زايــو لكم . كوم

زايــو لكم . كوم جريدة الكترونية مستقلة وطنية دولية ثقافية

01/12/2025

المهداوي يصرخ وهو يضع الرجل الأولى في الزنزانة

خرج مئات الصحافيين يوم الجمعة الماضي ، وكنت واحداً منهم، لنقول للوزارة والحكومة والسلطة جملة واحدة:
ارفعوا أيديكم عن الصحافة.
اخرجوا من قاعات تحرير الصحف، والمجلات، والإذاعات، والتلفزات، والمواقع.
احترموا الدستور.
احترموا القانون.
احترموا الأعراف.
واحترموا حق الناس في معرفة ما يجري ويدور عبر صحافة وإعلام يستحق اسمه…

وضعنا جميعا شريطاً لاصقاً باللون الأحمر — لون الرقابة — على أفواهنا.
ووقفنا 15 دقيقة ترحّماً على شيء اسمه الصحافة… وحرية التعبير… والحق في الوصول إلى المعلومة.

كان الزميل حميد المهداوي حاضراً هناك.
كان يصرخ بأعلى صوته، مثل “المجذوب” بعد أن استولوا على داره في مكناس، وقال:
أنا المَجذوب… ما بقا عندي لا باب لا سقف…
غير السما فوق راسي… والحجر تحت رجلي…
يا عباد الله، واش الدار تولّي غنيمة؟
واش الفقير ما عندو حُرمة فهاد لبلاد؟
رجّع لي داري يا الحَرّاز… داري هي عرضي!”

الصحافة هي دارُنا.
وهي بيتُنا.
وهي مهنتُنا.
وللأسف… هذه المهنة لم تبقَ لها حرمة.
ليس الآن فقط، مع انتشار فيديو مؤامرة غرفة التأديب الذي يجوب “النيت”.
بل قبل هذا بسنوات.

رأسُ الصحافة مطلوب.
لأنها تكشف المستور.
وتضيّق هامش المناورة لدى السياسيين.
وتمدّ المواطنين بالمعلومة والرأي.
وتفتح عيونهم على ما يجري في عالم السلطة… والمال… والنفوذ ومعظمه يجري خارج الاختيار الديمقراطي ولهذا فان السلطة متوترة من تسليط الضوء على عملها .

لهذا جرى تقسيم قبيلة الصحافيين إلى كائنات مُدجَّنة ووديعة.
تتحدث عن أعطاب المجتمع، بدل أن تتحدث عن أعطاب السلطة.
صحافةٌ استبدلت وظيفة الرقابة على القرار العمومي…
بسبّ وشتم ولعن وشيطنة زملائهم في مهنة الصحافة التي مازالت تقاوم تحت القصف…
وتفتح فمها بربع الحقائق التي يجهلها الرأي العام.

قال بابلو نيرودا يوماً لسلطات بلاده:
“تستطيعون أن تقطفوا كل زهور الحقل… لكن أبداً لن تكونوا سادة الربيع.”

هذا هو الحاصل مع الصحافة المغربية اليوم.
تمرّ المسكينة من خريف طويل.
حيث جرى تجنيد جل أعضاء المجلس الوطني للصحافة، وجمعية للمسخ الإعلامي في العاصمة الاقتصادية…
من أجل la sous-traitance…
من أجل أعمال المناولة للقمع الذاتي، والتحكم الذاتي، في مشهد إعلامي بلا ضمانات ولا قواعد.
لِّي دوا يرعف.”

اعتقلت السلطات هذه الأيام قلة من صُنّاع التفاهة في الويب المغربي.
اعتقلوا “مولينكس طنجة”.
لكن… ماذا عن “مولينكسات” أخرى في الرباط والدار البيضاء؟
يخرجون كل مساء مثل الخفافيش…
يسبّون الصحافيين…
ويشهرون بهم…
ويعرضون إعاقاتهم الذهنية وهشاشتهم النفسية أمام الجمهور.

