Sudan Bukra

Sudan Bukra Contact information, map and directions, contact form, opening hours, services, ratings, photos, videos and announcements from Sudan Bukra, Media/News Company, London.

قناة ..
نبض الثورة ..

مدار القمر الصناعي: نايلسات
التردد: 11636 رأسي
معدل الترميز:27500 Symbol Rate
تصحيح الخطأ: 5/6 FEC
الإرسال: DVB-S
التعديل: 8PSK

ثمن الحقيقة في حرب السودان .. الصحفيون بين الاغتيال والاعتقال والهجر القسريمنتدى الإعلام السودانيعيسى دفع اللهالخرطوم، 2...
20/08/2025

ثمن الحقيقة في حرب السودان .. الصحفيون بين الاغتيال والاعتقال والهجر القسري

منتدى الإعلام السوداني

عيسى دفع الله

الخرطوم، 20 أغسطس 2025، (جبراكة نيوز) - مع اندلاع شرارة الحرب في الخرطوم، وجد الصحفي علي العرش نفسه مضطراً للنزوح الى مدينة سنجة، مسقط رأسه وعاصمة ولاية سنار جنوبي العاصمة السودانية. وهناك، وقبل أن تمتد نيران الصراع إلى ولايتي الجزيرة وسنار، كان علي يمارس مهنته الصحفية، ولكنه لم يترك لحاله، ويقول : "بسبب تقاريري الصحفية التي كشفت الإنتهاكات وفضحت التقصير والقمع، تم اعتقالي في 21 أغسطس 2023 من قبل جهاز المخابرات في ولاية سنار .. قضيتُ أكثر من ستة أيام في المعتقل، تعرضت خلالها لتهديدات متواصلة، وتعذيب، ومنعت من مقابلة أسرتي ومزاولة عملي " .

ويحكي علي العرش بداية معاناته وموضوعات تغطياته التي قادت لملاحقته : "عايشت عن كثب فصولًا من مأساة إنسانية لم أكن أتصوّر وقوعها داخل دور ومراكز الإيواء، التي كانت ملاذاً لآلاف النازحين الفارّين من أهوال الحرب ".

من خلال مقابلاته داخل هذه المراكز، وشهادته على الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون، تبيّن للعرش أن الواقع يفوق الوصف. فهؤلاء يعيشون في ظروف مزرية، محرومون من أبسط مقوّمات الحياة، في ظلّ تقصير واضح من السلطات. لم تقتصر المعاناة على الحرمان المادي، بل امتدت إلى مضايقات مستمرة، وتصنيفات عنصرية تعكس طبيعة هذه الحرب .." .

يضيف علي : "وسط هذا الخراب، لمع نجم المتطوّعين الذين أنشأوا غرف طوارئ شكلت قوارب نجاة للهاربين من جحيم الحرب، حيث وفّروا لهم الغذاء والعلاج والمأوى. كانت تلك المبادرات الشعبية، القائمة على الجهود الذاتية والشراكات مع منظمات محلية وأفراد خيرين، شريان حياة حقيقيًا للآلاف " . ولكن، قوبلت هذه الجهود الإنسانية بالتضييق والمنع، بل وصل الأمر إلى اعتقال بعض المتطوعين وإغلاق تلك الغرف الحيوية " .

ويقول العرش : " لم تتوقف الانتهاكات عند حد اعتقالي ؛ إذ داهمت السلطات منزل أسرتي في الثانية صباحًا، للمرة الثانية، وتم اعتقال شقيقي الأصغر وابن عمه كـ"رهائن" للضغط علي لتسليم نفسي " .

مخاطر ميدانية
يقول الصحفي علي العرش إن ما مرّ به ليس حادثًا فرديًا، بل يمثل نمطًا متكرّرًا من المخاطر التي تهدد الصحفيين في مناطق النزاع، وعلى رأسها الاعتقال التعسفي والاحتجاز دون مسوّغ قانوني، في محاولة لتكميم الأفواه ومنع كشف الحقائق.

ويؤكد أن الصحفيين يواجهون أيضًا الاختطاف والإبتزاز من أطراف النزاع، إضافة إلى القتل والاغتيال، خاصة الذين يغطون جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. كما تُمارس ضدهم التهديدات والترهيب، والمراقبة، والمضايقات الرقمية، وحملات التشويه على الإنترنت.

وأعلنت نقابة الصحفيين السودانيين، تسجيل 556 انتهاكاً ضد العاملين في وسائل الإعلام، بما في ذلك مقتل 31 صحفياً "في حوادث اغتيال وقصف مباشر" خلال عامين من الحرب. وأفادت في التقرير الذي صدر في مايو الماضي، باعتقال واحتجاز ما لا يقل عن 239 صحفياً، في حين واجه العشرات الضرب والإساءة والمضايقة والتهديدات، مسجلة 556 انتهاكاً.

وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أن التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون في السنوات الأخيرة، ازدادت مع ظهور ميليشيات وحركات مسلحة جديدة.. ويخضع الصحفيون الذين ينتقدون السلطات أو ينشرون وثائق حساسة للمراقبة. وتتعرض الصحفيات، على وجه الخصوص، للترهيب والتهديد أو الانتقام. ويحظى أولئك الذين يضايقون الصحفيين ويعتدون عليهم بحماية السلطات ويتمتعون بالإفلات التام من العقاب. ومنذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023، تعرضت مباني بعض وسائل الإعلام للهجوم والنهب، وتزايدت الهجمات والإنتهاكات ضد الصحفيين بشكل كبير، مما أجبر الكثير منهم على الفرار خارج البلاد.

من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يقول الصحفي محمد أحمد نزار: " تم اعتقالي بعد أن نشرت خبرًا عن إطلاق ضابط يتبع لحركة تحرير السودان (المجلس الانتقالي)، النار على الزميل الإعلامي نصر يعقوب في سوق نيفاشا" .

وأضاف: "الإعتقال إساءة .. إن وجد الشخص فرصة للخروج فليفعل، الخروج هو الحل مهما كانت التحديات، خاصة مع تدهور الأوضاع .. أنا مصاب بشظية في ساقي، والحياة أصبحت صعبة للغاية وسط تهديدات متواصلة وهشاشة أمنية، وظروف معيشية قاسية.. كثير من الشباب لا يجدون حتى وجبة واحدة يوميًا " .

بين الإستهداف الممنهج والإتهام بالتجسس

يرى الصحفي عبدالعظيم قولو، من ولاية شمال دارفور، أن استهداف الصحفيين في مناطق النزاع أمر معقد ومتعدد الأوجه. ويقول: "لا يمكن تصنيف الإنتهاكات بأنها ممنهجة دائمًا أو عرضية فقط.. غالبًا ما تكون مزيجًا من الاثنين، حسب الدوافع والظروف" . وأوضح أن الاستهداف في كثير من الأحيان يكون متعمدًا ومخططًا له، بهدف إسكات الصحفيين الذين يسعون إلى كشف جرائم الحرب أو فساد الأطراف المتنازعة. وأضاف : " كثيرًا من الإنتهاكات تهدف إلى التحكم في السرد الإعلامي ومنع وصول المعلومات المستقلة إلى الجمهور " . وأشار قولو إلى أن بعض الصحفيين يُصنفون كأهداف عسكرية، أو يُتهمون بالتجسس، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي الإنساني.

