13/10/2025
بين العجز والمعجزة: لغز الأسرى الذي أربك إسرائيل والعالم
مخابرات العالم أجمع، بأقمارها الصناعية وطائراتها المسيّرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتجسس الإلكتروني، لم تستطع منذ عامين من حرب الإبادة على غزة أن تصل إلى عشرات الأسرى في مساحة تقارب 40 كيلومترًا مربعًا.
سؤال بسيط لكنه يزلزل الرواية كلها: كيف يعقل أن تفشل قوة تكنولوجية واستخباراتية توصف بأنها الأقوى في الشرق الأوسط مدعومة بأجهزة أمنية غربية في العثور على أسرى داخل منطقة صغيرة محاصرة ومكشوفة جوًا وبحرًا وبريًا؟
هل هو عجز حقيقي؟
أم أنه مشهد مدروس بعناية لتبرير إبادة شاملة وتهديم ممنهج لبنية غزة وسكانها تحت غطاء البحث عن الأسرى؟
الاحتمال الأول: معجزة تتحدى المنطق العسكري
من زاوية الإيمان، لا يُستبعد أن تكون قدرة الله قد حجبت عنهم ما أرادوا، كما في قوله تعالى:
(فَغَشَّيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ).
أن تُخفي المقاومة أسرى بهذا الشكل، رغم القصف اليومي والاختراقات الجوية والبرية، هو في حد ذاته نصر استخباراتي معجز. فالحرب ليست فقط في الميدان، بل في العقول والمعلومات، وهنا تفوقت المقاومة على آلة التجسس العالمية.
الاحتمال الثاني: عجز مصطنع ومسرحية موجهة
لكن هناك من يرى الأمر بزاوية أكثر واقعية أو صادمة.
إسرائيل، التي لم تتردد في استخدام أي ذريعة لتبرير القتل الجماعي، قد تتعمد الظهور بمظهر العاجزة. لماذا؟
لأن استمرار ملف الأسرى مفتوحًا يعطيها الغطاء الأخلاقي والإعلامي لمواصلة الإبادة والتدمير تحت شعار “نبحث عن أولادنا”.
بهذه الطريقة، يتحول الفشل الأمني إلى ورقة سياسية مربحة تُستخدم داخليًا لتوحيد الجبهة، وخارجيًا لتبرير المجازر.
بين المعجز والمفتعل
سواء كان ما يجري معجزة ربانية تحمي المظلومين، أو خطة مدروسة لتغطية الإجرام الجماعي، فالثابت أن العالم بأسره صار يشاهد الحدث الأعجب في القرن الحديث:
قوة نووية مدججة تفشل في حسم معركة مع مقاومة محاصرة، وتغرق في أوحال غزة بلا نصر ولا نهاية.
إنها إهانة استخباراتية بحجم الأسطورة، أو رسالة سماوية بحجم العدل الإلهي.
وفي الحالتين…
تبقى الحقيقة واحدة:
(من ظن أن الحديد يغلب الإيمان، لم يفهم بعد كيف تكتب الشعوب الصغيرة أعظم فصول التاريخ)....