مجلة ألق البعث

مجلة ألق البعث مجلة فكرية عقائدية قومية عربية

بسم الله الرحمن الرحيم(وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم)صدق الله الع...
17/04/2025

بسم الله الرحمن الرحيم
(وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم)
صدق الله العظيم ـ سورة الأنفال ـ أية 10
بيان رقم ( 176 )
في الذكرى السابعة والثلاثين لتحرير الفاو مدينة الفداء والنصر العظيم
يا أبناء شعبنا العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
أيها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة
في هذه الأيام المباركة من نيسان العطاء والمحبه تحل علينا وعلى أبناء أمتنا العربية الذكرى السابعة والثلاثون لتحرير مدينة الفاو العزيزة في عمليات رمضان مبارك 17 نيسان 1988 ليشكل هذا النصر العظيم الذي تحقق بفعل تخطيط وتنفيد وإدارة عراقية خالصة، وبفعل الإرادة العراقية الصلبة وبسواعد وتضحيات رجال العراق النشامى بوابة للمعارك اللاحقة التي سميت بمعارك التحرير الكبرى، والتي كان لها الدور الحاسم في النصر العراقي الكبير على العدو الإيراني الغاشم والذي تحقق لاحقاً في 8 / 8 / 1988، وكانت تلك الملحمة البطولية الرائعة والتي أطلق عليها الاسم الرمزي ( رمضان مبارك ) كونها تزامنت مع اليوم الأول من شهر رمضان المبارك في ذلك العام، حيث استمر القتال البطولي خلالها لما يقارب (35) ساعة ولتتحرر مدينة الفاو ويطلق عليها قائد النصر وصاحب الدور الأبرز الرئيس الشهيد صدام حسين بأنها (مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم).
يا أبناء قواتنا المسلحة الجسورة
أيها الأحرار في كل مكان

لقد شارك في تلك الملحمة البطولية الخالدة قطعات الحرس الجمهوري والفيلق الثالث جنباً إلى جنب في خطة محكمة وتعاون وتنسيق قل مثيله، وساهمت القوة الجوية وطيران الجيش وسلاح الصواريخ بأدوار متميزة خلال مراحل القتال، وقد تم التحضير والاستعداد والتخطيط لها فترة طويلة، وأجرت القطعات التي اشتركت في المعركة تمارين ومناورات واسعة على بيئة جرى إعدادها في أماكن أخرى مشابهة لأرض الفاو ومنطقة المعركة، وجرى تهيئة وإعداد الخطط والوسائل المبتكرة لتجاوز كل التحديات التي تواجه القطعات في تلك الأرض التي تتميز بطبيعتها الخاصة وتنوعها الطوبوغرافي ولتتمكن القطعات من مجابهة القوات الإيرانية التي جرى إعدادها لفترة طويلة، كما أن خطة المخادعة العظيمة التي وضعتها القيادة العامة للقوات المسلحة ساهمت كثيراً في نجاح القطعات بتحقيق أهدافها بوقت قياسي وبتضحيات محدودة .
يا أبناء قواتنا المسلحة الجسورة
أيها الأحرار في كل مكان
يا لها من مناسبة عظيمه يستذكرها العراقيون اليوم، حيث يعلم الجميع أن الفرس بعنجهيتهم المعروفه راحوا يتغنون عند احتلالهم الغادر لمدينة الفاو سنة 1986 بأن على العراقيين أن ينسوا أن هنالك مدينة عراقية اسمها الفاو، حيث بنوا الدفاعات الحصينة وغيروا ملامح الأرض بالسواتر والخنادق وحقول الألغام والممرات المائية، وحشدوا فيها خيرة قطعاتهم، وتحدث إعلامهم ومسؤولوهم بأنهم الآن جيران الكويت وما إلى ذلك من التصريحات التي تريد ترسيخ صورة الهزيمة بين أبناء القوات المسلحة العراقيه وتشبع غرورهم المعروف وعنجهيتهم الفارغة، ولكن الأُباة من جيش العراق الباسل المغوار تمكنوا وبوقت قياسي من انتزاع ذلك النصر البارز في تاريخ العرب الحديث لتعود الفاو مدينة الحناء إلى أرض الوطن وهي تزهو بتاريخها وبدماء وتضحيات أبناء العراق النشامى، وليهزم المعتدون هزيمة نكراء مشهوده حيث ركلتهم أقدام العراقيين الأبطال وهم يلعقون جراحهم التي مُلِئت الأرض بها، وليتغنى العراقيون بأهزوجتهم المعروفة (عروستنا وأخذناها .. بعد شلها العواذل).
أيها الفرسان الأباة
لقد شكلت معركة رمضان مبارك بوابة للانتصارات اللاحقة والتي هزم فيها جيش الملالي الدجالين وليتجرع كبيرهم كأس السم ويعترف بالهزيمة المنكرة لجيشه وسياسته العدوانية ضد العراق الأشم، ولتبدأ بعدها صفحة التآمر الفارسي الحاقد على الأمة العربية وعراق المجد والبطولة وليتحالفوا مع الشيطان الأكبر وكل أعداء الأمة العربية من دول وحكومات وجواسيس وعملاء وليساهم الجميع في الحصار الشامل للعراق بذرائع مختلفة ولينتهي باحتلال العراق وتدمير كل مقومات الحياة فيه، ومن ثم يعقبها تنصيب الحكومات الطائفية التي لا هم لها إلا السلب والنهب والتخريب وتضليل الشعب والمساهمة في خلق العداوة بين مكونات شعبنا التي عاشت متآخية لقرون من الزمن على أرض العراق الواحد الموحد.
يا أبناء قواتنا المسلحة الجسورة
أيها الأحرار في كل مكان
لا بد لنا في هذه الذكرى الخالدة والتي نحتفي اليوم بذكراها السابعة والثلاثين أن نستذكر بفخر واعتزاز رجالها البواسل وعلى رأسهم الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله القائد العام للقوات المسلحة ورفاقه من أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة وجميع قادة الأسلحة والصنوف وبمختلف مسمياتها، كما نرى أنه من الواجب علينا أن نستذكر وبشكل خاص اثنان من أهم رجال تلك الملحمة الخالدة وهم كل من ( الفريق الأول الركن أياد فتيح خليفة الراوي قائد قوات الحرس الجمهوري البطلة والفريق الركن ماهر عبد الرشيد قائد الفيلق السابع البطل رحمهما الله تعالى)، ولابد لنا أن نحيي كل الرجال المقاتلين والمساندين وكل من كان له دور مهم، صغيراً كان أم كبيراً في تلك الملحمة الخالدة والتي ستبقى واحدة من مفاخر جيشنا وشعبنا الأصيل.