رئيس رابطة الصحفيين السودانيين في أوغندا، عزالدين أرباب، يقول : "هناك استهداف ممنهج للصحفيين في كل مناطق السودان، ولا يقتصر الأمر على مناطق محددة.. الصحفيون يعيشون تحت ضغط مستمر بسبب التهديدات التي تطالهم وأسرهم، مما يؤثر على قدرتهم في أداء مهامهم " . وأشار إلى أن الصحفيين في مناطق سيطرة الجيش أو الدعم السريع يواجهون قيودًا صارمة تمنعهم من نشر تقارير وتحقيقات محايدة، مضيفًا أن مجرد حمل الكاميرا أو التصوير قد يعرض الصحفي للاعتقال.

وأكد أرباب أن كثيرًا من الصحفيين قرروا التوقف عن ممارسة المهنة، واتجهوا لأعمال أخرى كالتجارة والعمل اليدوي، بسبب الخوف من الاستهداف من كلا الطرفين .وقال : "المشكلة أن الطرفين في مناطق النزاع يعتبران أن الصحفي الذي لا يؤيدهما بشكل مطلق هو ضدهم ويعمل لصالح الطرف الآخر، وهذا أمر بالغ الخطورة " .

سكرتيرة الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين، إيمان فضل السيد، تقول إن الاستهداف الذي يتعرض له الإعلام منذ إندلاع الحرب في السودان ممنهج، مشيرة إلى وجود ملاحقات للصحفيين والصحفيات بأشكال مختلفة.

4 قتلوا داخل المعتقلات وآخرين هجروا المهنة

وأرجعت إيمان اعتقال عدد من الصحفيين إلى خلفياتهم المهنية، موضحة أن معظمهم تم اعتقالهم من نقاط التفتيش أثناء تنقلهم مع أسرهم من المناطق الملتهبة إلى المناطق الآمنة . وأضافت أن التعرف على هوية الصحفي من خلال بطاقته المهنية يؤدي في كثير من الأحيان إلى اعتقاله لهذا السبب تحديدًا .وأكدت إيمان مقتل أربعة صحفيين داخل المعتقلات.

كما أشارت إلى أن الصحفيين الذين نزحوا داخل السودان وواصلوا عملهم في ملفات صحفية بولايات مثل القضارف وكسلا، تعرضوا أيضًا للملاحقة والاعتقال، مضيفة أن هذه الملاحقات طالت حتى المصادر الصحفية.

وقالت إيمان إن معظم الصحفيين الذين عملوا في ملفات تتعلق بمراكز الإيواء، وأجروا مقابلات مع مصادر داخل هذه المراكز، تعرضوا لضغوط، إذ تقوم الجهات الأمنية بمداهمة المراكز واعتقال المصادر والتحقيق معهم لمعرفة أسماء الصحفيين الذين تواصلوا معهم. وأوضحت أن هذه الممارسات تحدث حتى في مناطق سيطرة الجيش السوداني، حيث لا يُسمح للصحفيين بتجاوز الخط التحريري الذي تحدده الجهة المسيطرة.

وأضافت فضل السيد أن عددًا كبيرًا من الصحفيين اضطروا إلى هجر المهنة، بينما يعمل البعض من خارج السودان، وحتى هؤلاء لم يسلموا من التهديدات. وذكرت أن هناك من تركوا العمل الصحفي نهائيًا، وآخرين فرضوا على أنفسهم رقابة ذاتية حتى على حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي. وخلصت إلى أن هناك عزوفًا متزايدًا عن التعبير عن الرأي أو العمل في المجال الصحفي، نتيجة للتهديدات المتواصلة التي يتعرضون لها.

إنعدام الحماية

وقالت الصحفية زمزم خاطر إن الاستهداف الممنهج للصحفيين في مناطق النزاع يهدف إلى ترهيبهم وإسكات الأصوات التي توثق للانتهاكات أو تدينها. وأضافت أن أطراف النزاع لا ترغب في وجود صحفيين مستقلين؛ لذلك، يصبح الصحفي في مناطق النزاع مجبرًا على الانحياز لأحد الأطراف المسيطرة لحماية نفسه من المخاطر التي قد يتعرض لها، مثل الاعتقال، أو الاختطاف، أو الإخفاء القسري، أو التعذيب. وأشارت إلى أن بعض الصحفيين قُتلوا في مناطق معينة بالسودان. واعتبرت أن أقسى ما يمكن أن يواجهه الصحفي هو أن يضطر للهروب حفاظًا على حياته.

وأضافت " لا توجد جهة قادرة على توفير الحماية لأي مدني، فضلًا عن الصحفي، لأن النزاعات المسلحة تفتقر إلى الأخلاق ولا تلتزم بالعهود والمواثيق الدولية التي تضمن حماية المدنيين.. " .

المجتمع المدني ما زال قادراً

وأشارت خاطر إلى أن المنظمات والروابط المهنية لديها القدرة على الضغط على أطراف النزاع لحماية الصحفيين. واستدلت على ذلك بإطلاق سراح الصحفيين نصر يعقوب ومحمد أحمد نزار في مدينة الفاشر، والذي جاء نتيجة للضغط الكبير والمناصرة من الصحفيين السودانيين والمجتمع المدني.

ويرى الصحفي على العرش أن الأمر يتطلب جهودًا تكاملية تشمل الصحفيين أنفسهم، والمؤسسات الإعلامية، والمنظمات الدولية، لتوفير التدريب على السلامة والأمن، والإسعافات الأولية، وكيفية العمل في بيئة ومناطق النزاع.

فيما يرى عز الدين أرباب أن حماية الصحفيين تتطلب ضغوطًا دولية متواصلة، وتضامنًا مهنيًا من الزملاء والزميلات في مواجهة محاولات إسكات الصحافة الحرة . ودعا لإطلاق حملات مناصرة مستمرة لكشف هذه الإنتهاكات أينما حدثت .

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء هذه المادة من إعداد (جبراكة نيوز) لكشف حجم الاستهداف والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون السودانيون منذ اندلاع الحرب. ويوثق أنماط القمع من اغتيال واعتقال وتعذيب وملاحقة أسرية ورقمية لإسكات الأصوات المستقلة. ويبرز غياب الحماية واستفحال الإفلات من العقاب الذي يدفع كثيراً من الصحفيين لترك المهنة، ويدعو إلى التضامن والضغط المحلي والدولي لضمان حماية الصحفيين وصون حرية الإعلام.

