23/08/2025
سوريا وآفاق المستقبل..!!
نحو تفكيك معادلات الصراع والتنافس الدولي والاقليمي على سوريا ..!!
سقوط الأسد لم يكن نهاية القصة بل بعني افتتاح صفحة جديدة من الصراع والتنافس بل يمكن القول ان الصفحة الاولى من الحرب التي انتهت باسقاط الاسد كانت مجرد تهيئة للمسرح عبر الحرب بالنيابة من خلال الوكلاء ولكن الصفحة القادمة ستكون دخول الكبار للساحة بأنفسهم لأن سوريا ليست مجرد دولة على الخارطة لكنها تمثل مفتاح للكثير من التطورات الاقليمية والدولية.
وما إثارة قضية الاقليات في سوريا سوى انه تعبير عن سعي الدول للبحث عن خارطة نفوذ من خلال هذا العنوان،وتعود القصة الى قرنين من الزمان يوم كانت بريطانيا وفرنسا وروسيا تتسابق للحصول على مواقع نفوذ في المشرق عبر مايسمى بحقوق الاقليات،وسياسة القناصل في الدولة العثمانية حيث كان كل قنصل يعتبر نفسه بمثابة مندوب سامي لتمثيل واحدة من الاقليات ،حيث الروس يتابعون شؤون الارثوذوكس وبريطانيا تتابع البروتستانت والدروز وفرنسا تعتبر نفسها مسؤولة عن الكاثوليك،فكان القنصل يمتلك صلاحيات واسعة تمنحه حق التدخل في الشؤون الداخلية.
واليوم ستزداد حدة التنافس فتتجاوز حدود موضوع الاقليات لتشمل التنافس الاقتصادي بين المشروع التركي المسمى مشروع التنمية الدولية من الخليج الى ميناء الفاو الى الاراضي التركية عبر سوريا ومشروع الهند الامارات حيفا
وبشكل عام فاني قلت ومنذ سنين ان قراءة موضوعة الشام وثورة سوريا تستوجب الاستعانة بالخارطة لاستكشاف الابعاد المتداخلة التي تتحكم بالصراع والخلفيات التي تؤثر في مواقف القوى الدولية والاقليمية من الحالة السورية :
▪️أولا - البعد الأورو متوسطي :
وفي هذا السياق يمكن تثبيت الدوائر الاتية :
أ- دائرة الصراع الأوربي مع روسيا .
ب- دائرة الصراع التاريخي الروسي العثماني في البحر المتوسط عبر التاريخ..
▪️ثانيا - البعد المتمثل بالصراع العربي الاسرائيلي .
▪️ثالثا- البعد الديني والمتمثل بالدوائر الاتية :
أ- الصراع الاسلامي - المسيحي.
ب- الصراع المسيحي -المسيحي (رعاية فرنسا للكاثوليك ورعاية روسيا للارثوذكس).
ج- صراع الإسلام السني -الشيعي
▪️ رابعا- البعد الاقليمي والذي تمثله الدوائر الاتية :
أ- التنافس التاريخي بين السعودية وتركيا والذي تمتد جذوره الى ايام الدولة العثمانية وحملات ابراهيم باشا.
ب- التنافس المصري السعودي مع تركيا الذي يغذيه موقف تركيا من الاخوان .
ج- الصراع الايراني السعودي.
▪️خامسا- البعد المحلي والذي يشتمل على دائرة الاقليات العرقية والدينية ( الاكراد،الدروز، النصيرية )
❗الاستنتاج
ان الامور لن تحسم بسهولة بل ان الابواب مفتوحة على عدة احتمالات وان المواجهة حتمية بين الكبار في سوريا ،وستكون سوريا ساحة لاعادة رسم مستقبل التوازنات الدولية الامر الذي يعني ان الصدام قادم ،فرغم تفاهمات الكبار ولكن المستقبل ينذر بتطورات خارج السيطرة مما سيجعل الاطراف الدولية والاقليمية في حالة من الصدام ..
الحرب لم تبدأ بعد وكل مايجري اليوم هو محاولات لترتيب المسرح والملحمة قادمة ،وتبقى الشام مركز الزلزال وفي دمشق مفاتيح القدس وبغداد وكل مايجري على امتداد أرض العرب عبارة عن هزات ارتدادية.