أيها الأحرار في كل مكان
نجد لزاماً علينا في هذا اليوم المجيد أن نؤكد مجدداً بأن جيش العراق وقواته المسلحة الباسلة وهم يمثلون امتداداً حقيقياً لرجال ملحمة الفاو من الذين لا زالت روح الانتصار العظيم في ملحمة رمضان مبارك وفي يوم النصر العظيم لا زالت تملأ نفوسهم فخراً وزهواً ومجداً وأن رجال القوات المسلحه وهم يتقدمون الصفوف ويلتصقون بأرض العراق الطاهرة يقفون على أهبة الاستعداد مع شعبنا وقواه الحية لتحقيق أحلام شعبنا وتحرير بلادنا من الاحتلال الغاشم وتوابعه، وأن تعود بلادنا حرة عزيزة يعيش أبناؤها على ترابها الطاهر أخوة متحابين تجمعهم أفراح وتطلعات وأماني واحدة، ومن الله نستمد العون والتوفيق.

المجد للعراق العظيم ولجيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ولكل المجاهدين الذين يقتفون آثار ذلك الجيش العظيم ويسطرون ملاحم البطولة في مقارعة المحتل الغازي وأذنابه الدجالين.
الرحمة لشهداء العراق العظيم والأمة العربية المجيدة يتقدمهم الشهيد صدام حسين.
التحية والمجد والرفعة لكل قادة الجهاد والتحرر الوطني في بلادنا قادة وآمرين ومقاتلين ولهم منا كل الفخر والتقدير والاعتزاز
تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب
وتحية خاصة مفعمة بالفخر والتقدير والامتنان إلى الأبطال الميامين الذين كان لهم شرف المساهمة في تحرير الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم
تحية إلى رجال القوات المسلحة البواسل عنوان مجد العراق ووحدته
والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً..

القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بإذن الله
18 نيسان 2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي   في الذكرى الثانية والعشرون للغزو والاحتلال الأمريكي للعراقالاحتلال ي...
08/04/2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
في الذكرى الثانية والعشرون للغزو والاحتلال الأمريكي للعراق