18/08/2025

أربع مدن سودانية تحت الحصار والجوع ينهش سكانها حد الموت

منتدى الإعلام السوداني

دارفور- كردفان، 18 أغسطس 2025، (التغيير) - خرجت فاطمة، وهو إسم مستعار، من خيمتها في معسكر أبوشوك بولاية شمال دارفور غربي السودان، بحثًا عن طعام لأطفالها الذين يعانون من الجوع . وعندما عادت، وجدت أن أحدهم قد فارق الحياة بسبب سوء التغذية الحاد الذي أصاب أطفالها الخمسة، وذلك بعد توقف التكايا وانعدام الغذاء في مدينة الفاشر.

فاطمة ليست الوحيدة التي فقدت أبناءها بسبب الجوع والمرض. هناك العشرات من الأمهات اللاتي فقدن فلذات أكبادهن تحت وطأة الجوع والحرمان في المدن الواقعة تحت الحصار، بسبب النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع لأكثر من عامين. في هذه الأوضاع، تتلاشى الأصوات وتُكتم الصرخات خلف جدران الألم والمعاناة.

حصار الفاشر وأكل "الامباز"
في حاضرة شمال دارفور مدينة الفاشر تفرض قوات الدعم السريع حصارًا مطبقًا على المدينة، منذ نحو 15 شهرًا، حال دون وصول الغذاء والدواء إلى أكثر من 500 ألف مواطن، يعيشون في ظروف إنسانية بالغة السوء. وأدى الحصار إلى نفاد السلع الأساسية من أسواق المدينة، مثل السكر والبصل والدقيق والعدس، كما انعدمت الأدوية المنقذة للحياة بشكل كبير، ما تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير.

السكان اضطروا إلى تناول "الأمباز"، وهو بقايا الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيت، ويستخدم "كعلف للحيوانات" بعد توقف التكايا التي كانت توفر لهم الطعام، مما يعكس شدة الأزمة الغذائية التي يواجهونها.

أربعة أشخاص يموتون جوعاً كل اسبوع
ويقول مسؤول الإعلام بمخيم أبو شوك، محمد آدم، في تصريح لـ"التغيير" : " هناك إنعدام تام للسلع الغذائية الأساسية في مدينة الفاشر" . وأشار إلى أن السكان لجأوا لأكل "الامباز" وأوراق الشجر لطرد إحساس الجوع من بطونهم " .

وكشف عن وفاة أربعة أشخاص أسبوعيًا بسبب الجوع والمرض في مخيم أبوشوك، مبينًا أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في عدد الوفيات، حيث توفي 21 شخصًا خلال 45 يومًا الماضية. واصفاً الوضع في مدينة الفاشر بالكارثي ويتطلب تدخلاً عاجلاً، ودعا إلى الإسقاط الجوي للمواد الغذائية لإنقاذ الأرواح.

وطالبت الحكومة السودانية الأمم المتحدة بالتدخل عبر طائراتها وناقلاتها، تحت إشرافها المباشر، لإنقاذ حياة مواطني الفاشر والمناطق المجاورة لها.

جهات أممية ودولية دعت لإنهاء الحرب، تجنبًا لكارثة إنسانية تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

وتجاهلت قوات الدعم السريع جميع النداءات الأممية الملحة بضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في مدينة الفاشر.

كادقلي والدلنج بلا طعام ولا إتصالات
الفاشر ليست المدينة الوحيدة التي تعاني من الحصار المطبق وانعدام الغذاء. هناك العديد من المدن في ولاية جنوب كردفان تعاني من ذات الحصار، منها مدينتا كادوقلي والدلنج أكبر مدن ولاية جنوب كردفان، حيث تعاني هذه المدن من انعدام الغذاء بعد أن قطعت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية الطرق الرئيسية التي تؤدي إليها، خاصة طريق الدلنج الأبيض والطريق الذي يربط سوق أبو نعامة بمدينة كادوقلي.

الأمر الذي زاد من حدة الأزمة الإنسانية في المنطقة، ولجأ المواطنون إلى أكل أوراق الشجر والحشائش بسبب انعدام المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، لتصبح غير متاحة للكثيرين من السكان، خاصة الذين فقدوا مصادر دخلهم ووظائفهم بسبب استمرار الحرب لأكثر من عامين.

ويقول عضو بغرفة طوارئ كادوقلي لـ"التغيير" : هناك إنعدام في المواد الغذائية الأساسية في أسواق كادوقلي والدلنج، مضيفًا أن المواطنين ليس لديهم أموال لشراء أي نوع من السلع للحفاظ على حياتهم لذلك لجأوا لأكل أوراق الشجر والحشائش بعد توقف وصول المساعدات الإنسانية بسبب إغلاق الطرق التي تمثل شرياناً لحياة سكان جنوب كردفان.

وأكد المصدر الذي فضل حجب اسمه لدواعٍ أمنية، أن مدينة كادوقلي، تنعدم فيها المواد الغذائية الأساسية مثل السكر والدقيق والزيت بسبب قطع طريق الدلنج. وأشار إلى أن مدينة كادوقلي تفتقد لشبكات الإنترنت بعد جمع أجهزة ستارلينك، بالإضافة إلى مصادرة هواتف الناشطين في المدينة، تحت ذريعة التعاون مع الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو.

وأوضح المصدر أن مدينة كادوقلي تتعرض لحصار منذ أشهر، لافتًا إلى أن استمرار إغلاق الطريق سيؤدي إلى حدوث مجاعة في المدينة.

انعدام الخدمات
من جانبه، أقر نائب والي جنوب كردفان بانعدام الخدمات الأساسية وتدهور أوضاع المواطنين في كادوقلي والدلنج خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى غياب خدمات المياه والصحة والكهرباء والاتصالات، معربًا عن أمله في تلبية الاحتياجات الإنسانية بصورة عاجلة.

ومنذ نهاية يونيو الماضي، أغلقت قوات الدعم السريع، بالتحالف مع الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو، الطريق الرابط بين كادوقلي والدلنج نحو شمال كردفان، كما تسيطر على ممر بديل يصل بين المدينتين وجنوب السودان، ما أدى إلى توقف المساعدات الإنسانية والقوافل التجارية.

قمع احتجاجات نسائية على الأوضاع
وكانت عشرات النساء قد خرجن في احتجاجات منتصف الشهر الماضي في مدينة كادوقلي للمطالبة بتحسين الأوضاع، وتعرضن للقمع من السلطات المحلية، بما في ذلك الإعتقال، في وقت تقول فيه حكومة الولاية إن هناك قرارًا بمنع التجمعات بموجب قانون الطوارئ.

الأبيض أوضاع إنسانية حرجة
وتشهد حاضرة ولاية شمال كردفان مدينة الأبيض أوضاعًا إنسانية حرجة بعد تجدد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على تخوم المدينة التي تأوي آلاف النازحين من قرى وفرقان الإقليم التي أدت العمليات العسكرية إلى نزوحهم وسط ظروف إنسانية وصحية سيئة للغاية.

