنة في المجتمع

وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
آل عمران:104

والأمر والنهي يحتاج سلطة لتطبيقه أما لو نصحت شخصًا بعدم خيانة أمانة مثلًا فهذه نصيجة وليست أمر ولا نهي وشتان بين النصيحة والامر والنهي ....
ونلاحظ (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ) أي جماعة فليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسئولية كل الناس بل لجماعة تمتلك سلطة الأمر والنهي

أما كونك رأيت أحد لا يصلى وقت الصلاة فتعنفه وتوبخه بحجة أن هذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ...

أو رأيت فتاة غير محجبة فأغلظت لها في القول لتجبرها على الحجاب ...
أو رجل يحتسي الخمر فعمدت اليه وكسرت ما أمامه وتقول أن هذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر أو حتى رجل يكفر بالله فتهينه وتعتدى عليه نصرة لدين الله في زعمك فهذا ليس لك .
ولا حتى للنبي عليه السلام نفسه فليس كل الناس مؤمنهم وكافرهم ينكر ذلك .

03/05/2025

الحاكم في الإسلام لا يمتلك حق الإنفراد في القرار .
لأنه مقيّد بالشورى مع المجتمع الذي يمثله أصحاب العقل والمعرفة والتأثير .
ولهذا السبب الحكم في الإسلام يعني الحكومة التي تدير شأن الدولة لأنها وظيفة إدارية تتحكم بمشروع النمو الإقتصادي ومواجهة السياسات الداخلية والخارجية ومعالجة الخلل في الرعاية الاجتماعية وتحقيق التوازن بين أطراف المجتمع ومن أبرزها التفاوت بين الطبقات الغنية والفقيرة أو الاختلاف في العقيدة أو العرق واللسان .

الشورى تعني أن حق المجتمع في الإطلاع على الأمر الذي يتعلق بشؤون الدولة .
وحق الرأي في المشاركة في تطبيق سياسة الدولة .
يعني الحكومة في مقابل أولي الأمر الذين يمثلون المجتمع .

كل هذا يعتمد على تحقيق فهم أن مصدر الدين هو كتاب الله لأنه الدستور الذي يحفظ المجتمع من التفرّق إلى شيع ومذاهب تتنازع مع بعضها وفق حرصها على تجهيل عامة الناس في مصدر الدين .

وضع الله شرطًا مهمًا في دعم الحكم وهو 👈فصل الخطاب :

وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ .

الخطاب .. هو القدرة على الإفصاح في الطرح العقلاني لكن هذا يتطلب الحكمة كي يكون ذلك في صف الحق

لأن الفصل في الخطاب يعني
فصل الحق من الباطل ولذلك قوله : وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ .
عزّني تعني غلبني في الخطاب فخلط الحق مع الباطل ولم أعد قادرا على فصل الخطاب .

أختزل الله هذه الشروط في مثال يتعلّق بقصة داوُد .

يبدأ الله القصة بقوله :

اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ .

أي أن الصبر يكون على مواجهة التحديات بالعودة إلى طرح القرآن واستنباط ما يؤسس منهجًا عقلانيًا يمكّن الحاكم أو القاريء من رؤية معالجة التحديات في المواجهة بين الحق والباطل .

بعد ذلك يقول الله :

وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ .

والمعنى أن الملك والحكمة وفصل الخطاب هي مثل الهداية تأتي من الله وفق شروط المصداقية والضمير الحي وليس كل من يملك هو الحق بل قد يكون من ألد أعداء الله .

الضابط في معرفة الناس هو معرفة الحق من الباطل .

الواقع هو الحقيقة الموضوعية في معرفة ذلك لأن الواقع هو الذي يدل على وجود الظلم والفساد أو العدل والقسط بين الناس .

حكمَ داود بما يؤمن به وفق الشروط التي بيّنها الله لكنه اكتشف أن الخصم جاؤوا بفرضية وليس إشكالية حقيقية .
أي أن ما طرحه الخصم هي إشكالية بديهية في الظلم .