الاحتلال يوم أسود في تاريخ العراق والأمة العربية
لم يكن العدوان الأمريكي الأطلسي الصهيوني الصفوي، الذي كان العراق يتعرض له منذ عقود طويلة، ظاهرة استثنائية من سلوك الدول الكبرى، ذلك أن العراق اختار طريق الاستقلال التام عن سياسة المحاور الدولية، وجسد بكل صدق وأمانة المعنى الحرفي لسياسة عدم الانحياز قولا وفعلا، كما أنه حافظ على خيار السيادة الوطنية التامة في مواقفه على قراره السياسي الوطني، مع الحرص الشديد على تنفيذ خطة تنموية شاملة، في ميادين استيعاب التكنولوجيا وتوطينها، واستخدمها في استثمار ثرواته الوطنية على أسس جديدة، تقطع صلته بالخيار المفروض عليه سابقا في تسليم ثرواته الوطنية للشركات المتعددة الجنسية والعابرة للقارات، التي مارست أبشع صور السطو على ثروات الأمم، فكانت الوجه الظاهر للهيمنة الاستعمارية بالشكل الجديد للاستعمار الذي سوّق لكذبته بأنه تخلى عن أسلوبه القديم بالاحتلال المباشر، وتحول نحو إخضاع الأمم والشعوب للهيمنة الكاملة بالسيطرة على الدول المستقلة حديثا عن طريق الشركات والاستثمارات الاقتصادية.
وإذا ما ألقينا نظرة فاحصة على مجريات الأحداث على طول الساحة العربية وعرضها، فلن نتأخر كثيرا في استنتاج أن سياسة العراق وقراره الوطني الكامل، لم تلق القبول لدى الدول الكبرى، وخاصة تلك التي تمتلك "كارتلات وترسانات" تبدو في شكلها الخارجي اقتصادية صرفة، لكنها تعد أهم الخيارات للاستعمار الجديد على مستوى العالم.
إن ما تعيشه الأمة العربية اليوم من تراجع استراتيجي، وانكفاء على النفس في أكثر من ساحة، وتشبثاتها لوقف التداعي والتراجع في قدرتها على الدفاع عن قرارها السياسي المستقل، هو انعكاس لمواقف مرت هنا وهناك، من دون أن تلتفت لها الجماهير العربية العريضة، فتراكمت ككمٍ هائل من التنازلات التي أدت بالنتيجة إلى هذا التداعي في الخطوط الدفاعية العربية تباعاً.
إن واقع الأمة اليوم هو ليس الحالة التي خططت لها الحركات الوطنية والقومية منذ عقود طويلة، يعود بعضها لبدايات القرن العشرين، وسار على هديها الكثير من أبناء الأمة، بوعي حينا وأحيانا بعاطفة وطنية أو قومية، وخاض المفكرون العرب الأوائل من أجل تحقيقها الأهوال التي صادفتهم، لذلك اختط البعث العربي الاشتراكي لنفسه مسيرة متميزة في كل شيء، فلم يتراجع عن جوهر أهدافه قيد أنملة وخاصة في العراق الذي قاد الحكم فيه أكثر من ثلاثة عقود، لأن البعث كان يراهن على وعي الشعب العراقي وقدرته على النهوض من أية كبوة يتعرض لها بقوة أكبر، كلما اشتدت عليه التحديات الخارجية، فكان أصلب عودا عندما يشعر أنه يخوض لوحده غمارها رغم التضحيات الجسام التي قدمها على المستويين الوطني في العراق، أو القومي على مستوى قضايا الأمة كلها.
ولكن آخر ما كنا نتوقعه سواء على مستوى تنظيمات البعث، أو على مستوى القيادة العراقية، أن تخذلنا بعض النظم العربية، التي كان للعراق معها أيادٍ بيضاء، في الشدائد والملمات التي مرت بها، وذلك عندما اصطفت مع أعداء الأمة، بعد أن انقطع اضطراراً، سيل الدعم العراقي لها، نتيجة الظروف الحرجة التي مر بها العراق، إما نتيجة انشغاله في الدفاع عن نفسه وعن الأمة العربية بوجه العدوان الفارسي التوسعي، أو المخططات الدولية بفرض أشكال من الضغط الاقتصادي من أجل فرض خيارات لا تلبي مصالح العراق بل تستجيب لمخططات الدول الكبرى، لهذا ما أن توقف الدعم العراقي عن بعض النظم، سرعان ما وجدت نفسها بحل من أي التزام أخلاقي أو عقائدي أو قومي، فراحت تبحث عن مصالح قُطرية ضيقة في تقديم خدماتها الرخيصة للقوى الدولية الكبرى، بما في ذلك وضع إمكاناتها جميعا، سواء بالمشاركة في معركة التعبئة السياسية والإعلامية ضد قطرنا العراقي، ثم الانتقال إلى تحضيرات العدوان المسلح، والسماح لقوات العدو بالتحشد في محيط العراق، أو بالمرور عبر الأجواء العربية، أو الممرات الملاحية العربية، بل ذهب بعضها لتقديم القواعد الجوية أو المداخل البرية التي تقدمت منها جيوش الغزو الهمجي للعراق التي بدأت عملياتها ليلة التاسع عشر من آذار.
إننا لم نُصَب بالإحباط عندما كنا نرى ونلمس أن بعض جيران العراق من غير الدول العربية، قد تواطأ مع المعتدين، وذلك لوحدة تاريخ الحقد والضغينة، على دور العراق في صد الحملات الشعوبية والتصدي للرياح الصفراء الآتية من الشرق، لأن تلك الأطراف لا تحترم ما تعطيه من تعهدات على المستويين الثنائي أو الجماعي، فهي دول مارقة على طول تاريخها، وكأنها نذرت نفسها لإحباط أي مسعى يهدف إلى تحرير الأرض والإنسان في هذه البقعة من الأرض.
لقد كان العراق خط الصد الأول والحارس الأمين على تخوم الأمة العربية وبوابتها الشرقية، وعن أهدافها الكبيرة التي كانت ملهمة للجماهير العربية على مدى عقود طويلة، من النضال الواثق من قدرتها على الوصول إلى أهدافها، بفضل سلامة الرؤية القومية الجامعة لها، ولما وقع عدوان 1991 على العراق، كانت النظم العربية التي تخلت عن مواقفها المبدئية وعن التزاماتها بموجب معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق الجامعة العربية، فجسدت بذلك أسوأ ما يمكن أن تسجله في تاريخها، فلأول مرة تتقدم جيوش من مصر وسوريا والسعودية والمغرب، مع جيوش أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لغزو العراق، مع تنسيق عال مع إيران، التي حشدت جيشها وحرسها الثوري، وزجت بما يسمى بفرقة بدر التي تضم خونة الوطن مع عناصر من التبعية الإيرانية، فكادت تلك القوى مجتمعة أن تحقق أهدافها في احتلال العراق، لولا التحام العراقيين الشرفاء والتفافهم حول قيادتهم الوطنية الشجاعة فتمكنوا من اسقاط المؤامرة الدولية.
وبذلك انتهت الصفحة الأولى من العدوان، ولكن حزمة من القرارات الأمريكية التي تم إصدارها باسم مجلس الأمن الدولي، وفرضها قسرا على العراق، فكانت تلك القرارات هي التمهيد الأولي للمرحلة الثانية من العدوان، وذلك بفرض حصار اقتصادي شامل على العراق، لم يعرف العالم له مثيلا من قبل، فأجهز ذلك الحصار على كل عناصر الحياة، فأرادوا به تعطيل كل أسباب الحياة فمنعوا حتى أقلام الرصاص عن تلامذته، وبعد أن أيقنت الولايات المتحدة أن الفرصة باتت مواتية لشن المرحلة الثانية من العدوان، بدأوه في النصف الثاني من آذار 2003، فكانت الحرب غير متكافئة بكل المقاييس، ولكن قوات الغزو تكبدت خلال زحفها البطيء إلى بغداد خسائر ما كانت لتتوقعها أبدا، لا سيما معركة مطار بغداد تلك الأسطورة الخالدة في سجل الجيش العراقي وفدائيو صدام والتي ستبقى منارا مضيئا لبطولة العراقيين في سوح الوغى، ولكن كان طبيعيا أن تستكمل قوات العدو صفحات الغزو واحدة تلو الأخرى، حتى وصلت قوات الغزو إلى بغداد في التاسع من نيسان، فقامت بمسرحيتها الهزيلة التي حرصت على نقلها عبر الفضائيات التي أعدتها لهذا اليوم الأسود.
ولم تكن تلك هي النهاية، فقد أعد القائد الخالد الشهيد صدام حسين خطة ما بعد الحرب، فانطلقت أسرع مقاومة عرفها تاريخ الدول التي احتلها الأعداء، فاصطف العراقيون الأبطال لخوض معارك شرسة ضد قوات الغزو، ولكنهم كتبوا هم وأشقاؤهم المتطوعين العرب، أروع صفحات الشجاعة والبطولة.
تحية لشهداء العراق والأمة العربية
والخزي والخذلان للمعتدين الذين تطاولوا على مهد الحضارات الإنسانية
والخزي والعار لأيتام بول بريمر من حكام بغداد الذين اختزلوا العراقيين جميعا وأقاموا سلطة هدفها تأمين مصالح دولة الشر والإرهاب إيران.

قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد الرشيد 9 نيسان 2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي           بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعروس الثورات في 14 تموز 1958...
07/02/2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعروس الثورات

في 14 تموز 1958، حصل تغيير كبير في نظام الحكم، إذ تم إسقاط النظام الملكي على يد تنظيم الضباط الأحرار، الذي كان قد تشكل رداً على سياسات الحكومة بالارتباط بسياسة الأحلاف الغربية، هذا في مجال السياسة الخارجية، وحصلت ممارسات قمعية على مستوى المعارضة السياسية بكل أطيافها، إضافة إلى ظلم اجتماعي كثير تعرضت له الطبقات الفقيرة.
كان يجب على الثوار اعتماد خط سياسي وطني وقومي يراعي مصالح العراق والأمة العربية، واعتماد سياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز إلى أي من المعسكرين المتناحرين، الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق، والغربي بقيادة الولايات المتحدة، والنأي عن سياسة الأحلاف.
ولكن افتقاد قيادة الثورة إلى الخبرة السياسية في إدارة شؤون البلد، أدت إلى وقوع أزمات داخلية وتوترات في علاقات العراق العربية والدولية، فلم تكد تمضي إلا شهور معدودات، إلا وتفجر الخلاف داخل القيادة الجديدة، فقد اختار الزعيم عبد الكريم قاسم النهج الدكتاتوري لإدارة شؤون العراق، فأزاح أقرب قادة الثورة إليه، وتحالف مع الحزب الشيوعي، وأطلق له الحرية الكاملة في توازنات غبية، ظنا منه أن هذا التوجه هو الضامن له الاستمرار في الحكم، فاستغل الحزب الشيوعي تلك الثقة التي حصل عليها من قاسم، فمارس إرهاباً ضد التيارات السياسية الوطنية والقومية، وبطش بعشرات الآلاف من معارضيه، بحيث ضجت المؤسسة العسكرية التي تعتز بتقاليدها العريقة بالشكوى من دور المنظمات المسلحة وشبه المسلحة التي شكلها الحزب الشيوعي مثل "المقاومة الشعبية"، والتي سطت على دور الأجهزة الأمنية، وحلت محلها في ملاحقة الخصوم السياسيين، فحصلت ممارسات أقل ما يقال فيها، أنها استهتار بكل القيم العراقية، فتم توجيه الإهانات للعراقيين على مدار ساعات اليوم، وتلقى حزب البعث العربي الاشتراكي أقسى الضربات، فتم الزج بمناضليه في السجون، ونشطت أجهزة السلطة والمقاومة الشعبية في ملاحقات غير قانونية ضد الآخرين، ولكن البعث كان بعد كل مواجهة، يخرج أصلب عوداً وأكثر تألقاً وحضوراً في أوساط الجماهير.
لقد أدت سياسات عبد الكريم قاسم إلى تفاقم الوضع السياسي الذي وصل إلى درجة الاحتقان الكامل، في مطلع 1959، لا سيما بعد أن سمح عبد الكريم قاسم لما يسمى بـ"قطار السلام" بالتوجه إلى مدينة الموصل، التي عانت كثيراً من سطوة المنظمات المدعومة من قاسم، وخاصة المقاومة الشعبية وبقية تشكيلات الحزب الشيوعي، مثل أنصار السلام ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة، والنقابات التي أطلقت يدها للعبث بحركة الإنتاج الصناعي، والجمعيات الفلاحية التي تخلت عن خدمة الأرض وراحت تفلسف دورها بأنه لحماية الفلاحين من ظلم الإقطاع، الذي كان قد خسر قدراته كلها بصدور قانون الإصلاح الزراعي الذي شرعته سلطة الثورة على عجل.
ومع أن السلطات العسكرية في مدينة الموصل ألحت على قاسم بعدم ارسال قطار السلام، إلا أنه ركب رأسه وتجاهل نصائح المقربين منه، واستجاب لطلب الحزب الشيوعي في استعراض القوة، وعندما وصل قطار السلام إلى المدينة، طفق راكبوه باستفزاز سكان الموصل ذات التراث العروبي الرافض لتوجهات قاسم والحزب الشيوعي، فتحركت وحدات من موقع الموصل بقيادة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر الموقع، فأعلن الثورة على سلطة الزعيم عبد الكريم قاسم والتي قوبلت بترحاب واسع، ولكن الحركة فشلت بعد استخدام الطائرات الحربية لقصف مواقعها وتلكؤ بعض القطعات عن التحرك المطلوب في الوقت المناسب، عندها خرجت قطعان الغوغاء من جحورها لتعمل القتل بسكان الموصل رجالاً ونساء وسحلهم بالشوارع، وتم تعليق جثامين الشهداء على أعمدة الكهرباء بعد قتلهم بكل وحشية وضمائر ميتة، وفي اليوم التالي لفشل حركة الشواف، استباحت عناصر متعطشة للانتقام، شوارع بغداد والموصل وكركوك وحولتها إلى ساحات احتراب وقتل وتغوّل على المواطنين العزل لمجرد أنهم يرفضون تسلط الشيوعيين على مقاليد العراق السياسية، فذهب ضحية ذلك عشرات الآلاف من الضحايا، مما يمكن وصفه بحمام دم هائل يتحمل وزره قاسم والحزب الشيوعي، الذي أخذ الضوء الأخضر منه للفتك بكل معارضيه، وكي تكتمل صور الجريمة بكل أبعادها، فقد جرت اعتقالات عشوائية لمئات الآلاف لكل من يُعتقد بعدم تأييده للانحراف عما تم الاتفاق عليه بين الضباط الأحرار، فتم إعلان الأحكام العرفية وحالة الحصار التام، بحيث لم يعد بوسع المواطن العراقي التنقل حتى داخل محافظته إلا بعد الحصول على إذن خطي مسبق من دائرة الانضباط العسكري.