وقال محمد الأمين وهو متطوع بالأبيض في حديثه لـ"التغيير" : المدينة تعيش إنقطاع بالتيار الكهربائي منذ عدة أيام، وذلك بالتزامن مع معارك عسكرية بين الجيش والدعم السريع. وأشار إلى أن الأوضاع الإنسانية في غاية السوء، إلى جانب شعور المواطنين في المنازل بفقدان الأمان، مما أدى إلى نزوحهم من الأحياء الغربية للمدينة.

وأكد أن أسعار السلع الاستهلاكية قفزت بنسبة (500)% عما كانت عليها قبل إندلاع حرب منتصف أبريل. وأوضح أن المدينة تأوي آلاف النازحين بعد تهجيرهم من مدنهم وقراهم في إقليم كردفان. ولفت إلى أن المدينة في الأيام الماضية تشهد قصفاً متكرراً بالطيران المسير والمدافع الثقيلة مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين.

وقال الأمين إن انقطاع الكهرباء أوقف عمل محطات المياه وارتفع سعر برميل المياه إلى عشرة آلاف جنيه، ما يعادل (20) دولارًا أمريكيًا. وأشار إلى أن الوضع الصحي كارثي مع انعدام الوقود لتشغيل المولدات في المستشفى الحكومي العام، بينما توفر المستشفيات الخاصة الوقود من السوق الموازي بأسعار باهظة.

ويتخوف المتطوع من تدهور الوضع أكثر مع تجدد المعارك العسكرية على تخوم هذه المدينة.

وكانت قوات الدعم السريع قد دعت، في بيانٍ صدر يوم الأحد 3 اغسطس 2025، سكان مدينة الأبيض إلى التزام منازلهم وعدم مغادرتها لأي سبب، والإبتعاد عن مواقع انتشار القوات المسلحة والجهات التي تقاتل إلى جانبها، وذلك حفاظًا على سلامتهم.

وفي المقابل، دعت حكومة ولاية شمال كردفان المواطنين إلى عدم الالتفات لما وصفها بـ "الشائعات" التي تبثها قوات الدعم السريع حول تقدمها نحو مدينة الأبيض. وقال عبد الخالق عبد اللطيف والي الولاية " أدعوا إلى عدم الإلتفات للشائعات المضللة التي تروجها المليشيا وأعوانها"، بحسب تعبيره.

وطالب الوالي المزارعين بالتوجه إلى زراعة أراضيهم، في ظل توسعة الدائرة الأمنية حول المدينة، وبفضل الخريف المبشّر هذا العام. وأكد أن الأوضاع الأمنية في مدينة الأبيض مستقرة تمامًا.

وقالت منظمة الهجرة الدولية، في أواخر يوينو الماضي، إن 3,260 أسرة نزحت من عدة قرى في محلية بارا بسبب تزايد انعدام الأمن"، مشيرة إلى أن الفارّين نزحوا من 12 قرية على الأقل، منها أم قرفة، والمرخة، وأم تراكيش.

يعاني السودان من أكبر أزمة نزوح في العالم في ظل صراع مستمر، حيث تتهم منظمات حقوق الإنسان طرفي النزاع في السودان باستخدام المجاعة كسلاح في الحرب. وفي ذات الوقت، لم تحقق اجتماعات الرباعية أي تقدم ملموس في وقف الحرب، التي خلفت، وفقًا للأمم المتحدة، أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وتضع الأمم المتحدة الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على المدن المحاصرة كخيار، بعد تعذر إيصال الإمدادات عبر الطرق البرية بسبب الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع، وبدء موسم الخريف الذي أدى إلى انقطاع الطرق.

وتنتظر فاطمة وأطفالها، وآلاف المدنيين في المدن المحاصرة، بلهفة إلى لحظة فك الحصار ووصول المساعدات الإنسانية، عسى أن تعود الحياة إلى طبيعتها بعد صراع امتد لأكثر من عامين. المدنيون هم الضحايا الوحيدون لهذا النزاع، فقدوا الأرواح والأملاك، وبطونهم التي تئن من الجوع لم تجد حتى الآن استجابة تُذكر.

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء هذه المادة من إعداد (صحيفة التغيير) لعكس الأوضاع الإنسانية الكارثية في مدن الفاشر وكادقلي والدلنج والأبيض المحاصرة، حيث يعاني مئات الآلاف إنعدام الغذاء والدواء والخدمات الأساسية ونفاد السلع الأساسية وتوقف التكايا، ليضطر الأهالي لأكل علف الحيوانات في أفضل الحالات .

ناجيات من (الجنينة).. قصص مروعة عن الحرب والهروب والانتهاكاتمنتدى الإعلام السودانيأمل يحيىالجنينة، 16 أغسطس 2025، (شبكة ...
16/08/2025

ناجيات من (الجنينة).. قصص مروعة عن الحرب والهروب والانتهاكات

منتدى الإعلام السوداني

أمل يحيى

الجنينة، 16 أغسطس 2025، (شبكة إعلاميات)- شهادات صادمة ومروعة ترويها ناجيات من أحداث الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، التي عاشت أحداثا دامية منذ سنوات، لم تتعاف منها بعد. المدينة التي ظلت تشهد معارك وحروب مستمرة وسلسلة من المجازر والهجمات العنيفة، وسقوط العديد من الضحايا من النساء والأطفال، وحركات نزوح واسعة . لكن تاريخ الخامس عشر من أبريل 2023 سجل أحداثا ومآسي كانت الأكثر قسوة على الإطلاق.

في مسيرة الهروب ماتت طفلتي على ظهري

"كانت الأوضاع هادئة بالمدينة في يوم 15 أبريل 2023، فقد بثت تطمينات من قوات الجيش وقوات الدعم السريع بالاتفاق على عدم إشعال الحرب بـ (الجنينة)". بهذه الكلمات حكت (م. أبكر) التي تسكن بـ (حي المدارس) بالقرب من سوق المدينة قائلة: "كنت استعد للذهاب إلى السوق لشراء بعض المستلزمات للإفطار، وكانت الأوضاع هادئة، لكن عند خروجي سمعت أصواتا كنت أعلمها جيدا، فهذه ليست المرة الأولى فقد شهدت الكثير من الحروب والمعارك بدارفور منها حرب 2003. وأضافت: "كنت أقيم في حي المدارس الذي يبعد أمتارا قليلة من سوق الجنينة.. كنا نسأل: ماذا يحدث"؟ قالت: ازدادت أصوات المدافع والقذائف، أصوات صراخ تعلو.. وفجأة دخل علينا أفراد من مليشيات الدعم السريع وقاموا بضربنا، ومن هنا تفرقنا كأسرة. كنت أنا وأبي وبناتي التوأم، وفاطمة ابنتي الكبرى مع أمي، هربنا مسرعين نحو الحدود السودانية التشادية في مسيرة يومين كاملين. وفي الطريق كانت الجثث مبعثرة، رجالا وأطفالا ونساء.