هنا ظن داود أنه وقع في إختبار وأنه شك في حكمه رغم أن الأمر بديهي لا يحتاج إلى حكمة .
إذًا مراد الله من القصة هي أن الحاكم على حذر دائم في مراجعة حكمه حتى لو كان ذلك من البديهيات .

الخلافة في الأرض هي المثال في الحكم .
أي أن الله جعل الملك مسؤولية تقتضي الحكمة وفصل الخطاب والحذر الشديد من الوقوع في التسرّع في الحكم قبل معرفة تفاصل الأمر وهذا ما خطر ببال داود حين أدرك أنه في موقع اختبار .
قوله: وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ فَغَفَرْنا لَهُ .

الأستغفار هو مراجعة الحدث ثم الإقرار بمصداقية والعمل على تحسين الفرد نفسه وعدم تكرار الخطأ
أي إدراك ما يفعله الفرد والحكم على الفعل بمقتضى الفصل بين الحق والباطل .

حكمَ داود في القضية المطروحة حكمًا حقًا لكنه تسارع في الحكم قبل أن يتحقق من الأمر في معرفة التفاصيل .
بمعنى آخر أنه فزع من سلوكياتهم وهذا يقتضي الشك في الأمر المطروح :
وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ .

النص الكامل أدناه يبيّن منهج القرآن التربوي في صناعة الفكر السياسي بالحكمة وفصل الخطاب :

اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ .

بإختصار هو أن الحكم من وجهة نظر القرآن هو خلافة في مفهوم الحكم الذي يعتمد على الحكمة وفصل الخطاب .
أي معرفة التعامل مع الأمر المطروح بحذر وعدم تسارع لأن القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية قد تترك المجتمع في ضياع وفساد وظلم حين يكون الفرد الخاطئ على دفة الحكم .
مسؤولية المجتمع هي المطالبة في تطبيق شروط الدستور والقوانين من مصدر الدين وهو القرآن والحكم على الفرد بالنتائج التي يكشف عنها الواقع .

29/04/2025

وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (التوبة 30)

تسلط الآية القرآنية الضوء على ممارسات دينية مغلوطة نشأت في اليهودية والنصرانية .
حيث أُلحق ببشر صفة البنوة لله سواء في حالة عزير عند بعض فرق اليهود أو المسيح عيسى بن مريم عند معظم فرق النصارى .

أولاً :
المفهوم الرمزي للبنوة في الأديان في السياقات اللسانية والثقافية لا يشير مصطلح "ابن الله" بالضرورة إلى النسب البيولوجي بل يمكن أن يعكس علاقة روحية أو رمزية عميقة .
ففي النصوص العبرية القديمة تُستخدم البنوة مجازًا للتعبير عن العهد والقرب والرعاية الإلهية .
يُفهم مثل هذا التعبير في التوراة على داوود وآدم وشعب بني إسرائيل أنفسهم .

وفي المسيحية يُفهم لقب "ابن الله" عند غالبية الطوائف على أنه يشير إلى تجلٍّ إلهي في المسيح أو إلى علاقة فريدة لا تنفصل بين الله والمسيح .
إلا أن هناك طوائف مثل الأريوسية والنسطورية القديمة التي أنكرت هذا الفهم واعتبرت المسيح عبدًا لله مكرمًا مما يتقاطع جزئيًا مع الرؤية القرآنية .

ثانيًا :
عزير في المعتقدات اليهودية القرآن الكريم يذكر :
"وقالت اليهود عزير ابن الله" وهو قول فريد لا يتكرر في التوراة أو في كتابات اليهود التقليدية بالشكل الحرفي .
لكن بالنظر إلى مكانة عزير (عزرا) في التراث اليهودي يتضح أنه كان شخصية محورية في إعادة تدوين الشريعة بعد السبي البابلي ويُنسب إليه حفظ التوراة وتثبيت الأسس الدينية مما أكسبه قداسة عظيمة حتى اعتُبر في بعض التقاليد
"الكاتب المقدس"
الذي بفضله بُعث الدين اليهودي من جديد .
هذه المكانة قد تكون تطورت عند بعض الفئات الصغيرة إلى نوع من الغلو شبيه بما فعله النصارى مع المسيح .