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد سيق مئات الضباط، بمن فيهم الذين كان لهم السبق على عبد الكريم في الانتماء لتنظيم الضباط الأحرار، سيقوا إلى محكمة الشعب التي يرأسها العقيد فاضل عباس المهداوي "ابن خالة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم" والتي تحولت إلى أبشع سيرك سياسي عرفه القضاء، وفي جو إرهابي لم تشهده ساحات المرافعات القضائية، لوح خلالها الغوغاء بالحبال في وجوه المتهمين، لإرهابهم بشعار بائس، يقول "ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة" كانوا يصرخون بها بأعلى أصواتهم، وعلى الرغم من أن نتيجة المحاكمات كانت معروفة مسبقا بسبب نزعة الانتقام التي سيطرت على عقل رئيس الوزراء وقيادة الحزب الشيوعي ورئاسة المحكمة، فإن بعض أعضاء المحكمة رفضوا المصادقة على قرار إعدام الزعيم الركن ناظم الطبقچلي، والعقيد رفعت الحاج سري وهو مؤسس تنظيم الضباط الأحرار الذين تصدوا ببسالة للانحراف الذي اعتمده قاسم عن المسار الذي رسمه الضباط الأحرار لعراق ما بعد التغيير.
ورغم ذلك سارع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، للمصادقة على أحكام الإعدام التي صدرت على عدد كبير من الضباط الكبار بتهمة الضلوع بما أطلق عليه مؤامرة الشواف.
وكان يوماً حزيناً عاشته بغداد وكثير من مدن العراق، بعد الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام بكوكبة من خيرة ضباط الجيش العراقي الباسل، حتى استعادت الذاكرة العراقية جريمة إعدام العقداء الأربعة بعد حركات عام 1941.
كل هذه العوامل اجتمعت مع بعضها، إضافة إلى رفض عراقي قاطع لسياسة المحاور والارتباط بالأحلاف العسكرية التي اعتمدها نظام الحكم الجديد، وهي السياسة التي كانت من بين أسباب نقمة الضباط الأحرار على النظام الملكي، وبدلاً من انتهاج خط سياسي مستقل، تحول العراق من التحالف مع الغرب إلى التحالف مع المعسكر الشرقي، ففاقم من الاحتقان الشعبي والرفض في أوساط ضباط الجيش العراقي، والتقت تلك المشاعر الغاضبة مع إرادة قوية لحزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي تصدى ببسالة منقطعة النظير للسياسات الهوجاء التي سار عليها نظام عبد الكريم قاسم، فكان الإجماع على ضرورة التغيير السريع قبل أن يتم ربط العراق نهائياً بسياسة الأحلاف مرة أخرى، فكان ضحى الجمعة بكلمة السر "رمضان مبارك" يوم انطلق فيه فرسان البعث للسيطرة على مداخل بغداد ومخارجها ومفترقات الطرق والساحات العامة، كأول خطوة بانبثاق ثورة الرابع عشر من رمضان 1382هـ الثامن من شباط 1963، والتي خاض فيها مناضلو البعث معارك مشرّفة ضد السلطة الجائرة وفلول الحزب الشيوعي، الذي تصرف بطيش عندما دعا في بيان ناري له جماهيره للنزول إلى الشارع ودعا الزعيم إلى توزيع السلاح على عناصره لمواجهة ما أسماه بالمؤامرة، فحصلت حرب شوارع في أكثر من منطقة من بغداد وفي مدن عراقية أخرى، حتى تمكن رفاقكم المناضلون مع قوات الجيش العراقي، من حسم المعركة لصالح الثورة بعد ثلاثة أيام من ساعة الصفر، وتم تشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة كجهة لقيادة النظام الجديد، وتم تشكيل حكومة برئاسة الرفيق القائد أحمد حسن البكر رحمه الله، وباشرت عملها بكل أمانة وإخلاص لإزالة التخريب الذي تركه الحكم القاسمي والحزب الشيوعي، لكن التآمر على الثورة لم ينته بعد ذلك، فقد تحركت فلول من مختلف التيارات والتوجهات، بهدف اسقاط التجربة الأولى للحزب في الحكم، صحيح أن هدفهم قد تحقق في ردة 18 تشرين الثاني 1963، لكن البعث خرج من التجربة وهو أكثر قوة وحزما ولهذا عاد إلى الحكم بعد خمس سنوات.
تحية لعروس الثورات في ذكراها الثانية والستين
تحية لشهداء الثورة وتحية لشهداء الحزب في العراق وفي طول الساحات العربية وعرضها، الذين كافحوا ببسالة وإباء عن أهداف الأمة بالسيادة والكرامة والوحدة.

قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد الرشيد 8 شباط 2025

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي     في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد القائد الخالد صدام حسين{مِنَ المُؤْ...
29/12/2024

بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد القائد الخالد صدام حسين
{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
(الأحزاب:23(

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أيها الأحرار في كل مكان
يا أبناء الأمة العربية المجيدة

يا سيدي، أيها القائد الساكن في الضمائر الحية وقلوب الأحرار في كل مكان، يا بطلاً اختار الشهادة في سبيل الله والوطن وقضايا الأمة، يا من رحلت وخلّفت في قلوب العرب فخراً ومجداً مؤثلاً، أيها الفارس الميت الحي، لك من كل ضمير حي ويدافع عن القيم الإنسانية بأبهى صورها، تحية إجلال وإكبار لك في ذكرى رحيلك، الذي أثار الهلع في قلوب قاتليك عملاء المحتل الأمريكي والإيراني، ولم تلن لك قناة ولم يرتجف لك قلب أو بنان، وزرعت في قلب محبيك ثقة مطلقة بأنك عندما سلكت طريق التضحية بحياتك، فإنما فعلت ذلك لأنك أردت أن تعطي درساً بليغاً لكل من يسأل، هل تستحق المبادئ أن يضحي الإنسان من أجلها؟ وهل يستحق الوطن وما فيه من شعب وتاريخ وحضارة أن يرحل قائد المسيرة من أجل ذلك، فقلتَ لكل السائلين بعملك لا بلسانك، نعم وها أنا ذا أحدو الركب ولا ألتفت إلى الوراء، لأنني عهدت بالأمانة لمن توسمت فيه الثقة، بأنه سيواصل المسيرة حتى يحقق وطننا وشعبنا أهدافهما كاملة، بنفس الشموخ والإباء.

أيها البعثيون في كل مكان وخاصةً في قطرنا العراقي، بلد السجل الأكبر في تاريخ الفداء، يبقى الاستشهاد درساً غامضاً وعصياً على الفهم، إلا لمن يختار أن يجسده عملياً بإرادة واعية وسبق إصرار، ويكتب فصوله الكاملة بجدارة ورجولة باذخة، تنهل من تاريخ ناصع لأمة حفل تاريخها بكل ما هو بهي وناصع، فامتدت بسفرها العظيم لمساحات شاسعة، وأمدت العالم بألق الحضارة وسمو العدل والقيم الإنسانية السامية جيلاً بعد جيل.

في مثل هذا اليوم الذي نطقت الإنسانية بملء فمها حكاية البطولة وكأنها لم تنطق مثلها سابقاً، بعد أن جسدها القائد صدام حسين في مثل هذا اليوم 30 كانون الأول 2006، الذي صادف فجر الأضحى 1427، عندما مضى بعزيمة نحو موت أسطوري خالد الصفحات مردداً الشهادتين لا يلوي على شيء، ليرسم معالم طريق النصر الزاخر بالتضحيات، ليس ضرباً من التباهي وإنما إيماناً راسخاً بعدالة القضية التي جاهد طويلاً حتى يصل إليها فوصلها في الوقت الذي اختاره هو وليس عدوه اللئيم المملوء بكل أفانين الحقد والكراهية، فانتصر عليهم مرة أخرى عندما قهرهم في طريقة موته واقفاً بإباء، والجلادون يرتجفون بين يديه، تكاد صاعقة الرعب أن تقتلعهم من بيوتهم ومقارهم التي ظنوها مانعتهم من الشعب وقواه الثورية الفاعلة، لا سيما فرسان البعث الذين سجلوا أنصع الصفحات في تاريخ العراق والأمة العربية، فاستحقوا بجدارة احتلال موقعهم تحت الشمس مثابة يستدل بها السائرون على هداها.

يا أبطال الأمة
في مثل هذا اليوم الندي، رحل قائد الأمة ورمزها الشهيد البطل صدام حسين، الذي اختار الموت بشرف وكرامة، ليصنع الحياة لأبناء شعبه ووطنه وأمته، حياة فيها من الشموخ ما تعجز الألسن عن وصفه، والأقلام وإن علت بها رتب البلاغة عن سرد تفاصيله، فهو رحيل خاص لرجل نذر نفسه إيماناً بالمبادئ، من أجل بعث الأمة من جديد في عالم لا مكان فيه للضعفاء والجبناء، في هذا اليوم الذي يستحق بجدارة أن نطلق عليه يوم الفداء، بإكبار أمام بطل الواقعة النادرة، التي لم تمر هباء، بل شاء الله سبحانه وتعالى أن تسجلها عيون كاميرا عدوٍ لم يتخل عن رخصه وهو أمام موت من طراز خاص، فأراد منها تسجيل لحظة أنها تنطلق عن وهن، كي يتاجر فيها في سوق التفاهة أو يحقق ربحاً عابراً، من وراء المتاجرة بها في سوق اكتظ بالنخاسين وبائعي الوطن والشرف، ولكن انقلب عليهم مسرح الجريمة، فكان كالصاعقة التي انقضّت عليهم فدمرت ما أرادوا إخراجه من مسرح جريمتهم الكبرى في فجر الأضحى، لرجل هو خير الرجال وأشجع الرجال، فأظهرهم عراة على حقيقتهم، بلا شرف ولا قيم وطنية أو دينية أخلاقية.