وتواصل (م. أبكر) روايتها: لم تكن حالنا بأفضل من تلك الجثث فقد كنت أحمل إحدى بناتي على ظهري والثانية على كتفي. وفجأة سقطت قذيفة (دانة) بالقرب منا، بعد دقائق نهضت والدماء تغطي جسدي كله. نظرت حولي وجهة أبي، كان مصابا وقطعت إحدى يديه، وابنتي على ظهري أصيبت أيضا. مرت لحظات حتى استوعبنا أن ما حدث. كنت خائفة على بناتي، ساعدت أبي ومعنا مجموعة من الأطفال والنساء، واصلنا الركض نحو الحدود، فنحن نعلم الطريق جيدا، فهذه ليست المرة الأولى التي نسير فيها عليه. تقول: "قبل أن نصل توفيت ابنتي فوق ظهري ولم أكن أعلم لحظات احتضارها". كان هناك مصابين في الطريق إلى جانب جثث يطلبون المساعدة ولكن، كلنا نريد الفرار والنجاة بحياتنا.

وتابعت: عندما وصلنا الحدود، وجدنا مجموعة من المسلحين، كانوا يضربوننا ويقتلون الرجال والأطفال من الذكورأ مام أعيننا، كانوا يقولون: "رجالكم وين؟ احنا بنقتل أي راجل من المساليت، والجنينة دي تكون حقتنا". وتقول "ما حدث في الجنينة كان استهدافا لإثنية المساليت وهي جريمة حرب وإبادة جماعية".



قتلوا ابني وزوجي أمامي وأصابوا ابتتي

مروة محمد، أم لأربعة أطفال وربة منزل، تقطن (حي الجمارك)، تروي عن ذلك اليوم: " شعرت بالخوف، لذلك لم نتحرك مع أبنائي وزوجي، مكثنا داخل المنزل لأيام، وبعدها سمعنا أصوات الجيران وتحديدا أصوات النساء يستنجدن.. هنا كنت واثقة تماما أن نهاية حياتنا قد حانت.. طلبت من أبنائي أن ينطقوا بالشهادة.. بعد نصف ساعة، فُتح بابنا، كنا نختبئ تحت الأسرة.. فقاموا بإطلاق نار كثيف". وتروي مروة في شهادتها: طالبونا بالخروج إلى فناء المنزل، خرجنا، فقاموا بإطلاق النار على زوجي وابني الأكبر (15 عاما) أمامي وبناتي. طلبوا مني النقود والذهب، وأخبرتهم أني لا أملك شيئا، فقاموا بضربنا، أنا وبناتي، وتفتيش المنزل، وهددوني بالقتل.. ثم أطلقوا علينا النار وأصابوا ابنتي الوسطى (10 سنوات)، برجلها اليمنى.

وتضيف في حديثها: "أحداث الجنينة، وتحديدا (حي الجبل)، شاركت فيه نساء.. قمن بضرب النساء وسرقة الذهب والممتلكات من المنازل، نعرفهن جيدا لأننا نقطن في حي واحد.. وعند فرارنا، كن يضحكن ويزغردن، ورجالهم يقتلون الرجال ويغتصبون النساء والفتيات".

وتكمل: "تركنا جثتي زوجي وابني في فناء المنزل وفررنا نحو الحدود خوفا من اغ**اب بناتي.. كنا نسمع على الطريق صراخ الأطفال، نرى جثث لأشخاص أغلبها جثث لرجال وشباب وأطفال ذكور".

قوات الدعم السريع ارتكب مجزرة في (اردمتا) تحولت إلى حرب أهلية

قالت فاطمة أبكر، معلمة من (حي أردمتا): عندما بدأت الأحداث في الجنينة كنا بعيدين عنها، ولكن بعد مقتل الوالي، خميس عبدالله أبكر، في يونيو، أشار علي أخي بعد مشاهدة فيديو مقتل الوالي بالمغادرة إلى تشاد فورا، فالدعم السريع ومليشياته قادمون لا محال لوجود قيادة الفرقة العسكرية في (أردمتا). وأضافت: لكن الأوضاع لم تكن آمنة، حيث سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة وقامت بنهب الممتلكات والأسواق والمستشفيات. وبعدها بيومين هاجمت تلك القوات المدينة، فكانت مجزرة دامية، بعد اندلاع الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وتحولت إلى حرب أهلية بين مجموعة "المساليت" والمجموعات العربية في مدينة الجنينة. قالت: "سمعنا بأن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ستهجم على الأحياء والمعسكرات، فقررنا الخروج في نفس اليوم.. لكنها كانت تحاصر (أردمتا) من أربعة اتجاهات في ليلة بائسة.. مرت علينا ساعات ونحن نفر من مكان لآخر طلبا للخروج لكن كانت الطرق جميعها مغلقة.. وفي الصباح، بدأ الهجوم بسيارات وخيول ومواتر، كانوا يقتلون الرجال والأطفال الذكور، وآخرين يصورون مشاهد الأحداث.. قاموا بتعذيب الرجال وقتلوهم بطرق وحشية طوال ذلك اليوم.. اغتصبوا عددا كبيرا من فتياتنا، بينهن ابنتي القاصر. كانوا يقولون لنا أين رجالكن؟ أين هم الآن بينما نحن نغتصبكن؟ ويضحكون بأصوات عالية.. وكان أغلبهم سكارى، فلا يمكن لشخص أن يقتل أشخاصا بالطرق الوحشية تلك وهو على وعي".

وتكمل فاطمة روايتها: بعد يوم هدأت الأوضاع فخرجنا سيرا على الأقدام لأربعة أيام وصولا إلى الحدود التشادية نحو منطقة (أدري). تقول: "كنت أبحث عن أمي وأخواتي، وجدت بعضهم وأخبروني بأن أبي قتل أمام المنزل. وأخي الأصغر حتى الآن مفقود.. لقد تفرقنا". وأضافت: إحدى المنظمات قدمت الدعم النفسي لابنتي عند وصولنا الحدود، ولكنها حتى الآن تعاني، أحيانا تصرخ ليلا بأصوات عالية، أقوم بتهدئتها، ولكنها نفسيا أصبحت غير سوية.

كنت حاملا.. قيدوني وضربوني بعصاة

قالت مريم عبدالله، ناشطة حقوقية ومدافعة عن حقوق المرأة: "كنت حاملا في منزلي بالجنينة عند هجوم قوات الدعم السريع، تم تقييدي بحبل وضربي بعصا.. شهدت اغ**ابات في طريق عام. ورأيت جثثا في الطريق، وفقدت العديد من أفراد عائلتي، زوجي الحافظ يوسف يحيى، وابني أبي إبراهيم عبدالله آدم، وابنة خالي خديجة شرف الدين حامل بـ 9 أشهر، جميعهم مفقودين.. هربت بصعوبة مع ابنتي وأختي، وأنا حامل في 6 أشهر، هربنا نحو تشاد سيرا على الأقدام. وفي طريقنا وجدنا مجموعة من الصعوبات من الدعم السريع، يقولون: "أنتم زرقا، نوبة، عبيد، مساليت"، ألفاظ بذيئة وإساءات. وصلنا تشاد بعد 3 أيام".

