16/09/2024
صوت «نحمده» وهى تدّوى بصراخها، وتردد كلماتها الحزينة، وترثى حالها، يزلزل مَن حولها، ويجعل الرجال قبل السيدات يدخلون فى نوبة بكاء مستمرة، فالسيدة الستينية فقدت ابنتيها «هبة وشيماء» وحفيدتها «وعد»، فى حادث تصادم قطارى الزقازيق فى الشرقية، غير أن حفيدها «رضا» دخل العمليات لتركيب شرائح ومسامير عقب إصابته بكسور بالغة، لتردد: «ربنا يسترها معاه، ومايرحش منى هو كمان».
قالت «نحمده» : «دول كانوا عندى كلهم فى البيت بالزقازيق، مع حفيدى (رضا)، ابن بنتى الأولى، بناتى كانوا جايين ياخدوا الموسم بتاع المولد النبوى، ومروحين على بيوتهم فى التل الكبير بالإسماعيلية، بناتى كانوا متجوزين من شقيقين، وقاعدين فى بيت واحد، ومصيرهم كان واحد، ماتوا مع بعض».
وبالكاد تلتقط السيدة الستينية أنفاسها، لكنها تُعيد البكاء مُجددًا: «قبل ما يمشوا قلت لهم: ماتركبوش القطر بتاع الساعة ٦ مساءً، اقعدوا اتغدوا معايا، وخليكو شوية، إنتو واحشينى، كلهم احتضنونى، وقالولى: معلش يا ماما، عندنا حاجات فى البيت لازم نعملها وناخد بالنا من العيال، يادوب ركبوا القطر المنكوب، ومفيش ربع ساعة من تحركه، لقيت راجل بائع متجول شغال عند المحطة يعرفنى كويس جالى البيت، شايل حفيدتى (وعد)، ٦ سنوات، غرقانة فى دمها، بيقولى تعالى شوفى ولادك، كلهم ماتوا!».
مصيبة ألَمّت بـ«العجوز»، التى قالت حينها: «إزاى ده بنتى (شيماء) لسة قافلة معايا السكة فى التليفون، كنت بتطمن على ابن اختها اللى قاعدة جنب منه، لأنه متعور، ورايحين بيه على المستشفى».
المصدر| المصري اليوم