
08/09/2025
ناحوم برنياع: "المشكلة ليست في "الكيباه" التي يضعها رئيس الشاباك المقبل إنما بما تحتها"
يديعوت أحرونوت 8.9.25
يوم الجمعة الماضي نشر ملحق هآرتس بروفايل شامل عن اللواء (احتياط) دافيد زيني، مرشح نتنياهو لرئاسة الشاباك. من المفيد قراءته: أيضًا، للاطلاع على رؤى خريجي المعاهد الدينية التحضيرية الذين وصلوا إلى قمة الجيش. إنها مجموعة صغيرة، قوية النفوذ، مشبعة بروح الرسالة، والمستقبل أمامها.
المشكلة مع زيني ليست بسبب "الكيباه".
لا يجوز التعامل مع التيار الديني–الصهيوني ككتلة واحدة، كأن الجميع سموتريتش أو بن غفير. لا تنظر إلى الكيباه، أقول لنفسي وللآخرين. انظر لما تحتها.
حالة زيني ليست فريدة. زيني، خريج معهد ديني تحضيري، تجند لوحدة سييرِت متكال. بعد دورة الضباط نُقل إلى جولاني. خدم بامتياز كقائد فصيل، قائد سرية، وقائد كتيبة. أول فرقة عُيّن لقيادتها كانت "ألكسنداروني"، فرقة احتياط. في 2015 عُيّن قائدًا لفرقة الكوماندوز. ومنذ ذلك الحين بدأ بالتراجع: تولى قيادة فرقة احتياط هامشية؛ ثم قيادة قاعدة التدريب في تسئيليم. هرتسي هليفي رقّاه لرتبة لواء، لكنه منحه وظيفة لا تتعدى كونها شكلية: قائد الفيلق الميداني. ثم أرسله رئيس الأركان أيال زمير إلى التقاعد لعدم الحاجة الى فيلق مستقل.
حالة زيني ليست وحيدة. الجيش، مثل أي مؤسسة هرمية، يعاني من تدرج اشخاص في سلم الرتب حتى يصلوا إلى مستوى يفوق قدراتهم، وهناك يتوقفون. زيني صعد رتبتين إضافيتين: عميد ولواء.
وهذا أيضًا ليس استثناء: تاريخ الجيش مليء بترقيات لا علاقة لها بكفاءة المرشح. يرقّون الضباط لأنهم شاركوا في التدريبات، أو لأنهم يرتدون قبعة بنفس اللون، أو لأنهم تميزوا في معركة ما، أو من أجل تحسين معاشاتهم، أو تحت ضغط سياسي أو جماعات ضغط. عشرات الأسباب، لكن لا سبب منها يؤشر الى القدرة على فهم الاستراتيجية أو إدارة جيش.
الكيباه التي يضعها زيني ليست المشكلة، بل تجواله في ساحات الحاخامات هو المقلق. رئيس شاباك الذي يركع للحاخامات خطير مثل ضباط شرطة يأخذون أوامر من الحاخامات — بل أخطر. وفق التقرير، يرى زيني في الحاخام يشوع تسوكِرمان، أحد تلاميذ الحاخام تاو ومعهد "هار همور"، مرشده ومعلمه. وهذه مدرسة متطرفة، سواء في رؤيتها الدينية–الاجتماعية أو في رؤيتها القومية. هذه الرؤية لا تنسجم مع الدور الذي يمنحه القانون للشاباك في حماية الديمقراطية، ولا مع الحاجة اليومية للتعامل مع الإرهاب اليهودي. التعيين سيتطلب تغييرًا جوهريًا إما في قناعات زيني أو في وظائف الشاباك.
مثل غيره من خريجي المعاهد الدينية التحضيرية، سيعمل رئيس الشاباك تحت عين لوبي المستوطنين الساهرة. سيكونون أول من يشكك في ولائه، وأول من يحاول التحكم به من فوق. ما حدث لقادة المنطقة الوسطى وقادة فرقة يهودا والسامرة سيحدث له: إما أن تخدمهم أو تُعتبر خائنًا.
**أسلوب نتنياهو
عملية التعيين تُدار على الطريقة النتنياهوية المألوفة: مزيج من الارتجال والمناكفة. اقتراح التعيين جاء في حديث عرَضي في سيارة، من وراء ظهر رئيس الأركان؛ الاستخفاف بالمهنية وقيم المنظمة؛ غياب الشفافية.
ومع ذلك، من المشكوك فيه أنه بالامكان وقف التعيين. زيني لن يكون أول رئيس شاباك إشكالي، لكنه سيكون الأول الذي يتضح للجميع أنه إشكالي قبل أن يبدأ. نتنياهو يريده لا بالرغم من المشكلة، بل بسببها. وهذا مقلق، مقلق جدًا