19/09/2025
مجلة "الجوبة" تُضيء على التجربة الروائية للسعودي أحمد السماري
#جورنالجية
صدر عن مركز الأمير عبدالرحمن السديري الثقافي بالمملكة العربية السعودية، العدد 89 من مجلة الجوبة الفصلية الثقافية، التي تُعنى بالثقافة والفنون والآداب بالمملكة والخليج والوطن العربي والعالم.
وقد تصدّر العدد ملف خاص احتوى على مجموعة من الدراسات والمقالات التي احتفت بتجربة الكاتب والروائي السعودي أحمد السماري، وتوقف بالدارسة والتحليل عند نتاجه السردي وأهم المحطات في رحلته مع فن فن الرواية.
وجاء في افتتاحية العدد التي كتبها إبراهيم بن موسى الحميد، المشرف العام على المجلة، أن التجربة الروائية لأحمد السماري تلفت الأنظار إلى كاتب أصل تجربته بعدد من الروايات التي وجهت بوصلة المهتمين إلى إبداعه، الذي أثبت من خلاله أنه أنه أحد فرسان الكتابة الروائية.
وأشار المقال الافتتاحي للمجلة إلى قدرة "السماري" على تسجيل واقع الحياة الاجتماعية والثقافية في المملكة، في امتداد لجيل من الرواد والكتاب الذين أثروا المكتبة الروائية بأعمال لافتة.
وتوقف إبراهيم بن موسى الحميد، عند روايات أحمد السماري، ونوّه إلى أن رواية "ابنة ليليت" تمثل انزياحا سرديًا مهما في مسيرة "السماري" ومشروعه الروائي، كونها خلقت فضاءات غير مسبوقة لتناغم الأصوات الطبقية المتضارية والمتباينة فاجترحت ومن دون منازع أفقًا لإشراقات الدهشة وإيقاعات الغواية.
وأضاف بأنه في رواية قنطرة، نجح السماري في توثيق جانب من حياة مدينة الرياض في فترة تطور الحياة الاجتماعية والثقافية في الستينيات والسبعينيات من الفن إلى الرياضة، ثم الحب والسجن والمعاناة، ويصور حياة المهمشين، ومقاومة التغير الذي تشهده المدينة.
وبيّن المقال الافتتاحي للمجلة، أن رواية "الصريم"، برع "السماري" في وصف التجارب الإنسانية بشتى صورها بواقعية نحتت من أعماق الصحراء، حيث حياة الآباء والأجداد إذ نجح في استرداد أصواتهم وخطواتهم ما يؤكد نجاح الروائي في تقديم تجربة إنسانية بالغة الأهمية.
واختتم إبراهيم بن موسى الحميد، المقال الإفتتاحي لـ "الجوبة" بالتأكيد على أن أحمد السماري، كاتب متفرد يأتي متدفقا واعيًا بالمكان والزمان أثبت حضوره بين كتاب الرواية، وحسبه أن يجترح هذه التجربة التي وثقت المنطقة التي كانت دائما خارج الكتابة، وهي موجودة بكامل تفاصيلها مجهولة تحتاج إلى من يبرزها: لأنها من الأرض التي لا تشبهه هو فقط بل تشبهنا جميعا.
ونقرأ في ملف العدد دراسة بعنوان "سرديات الهوية والواقعية السحرية وانشغالات أخرى في منجز أحمد السماري" لأحمد الشيخاوي، كما نطُالع للدكتور أحمد اللهيب: المكان أيقونة السرد "العزلة والغربة والحب" في رواية قنطرة لأحمد السماري، وتكتب الدكتورة إيمان عبدالعزيز المخيلد عن "عبور الهويّة وتحولات الذات في رواية قنطرة لأحمد السماري، وأما أحمد الجميد مقالاً بعنوان "ابنة ليليت.. أن تكون مُنتمياً"، واختتمت المجلة الملف بمقابلة أجراها عمر بوقاسم مع الروائي المُحتفى به على صفحات العدد أحمد السماري.
وفي موضوعات العدد نقرأ دراسة كتبها هشام بن الشاوي عن كتاب الدكتور عبدالواحد خالد الحميد "الاقتصاد الثقافي ودعم الثقافة والإبداع في المملكة العربية السعودية"، ويحاور ياسين حكان الدكتور عبدالرزاق المصباحى، وتكتب ملاك الخالدي عن مجموعة "رائحة الطفولة" للقاص عبدالرحمن الدرعان، ويواصل حامد بن عقيل الكتابة عن الادب الأرجنتيني في القرن الميلادي العشرين مُتناولاً جهود "بورخيس" للتخفف من تأثير أدب الغاوتشو، وترصد الدكتورة سميرة الزهراني "توظيف الموروث فى شعر شعراء الباحة" من خلال دراسة تحليلية ثريّة.
ونقرأ في العدد أيضاً مقال عمر أبوالهيجاء حول كتاب "الرواية والفلسفة"، وتتبّع فداء الحديدي "الزمن في القصة القصيرة"، ويكتب المهندس فرحان بن خالد البليهد "دعوة لإنشاء هيئه لتنظيم المرور والطرق بالمدن"، ويُسلّط لعبدالله السمطي الضوء على "مشاهد من الحياة الأدبية للشاعر عابد إبراهيم العابد الجوفي"، وأما محمد بن عبدالرزاق القشعمي فكتب عن " عبد اللّه بن عبد الرحمن الدويش.. وطبان"، ونقرأ لصفية الجفري "جرح الكفاية"، ونُطالع لإبراهيم الزولي "أرواح معلقة تحت شجرة بيكيت"، وتُحدثنا فخرية الشايع عن "سيرة العطر"، واختارت هناء جابر أن يكون مقالها بعنوان "عن نقد الإنحياز العاطفي"، وجاء مقال خلف سرحان القرشي بعنوان " السؤال بوصلة الإيمان".
ونشرت المجلة في هذا العدد نصوصاً لـ: عبدالكريم بن محمد النملة، وصباح حمزة فارسي، ونادية أحمد محمد محمود، وليّنا فيصل المفلح، ومحسن علي السهيمي، وناهده شبيب، والعياشى ثابت، ونوره عبيرى، وأميرة صبيانى.
وفي تحقيقات العدد نقرأ عن "زراعة النوادر بالجوف تجارب زراعية فردية الى المعارض"،
كما نُطالع تحقيقا عن "أصوات الحرف في الجوف بين الأصالة والتجديد"، والتحقيقين بقلم للصحفية دينا الخالدي من سكاكا. وفي عناوين العدد أيضاً: "مدائح تائهة" و "رسالة الرجاس اليمامي"، وقد اختتم العدد بمقال لأحمد بوقري عن رواية "حجاب الساحر" لأحمد الشهاوي، فيما رسم لوحة الغلاف مها الملحم التي قدمت لنا قلعة زعبل في سكاكا الجوف برؤية فنية جديدة.
يذكر أن الجوبة مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر، ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمركز عبد الرحمن السديري الثقافي في منطقة الجوف.
وقد نجحت المجلة في أن تؤسس لنفسها كمنبر ثقافي جمع في موضوعاته بين الأصالة والمعاصرة، وانحاز للثقافة والآداب والفنون العربية بكل تجلياتها، وعبّرت عن الحضارة العربية، واهتمت بأن تُضيء على الثقافة والفكر الإنساني، فجاءت أعدادها فريدة في موضوعاتها، أنيقة في إخراجها، ثرية في أطروحاتها.
