
05/07/2025
الفظائع في غزة لا تحظَى باهتمام الحركات الشبابية اليسارية واتحادات الطلبة الجامعيين والمحاضرين والفنانين..
اور كشتي، هآرتس، مقدمة لتحقيق صحافي، 4.7.25
عندما سيسأل المؤرخون في المستقبل أين كان اليسار عندما بلغت الفظائع في غزة ذروتها، سيكون بإمكانهم تسليط الضوء على اتجاهات مختلفة — صمت المحاضرين، تبخّر اتحادات الطلبة، الشلل الذي أصاب الفنانين. أحد هذه الأضواء سيوجَّه بلا شك نحو حركات الشبيبة الزرقاء، التي ملأ أعضاؤها على مر السنين الساحات في النضال من أجل السلام، ورفعوا راية التربية بشكل عام، واستيعاب دروس المحرقة بشكل خاص. لكن ازاء القتل الجماعي للمدنيين، والتجويع، والتهجير، فإن صمت حركات الشبيبة يصم الآذان على نحو خاص.
قبل أكثر من شهر بقليل، في 26 مايو، أحدث هذا الاستياء شرخًا داخل الحركات نفسها. 34 من خريجي حركات الشبيبة اليسارية أطلقوا دعوة لرفض المشاركة في الحرب، وأثارت رسالتهم ضجة. خلال يومين فقط، بلغ عدد الموقعين 230. كتب الخريجون أنه "يجب منع تدهور أخلاقي إضافي قبل أن يفوت الأوان، والانضمام إلى الموقف الواضح ضد الحرب. لقد علمونا أنه ’في المكان الذي يخلو من البشر — حاوِل أن تكون إنسانًا‘. لقد حان الوقت لنقول إن خطر فقدان صورة الإنسان يخيّم علينا الآن أكثر من أي وقت. ليس بعيدًا اليوم الذي سنعجز فيه عن التعرف على وجوهنا".
الرسالة، التي تم تداولها في مجموعات واتساب، كانت محاولة واعية لتحدي منظمات الخريجين التي تقود الحركات. الاحتجاج لم يكن موجّهًا فقط ضد الامتناع عن اتخاذ موقف علني. بحسب عدد من الخريجين والنشطاء، فإن الشلل تسلل إلى الداخل.
هذا لا يعني أن حركات الشبيبة لم تقم بأي دور خلال الحرب. في الأشهر الأولى، تطوعت لمساعدة المجتمعات التي دُمّرت في 7 أكتوبر، وساعدت مئات الآلاف من الأشخاص الذين اقتلعوا من منازلهم. فعلى سبيل المثال، كانت مسؤولية جزء كبير من التعليم غير المنهجي في الفنادق التي أقام فيها المهجّرون تقع على عاتقها. لاحقًا، وبشكل تدريجي، تحولت الأنشطة إلى دعم النضال من أجل إعادة المختطفين. هذا الانخراط في دعم المهجّرين والمختطفين منح معنى ووفّر حضنًا دافئًا وآمنًا. أما الجرائم في غزة فلم تحظَ باهتمام يُذكر..
وتمامًا كما هو الحال في حركات الشبيبة، كذلك في المعاهد التحضيرية ما قبل العسكرية الليبرالية — مثل "رابين"، "بئيري"، "ت.ل.م" وغيرها. يعبّر رجال تربية في هذه الحركات والمعاهد عن إحباط وحزن إزاء الفشل الأخلاقي في مواجهة فظائع الحرب. الصعوبة في النظر في المرآة تتكرر في الأحاديث مع هؤلاء الشباب الذين اختاروا الانخراط في مجال التربية واعتبروا أنفسهم روادًا. يصفون محادثات مع المتدربين تظهر فيها انهيار في التعاطف، إنكار لحملة التجويع، وتشكيك في عدد القتلى المدنيين في غزة.
في البرامج التعليمية داخل المعاهد، التي يُعدّها المتدربون بأنفسهم، بدأت تبرز مضامين يمينية — لا يوجد حل سياسي، هذه حرب أبدية، الانفصال عن غزة هو ما أدى إلى أحداث 7 أكتوبر. الشباب الذين يصلون إلى المعاهد يحملون مواقف يمينية أكثر مقارنة بالمرشدين الكبار، وهكذا يجد المرشدون أنفسهم في مواجهة متدربين ينكرون ما يُقال عن مجريات الأمور في غزة. فعلى سبيل المثال، في أحد المعاهد، رفض المتدربون تصديق أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية.
"هل ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة يُعد من جرائم الحرب؟" تساءل الأسبوع الماضي مسؤول رفيع في إحدى المعاهد التحضيرية. "عندما يكون خيرة أبنائنا يخدمون هناك بشكل متقطع منذ سنة ونصف، لا يمكن مناقشة هذا السؤال بشكل جدي".