تحية للقائد الفذ في ذكرى رحيله التي ما تزال تشحذ فينا الهمم وتشد من عضدنا لتحقيق النصر على لصوص الأوطان ومفسدي الحياة السياسية في العراق، والذين لم يألوا جهداً إلا فعلوه لربط العراق بإيران إلى الأبد، وحرصوا على تأمين مصالح البلد الذي اختار العداء للعراق عن حقد تاريخي موروث على مر الأزمان، فاستحقوا لعنة الله، والتاريخ والناس أجمعين، تحية لشهداء العراق والأمة العربية.

قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد الرشيد 30 كانون الأول 2024

بيان قيادة قطر العراقبمناسبة الذكرى الحادية والستين لعروس الثوراتيا أبناء شعبنا العظيمأيها المناضلون البعثيون  تؤشر الأم...
07/02/2024

بيان قيادة قطر العراق
بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعروس الثورات

يا أبناء شعبنا العظيم
أيها المناضلون البعثيون

تؤشر الأمم والشعوب الحية أبرز المحطات التاريخية في حياتها، لتتوقف عندها وتُعطيها ما هي جديرة به من الاعتزاز والاهتمام واستخلاص التجارب منها، وتوظيفها في تصويب الأخطاء في مسيرتها لمرحلة قادمة من الزمن، ومن بين أكثر المحطات الملتصقة بالذاكرة الوطنية في تاريخ القطر العراقي وتاريخ الحزب، هي تجربة ثورة الثامن من شباط 1963 (14رمضان)، والتي قادها الحزب بجدارة وتصميم عاليين، فكانت أول تجربة نضالية في الوطن العربي تميزت بدور بطولي فذ لمناضلي الحزب المدنيين منذ الساعات الأولى لصفحة التنفيذ، ثم خاض رفاقكم معركة مجيدة يوم الثورة ضد فلول الحكم القاسمي وأتباعه الشعوبيين الذين ربطوا مصيرهم بمصير الحكم الفردي.
لم تأت الثورة ضربة حظ أو مصادفة سعيدة تحققت في غفلة من الزمن، بل كانت امتداداً لمرحلة طويلة في مقارعة الظلم والتعسف، كان حزبكم قد خاض غمارها ضمن رؤية تحليلية ناضجة للظرف العصيب الذي كانت الأمة العربية تعيش مخاضه العسير، كان من أبرز صفحاته عندما واجه فرسان البعث معركة بطولية نادرة الأبعاد تخطيطاً وتنفيذاً واستعداداً للتضحية بالغالي والنفيس، في مقارعة ذلك النظام عندما كان بأوج قوة مؤسساته العسكرية والأمنية القمعية، خلال الإضراب الطلابي البطولي الذي شلّ النصف الأول من العام الدراسي 1962- 1963 فصار أيقونة للتجارب النضالية التي سطرها رفاقكم فرسان البعث وهم على مقاعد الدراسة، وأعجزوا أجهزة القمع عن التراجع عن مواقفهم الشجاعة، بل وراهنوا على المستقبل الوطني مقابل مستقبلهم الشخصي، وبذلك وضعوا حجر الأساس للفهم الجديد لمعنى الوطنية العراقية التي سَمَتْ فوق المصالح الشخصية المشروعة للفرد، مقابل المصلحة العليا للوطن.
وبعد انتقال رفاقكم من مقاعد الدراسة والعمل في الوسط الجماهيري ووصلوا مرحلة العطاء السياسي والفكري، وجدوا أنفسهم أمام المسؤوليات الجديدة التي كان عليهم النجاح فيها مهما بلغ حجم التضحيات التي عليهم بذلها من أجل انجاح الثورة، كما سجلوا النجاحات السالفة في ساحة النضال الوطني، ولأن للحكم استحقاقاته وشروط عمله المختلفة عن سياقات العمل الثوري المعارض، فقد كان لقيادة البعث الشابة في تجربة الحكم بعد نجاح ثورة 8 شباط ومرورهم بأول تجربة ميدانية من هذا الطراز، وهو ما أدى إلى ارتكاب بعض الأخطاء التي هي النتاج الطبيعي لكل طرف يمتلك طموحاً ثورياً عالي السقف، لكن قوى الثورة المضادة والأطراف المعادية للحزب نفخت فيها وضخمتها إلى حدود بعيدة، بل يمكننا أن نجزم بأن هناك قوى تحمل موروثاً ثأرياً للحزب، تظاهرت بالاصطفاف معه في ظرف تختلط فيه الألوان، كانت تتعمد بارتكاب الممارسات المدانة كي تضعها على عاتق البعث، ولم تتح لقيادة الثورة الفرصة الكافية لمعالجة الأخطاء في وقتها، فسرعان ما انقلبت قوى الثورة المضادة في الثامن عشر من تشرين الثاني سنة 1963وارتكبت جريمة الردة التي أجهزت على التجربة التي أوشكت أن تحقق المزيد من الإنجازات الثورية، لعل في مقدمتها إقامة أول تجربة وحدوية متكاملة الأبعاد بين القطرين اللذين كان حزب البعث يحكمهما وهما العراق وسوريا.