قال: كانت رؤية جثث النساء والأطفال ترعبني، تم قتل زميل زوجي خاطر جمعة أمامي.. وصلت إلى تشاد ولم أجد مساعدة كافية من المنظمات، وكانت تجربة صعبة للغاية. تحولت حياتنا كلها إلى مسار حزين وكئيب، ولم نجد أبسط مقومات الحياة، من مأوى وطعام والرعاية الصحية الكافية، رغم أنني حامل.

تقارير دولية داعمة للروايات

قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن المقابلات التي أجريت مع الفارين من (الجنينة) إلى (أدري) في تشاد، كشفت وقائع مروعة عن قيام ميلشيا "عربية" مدعومة بقوات الدعم السريع بقتل الفارين من المدينة سيرا على الأقدام.

وفي ذات السياق قال آدم محمد رجال رئيس المنقسية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور، لـ (شبكة إعلاميات)، نشبت الأزمة في الجنينة في نهاية عام 2023، مما أدى إلى نزوح واسع النطاق للسكان. لا تتوفر إحصائيات دقيقة حول عدد النساء الناجيات، ولكن تشير التقديرات إلى أنهن قد يشكلن نسبة كبيرة من الناجين، ربما حوالي 70%، نظرا للخسائر الكبيرة في صفوف الذكور.

شهدت الجنينة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل العمد، القتل خارج نطاق القانون، الاغ**اب، الحرق، الاختطاف والتعذيب. هذه الانتهاكات كانت فظيعة ومروعة، وتركت آثارا عميقة على السكان.

وتعاني النساء الناجيات من صدمات نفسية شديدة بسبب المعاناة والانتهاكات التي تعرضن لها. خاصة في مراكز الإيواء والمعسكرات في تشاد، حيث يعشن في ظروف صعبة ويحملن ذكريات مؤلمة عن الأحداث التي شهدنها. وتوزع الناجيات من الجنينة على مناطق متعددة، حيث توجه بعضهم إلى شرق تشاد، بينما بقي البعض الآخر في دارفور.

أعراض نفسية متعددة ظهرت على الناجيات والأطفال

د. منى رحمة الله على طبيبة ونائبة اختصاصي قالت: شهدت منطقة الجنينة انتهاكات جسيمة خلال الحرب، هذه الانتهاكات ليست فقط جرائم حرب، بل تُخلّف آثارا نفسية عميقة على الناجين والمجتمع ككل. وأوضحت ملاحظة خلال جلساتها مع الناجيات من الجنينة، ظهور أعراض متعددة، بما في ذلك: اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD) وأعراض مثل التذكر القهري للتعذيب، الكوابيس، فرط اليقظة، وتجنب الأماكن والأشخاص المرتبطين بالصدمة. فضلا عن الاكتئاب الشديد نتيجة لفقدان الأطفال أو ذويهن، والشعور بالعجز وفقدان الأمل، والذي قد يصل إلى السلوك الانتحاري في بعض الأحيان.

وتضيق د. منى، القلق الوجودي خاصة لدى الأطفال الذين فقدوا آباءهم دون تفسير، أو الذين قتلوا آباءهم أمام أعينهم. وكذلك من أثر الترويع على الأطفال، التبوّل اللاإرادي، صعوبات النطق، والرهاب الاجتماعي.

هذه الأعراض تظهر مدى تأثير الانتهاكات على الصحة النفسية للناجين، وتبرز الحاجة إلى دعم نفسي متخصص لمواجهة تلك التحديات.

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء هذه المادة من إعداد (شبكة إعلاميات) لتسليط الضوء على ما وقع من انتهاكات جسيمة على المدنيين في مدينة (الجنينة) غرب دارفور، خلال الحرب الدائرة، وعلى النساء بشكل خاص وتأثير ذلك على حياتهن وصحتهن النفسية، ومدى ما وجدنه من دعم من عدمه.

مخيم زمزم .. قتل وهروب متجدد ومآسي نزوح بلا نهاية منتدى الإعلام السودانيشمال دارفور، 16 أغسطس 2025، (سودان بكرة)- كأن ال...
16/08/2025

مخيم زمزم .. قتل وهروب متجدد ومآسي نزوح بلا نهاية


منتدى الإعلام السوداني

شمال دارفور، 16 أغسطس 2025، (سودان بكرة)- كأن القدر كتب عليهم الفرار والتهجير والحياة وسط بؤس وخوف دائم. النازحون في (مخيم زمزم)، الذي يقع على بعد 15 كلم جنوب الفاشر، كان ملاذا لمئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من النزاع في دارفور منذ أكثر من عشرين عاما، لكن من ظنوا أنه موقع أمنهم تحول فجأة إلى مسرح لكارثة إنسانية جديدة، أُلقي عليها ستار من الصمت الدولي، بعد هجوم قوات الدعم السريع والسيطرة عليه، وتعرض النازحين لصنوف من الانتهاكات، ليختفى المخيم من على خريطة المساعدات والإغاثة، تاركا وراءه آلاف القصص المأساوية التي لم تُروَ بعد.

مخيم كان "مدينة" في قلب الصحراء

تأسس مخيم زمزم في عام 2004، ليصبح على مر السنين واحدا من أكبر مخيمات النزوح في السودان. حيث كان يضمّ، قبل الحرب وتصاعد النزاع في عام 2023، أكثر من 120.000 نازح. ومع بداية عام 2024، تزايد العدد ليُقدّر بين 500,000 و 700,000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. ويشكل المخيم مجتمعا مصغرا يضم أسواقا ومراكز صحية ومدارس مدعومة من منظمات إنسانية دولية ومحلية.

وخلال فبراير ومارس 2025 تغيرت الصورة بالكامل، حيث تصاعدت الهجمات على (مخيم زمزم) والمناطق المحيطة، ما أدى إلى تعليق منظمة (أطباء بلا حدود) لأنشطتها بما فيها المستشفى الميداني بالمخيم. إلا أن الهجوم الأكبر الذي دام لثلاثة أيام، 11- 13 أبريل 2025 كان الأعنف، وأسفر عن مئات القتلى يقدر عددهم بأكثر من 400 شخص، وفرار نحو 400,000 من سكان المخيم إلى مناطق أخرى، تاركين وراءهم كل ما يملكون. وتشير التقارير إلى أن المهاجمين نهبوا وحرقوا الممتلكات، وحولوا المخيم إلى منطقة خالية من الحياة.
شهادات من قلب الكارثة

النازحون يروون التدهور في أحوالهم من بدايات الفرار من الحرب، حين كانت المساعدات الغذائية والسكنية متوافرة، على عكس الوضع اليوم، إذ انقطع الغذاء والخيم، وفُقد الأمن معهما.