ثالثًا : مضمون الآية :
توازي في الغلو يقول تعالى: "يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ"
أي أن قول اليهود والنصارى هذا يشبه ويُحاكي أقوال المشركين السابقين الذين نسبوا الأبناء إلى الله مثلما فعلت العرب مع اللات والعزى أو الوثنيون في حضارات أخرى .

فالمشترك هنا هو محاولة "تجسيد" العلاقة بين الإنسان والإله على نحو يفسد مفهوم التوحيد الخالص .

رابعًا :
المقارنة مع الغلو عند المسلمين رغم أن القرآن شدد على بشرية النبي محمد ﷺ إلا أن الممارسة الشعبية وبعض المذاهب العقدية طورت ما يمكن وصفه بـ"القول بأفواههم" الذي يشابه قول من كفر من قبل .

فرفْع النبي إلى مرتبة المشرع من خلال احاديث بشرية نسبت له إلى جانب الله
(عبر الاحتكام إلى الأحاديث حتى لو تعارضت مع نصوص القرآن المحكمة)
والإيمان بشفاعته المطلقة يوم القيامة وطلب القرب منه بعد وفاته كلها مظاهر تدل على أن هناك من "يضاهئ قول الذين كفروا من قبل".

خامسًا : موقف القرآن الحاسم :
"قاتلهم الله" التعبير "قاتلهم الله" هنا تعبير قرآني شديد اللهجة يُظهر عدم الرضى الإلهي تجاه هذه الأقوال التي تُنسب لله ما لا يليق به سواء عن طريق القول الفعلي أو عن طريق التحريف العملي لمفاهيم الدين .

وهذا يؤكد أن الغلو ليس محصورًا في الأقوال بل يشمل الأفعال والتصورات التي تؤدي إلى صرف العبادة أو الولاء أو التشريع لغير الله.

الآية الكريمة لا تدين فقط العقائد المحرفة بل تكشف أن الميل نحو الغلو في الشخصيات المقدسة ظاهرة إنسانية تتكرر في جميع الأديان كلما غاب التعقل والتدبر .

وقد جاءت دعوة القرآن لتصحح هذا المسار وتعيد الإنسان إلى الفهم الخالص للتوحيد حيث لا وساطة ولا أبناء ولا شركاء لله في ملكه أو شريعته أو رحمته .

27/04/2025

حين يفتح القلب مصحفه ينبغي عليه أن يتهيأ
👈 للقاءٍ حيٍّ مع الوحي .

لقاءٍ يتجدد في كل لحظة تدبر .
كأنما يتنزل عليه القرآن الآن .
ويهتف في أعماقه :

هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ (إبراهيم 52)

إن القرآن لا ينتمي إلى ماضٍ طوته السنين .
بل هو كلمة الله الحية باقيةٌ ما بقيت الحياة .
كل من تجرّد عن أوهام الأسلاف وأسقط من قلبه أصنام الروايات البشرية .
يجد نفسه وجهاً لوجه مع النور الأول يسمع النداء كما سمعه الصادقون من قبل :

قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ (الأنبياء 45)

لقد نزل القرآن ليكون هدًى للناس لكل الناس في كل عصر :

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ (البقرة 185)

وهو ليس نصًا ينتمي إلى أمةٍ قد خلت ولا قضيةً أنجزتها الأجيال الماضية بل هو رسالة مفتوحة لكل روح تبحث عن الله والحق واشهار غموض الحياة :

تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ (البقرة 134)

إن قارئ القرآن بحق هو من يعي أن كل آية كل نداء كل تحذير ووعد موجه إليه شخصيًا .
وكأن الله يخاطبه وحده في لحظةٍ سرمديةٍ بينه وبين خالقه .

فهل نحن مستعدون أن نسمع النداء خالصًا كما أنزله الله أم سنظل نحجبه خلف جدران ما ألفينا عليه آباءنا ؟

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (الزمر 9)

26/04/2025

القرآن جدلية منطقية بين الحق والباطل .
وكلما تعرض للجدل
👈 كلما اتضحت آياته بين الناس وبذلك ينهدم الباطل مهما تكرر أو يبدو لناس أنه الحق :

قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ .

معظم الناس تجادل من أجل الغلبة وليس من أجل الحق :

يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ .

ما هو السبب في الجدل من أجل الباطل عند الذين يؤمنون بكتاب الله ؟

الجواب يكمن في الأوهام التي ترسخت في قلوبهم .
بمعنى أن هناك شخصيات تاريخية أو مفاهيماً ترتبط بهم لم ينزّل الله بها من سلطان يدافعون عنها :

ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً .

السلوك الوثني هو الدفاع عن قناعات ومعتقدات موروثة .

الجدل العقيم هو الطابع المشترك بين المشركين .
عندما جادل المشركون الرسول الكريم في عيسى كان الغرض من ذلك الجدل أن عبادة النصارى لعيسى لا تختلف عن عبادتهم لآلهتهم :

وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ .

فهو جدل عقيم والغرض منه إحراج الرسول بأن الله بعث عيسى وهم عنه معرضون .
أي لا يؤمنون به بأنه رسول من الله وليس لهم علاقة بأن يكون هو الله أو إبن الله لكنهم يريدون قلب الأمور بالجدل العقيم .
وهذا ما يحصل حين تجادل أصحاب الموروث المذهبي أو الحداثوي التنويري فإن هناك خلط للمفاهيم القرآنية عن عمد .

الجدل بالباطل لدحض الحق له سبب آيدلوجي لإثبات شيءٍ لا يتوائم مع الواقع والدين :

وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً .

وهذه الحالة في كل الأجيال :

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ.

وقوم هود كانوا يجادلون باسماء أي يفرضونها على الموضوع وكأنها حقيقة لا تقبل النقاش فيها :

قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّـهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّـهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ .

نصر الباطل بالفعل أو الصمت خيانة والخائن يخاف من الناس أن ينكشف أمره ولا يخاف الله لذلك حين تجادل هؤلاء سوف تحصل المراوغات والمغالطات حتى لو ذكرت كل آيات الله التي تُثبت الحق .
الحق والباطل ليس ما يهمهم وإنما القضية تتعلق بالعجل (الوثن) الذي في قلوبهم :

إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّـهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً وَاسْتَغْفِرِ اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّـهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللَّـهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً .

أهل الكتاب أفضل بكثير بالجدل الموضوعي من المنافق الذي يدعي الإسلام باستثناء الذين ظلموا انفسهم فهم اسوء من المنافقين :

وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ .

الدعوة في الجدل هي الوصول الى نقطة مشتركة تقود الى الحق مع الفرد الذي لا يراوغ وعنده مصداقية واحترام لنفسه وعقله :

ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .

لكن هناك من لا يستحق غير التجاهل بطريقة يُفهم فيها أنه مجرد كيان بسيط :

لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ اللَّـهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ .

هؤلاء يكرهون أن تبين لهم جهلهم ويكرهون حين تظهر حقيقتهم أمام الناس وليس لهم القدرة على التواضع :

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ .

من يتكبّر على الحقيقة هو الذي تسلط عليه الشيطان :

إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
وقد وصفهم الله بدقة كي يعرف الفرد المسلم كيفية التصرف معهم :

▪️أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّـهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ .

▪️وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ .

▪️وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ .

▪️ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّـهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ .

الجهل ظلام وفي الظلام تهاجم الحشرات كل مصباح يشعّ بالنور وفي مثل هذا المحيط تظهر الاحقاد والعنف في التعبير وهو السلوك الذي يبين التكبّر على الحقيقة :

الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّـهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ .

لا يوجد مجتمع يعاني من الفساد والظلم والفقر وعنده كتاب من الله محفوظ ولم يفرط فيه من شيء غيرنا .
نحن نعطي الشكليات قيمة رغم تفاهتها ونقدّم الكاهن على العقل الناقد ونجعل من السفهاء حكماء ومن التافهين قادة وحكام ونسخر من العقل الواعي ونمجّد الخلف والسلف ونشتم من يكشف حقيقتنا .

ما نحتاجه اليوم لهدم الأوهام والأوثان هي الجراءة العقلانية في الفكر والنقد البناء .

Address

Tanta

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when كتامة بلد القرآن posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share