هل النيابة العامة تنام باكراً؟
ولا تتابع خرجاتهم؟
وتفاهتهم؟
وتلويث أسماع المغاربة بقصص الفضائح:
— عن رجل لم يعد يعرف زوجته في الفراش…
— وصحافية “تتنطط” بين القبور…
— وميكروفون يوضع أمام قاصر ش*ذ يخبرنا بقصص ليله…
كل هذا موجود وموثّق في “شوف Tv…
وصاحبها الموعود بفتوحات جديدة في عالم الصحافة المفترى عليها…

خرج الصحافيون يوم الجمعة لإسماع صوتهم للحكومة.
مطالبين بأشياء بسيطة:
1/فتح تحقيق قضائي في مؤامرة اغتيال صحافي، والتعبيد الطريق لسجنه.

2/ حلّ المجلس الوطني، وإنهاء حكاية “تصريف الأعمال” التي لم نرَ منها سوى تصريف الأحقاد.

3 /سحب مشروع القانون المعروض على مجلس المستشارين، والذي سينتج أسوأ مما رأيناه في غرفة عمليات الدعم السريع.

4/ احترام حرية الصحافة والإعلام، ورفع الوصاية عن المهنة، والتوقف عن استعمال المال العمومي من أجل القضاء على روح المهنة وروح مقاولاتها.

هل هذا كثير؟
الوزير، الذي لم تُعرَف له مهنة قبل دخول الوزارة على متن “التراكتور”، استبق الوقفة الاحتجاجية.
وقال: إنه لن يستجيب لـ”العدميين”.
وأن المجلس الوطني مؤسسة مستقلة.

وأنا، كواحد من العدميين، أقول له:
هذا قاموس لم يكن حتى إدريس البصري يستعمله مع الصحافيين.
البصري لم يكن يحبهم، لكنه كان يحترمهم… أو يحترم المحترمين منهم..

وها نحن اليوم… في قاع البئر.
في آخر نسخة من انحطاط الصحافة… واستقلاليتها.

الوزير، ومن يقف خلفه، رضوا مجرّد تأجيل مناقشة مشروع القانون في اللجنة المختصة في الغرفة الثانية.
وهو مصرٌّ على تحدّي مشاعر الأغلبية الساحقة من مجتمع الصحافيين…
ومن الأغلبية الساحقة من الرأي العام.
وهو لا يريد للفضيحة في فيلا المجلس الوطني أن تُسقِط القانون.
أو أن تؤسّس لوقفة تأمل… ومراجعة… وتصحيح.
هو يدافع عن مشروع “التشيطن”:
“واش أش؟”
“ونغيزلِيه؟”
“ونرّزّيوه؟”
وإذا عجزنا عن بلوغ الهدف… فهناك un petit mot لعبد النبوي…

هذه ليست قفشات مستخلصة من الفيديو المسرَّب من اجتماع لجنة الأخلاقيات.
هذا مشروع متكامل لتجفيف ينابيع الصحافة الحرة… أو ما تبقى منها.
فيه يدٌ للمحسوبين على المهنة.
ويدٌ للمال العام الذي يعطي — عطاء من لا يخشى الفقر — للموالين…
ويحرم المعارضين.
ثم يأتي التدخل في القضاء يكمل المهمة.
ويفتح أبواب الزنازين لاستقبال الصحافيين.
هل وصلت الرسالة…؟
ابعثوا بها للوزير بنسعيد…
ولكبيره أخنوش…
وللبقية…

ليس سهلاً أن تُغنّي فوق سرير النائمين.

جزء من سكريبت الحلقة الجديدة من برنامج بودكاست كلام في السياسة
رابط الحلقة على اول تعليق شاهد وعلق وشارك هذا المحتوى لرفع الصوت …

Dirección

Zaiolakom. Com
Ciudad De Melilla
62900

Notificaciones

Sé el primero en enterarse y déjanos enviarle un correo electrónico cuando زايــو لكم . كوم publique noticias y promociones. Su dirección de correo electrónico no se utilizará para ningún otro fin, y puede darse de baja en cualquier momento.

Contacto La Empresa

Enviar un mensaje a زايــو لكم . كوم:

Compartir