10/12/2025
كَبِرْتُ ، دُونَ أَنْ أنْتَبِهْ
مَرَ العُمْرُ مُسْرِعاً
لَمْ أَسْأَلْهُ عَنِ الوَقتْ
وَلَمْ يُحَذِرُني مِنَ القَلبْ ..
أَعودُ إلى الوَراءْ
عِشرونَ عاماً
فَأَرى طِفْلٌ ، بِلا طُفولة
يَبْحَثُ عَنْ نَفْسَهُ
وِسْطَ الظَلامْ
فَلا يَجِدْ
غَيْرَ الهَباءِ ، وَالسَرابْ ..
أرى أَبٌ ، يُوَدِعُ إِبنَهُ
قَبْلَ أَنْ يَلتَقيهْ
هَذا ما يُسمى
بِالوداعِ الأَوَلْ ، واللِقاءُ الأَخير ..
كَبِرْتُ ، دونَ أَنْ أنتَبِهْ
عُمْرِيَ الأَنْ ، رُبْعُ قَرْنٍ
وَسَيَزيدْ ، بَعْدَ كُلِ مَرَةٍ
مِنْ قِراءَةِ ، هَذِهِ القَصيدة ..
في قَلبي ، جُرْحٌ وَرَصَاصَةٌ
يُمَزِقاني ، مِنَ الوَريدِ إلى الوَريدْ ..
في قَلبي ، حَرْبٌ لا تَنْتَهي
عَلَيَ أَنْ أَعرِفْ
لِماذا ، وَمَنْ أُحارِبْ
كَيْ أَنْتَصِرْ ، وَيَنْتَهي هَذا النَزيفْ ..
قَلبي ، يَعْبَثُ بِقَلبي
ثُمَ يَجْرَحُني
ثُمَ يَرْحَلُ عَني
دونَ أَنْ يُوَدِعُني ..
فَأَقولُ لَهُ
لَوْ كانَ لَدَيَ قَلْبانْ
لَقَتَلْتُ الأَوَلْ ، وَشَنَقْتُ الثاني
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ، لَدَيَ قَلْبْ
لَما قُلْتُ ، هَذا الكلامْ ..
لا قَلْبَ لي
لِأَحْمِلَهُ ، وَأُحِبُ العاطِفة
ولا قَلْبٌ يَحْمِلُني
لِأَقولُ ، عَكْسَ ما أَقولْ ..
وَأَنا المُطارَدُ ، مِنْ قَلبي
كَسَجينٍ ، يَخافُ جَلادِهِ
أَيْنَما وَلَيْتُ قَلبي
تَهْزِمُني العاطِفة
وَيَكْسِرُني قلبي
أخافُ مِنْ قلبي
أخافُ مِنْ جَلادي ..
كَبِرْتُ ، كَمْ كَبِرْتُ
قَبْلَ أَنْ أَكْبَرُ
وَلَكِنْ ، ما فائِدَةُ العُمْرْ
إِنْ لَمْ أَعِشْهُ ؟
مِنَ الأَلَمْ ، يَكْبَرُ الإِنْسانْ
مِنَ الأَلَمْ ، تُوْلَدُ الكَلِماتْ
وَمِنَ الأَلَمْ ، سَأَكونُ شاعِراً ..
لا شَيْءٌ في العالَمْ
أَكْثَرُ ثَباتاً ، وَأَقوى
مِنْ فَنِ الأَلَمْ
الأَلَمْ
أَنْ تَتَحَمَلْ ، كُلُ أنواعِ الأَلَمْ
بِمُفْرَدِكْ
وَالأَلَمْ
أَنْ تَكْبَرَ لِوَحْدِكْ ...
قصيدة كَبِرْتُ دونَ أَنْ أَنْتَبِهْ
شعر - أحمد عيد
تاريخ | 2025