يروي محمد يوسف، 65 عاما، والذي نزح من (مخيم زمزم) إلى منطقة (طويلة)، قصة أيامه الأخيرة في المخيم بصوتٍ يملؤه الألم: " كنا نعيش في خوف دائم، لكننا لم نتوقع أن يأتي اليوم الذي نضطر فيه إلى ترك كل شيء.. رأيت بأم عيني كيف كانوا يطلقون النار عشوائيا على الناس.. كنا نركض ونحن لا نعرف إلى أين نذهب ". ويضيف محمد يوسف: "هذه ليست المرة الأولى التي أُهجّر فيها، لكنها الأكثر قسوة.. في السابق كانت هناك خيم، طعام، ومساعدات.. اليوم، ليس لدينا شيء، ننام تحت الأشجار، ونأكل مما نجده.. لا أحد يهتم بنا".

وفي داخل مدينة الفاشر، تعيش فاطمة علي، التي نزحت من المخيم مع أطفالها الثلاثة، حياة جديدة من المعاناة. تقول: "كنت أبيع الشاي في المخيم لأُطعم أولادي.. الآن لا أستطيع الخروج من المنزل خوفا من القتل أو الاغ**اب.. ليس لدينا طعام، ولا مال.. أطفالي يبكون من الجوع، وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا لهم".

ووفقا لصحيفة (الغارديان) أكدت كلير نيكوليه، نائبة رئيس قسم الطوارئ في منظمة (أطباء بلا حدود)، إن الهجوم استهدف "أحد أكثر الشعوب ضعفا على وجه الأرض". وأشارت إلى أن من نجا منهم تعرض لـ "عمليات نهب واسعة النطاق، وعنف جنسي، وهجمات أخرى أثناء الطريق، بالإضافة إلى أوضاع معيشية مروعة في مواقع النزوح المؤقتة".
الانتهاكات ضد النساء

نزحت "أمينة" من (مخيم زمزم) بسبب العنف، إذ تعرّضت للاغ**اب من مسلحين أثناء محاولتها العودة إلى منطقتها بعد سقوط المخيم. ووفقا لشهادتها، كان المهاجمون يختارون الفتيات الصغيرات ويطلقون النساء الأكبر سنا، وهو ما وصفته بـ"الأمر الفظيع".

تُعاني فاطمة حاليا من اضطرابات نفسية حادة نتيجة للصدمات المتكررة والانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها، وتؤكد أن غياب الحماية وانعدام الأمن جعل النساء أهدافا سهلة أثناء التنقل والفرار.

ووثقت (الغارديان) أن أعدادا كبيرة من النساء قد اختُطفن وما زلن في عداد المفقودين، وهناك أكثر من 20 امرأة نُقلن إلى نيالا، المعقل الرئيسي لقوات الدعم السريع، والواقعة على بعد 160 كيلومتر من زمزم.
أرقام تُخجل الصمت

تقدم الأرقام التي وثّقتها المنظمات الإنسانية صورة أكثر وضوحا لحجم الكارثة. وفقا لشبكة (صيحة) SIHA، وصل عدد القتلى المدنيين الموثقين حتى 13 أبريل إلى نحو 330 شخصا، من بينهم 42 امرأة، إضافة إلى 200 امرأة مصابة وعدد من الأطفال. هذه الأرقام هي مجرد جزء من الصورة الكاملة، فعدد الضحايا الفعلي يقدر بأكثير من ذلك.

ويُظهر تقرير للأمم المتحدة أن الأزمة الغذائية في المخيم وصلت إلى مستويات حرجة، حيث كان نحو نصف السكان يعانون من نقص الغذاء قبل الهجوم. ومع تشتت النازحين في مناطق جديدة لا تتوفر فيها المساعدات، من المتوقع أن تتفاقم هذه الأزمة.

وتؤكد التقارير أيضا أن أكثر من 825,000 طفلا في المنطقة أصبحوا معرضين للخطر الشديد بسبب النزوح، ونقص الغذاء، وتوقف الخدمات الصحية والتعليمية. هذه الأرقام تُشير إلى جيل كامل يُدمّر مستقبله بسبب النزاع.

موقف المنظمات الإنسانية والحاجات العاجلة

كانت المنظمات الإنسانية تعمل بجهد داخل المخيم لتقديم المساعدات، لكن بعد الهجوم، توقفت أعمالها، وانقطع التواصل مع الكثير من النازحين. "كنا نقدم المساعدة الغذائية والصحية لمئات الآلاف من الأشخاص، لكن اليوم لا نعرف مصيرهم.. نحن قلقون للغاية من أن الكارثة التي كنا نخشاها قد وقعت بالفعل"، يقول أحد العاملين في منظمة إغاثية كانت تعمل في المخيم.

يُشير العامل إلى أن الحاجة الملحة الآن هي التدخل العاجل من المجتمع الدولي لفتح ممرات آمنة للنازحين، وتوفير المساعدات الإنسانية في المناطق التي فروا إليها، والضغط على الأطراف المتنازعة لحماية المدنيين.

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد (سودان بكرة) حول قصة (مخيم زمزم) تُعبر عن الانتهاكات وما تعرض له من تحديات، لأكبر مخيم للنزوح في البلاد، في ظل غيابٍ شبه كامل للمتابعة الإعلامية والدعم الدولي. وهي معاناة تتفاقم مع مضي الوقت وفقدان الأمن، ما يتطلب تحركا عاجلا للحؤول دون تجدد كارثة إنسانية تُهدد مئات آلاف النازحين.

مبادرة حكومية لعودة الصحافة السودانية.. محاولة إنعاش أم خطة لتدجين الإعلام؟منتدى الإعلام السودانيالخرطوم، 13 أغسطس ٢٠٢٥،...
13/08/2025

مبادرة حكومية لعودة الصحافة السودانية.. محاولة إنعاش أم خطة لتدجين الإعلام؟

منتدى الإعلام السوداني

الخرطوم، 13 أغسطس ٢٠٢٥، (سودان تربيون)- نتيجة للحرب المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، توقفت أكثر من 20 صحيفة ورقية في السودان عن الصدور، مما أدخل البلاد في ظلام معلوماتي حالك وحجب عن العالم حقيقة ما يجري في السودان.



كان هذا التوقف متوقعا جراء الدمار الهائل الذي لحق بالمؤسسات الصحفية والمطابع التي تباشر عملها من العاصمة الخرطوم. وفي ظل هذا الدمار وجد المئات من الصحفيين والصحفيات أنفسهم نازحين ولاجئين، فيما اضطر كثيرون منهم إلى هجر المهنة والإتجاه نحو أعمال هامشية لإعالة أسرهم.

في هذا الواقع الذي لحق بالصحفيين والصحف، تعتزم الحكومة استئناف صدور الصحف.

وكشفت مصادر مطلعة لـ (سودان تربيون) أن حكومة ولاية الخرطوم بدأت استعدادات فعلية لاستئناف صدور الصحف. ووفقا للمصادر، عُقدت اجتماعات في يوليو الماضي بين موزع صحف معين من قبل السلطات وعدد من الناشرين، حيث كانت صحيفة "التيار" لمالكها عثمان ميرغني من أوائل الصحف التي أكدت استعدادها للعودة.