إن الكثير من الأخطاء التي أُقحمت على الحزب، كانت تعود إلى أن بعض الأطراف المحسوبة على حكم اللواء الركن عبد الكريم قاسم، وأعداء البعث الذين تضرروا من حكمه، ومناصبتهم العداء للثورة منذ ساعاتها الأولى، تفريغاً لتاريخ طويل من العداء للبعث، شهد كثيرٌ من صفحاته عنفاً دموياً، مارسته القوى التي ربطت مصيرها بمصير النظام الذي استفرد بالحكم بعد ثورة 14 تموز 1958، على الرغم من أن تلك الثورة كانت نتاجَ عمل دؤوب لتنظيم الضباط الأحرار، الذي كان يستند على قاعدة عريضة من الدعم الشعبي يتجسد بجبهة الاتحاد الوطني، والتي سرعان ما انقلب عليها الشيوعيون بعد وقت قصير من تلك الثورة، وحولوا مسار الحكم لصالحهم، وكأن تلك الجبهة ما خططت للتغيير إلا لتحكم العراق من دون برنامج سياسي لما بعد تسلم الحكم، وبعد أن استأثر الحزب الشيوعي بفرص الحكم من خلال دعم متبادل بينه وبين عبد الكريم قاسم، ارتكب مجازر مروعة ضد كل من لا يشاطره الإعجاب بتجربة حكم (الزعيم الأوحد)، وما رافقها من ممارسات أقل ما يقال فيها هو وصف قاسم نفسُه لها، بأنها جرائم الفاشست، عندما انقلب على الشيوعيين وبدأ بجرد حساب قديم لسجلهم الأسود، وخاصة ما حصل في مدينتي الموصل وكركوك سنة 1959، والتي أدت من بين ما أدت إليه تلك الهجمة الوحشية على المواطنين في دورهم وتعليق الأجساد على أعمدة الكهرباء، ثم تنفيذ حكم الإعدام بأبرز قيادات تنظيم الضباط الأحرار، الذي كان له الفضل الأكبر في وضع عبد الكريم قاسم في موقع القيادة الأول.
وتناسى عبد الكريم قاسم أنه هو الذي قاد العراق إلى مساره الخاطئ، وأنه هو وحده الذي يتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية في تنفيذ حكم الإعدام، تماماً كما يتحمل مسؤولية ما جرى من حمامات دم في العراق، لأنه أطلق حرية القتل الكاملة للشعوبيين والبطش بكل من يقف ضدهم، وخاصة حلفاء الأمس من أحزاب جبهة الاتحاد الوطني، وكذلك من رموز كبيرة من قادة تنظيم الضباط الأحرار، مثل الزعيم ناظم الطبقجلي والعقيد رفعت الحاج سري وغيرهما من أبطال الجيش العراقي، على الرغم من أن الممارسات الغوغائية التي شهدتها قاعة المحكمة العسكرية العليا الخاصة، وهي المعروفة شعبياً بـ (محكمة المهداوي)، كانت بفعل عناصر موتورة من عناصر الحزب الشيوعي التي مارست إرهاباً داخل قاعة المحكمة، وأشاعت أجواءً من الرعب في أوساط الشارع العراقي كله، مما كان له فعل المقصلة على رقبة القضاء العراقي المستقل، وشرعن لمسيرة وأد القضاء.
ولهذا كان من الطبيعي أن يتصرف البعثيون ومعهم كل الأطراف التي عانت من ويلات الإرهاب الذي مارسته ميليشيات (المقاومة الشعبية) وسائر المنظمات المهنية التي تخطت بسلوكها المنحرف، الأهداف التي أجيزت من أجل تحقيقها، فكانت ردود الفعل التي تباشرها أجهزة الحكم تجاه العنف الإرهابي الذي واجهته، يتناسب في كثير من الأحيان مع مستوى الفعل المعادي.
ومع ذلك فإن المؤتمر القطري الثامن للحزب الذي انعقد في بغداد عام 1974، لم يترك تجربة حكمه لتسعة أشهر عام 1963، لتمر من دون تسليط الضوء النقدي عليها، حتى ذهب البعض إلى أن تصويب الحزب لجزء من تاريخه، كان ثورة قائمة بذاتها، وأنه كان أقسى في نقده لها حتى من أعداء الحزب أنفسهم، ولم يكن ذلك الموقف يقدم رشوة لأي طرف من الأطراف لأن البعث لا يرى من هو أكثر منه استحقاقاً للدور القيادي في العراق والأمة العربية، كما أن هذا النقد لم يكن استمتاعاً في جلد الذات، بل وبتلخيص شديد كان رؤية ثورية ناضجة من حزب عريق واثق من نفسه ولا يخشى من أحد أبداً، لرسم معالم المستقبل على أسس راسخة، تسد على الأعداء أبواب التسلل إلى التجربة في محاولة لمنعها من تحقيق أهدافها، تمهيدا للإجهاز عليها وقتل الحلم العربي.
تحية لذكرى عروس الثورات في ذكراها الحادية والستين.
تحية لشهداء البعث الذين عمدوا طريق النضال القومي بدمائهم الزكية، ولم يبخلوا بشيء فعلوه من أجل نهوض الأمة من كبوتها.
تحية لشهداء البعث وشهداء الأمة العربية في العراق وفلسطين وسوريا وفي كل مكان سقط فيه شهيد ليروي ثرى الأرض العربية.
تحية لفرسان البعث الذين كان لهم شرف المشاركة في ثورة الثامن من شباط.

قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد 8 شباط 2024

Address

شارع العروبة
Baghdad

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجلة ألق البعث posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Category