29/09/2025
أتذكر في عام 2019 انتكست الحالة الصحية للفقيدة، فأدخلها أبناؤها إلى المستشفى الحكومي. ويروي أحد الأطباء أنّ السيد محمد رضا (دام عزّه) خاطبهم قائلاً: «نحن نثق بكم وبعملكم، وأنقل إليكم سلام السيد الوالد، وقد أوصى بأن لا يكون هناك أي تمييز بين مريضتنا وبقية المرضى، فنحن وسماحة السيد (المرجع الأعلى) نؤكد على هذا الأمر، ولسنا إلا كبقية الناس».
وكان السيد محمد باقر (نجل المرجع الأعلى)، يجلس في صالة الانتظار شأنه شأن بقية ذوي المرضى، منتظراً الإذن بالدخول. فإذا سُمح له بالدخول إلى العناية المركزة، ارتدى الملابس الخاصة كما يفعل جميع المرافقين، دون استثناء أو امتياز.
اليوم يودّعُ سماحةُ السيد (دام ظلّه وعزّه) رفيقةَ الدرب الطويل، وسليلةَ البيت الطاهر، مربيةَ العلماء. وقد شاءت إرادة الله تعالى أن يكون يوم رحيلها مصادفاً لليلة شهادة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام، فازدادت الفاجعةُ وقعاً وألماً.
رحم الله فقيدتنا العلوية الطاهرة، وأسبغ عليها شآبيب رحمته ورضوانه، وألهم سماحة السيد وأبناءه الكرام جميل الصبر وحسن العزاء، وجعلها في مقعد صدق عند مليك مقتدر.