كان إندلاع الحرب مفاجئا للجميع بمن فيهم القراء، وحتى للناشرين ورؤساء التحرير. ففي ذلك الصباح، صدرت الصحف بعناوين رئيسية تعكس مساعي اللحظات الأخيرة لنزع فتيل الأزمة، مثل "جبريل ومناوي وعقار يقودون وساطة" و"المجتمع الدولي يبدي قلقه من التصعيد العسكري". هذه العناوين، وبشكل ساخر، كانت هي نفسها دليلا على أن شبح الحرب كان يخيم بالفعل على البلاد.

من الأقلام إلى الأرصفة.. كارثة إنسانية بالأرقام

يقدم وليد النور، سكرتير الشؤون الاجتماعية في نقابة الصحفيين السودانيين، صورة قاتمة بالأرقام، مؤكدا لـ (سودان تربيون) أن جميع المؤسسات الإعلامية، بما في ذلك 26 صحيفة ورقية و5 مطابع، توقفت منذ اليوم الأول للحرب.

ويوضح أن من بين 1500 صحفي في القطاعين الخاص والعام، أصبح 90% منهم بلا عمل بحلول أغسطس 2025. ويضيف: "لم يتبقَ سوى 10% من الصحفيين يعملون، وفقد الجميع مدخراتهم، واتجه البعض ليصبح بائعا جائلا أو يمتهن أعمالا أخرى لتوفير مقومات الحياة لأسرته".

وأشار النور إلى أن 5% فقط من الصحفيين، معظمهم من العاملين في قنوات فضائية ووكالات أنباء عالمية، هم من يتلقون رواتبهم بانتظام. منتقدا بشدة غياب اهتمام المؤسسات الصحفية والدولية بالصحفيين السودانيين، سواء على صعيد الحماية أو الدعم، مقارنة بالاهتمام الذي يحظى به نظراؤهم في مناطق النزاع الأخرى حول العالم. ويضيف: "لم يتم تناول قضايا ومعاناة الصحفيين السودانيين إعلاميا بالشكل الذي يعكس حجم الكارثة الحقيقية".

خسائر فادحة وأمل بالعودة

رئيس تحرير صحيفة التيار، عثمان ميرغني، يشير إلى أن عدد الصحف الورقية قبل ثورة ديسمبر 2018 كان يناهز 40 صحيفة متنوعة. وأوضح في حديثه لـ (سودان تربيون) أن المشهد الإعلامي بعد الحرب تحول إلى الفضاء الإلكتروني، لكن بجهود متفاوتة، فبعض الصحف الإلكترونية يقوم على تحريرها شخص واحد بهاتف محمول، بينما حافظت صحف أخرى مثل "التيار" على هيكلها المهني وطاقمها واجتماعات تحريرها اليومية.

وقال ميرغني إن الخسائر المالية لصحيفة التيار وحدها بلغت حوالي 400 ألف دولار، إثر تدمير مقرها بالكامل ونهب جميع أجهزتها، بما في ذلك كاميرات حديثة ومعدات بث تم استيرادها قبل أسابيع من الحرب.

ورغم ذلك، يبدو ميرغني متفائلا بشأن إمكانية العودة للطباعة الورقية، قائلا لـ (سودان تربيون) إن الجيش يمتلك مطبعة تحتاج لبعض الصيانة لتعاود العمل، ومطبعة أخرى في بحري جاهزة، وكذلك شركة التوزيع. ويضيف: بدأنا الإعداد لصدور الصحيفة ورقيا".

خطة حكومية لإعادة الصحف إلى المطابع

تشير التقارير الحكومية إلى أن مقرات الصحف لم تتأثر بشكل كبير هيكليا رغم تعرضها للنهب، وأنه تم تجهيز مطبعتي ( بكة) و(سي تي بي) للعمل. وعلمت (سودان تربيون) أنه تم تكليف رئيس التحرير ومالك صحيفة "التيار" عثمان ميرغني، ورئيس اتحاد الصحفيين، النقيب السابق، الصادق الرزيقي، بتنسيق هذه العودة. كما أكدت السلطات أنها قامت بتجهيز ورق الطباعة وطلبت من الناشرين تقديم قوائم بأسماء الصحفيين العاملين لديهم.

تحديات العودة.. مخاوف من صحافة موجهة

لكن رئيس تحرير صحيفة (الجريدة)، أشرف عبدالعزيز، يرى أن هذه العودة شبه مستحيلة في ظل الظروف الراهنة. ويحذر في حديثه لـ (سودان تربيون) من أن أي مساعدة حكومية ستأتي بثمن باهظ يتعلق بالتغول على استقلالية الصحافة.

ويكمن الخطر الأكبر، بحسب عبد العزيز، في مسألة دفع الحكومة لمرتبات الصحفيين. ويقول: "إذا دفعت الحكومة، فمن المؤكد أنها سترغب في التأثير على الصحف لخدمة أجندتها.. هذا قد يؤدي إلى تحول غالبية الصحف إلى منابر لنشر الكراهية ودعم تيار الحرب، مما يقوض دورها الأساسي في التنوير".



ويؤكد عبد العزيز أن الأزمة الحالية فاقت كل ما سبقها، فالحرب لم تعطل الصحف فحسب، بل "نسفت بنيتها التحتية بالكامل؛ لقد نُهبت دورها، وسُرقت أجهزتها، بل وبيع حديد المطابع في سوق الخردة". وحتى الصحف القليلة التي استطاعت الصمود إلكترونيا مثل (الجريدة) و(السوداني) و(التيار)، فإنها تعمل بطاقة محدودة جدا.

تساؤلات جوهرية في انتظار إجابات

بدوره، يدعم رئيس نقابة الصحفيين السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس، مبدأ عودة أي مؤسسة إعلامية ستعيد الصحفيين إلى عملهم، لكنه يطرح في حديثه لـ (سودان تربيون) تساؤلات جوهرية تركتها المبادرة الحكومية معلقة: "هل ستمول الحكومة هذه الصحف أم القطاع الخاص؟ وعلى أي أساس ستُبنى علاقات العمل والعقود الجديدة مع الصحفيين الذين دُمرت حياتهم المهنية"؟

ويختم بالتأكيد على حجم التحدي، مذكرا بأن مقرات الصحف ووسائل الإعلام كانت من أولى ضحايا الحرب، حيث تعرضت لدمار ونهب بنسبة تصل إلى 90%، مما يجعل الحديث عن كيفية العودة سؤالا مفتوحا ومعقدا.

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء هذه المادة من إعداد (سودان تربيون)، لتناقش إمكانية معاودة صدور الصحف بمبادرة حكومية، ومنطقية ذلك في ظل ما تعرضت له المؤسسات الصحفية، من دمار للبنية التحتية، والصحفيين من قتل وتهجير وفقدان الممتلكات بسبب الحرب المستمرة، ومدى إنعكاس الخطوة على استقلالية ومهنية الصحف.

Address

London

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Sudan Bukra posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to Sudan Bukra:

Share