
24/07/2025
بعض الأشخاص يتعاملون معك بطريقة لا تشبهك ولا تشبه طباعك، وكأنهم يتعمدون تجاهل تركيبتك النفسية وما يريحك وما يرهقك، وكأن وجودك بالنسبة لهم مساحة مفتوحة لفرض رؤيتهم وسلوكهم وكأنك بلا ملامح أو روح
لا يسألون أنفسهم لحظة: هل هذا الأسلوب يناسبه؟ هل يشعر بالراحة؟ هل هذه الطريقة تليق بشخصيته؟ بل يتعاملون كأن من حقهم أن يفرضوا عليك ما لا يناسبك، ثم يطالبونك بالصمت والتكيّف، وكأن اعتراضك ترف أو تمرد لا يُغتفر !
هل هؤلاء نرجسيون ؟!. فالنرجسي لا يرى إلا نفسه، لا يرى الآخرين إلا كامتداد له، أدوات لخدمته، أو مرايا تعكس صورته كما يحب أن يراها .. لكن صعب ان يستوعب العقل ان تلك الشخصية التي اكن لها احتراما او مشاعر طيبه تكون نرجسيه !!
من جانب الشخص النرجسي لا يضع في اعتباره مشاعرك، بل يرى أنك موجود لتتحمل، لتوافق، لتصمت، لتتكيف مهما كانت كلفة ذلك عليك
و من جانب آخر يرفض القلب و العقل استيعاب فكره ان هذا الشخص نرجسيا !!
هل هم اشخاص طائشين؟ ربما.. فبعض الناس لا يملكون الوعي الكافي ولا البصيرة الكاملة لفهم الفروق الفردية بين البشر، يظنون أن ما يناسبهم يناسب الجميع، وأن من يخالفهم صعب أو حساس أو معقد
وربما يكون السبب الأعمق هو الافتقار للنضج والذكاء العاطفي.
الشخص الناضج يدرك أن الحب لا يُقاس فقط بالمشاعر، بل يُقاس بالحرص، بالتقدير، بالانتباه للتفاصيل الصغيرة التي تريح الطرف الآخر أو تؤذيه.
الأصعب من ذلك أنهم يضعونك في مفترق طرق صعب جدا :
إما أن تتقبل ما يخنقك، و يؤذيك و قد يدمر حياتك أو تواجههم بما تكره من صدام، فتبدو أمامهم أنت المخطئ أو المتغير أو غير المتقبل
وما لا يدركونه – أو يدركونه ويتغافلون – أن الحب الحقيقي بكل مسميات و اشكال الحب لا يُجبر أحداً على السيطره و الحصار و كتم أنفاسه كي يبقى في علاقة.
اهم مقومات الحب هو الاحترام المتبادل ..
إن كانوا يحبونك فعلاً، ما كانوا ليضعوك في هذا الاختبار القاسي بين أن تبتلع وجعك بصمت، أو تصرخ لتسترد نفسك
والمؤلم أن كثيرًا من العلاقات تُكسر لا بسبب الكراهية، بل بسبب الإصرار على التعامل بأسلوب لا يشبهك، وإجبارك على قبول ما لا يشبهك، ثم اتهامك بالقسوة حين ترفض.
ليست النرجسيه فقط من تهدم العلاقات .. الحماقه و الاندفاع تفعل ذلك .. غياب الاحترام الحقيقي و قله تقدير المواقف و افتقار الذكاء العاطفي يهدم و لا يبني و الأخطر علي الإطلاق التصميم علي عدم التغيير و التشبث بالطبع و الفكر الخاطئ يفعل ما لا يفعله النرجسيين من أذي للطرف الآخر و في النهايه لا يجد هؤلاء دورا يلعبونه إلا دور الضحيه و لوم الآخر علي عدم استسلامه و تقديم حي